يوفنتوس «المتصدر» في ضيافة نابولي «الجريح» في أبرز مباريات الدوري الإيطالي

رحلة البحث عن اللقب والمراكز المتقدمة تتواصل

TT

يعد التنافس أمرا متفقا عليه بين لاعبي الفرق المختلفة، ولكن قبل أي اعتبار آخر، هناك التقدير والاحترام اللذان يجمعان بينهم وتتوطد علاقة الصداقة أيضا باللعب في منتخب واحد، حيث سيكون مورغان دي سانكتيس، حارس مرمى نابولي، في مواجهة جيجي بوفون، حارس مرمى يوفنتوس، في مباراة اليوم في الجولة الـ11 من بطولة الدوري الإيطالي. وستعتمد نتيجة المباراة على أداء كل منهما لأنها ستكون مباراة مشحونة بالكثير من الضغط بالنسبة لكل منهما، كما صرح حارس مرمى نابولي، قائلا: «بيني وبين جيجي بوفون مسافة بعيدة، وهو الحارس رقم واحد لأنه الأفضل، وأفتخر بكوني صديقه، حيث تربطني به علاقة جيدة للغاية، وأقدره كثيرا».

ولقد خاض حارس مرمى نابولي مباراة قوية يوم الأربعاء الماضي أمام فريق بايرن ميونيخ الألماني في مدينة موناكو. وعلى الرغم من الهزيمة في استاد أليانز أرينا فقد كان أداؤه يستحق التقدير في بعض تحركاته في الملعب، التي انتزع بها إشادة الجماهير في محاولته القوية لتجنب دخول مرماه الهدف الرابع للألمان، بعد أن تقدم في منطقة الخصم ليحاول اغتنام الفرصة الأخيرة ليعيد تصحيح مسار النتيجة، كما كان رائعا في تقدمه لمنع الهدف الرابع لماريو غوميز. وبهذا الشأن، صرح الحارس الذي فضل تأجيل الحديث عن المواجهة المقبلة أمام فريق مانشستر سيتي في نهاية الشهر الحالي، قائلا: «كانت مباراة مميزة، وانتهت جيدا لأننا تجنبنا دخول هدف رابع في مرمانا، ومن يعلم، فقد يخدمنا هذا في حصيلة الأهداف أو في التأهل للمرحلة التالية في دوري الأبطال. على أي حال، إن فريق بايرن ميونيخ من بين أقوى فرق أوروبا. وبالنسبة لنا كان مهما الحد من الأضرار. وكان لنا رد فعل مقنعا ومهما على مستوى الأداء في الشوط الثاني من المباراة. وستحسم المباراة المقبلة أمام فريق مانشستر سيتي تأهلنا للدور التالي في دوري الأبطال، بمعنى أننا سنتنافس في هذه المباراة على المركز الثاني في المجموعة. ويعتبر فريق مانشستر سيتي قويا أيضا، ولكن الاختلاف عن مباراة يوم الأربعاء الماضي في موناكو أننا سنلعب المباراة المقبلة على أرضنا في استاد سان باولو، وهو ما يشكل نقطة قوتنا».

ويخوض فريق نابولي مباراته القوية أمام فريق اليوفي وهو يعلم أن مواجهة المنافس الذي يتصدر ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي حاليا لن تكون سهلة. فبعد هزيمة فريق نابولي في المباراتين الأخيرتين (أمام فريق كاتانيا في الدوري الإيطالي وأمام فريق بايرن ميونيخ في دوري الأبطال)، لا يستطيع السماح بفتح الطريق إلى خسارة نقاط أخرى إذا كان يطمح في الاستمرار في التنافس على المراكز الأولى في الترتيب. كما أكد دي سانكتيس على أهمية وقوة فريق اليوفي، قائلا: «نود أن نكسب شيئا ما، فنحن نضع الأسس لمحاولة تحقيق فوز مهم. وستكون المنافسة قوية للغاية نظرا لمركز الفريقين في الترتيب. وإننا نستجيب جيدا لرغبات مشروع إدارة النادي. ونلتزم الآن باللعب الجيد لأننا نرغب في أن تصبح منافسة الفرق الأوروبية في السنوات المقبلة روتينية بالنسبة لفريق نابولي».

