عيب خلقي في القلب يتسبب في إصابة كاسانو بالجلطة الدماغية

اللاعب يحتاج إلى جراحة بسيطة وتناول بعض العقاقير المضادة للتجلط

TT

كان سيلفيو برلسكوني رئيس نادي الميلان هو أول من أعلن خلال أحد البرامج التلفزيونية يوم الاثنين الماضي أن الجلطة الدماغية التي أصابت أنطونيو كاسانو لاعب الميلان مساء السبت الماضي تعود لمشكلة في القلب. والآن بدأ الأطباء يكشفون عن تفاصيل أكثر دقة تتعلق بمرض كاسانو، فقد تسبب عيب خلقي بسيط في القلب في تعرض اللاعب لجلطة دماغية بسيطة مساء السبت بمجرد هبوط طائرة الفريق في مطار مالبينزا قادما من روما. وكشف الأطباء عن أن هذا العيب يتمثل في وجود ثقب صغير بين الأذين والبطين. ويمكن علاج هذه المشكلة بعملية جراحية بسيطة. وبعد إجراء الجراحة سيحتاج اللاعب إلى تناول بعض العقاقير المضادة لتجلط الدم مثل الأسبرين، وبعد ذلك لا توجد أي محاذير أو موانع للعودة إلى النشاط البدني والرياضي.

يوم الحقيقة: وبعد يومين ساد فيهما الكثير من الغموض والقلق والشك، جاء يوم الأربعاء ليحمل في طياته بعض التفاؤل بشأن حالة كاسانو. فبعد الاطمئنان منذ البداية على عدم وجود خطر على حياة اللاعب الشاب كان السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو السؤال عن مستقبله مع الكرة ونادي الميلان. وكان الجميع يترقبون لمعرفة الآثار المحتملة التي تركتها الجلطة الدماغية على الجهاز العصبي للاعب. ومع عدم صدور أي تقارير رسمية عن الحالة كان المجال مفتوحا لجميع الافتراضات وأسوئها. وحتى الآن لم يصدر أي تقرير رسمي نهائي بشأن حالة كاسانو، لكن غالياني نائب رئيس الميلان أكد أن الساعات القليلة القادمة ستشهد صدور «تقرير مشترك من جانب مستشفى بوليكلينكو في ميلانو، الذي نشكره على ما يقوم به حاليا من جهود مع كاسانو، ونادي الميلان. وسيوضح التقرير حقيقة ما حدث. وما أحرص على قوله للجماهير الكثيرة التي تحب كاسانو هو أنه بحالة جيدة وتتحسن حالته بشكل طيب. إنني لست طبيبا، والأمر يحتاج فقط إلى بعض الصبر».

فحص مُتعب: لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا الوقت هو كيف لم يتم الكشف عن هذا العيب الخلقي والثقب الموجود بقلب كاسانو من خلال الكشف الطبي والفحوصات المتعددة التي خضع لها اللاعب خلال مسيرته مع الكرة؟ والإجابة على هذا السؤال تبدو بسيطة، وهي أن الأشعة التي خضع لها اللاعب يوم الأحد الماضي بعد شعوره بالوعكة الصحية وكشفت عن المشكلة لا تدخل ضمن الفحوصات التقليدية التي يخضع لها لاعبو الكرة في مسيرتهم عند الانتقال بين الأندية، لا سيما وأنه فحص صعب ومرهق يحتاج إلى تخدير جزئي.

تصريحات مطمئنة: ومن المفترض إذن أن تحمل الساعات القادمة الحقيقة الكاملة بشأن حالة كاسانو. ولا شك أن الإعلان الرسمي عن حالته سيحمل نفيا أو تأكيدا للافتراضات الكثيرة التي أثيرت خلال الأيام الماضية. وحملت تصريحات غالياني الأخيرة بعض الضيق بسبب الإشاعات الكثيرة التي انتشرت بشأن حالة كاسانو ومستقبله. لكن غالياني تحدث بلهجة مطمئنة في ما يتعلق بالحالة الطبية للاعب، فقال: «لقد كنا جميعا نأمل في الفوز لإهدائه لكاسانو، لكنني نزلت إلى غرفة اللاعبين مع نهاية مباراة باتي بوريسوف من أجل إخبارهم أن حالة كاسانو طيبة. وقد تحدثت مع كاسانو قبل فترة وجيزة من الذهاب إلى الاستاد. وأنا لست طبيبا، لكن هناك الكثير من التفاؤل مقارنة باليومين الماضيين». ولا شك أن البيان الذي سيصدره النادي بشأن حالة كاسانو الصحية سيساهم في تبديد الشكوك الكثيرة المثارة حاليا. ويعكف مسؤولو الجهاز الطبي للميلان في الوقت الحالي على دراسة التقارير الطبية للاعب تمهيدا لإصدار البيان الحاسم الذي من المقرر أن يصدر خلال الساعات القليلة القادمة.

كاسانو المعتاد: وتحدث مَن قاموا بزيارة اللاعب في المستشفى عن حالته ووصفوها بالجيدة، وأكدوا أنه يتمتع «بمزاج جيد». وهو ما أكدته تقارير أخرى يوم الأحد الماضي حيث تحدث البعض عن أنه يمزح مع الأطباء والممرضين. إنه حقا كاسانو المعتاد. وكان أول شيء طلبه كاسانو خلال الساعات الماضية هو مشاهدة مباراة الميلان مع باتي بوريسوف في دوري أبطال أوروبا. وقد شاهد كاسانو المباراة بصحبة ضيف خاص جدا هو جيجي دالسيو، المطرب الإيطالي الشهير الذي جاء لزيارته عند الساعة السابعة مساء الثلاثاء. وكان الأطباء قد منعوا الزيارات الخاصة عن كاسانو حتى يوم الاثنين الماضي. وتلقى اللاعب أيضا عددا من الزيارات من زملائه بالفريق وغيرهم مثل ماتيرازي وفيفانو وباتو وأنطونيني، كما زاره باتزيني نجم الإنتر وتلقى أيضا مكالمة هاتفية من ماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر. وأرسل إليه زاراتي لاعب الإنتر رسالة على الهاتف الجوال يسأل فيها عن صحته.

أجواء هادئة: وفرضت حالة من الخصوصية والسرية على حالة كاسانو وبدا أن زملاءه لم يعرفوا بالتحديد ماهية مرضه. وتجنب معظم من قاموا بزيارته الحديث لوسائل الإعلام عن حالته أو طبيعة مرضه، واكتفى بعضهم بالقول إنه وجده بحالة جيدة. وينطبق الأمر نفسه على أسرة كاسانو حيث تجنبت والدته وزوجته كارولينا الحديث عن تطورات المرض أو طبيعته، واكتفت زوجته بالتأكيد على أنه يشعر بهدوء واطمئنان كبيرين وأنه يمزح طوال الوقت كعادته.

اللافتة: وأظهرت جماهير الميلان حبها لكاسانو حيث علق بعض المشجعين لافتة كبيرة على مدخل المستشفى كتبوا عليها: «أنطونيو، لا تستسلم وعد للتسجيل أمام المدرج الجنوبي». ومن المقرر أن يزور عدد كبير من لاعبي الميلان خلال اليومين القادمين زميلهم بعد عودتهم من السفر.