نابولي يرد متأخرا على إعصار بايرن ميونيخ لكن لم يمنع الخسارة

ماتزاري: اللاعبون ارتكبوا بعض السذاجة.. وفيرنانديز: جعلت الملعب يرتعد

TT

سقط فريق نابولي، أول من أمس، أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني في دوري الأبطال 2/ 3 لصالح أصحاب الأرض بالثلاثية الرائعة التي سجلها الفذ الألماني غوميز في الدقائق 17 و23 و42 من الشوط الأول. بينما رد نابولي متأخرا على الإعصار الألماني القوي بثنائية للاعب فيرنانديز في الدقيقة 45 من الشوط ذاته، ثم في الدقيقة 34 من الشوط الثاني. وشهدت المباراة حالتي طرد بسبب اللعب الخطأ، وكانت حالة الطرد الأولى من نصيب زونيغا، لاعب نابولي، في الدقيقة 25 من الشوط الثاني، وتلاه بادستوبر، لاعب بايرن ميونيخ، في الدقيقة 32 من نفس الشوط. وقد تلقى نابولي درسا من الألمان ولكن إلى حد معين، حيث سكب عليهم الألمان دلوا من الماء البارد في الهزيمة الثانية على التوالي بعد هزيمته الأخيرة أمام كاتانيا في الدوري الإيطالي. ولكن لم يخرج نابولي الشجاع والقوي بمشاعر سيئة من ملعب أليانز أرينا الألماني بفضل الثنائية التي سجلها فيديريكو فيرنانديز في أول مباراة له في دوري الأبطال، وبفضل قوة رد الفعل التي أظهرها لاعبو نابولي في الشوط الثاني.

ولم يكن الفريق بمفرده صاحب المزاج الحاد، ولكنه استمر كما يفعل غالبا، وكان قادرا في الشوط الثاني على الخروج من الصعوبات، عندما خابت آمال الجميع، ولم يستطع أحد أن يطفئ النار التي تشعلها إيماءات المدرب المتألم والتر ماتزاري، الذي لم يرتدِ سترته لفترة طويلة من الشوط الأول على الرغم من جو مدينة موناكو البارد. وصرح المدرب عقب انتهاء المباراة، قائلا: «أنا سعيد من أجل أداء اللاعبين. ولقد دفعنا ثمن بعض السذاجة في أول تسديدتين سجل منهما الألمان أول هدفين. وأشعر بالندم بسبب عدم توفر الوقت للقيام بالمبادلة بين اللاعبين. وكان يتعين علينا التصرف بشكل أفضل في تلك اللحظات، ولكننا نكتسب الخبرة. وكان الشوط الثاني مميزا ويستحق التقدير، ولقد بذلنا كل ما بوسعنا. وكانت مباراة كبيرة أفضل من مباراة الذهاب».

تحليلات: كما أنه ليس من السهل بث الخوف أمام بايرن ميونيخ الألماني، مثلما صرح ماتزاري، قائلا: «عدنا إلى المنزل ونحن سعداء بسبب أداء الفريق الرائع، ولكن بالطبع شعرنا بالأسف تجاه النتيجة. ولقد فرضنا طريقة لعبنا في أول 20 دقيقة من اللقاء أمام ثاني أقوى فريق أوروبي بعد برشلونة حتى دخول الهدف الأول مرمانا. وكان من الممكن أن يساعد لافيتسي هامسيك في مثل ذلك الموقف. وفي أحيان أخرى، دافعنا بأربعة لاعبين وفقا لمميزات الخصم. ولم يبلِ إنلر جيدا في التغطية والدفاع أمام الألماني كروس. ولقد منحنا بعض الكرات الكثيرة فيما بين الخطوط أمام لاعبين ألمان بمستوى فردي مذهل، ولهذا يدخل الجانب التكتيكي نسبيا. ولكني أكرر أنني سعيد للغاية بأداء فريقي».