وكم يتطلع مدرب نابولي، والتر ماتزاري، إلى ذلك، بعد أن جمحت النتائج الأخيرة ذلك الحماس الذي تميزت به مبارياته في دوري الأبطال وأمام أبطال الدوري الإيطالي. ولكي يستكمل التنافس على الصدارة عليه أن يهزم فريق يوفنتوس في مباراة اليوم في استاد سان باولو. ولن تكون مباراة بسيطة بالنظر إلى المهارات الكبيرة التي يضمها فريق أنطونيو كونتي، مدرب اليوفي الذي اختاره أنيللي، رئيس النادي، وماروتا، مدير عام النادي، لكي يتقدم بالفريق. كما اختتم دي سانكتيس حديثه، قائلا: «أعرف أنطونيو جيدا، لأننا لعبنا معا أيضا لفترة. وأعرف ماتزاري أيضا جيدا، وهما مدربان لهما شخصية قوية ويعملان بجدية وشغف. وأعتقد أنهما بنفس الكفاءة، فكل منهما محترف».

في المقابل ومن داخل ملعب يوفنتوس، لم يكن الأمر يتطلب سوى النظر إلى قائد اليوفي في التدريبات لكي ندرك ما يدور في رأس هذا اللاعب الفذ. فمنذ اليوم الذي قام فيه أندريا أنيللي، رئيس نادي يوفنتوس، بإخبار أليساندرو ديل بييرو، قائد الفريق، بأن هذا سيكون هو الموسم الأخير له مع اليوفي واللاعب لا يزال أكثر تركيزا وحماسة أثناء المران. وأول من أمس أعلن قائد «السيدة العجوز» أنه بعد انتهاء عقده مع النادي في 30 يونيو (حزيران) 2012 لن يعتزل مهنة لاعب كرة القدم. بل سيواصل السير قدما وسيستمر في اللعب. ولكن بالطبع سيحدث ذلك بقميص آخر. ولكن هذا لا يعني أن هذه المغامرة الجديدة لن تكون فصلا جميلا آخر في مسيرة اللاعب: فديل بييرو سينزل إلى الملعب مهما كان لون قميصه بالحماس والرغبة في الإمتاع التي كثيرا ما ميزت مسيرته الكروية. فالأمر لن يكون مجرد معاش مبكر بل ستصبح، ببساطة، مغامرة جديدة تستحق العيش بشدة.

وقد كشف ديل بييرو أول نقاب بشأن مستقبله من خلال مداخلته في قناة «تي جي 1» مع الكاتب جورجيو فاليتي الذي صدر له في المكتبات أول من أمس مؤلف جديد بعنوان «Tre atti e due tempi» وهي رواية تدور حول عالم كرة القدم. وعندما حان وقت السؤال الذي لم يكن هناك مفر منه حول مستقبل أليساندرو بعد اليوفي والإجابة ربما جاءت مفاجئة لمن لا يعرف ديل بييرو حيث صرح قائلا: «مستقبلي بعد 30 يونيو المقبل سيكون بالتأكيد لاعب كرة قدم. بأي قميص؟ سنرى ذلك، حتى الآن لا أفكر سوى في الحاضر. بإمكاني فحسب القول بأنني سأستمر في اللعب».

