يستأنف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم اليوم تدريباته على أرض ملعب الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض، الذي يستضيف مواجهة تايلاند المقررة يوم الجمعة المقبل في إطار تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2014. ويعاود اللاعبون الخضر التجمع في فندق «هوليداي إن» الازدهار، ظهر اليوم، بطلب من الجهاز الفني الذي يشرف عليه الهولندي فرانك ريكارد.
وكان المنتخب السعودي قد أدى تدريبه الصباحي يوم السبت الماضي، قبل أن يمنح اللاعبون إجازة اقتصرت ليوم واحد ليتمتعوا بالعيد مع ذويهم، وستدخل استعدادات الأخضر مرحلة جادة قبيل لقاء منتخب تايلاند الذي يتوقع أن يصل مساء الأربعاء.
وبحسب الترتيبات المعدة من قبل الجهازين الفني والإداري فإن جميع اللاعبين سيكونون موجودين اليوم في مقر المعسكر، وتبدو الآمال معلقة على الأخضر بهدف تحقيق الانتصار أمام تايلاند، علما بأن المنتخب السعودي سيلتقي عمان يوم 15 من الشهر الحالي في إطار الجولة ما قبل الأخيرة.
وعلى صعيد آخر، تبدو رحلة المنتخب التايلاندي من بانكوك إلى الرياض شاقة وتخالطها آمال وآلام، حيث يشغل تفكير لاعبيه الأخضر السعودي الذي يخشون انتفاضته في هذه المرحلة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل، بعد أن كان في سبات عميق خسر من خلاله العديد من المنافسات الماضية التي خاضها، وسط أجواء متفائلة، ابتداء من تهيئة أجواء مميزة في قطر لرفع مستوى الإعداد البدني واللياقي والنفسي، إلى جانب القدوم المبكر إلى السعودية من أجل التأقلم على الأجواء قبل اللقاء بوقت كاف، إلا أن هناك ظروفا عديدة تواجه اللاعبين التايلانديين بعد أن ازداد قلقهم على أسرهم نظير الظروف الجوية الصعبة التي تعيشها البلاد بسبب كثرة الأمطار التي تسببت في حدوث فيضانات هائلة أسهمت في تشريدهم من منازلهم، وفي خضم تلك الأجواء تسعى إدارة المنتخب إلى إبعادهم عن ذلك الأمر، وجعل التفوق على المنتخب السعودي هو ما يفكرون فيه خلال الأيام المقبلة.
«الإمكانات في قطر مميزة ومتطورة»: المنتخب التايلاندي حط رحاله في قطر أول من أمس السبت وسط تجهيزات كبيرة وقدرات فائقة التطور في المعسكر الذي يضم البعثة، فالوسائل التدريبية لم يحظ بها اللاعبون في بلدهم، وذلك أمر يدفع التايلانديين إلى التفاؤل، في ظل حرصهم الشديد على وصول لاعبيهم لأعلى درجات الجاهزية قبل مواجهة السعودية يوم 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وما يعتبر مهما جدا في معسكر الفريق هو الجانب الطبي العالي الذي تتميز فيه قطر، مما يجعل الجهاز الطبي مطمئنا تماما في حال وجود أي إصابة تحتاج لرعاية عاجلة في ظل محاولته الاستفادة من كل عناصره المؤثرة في اللقاء المرتقب، وتشير صحيفة «ريت 9» التايلاندية إلى أن المدرب الألماني وينفرد شايفر ابتعد خلال الحصص التدريبية الأخيرة عن التمارين القاسية خشية أن يتعرض اللاعبون إلى أذى، حيث يسعى لزيادة الجرعات اللياقية، إلى جانب بعض التدريبات الترفيهية التي تسهم في رفع الروح لديهم، وكسر حدة الروتين الذي يعانون منه من أجل بذل مزيد من العطاءات التي تجعلهم في أتم استعداد للظفر بالنقاط الثلاث التي تجعلهم مستمرين في مركز الوصافة خلف أستراليا ضمن المجموعة الـ4 من التصفيات الثالثة المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل.
«قلق الفيضانات يجتاح اللاعبين»: إدارة المنتخب التايلاندي لم تخف قلقها من أن تؤثر الأحداث الطبيعية السيئة التي تجتاح البلاد على أداء اللاعبين وتركيزهم، فالفيضانات تسببت في إغراق العديد من المساكن، وذلك الحال ليس بعيدا عن اطلاع اللاعبين ومتابعتهم، مما يجعلهم يفكرون كثيرا في مصير أسرهم وما سيحل بهم في ذلك المكان الذي يعتبر في هذا الموسم من السكن غير آمن، ويسعى المسؤولون التايلانديون إلى طمأنة اللاعبين بشكل مستمر لضمان عدم تشتيت أذهانهم بأي حدث آخر خارج دائرة الاستعدادات الحالية لملاقاة الأخضر السعودي، مشددة على أن التركيز على المرحلة الحالية والعمل المتواصل من أجل بلوغ الدور المقبل هو السبيل الوحيد لخروج الكرة التايلاندية من العزلة التي تعيش بها خارج سرب المنتخبات الكبيرة التي استطاعت الوصول إلى المونديالات العالمية.