الإنتر يسعى إلى ترتيب البيت من الداخل

يقدم موسما كارثيا في الدوري المحلي.. ويوشك على التأهل للدور الثاني في دوري أبطال أوروبا

TT

بعد تأجيل مباراة الإنتر أمام فريق جنوا بسبب الفيضانات الشديدة التي تعاني منها مدينة جنوا، يؤجل الإنتر أيضا خططه التي تتعلق بموسم الانتقالات الشتوي في يناير (كانون الثاني) المقبل. وتتجه أعمال ماركو برانكا، مسؤول سوق الانتقالات في الإنتر، ومساعده بييرو أوزيليو، في مسارين رئيسيين. وعلى أي حال، يرتبط المبلغ المخصص لسوق الانتقالات الذي سيؤكده موراتي، رئيس الإنتر، بالمركز الذي سيحتله الفريق في ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي مع نهاية السنة الشمسية. وإذا تمكن المدرب رانييري مع لاعبيه من تقليل الفجوة إلى قمة الترتيب أو إلى المركز الثالث الذي يعني تأهلهم للمشاركة في دوري الأبطال (التي ترتبط بدخول نحو 30 مليون يورو في خزانتهم)، وسيتطلب ذلك جهدا زائدا. وإن الهدف الخاص بالوافدين الجدد محدد منذ زمن في الحصول على لاعبين شباب بمرتبات يمكن تحملها.

ويأتي هذا الاتجاه في الوقت الذي حقق فيه فريق الإنتر فوزا بشكل افتراضي في دوري الأبطال (على الأقل يبعد خطوة على ثمن النهائي)، ولا يمكن لفريق الإنتر أن يسمح بالهزيمة في المباراة المقبلة (فالمركز الثالث يبعد أكثر من خطوة). وسيكون القيام بصحوة في الفريق هو عنوان الفيلم التي ستجري أحداثه في فريق الإنتر، ولكن يعرف أبطاله السيناريو بالفعل، فيعرف رانييري كيف يفعل ذلك (عند تدريبه فريق روما انطلق من المركز 14 ونافس الإنتر على الوصيف في الموسم الماضي)، وأيضا الإنتر تحت تدريب ليوناردو في المركز الـ13 وصل إلى مباراة الديربي مع الميلان في بطولة كأس السوبر في بكين. وهنا يمكننا أن نعرف كيف وعلى ماذا سيعمل رانييري لينهض بالفريق من جديد.

يصرح رانييري دائما عن رغبته في قيادة الإنتر دون تغيير الأساس التكتيكي للفريق، ولكن يضيف مع الوقت لمساته التكتيكية الخاصة. وقد بدا أن أساس نظام المدرب التكتيكي الذي اعتمد على طريقة اللعب 4-4-2 تغير في اللحظة الحالية وفقا لمميزات اللاعبين ورغبته الأكيدة في الدفع بشنايدر في وسط الملعب في طريقة اللعب 4-3-1-2. ووفقا للخصم ولاستعداد اللاعبين، قد تتغير طريقة اللعب إلى 4-1-4-1، حتى وإن كانت طريقة الرومبو تمنح شنايدر القدرة على التعايش مع باتزيني وميليتو، التي لا يمكن اعتبارها متعارضة. ويلعب زاراتي في مراكز متنوعة في الملعب للتركيز على السرعة والتفوق العددي، بسبب قدرته على تجاوز الخصم، وربما يُطلب منه البقاء أكثر على اليسار (حيث كان يلعب فيه إيتو بشراسة).

إن الفريق، بغض النظر عن حدود نشاط لاعبي وسط الملعب حتى الآن، قد أعطى دلالات على عودته. وستكون هناك فترة توقف من أجل المنتخبات، ومقارنة بالمعتاد سيُحرم رانييري من القليل من اللاعبين الدوليين. وقد يستفيد المدرب من فترة التوقف في ابتكار شيء ما بناء على خططه المعتادة وعدم الاكتفاء بإدارة استعدادات من سبقه في تدريب الفريق.

يعد لعب شوط أول جيد في المباراة الماضية أمام فريق اليوفي، والأداء الجيد للفريق في المباراة الماضية في دوري الأبطال يوم الأربعاء الماضي، مهمين، وتحقيق الفوز في المباراة المقبلة قد يكون حاسما بالنسبة لمستوى الفريق العقلي. ويذكر أن رانييري بذل جهدا كبيرا حتى الآن، ولم يقصد بتصريحه الأخير («لننس أمر مورينهو») نكران الجميل، ولكن لكي يلقي بالمسؤولية أكثر على اللاعبين دون السماح لهم بالشعور أنهم انسلخوا عن ماضيهم.