وبينما كان هناك من يفترض بالأمس وجود عرض من جانب نادي الميلان حول انتقال مستبعد لديل بييرو في يناير (كانون الثاني) المقبل أو في الصيف المقبل، فاليوم تم فتح الشعار الجديد رسميا وهو: أين سيذهب ديل بييرو بعد انتهاء عقده مع «السيدة العجوز»؟ إلى أميركا أم إلى الإمارات العربية أم إلى أحد الدوريات الأوروبية ذات المستوى العال؟ سيتم الاختيار بهدوء في الأشهر المقبلة ولكن من المؤكد أن هناك عروضا عدة ستصل بشأن أليساندرو. وسوف يقوم ديل بييرو بتقييم اختياره أيضا على أساس حاجة عائلته: والانطباع السائد هو أن الاختيار سيقوم فحسب على الجانب الفني لأن أليساندرو منجذب لخوض تجارب حياتية أخرى. إنه فتى شغوف يعشق معرفة الثقافات المختلفة وربما تقدم له كرة القدم المساعدة الأروع بهذا الصدد. ويبدو أنه من الممكن استبعاد - وفقا لما صرح به اللاعب ذاته في الماضي: أي حل إيطالي.. بمعنى أن يفضل ديل بييرو الانضمام إلى فريق خارج إيطاليا بسبب أن ديل بييرو هو تاريخ اليوفي وليس بإمكانه أن ينزل إلى الملعب ليشارك ضد الفريق الذي سيظل مدى الحياة فريقه.

وبقول ذلك، بات اليوم الجانب الأهم من القصة ليس هو أين سيلعب أليساندرو، ولكن ماذا سيفعل في مغامرته الجديدة. فقائد اليوفي لن يتبع نموذج بافل نيدفيد (الذي اضطر للاعتزال عندما لم يعد أداؤه مقنعا للغاية داخل الملعب) بل سيصير على خطى الإسباني راؤول (الذي أدرك أن كرة القدم موجودة أيضا بعيدا عن ريال مدريد). جدير بالذكر أن أليساندرو سيحتفل يوم الأربعاء المقبل بعيد ميلاده الـ37 إلا أنه بداخله لا يزال طفلا يركض وراء الكرة وعندما يسجل هدفا يحتفل مخرجا لسانه وعندما يخطئ تظهر ضحكة على وجهه مثلما حدث يوم السبت الماضي في استاد سان سيرو وعندما يلعب يصبح سعيدا. وهو لا يود أن يمنع نفسه عن تلك السعادة.

وفي سياق متصل، يبدو من الواضح أن القدر قد كتب على فابيو كوالياريلا أن لا يلعب أمام فريقه السابق نابولي بقميص اليوفي. ففي 6 يناير الماضي كان مهاجم يوفنتوس في حالة بدنية عالية للغاية، قبل 3 أيام من لقاء الفريقين، غير أنه تعرض لقطع في الرباط الصليبي للركبة اليمني. وأول من أمس وقبل 24 ساعة من مباراة نابولي - اليوفي أصيب اللاعب بتورم في الساق اليسرى. صحيح أن هذه الإصابة غير قابلة حتى للمقارنة مع تلك التي تعرض لها منذ 10 أشهر مضت ولكنها تثير الانزعاج لأن كوالياريلا يعمل بكثافة هذه الأيام لإيجاد مساحة له بين صفوف اليوفي. ومن المقرر أن يتم تقييم حالته في غضون الساعات القليلة المقبلة، بيد أنه يبدو من الصعب أن يتمكن من المشاركة مع رفاقه أمام نابولي. ولم يكن من المفترض أن يشارك كوالياريلا أساسيا في مباراة اليوم أمام فريقه السابق إلا أنه كان سيستهل اللقاء من مقاعد البدلاء مع الاستعداد للنزول، إذا لزم الأمر.

وفي غضون ذلك صرح ماركو ستوراري، الحارس الثاني في صفوف يوفنتوس، إلى قناة اليوفي قائلا: «حتى الآن نستحق بجدارة 8 من 10، ولكن مع مدرب مثل كونتي من الصعب عدم الاهتمام. نابولي فريق منافس على الدرع مثلنا: ستكون مباراة رائعة. أنا سعيد في اليوفي.. لقد كان كونتي صريح معي وأخبرني أنني نائب جيجي بوفون، ولكنه كان يرغب في إبقائي بين صفوف الفريق لأنه كان يرى أنني مهم». وليس من قبيل الصدفة أن قام نادي «السيدة العجوز» بتجديد عقد ستوراري حتى 2014.