الثقة: وعندما استرجع المدرب أحداث المباراة، أكد قائلا: «المجيء إلى ألمانيا وفرض طريقة لعبنا لفترات طويلة من المباراة يجلب الكثير من السعادة. ومن جانب آخر، قبل أن يدخل مرمانا الهدف الأول في الفرصة الأولى التي منحناها لهم كنا مسيطرين على الملعب. وعلى مستوى اللعب لم نكن أقل من البايرن. وبعيدا عن تسجليهم الثلاثية لم يفعلوا الكثير في الملعب. كافاني على الأجناب؟ من الناحية البدنية كان يمكنه مواجهة بواتينغ جيدا ولقد نبع هذا الاختيار من فكرة الدفاع الجيد عن الفريق والهجوم الأفضل. ولم يكن في استطاعتنا بذل أفضل من ذلك، وما زال المستقبل بين أيدينا. وأتمنى أن يظل البايرن كما هو حتى النهاية، وفي المباراة المقبلة علينا مواجهة مانشستر سيتي. مواجهة اليوفي المقبلة في الدوري الإيطالي؟ نخوض مباريات أمام فرق كبيرة وفترة الانتظار تمدنا بالطاقة».

وفي سياق متصل، على الرغم من النتيجة التي لم تجلب لفريق نابولي الفوز، فإنه أظهر كفاءة وكان مقنعا في الملعب، وعلى الرغم من الهزيمة وجد سببا للابتسامة بعد الثنائية التي سجلها الأرجنتيني فيديريكو فيرنانديز في استاد أليانز أرينا الألماني في أول ظهور له في دوري الأبطال. وقد تخدمه تلك الثنائية في إبعاد الشكوك والحيرة حول صفقة شرائه، كما صرح الأرجنتيني عقب نهاية المباراة، قائلا: «تغمرني مشاعر رائعة، ففي أول ظهور لي في جولة مهمة كهذه لا يمكنني تمني ما هو أفضل. كان كل شيء جديدا بالنسبة لي وسجلت ثنائية، وأشعر بالأسف فقط بسبب النتيجة. ويمكننا التطلع بتفاؤل نحو المباراة المقبلة أمام اليوفي بقوة أكثر مما فعلنا في الشوط الثاني. ولا يشكل فارقا بالنسبة لي إذا لعبنا بثلاثة أو أربعة لاعبين في الدفاع».

على العكس، أكدت هذه المباراة الأوروبية اللياقة البدنية غير الجيدة لكافاني الذي كان يتعين عليه ضمان شيء إضافي في مواجهة مختلفة على الجانب التكتيكي والبدني. ومن بين الشكوك الكثيرة يبزغ لافيتسي الثوري الذي يأبى الاستسلام للخصم.

لا استسلام: ولم تنجح تسديدات ماريو غوميز القوية أيضا في إقناع الأرجنتيني بالاستسلام، حيث لم يريد البوتشو لافيتسي معرفة الاستسلام. وكان موجودا بقوة أثناء سيطرة الألمان على الملعب واستمر في الإشارة لزملائه ليخرجوا من تحت قبضة الخصم وألا يدعوا الخصم يقوم بغلق المساحات أمامهم. وعلى الرغم من وجود لاعبين أقوياء متعددين في الملعب، فلم يقنعه ذلك أيضا بالاستسلام، بل على العكس، نجح في الحصول على ركلة ثابتة لعبها بنفسه مع وجود فيرنانديز بمفرده تماما أمام نوير. وقد أعاد هدف الأرجنتيني الحياة إلى فريق نابولي الذي ذهب إلى استراحة الشوط الثاني بفارق هدفين أقل من الخصم، حيث أصبح فيرنانديز بطل اللقاء إلى جانب لافيتسي. وتحلى البوتشو بروح المغامرة بشكل أكبر في الشوط الثاني من المباراة. ولتعقيد الأمور، جاء طرد زونيغا بعد إنذاره مرتين بالبطاقة الصفراء خلال ثلاث دقائق بسبب اللعب الخاطئ. وتعادلت المباراة من الناحية العددية بطرد بادستوبر، لاعب بايرن ميونيخ الألماني. ويظل لافيتسي أكثر اللاعبين تنافسا في الجزء الأخير الحماسي من اللقاء. ولقد أنهى البطل المصاب المباراة جيدا قبل أن يترك الأضواء إلى فيرنانديز.