الإنتر الحقيقي يظهر في أوروبا فقط ويهزم ليل الفرنسي بثنائية

صامويل افتتح التسجيل.. وميليتو صحح خطأه وأحرز هدف الحسم

TT

اقترب فريق الإنتر الإيطالي من التأهل لثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما تغلب أول من أمس على ليل الفرنسي 2 - 1، وذلك في المباراة التي جمعتهما على ملعب جوزيبي مياتزا بميلانو، ضمن الجولة الرابعة من دور المجموعات. تقدم والتر صامويل لأصحاب الأرض في الدقيقة 18 من الشوط الأول، ثم ضاعف ميليتو النتيجة في الدقيقة 20 من الشوط الثاني، وحاول دي ميلو إحياء آمال الضيوف وتمكن من التسجيل في الدقيقة 37، لكن المباراة انتهت 2 - 1، مما رفع رصيد الإنتر إلى تسع نقاط يحتل بها صدارة المجموعة الثانية واقترب من التأهل للدور التالي، بينما تجمد رصيد ليل عند نقطتين يتذيل بهما الترتيب.

هناك والتر صامويل الذي يقوم بدور صامويل إيتو، الذي رحل إلى أنزهي الروسي الصيف الماضي، لكن ماذا عن ميليتو؟ لقد عاود التسجيل بعد غياب طويل، فقد كان هو من يسجل كثيرا ودائما وفي شتى الأماكن، وقد جاء التحول في الدقيقة 20 من الشوط الثاني، حيث فعل زانيتي قائد الفريق كل شيء ثم سجل ميليتو هدف التقدم 2 - 0، وصرح المهاجم الأرجنتيني عقب المباراة قائلا: «إنني سعيد للفوز وللهدف الذي يمنحني قوة، وشجاعة وثقة. كما أن إهدار هدف سهل هكذا لا يدعك مطمئنا. كيف تعاملت مع الأمر؟ لا أدري، إنها فترات هكذا، وتحدث حينما يكون المرء غير هادئ، وفي تلك اللحظة يكون الضيق والتفكير عاملين يلعبان ضدك، إلا أنني ظللت هادئا، وأيضا بعد الكرة التي ارتطمت بالعارضة وجدت الهدف ونزعت عني هذا التفكير».

عناق سان سيرو: ما حدث في الدقيقة الثالثة من الشوط الثاني يعد أمرا لا يصدق، وسيسجل نسبة عالية من المشاهدة على مواقع الإنترنت، لكن عند هذه النقطة من السليم الضحك عليها، وتشبه تلك الكرة التي سددها ميليتو وأضاعها منذ عام أمام اليوفي في تورينو، وفرصة ميليتو نفسه منذ أسبوع أمام أتلانتا. إنه أمر لا يصدق، ووسط كل هذا، ها هي جماهير سان سيرو التي تعانق بطلها، فبعد ذلك الخطأ الذي لا يمكن الوقوع فيه، تصاعد الهتاف الأول «دييغو، دييغو!»، وبعدها أنشد الاستاد بأسره «دييغو سجل لنا هدفا»، مثلما كانوا يفعلون في الزمن الجميل. إنه عناق 25 ألف شخص، وهو يسجل هدف تعزيز التقدم، وزانيتي الذي يطلب تصفيق الاستاد، وزملاؤه الذين يعانقونه. ويؤكد دييغو: «في الواقع، أود التركيز على مساندة وحب الجماهير، ليس لدي شيء أقوله، وسأتوجه بالشكر لأناس كثيرين إلى الغد. إن الدعم يمنحني ثقة، والفضل يرجع إليهم وإلى عائلتي، والآن أتمنى المواصلة هكذا». بهذه العودة للتهديف، رفع دييغو ميليتو رصيده إلى 4 أهداف هذا الموسم، اثنان في باليرمو، وواحد في بولونيا وآخر في ليل. إن رجل الثلاثية، والهداف الكبير الذي صرح في أوج فرحة الفوز بدوري الأبطال «لا أدري هل سأبقى»، يستحق التبرئة من جانب موراتي، والذي كان قد انتقده عقب مباراة بيرغامو، أمام أتلانتا.