هناك العديد من اللاعبين الذين لعبوا حتى الآن قليلا أو بشكل سيئ في صفوف الإنتر، وينتظر رانييري إمكانية أن يصبحوا قيمة إضافية للفريق، مثل رانوكيا (الذي لم يلعب أي مباراة مع المدرب الجديد)، وبولي (الذي لم يشارك على الإطلاق في مباراة في صفوف الإنتر)، وميليتو، وألفاريز. ثم بعد فترة التوقف بقليل من الوقت، سيعود المصابون أيضا مثلا جيوليو سيزار ومايكون وكوتينهو وسيتبعهم فورلان، وأخيرا لن تعد كلمة المبادلة نوعا من السراب.

جدير بالذكر أنه بعد أول مباراة بعد فترة التوقف حتى نهاية عيد الميلاد، بعيدا عن المباراة أمام فريق أودينيزي، لن يخوض الإنتر مباريات معقدة للغاية. وسيلعب 4 مباريات من أصل 6 على أرضه في استاد سان سيرو.

أما بالنسبة لنشاط الإنتر في سوق الانتقالات، فيعمل مسؤولو سوق الانتقالات في الإنتر على صفقتين منذ فترة، وهما الوصول المبكر للسلوفاكي يوراي كوسكا، لاعب جنوا، وضم خوان جيسيس الذي تأخر. وقد كان لاعب وسط جنوا السلوفاكي جزءا في صفقة مبادلة ملكية مشتركة مع إميليانو فيفيانو، حارس مرمى الإنتر، الذي أصيب بتمزق في الرباط الصليبي، ولم يتضح بعد متى يمكنه العودة، إذن قد يتناقش مسؤولو الفريقين حول النصف الآخر من البطاقة في يونيو (حزيران) المقبل، لا في يناير (كانون الثاني) المقبل. وهذا ما يجعل صفقة كوسكا مستقلة، التي قد ينجح الإنتر في إنهائها مع بداية 2012 بدفع مبلغ 5 أو 6 ملايين يورو إلى برتسيوزي، مالك ورئيس نادي جنوا، بالإضافة إلى ما دفعه الإنتر في البداية، الذي يبلغ 3 ملايين يورو. وفي الفرصة المقبلة لفتح سوق الانتقالات من المفترض أن ينتقل خوان جيسيس إلى صفوف الإنتر. وقد تم التفاهم على صفقة المدافع الجوكر البالغ من العمر 20 عاما في نادي إنترناسيونال دي بورتو أليغري في أغسطس (آب) الماضي في إطار الإعارة، مع حق الاحتفاظ. وينقص فقط الاتفاق حول صيغة الإعارة وسيعمل على ذلك مبعوثو الإنتر الذين على وشك السفر إلى أميركا الجنوبية.

ووفقا للفلسفة الجديدة للنادي، تستمر أيضا متابعة الهولندي كيفين ستروتمان، لاعب وسط فريق بي إس في أيندهوفن الهولندي، والبالغ من العمر 21 عاما، الذي يشارك بالفعل في المنتخب الهولندي (نشأ كلاعب قلب وسط، ولكن يمكنه التأقلم في الوسط أو على الأجناب)، وقد يحمل الطاقة والمرونة اللازمة في الخط الذي يحتاج إلى تدخلات عاجلة في الفريق.

ويروق لمسؤولي الإنتر أيضا البلجيكي ناينغولان، لاعب فريق كالياري، ولكن يطلب تشيلينو، رئيس نادي كالياري، 15 مليون يورو، حيث تتنافس على ضم لاعب قلب الوسط البالغ من العمر 23 عاما أندية أخرى كبيرة، والوضع ذاته بالنسبة للاعب فيرناندو في نادي بورتو البرتغالي، الذي يتابعه مسؤولو الإنتر منذ شهر مارس (آذار) الماضي، ولكن ستكلف بطاقته على الأقل 16 مليون يورو (وهناك شرط جزاء يبلغ 28 مليون يورو). جدير بالذكر أنه خلال وقت قصير، ستتم مناقشة تجديد عقد والتر صامويل لمدة عام، حيث سينتهي عقده في يونيو المقبل.