في دوري أبطال آسيا.. هل بحثت الكأس عن السد القطري؟

ناديان سعودي وإماراتي يحملان لقبه.. لكنه «الزعيم» الوحيد الذي تأهل إلى كأس العالم

TT

تحاول الأندية عادة البحث عن الألقاب المحلية تمهيدا للمشاركة أولا والتفكير ثانيا في مطاردة الألقاب القارية، لكن الموقف مع السد الفائز هذا الأسبوع بلقب دوري أبطال آسيا لكرة القدم لم يكن كذلك على الإطلاق، بل سعت البطولة الآسيوية بنفسها نحو هذا النادي القطري.

وتوج السد ببطولة آسيا بعد فوزه بركلات الترجيح على تشونبوك الكوري الجنوبي صاحب الأرض بنتيجة (4/2) يوم السبت الماضي وبعد انتهاء المواجهة المثيرة بين الطرفين بالتعادل بهدفين لكل منهما.

لكن الفريق القطري الذي يشتهر باسمي «الزعيم» و«عيال الذيب»، لم يكن من المفترض أن يشارك من الأساس في هذه البطولة منذ عام واحد، قبل أن يقرر الاتحاد الآسيوي، الذي كان يرأسه القطري محمد بن همام، منح قطر بطاقة مشاركة في الدور التمهيدي بدلا من فيتنام بسبب أخطاء إدارية.

وقال أحمد الطيب، المعلق والمحلل بقناة «الدوري والكأس» القطرية، «دائما الأندية تحب البطولات. دائما النادي يسعى إلى بطولة، لكن هنا البطولة كانت تريد النادي.. أول مرة نشاهد بطولة تصر على أن تكون من نصيب ناد بعينه».

وأضاف لـ«رويترز» عبر الهاتف، في إشارة إلى تتويج السد بلقب البطولة عام 1989، «واضح إصرار البطولة تاريخيا وعراقة السد وهو أول فريق عربي وخليجي يحرز البطولة بنظامها القديم. واضح أن هذه الخبرات تصب أحيانا بإعطاء الثقل للاعبين».

وابتسمت القرعة مبكرا للسد بخوض مباراتي الدور التمهيدي على أرضه ووسط جماهيره ليحصل على أفضلية ويتفوق على الاتحاد السوري بطل كأس الاتحاد الآسيوي وديمبو الهندي، ويضمن المشاركة في دور المجموعات مع ممثلي قطر الآخرين الغرافة والريان.

وودع الغرافة بطل الدوري والريان بطل كأس الأمير، المسابقة من دور المجموعات، بينما تصدر السد إحدى أقوى المجموعات وهي الثانية، بعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم وتفوق على النصر السعودي والاستقلال الإيراني وباختاكور الأوزبكي.

وتمكن المخضرم خورخي فوساتي من قيادة السد لاجتياز ناديه السابق الشباب السعودي في دور الستة عشر قبل أن تجدد البطولة رغبتها في العودة لأول فريق عربي يتوج بها منذ 22 عاما.

وخسر السد مباراتي ذهاب وإياب دور الثمانية بنتيجتي (1/0) و(2/1) أمام سيباهان الإيراني، لكن مشاركة رحمان أحمدي، حارس مرمى الفريق الإيراني، في مباراة الذهاب على الرغم من تعرضه للإيقاف - حولت نتيجة اللقاء إلى (3/0) للسد وبالتالي تجنب الخروج.

وفي الدور قبل النهائي، اجتاز السد، صاحب النتائج الرائعة خارج أرضه، منافسه سوون بلو وينجز الكوري الجنوبي بنتيجة (2/1) في مجموع المباراتين، مستفيدا من هدف مثير للجدل أحرزه السنغالي مامادو نيانغ خلال لقاء الذهاب.

وبدا أن اللقب الآسيوي لن يذهب لأي فريق غير السد بعدما جاء هدف إدراك التعادل في المباراة النهائية التي أقيمت في كوريا الجنوبية، عن طريق مدافع تشونبوك بطريق الخطأ في مرماه، إضافة إلى رد قائمة مرمى السد لثلاث فرص خطيرة لأصحاب الأرض.

لكن ثارت شكوك حول جدية اللقب في سعيه نحو العودة للسد بعدما أدرك تشونبوك التعادل (2/2) في الوقت المحتسب بدل الضائع للشوط الثاني، بيد أن ركلات الترجيح بددت هذه المخاوف وتوج الزعيم بطلا لآسيا.

وقال الطيب «السد هو الفريق الوحيد العربي الذي أحرز النسختين القديمة والجديدة لبطولة آسيا. الاتحاد (السعودي) أحرز النسخة الجديدة (في 2004 و2005) والهلال (السعودي) أحرز القديمة».

وأضاف «أندية السد والهلال والعين (الإماراتي) كلهم يحملون لقب الزعيم في بلادهم، لكن السد متفرد بأنه الزعيم الوحيد الذي تأهل لبطولة كأس العالم».

وسيمثل السد قارة آسيا في كأس العالم للأندية باليابان في الفترة بين الثامن و18 ديسمبر (كانون الأول) وسط طموح بترك بصمة كبيرة لتعويض غيابه المتوقع عن النسخة المقبلة لدوري أبطال آسيا، بسبب عدم فوزه خلال الموسم الماضي بأي من لقبي الدوري أو كأس الأمير.