بعدها، هناك والتر صامويل، والذي كان قد تعرض للإصابة في أربطة الركبة، في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 أمام بريشيا، وآخر هدف سجله كان في الثاني من مايو (أيار) 2010 في مباراة لاتسيو - إنتر 2 - 0، وبعدها بعام ونصف العام يكرر نفسه مسجلا هدفه الأول هذا الموسم في سان سيرو، في دوري أبطال أوروبا. كل هذا، وسيقومون بالتجديد له حتى عام 2013، وينتهي عقده الحالي في يونيو (حزيران) المقبل. ويختتم ميليتو: «إنها لحظة صعبة في بطولة الدوري المحلي، لكننا سنخرج منها، وسننطلق من جنوا، حيث سأجد أصدقاء كثيرين».

من جهة أخرى، يعد إنتر كلاوديو رانييري سيلا جارفا، فقد حقق ثلاثة انتصارات في ثلاث مباريات، بعدد نقاط أكبر من تلك التي حققها في تسع جولات في البطولة المحلية. إن الفوز 2 - 1 على ليل له قيمة كبيرة وتساعد كثيرا على التأهل إلى ثمن نهائي البطولة الأوروبية الكبيرة. لكن المدير الفني يمزح في هذا الشأن قائلا: «هل تعتبرون أن هذا الفوز هو الأهم منذ أن توليت قيادة الفريق؟ جميعها انتصارات مهمة، أيضا لأننا حققنا القليل منها».

السخرية من الذات وسان تومازو: تعد السخرية من الذات هي ملمح قديم لأنصار نادي إنتر، وقد استخدم المدرب المتحدر من روما هذا جيدا، وهو يعلم جيدا أيضا أن هذه النقاط الثلاث لا تغير المضمون، فالمشكلات باقية، والمناخ العام في سان سيرو يتأثر بها، حيث استاد شبه خال، والجماهير استسلمت للإحماء مع أهداف رودريغو في لقاء بنفيكا – بازل، والذي تم عرضه على الشاشة الكبيرة بين الشوطين أكثر من التركيز مع لاعبيهم، والذين يبدون وقد نسوا التحرك من دون كرة. الخلاصة، ما زال الفريق منهكا وكبيرا في السن. ورانييري لا يمكنه السكوت على ذلك. ويتابع: «فريق ليل لم يكن يخسر خارج ملعبه منذ 13 مباراة، ولعب أمامنا كان يلعب بكل ما لديه، ومن الواضح أن اللاعبين ما زال لديهم عائق ذهني يمكن محوه فقط حينما سنستعيد الاستمرارية في النتائج. إنني مثل سان تومازو، ومن ثم فإنني لا أعتقد أن هذه المباراة تمثل تحولا في موسما. لا بد أن أجد شيئا ملموسا، لكن بالإصرار سنخرج من الأزمة».

روح الحرس القديم: بإمكان الروح الوصول، حيث لا تصل الأقدام والتفكير، ويواصل مدرب إنتر: «أيضا لأن هذا العائق يحملنا أيضا للمعاناة حينما لا تكون هناك حاجة لذلك ويعوق اللاعبين أيضا من الانطلاق في المساحات. لكن هذا الفريق حي، وفريق يوفنتوس كان بارعا وعنيدا في معاقبتنا، لكننا نحن من قمنا بالمباراة. ربما نتحلى في الشامبيونزليغ بالحظ الذي يغيب عنا في الدوري المحلي، وقد رأيت حسما شديدا وأداء رجوليا. دييغو ميليتو هو أيقونة هذا الفريق، فقد أخفق هدفين إلا أنه لم يستسلم ونال مكافأته. أقول إننا سنعود كبارا، وأقول ذلك بالنظر لكيف يتدرب اللاعبون. وما دام هناك حرس قديم يقاتل هكذا فإنني أشعر بالثقة، وأصر على (العواجيز) لأن الشباب في سان سيرو قد يشهدون ارتفعا وانخفاضا في المستوى. وحينما نعود للركض بعد ذلك، والفريق في تطور في هذا الجانب، لا أستبعد إيجاد مساحات للآخرين أيضا».

شنايدر: علاوة على زانيتي الذي لا ينفد أبدا، إن أفضل مثال لهذه الفلسفة هو ويسلي شنايدر، والذي شارك من البداية للمباراة الخامسة على التوالي، ويشرح رانييري: «ومع ذلك، احتفظ بإشراك شنايدر 60 أو 70 دقيقة في المباراة، وقد قام معي بتدريبات قليلة جدا، وهو مضطر للتدرب من خلال اللعب. كما أنه من الواضح أنه يتعين عليه البقاء منتبها للغاية لأنني قد عانيت للتو من فقد مايكون الذي تعرض لشد عضلي».