الميلان يكتسح كاتانيا برباعية نظيفة ويحقق خامس فوز على التوالي

إبراهيموفيتش يستعد لتسلم جائزة أفضل لاعب سويدي للمرة السادسة وينتظر مواجهة برشلونة وغوارديولا

TT

واصل فريق ميلان سلسلة انتصاراته وحقق الفوز الخامس له على التوالي، باكتساحه لفريق كاتانيا برباعية نظيفة سجلها زلاتان إبراهيموفيتش في الدقيقة السابعة من الشوط الأول من ركلة جزاء، ثم روبينهو في الدقيقة 24، بينما سجل لودي، لاعب كاتانيا، في مرمى فريقه بطريق الخطأ في الدقيقة 69، واختتم زامبروتا مهرجان الأهداف في الدقيقة 71 من اللقاء الذي أقيم في استاد سان سيرو بميلانو، ضمن الجولة الحادية عشرة للدوري الإيطالي.

وبهذا الفوز، رفع الميلان رصيده إلى 20 نقطة يحتل بها المركز الثاني، بينما تجمد رصيد كاتانيا عند 14 نقطة احتل بها المركز الثامن في الترتيب.

الآن يذهب زلاتان إبراهيموفيتش لتسلم جائزة الكرة الذهبية السويدية للمرة السادسة وهو سعيد بتسجيله الهدف رقم 99 في دوري الدرجة الأولى الإيطالي. الأرقام تعطي المهاجم السويدي حقه وتمحو أي قلق في الفترة التي تقودنا إلى مباراة ميلان - برشلونة، وهي المباراة السوبر بالنسبة لزلاتان إبراهيموفيتش، الذي يحاول الدخول إليها فورا، ويقول: «إنها مباراة مهمة وننتظرها، لكن هناك مباريات كثيرة قبل تلك التي ينبغي خوضها».

يسجل إبراهيموفيتش بانتظام مثير للاهتمام، فدائما ما تمكن من إحراز أهداف في المباريات الأربع الأخيرة، أربع مباريات في الدوري المحلي وفي دوري الأبطال خمسة أهداف. من يدري إذا كانت هذه الأرقام كافية لتوجيه إنذار لجوزيب غوارديولا، الذي تحدث السبت الماضي عن اللاعب السويدي وسيرته الذاتية بابتسامة مهذبة قائلا: «لا أود أن تصير المسألة بيني وبين إبراهيموفيتش ذات طابع شخصي، وأشكره لمساعدته التي قدمها لنا من أجل الفوز ببطولة دوري صعبة». وجاء هذا ردا على ما ورد من جانب إبراهيموفيتش من إهانات بحقه بعد أن همش غوارديولا المهاجم السويدي ثم وضعه على لائحة غير المرغوب فيهم، على الرغم من أنه كان يعد هو الصفقة الأغلى والأغرب التي قام بها النادي الكتالوني.

وقد أكد أليغري، المدير الفني للميلان، عشية لقاء كاتانيا أنه أمام برشلونة لا بد من اللعب بشكل قوي، وسيتم اللعب، ومزح قائلا: «أسوأ ما يمكن حدوثه هو الخسارة». لكن سواء مع تخفيف الضغط أو من دونه ستسلط جميع الأضواء يوم 23 من الشهر الحالي على زلاتان إبراهيموفيتش، وعن غوارديولا وعن قدومه المقبل إلى سان سيرو يقول: «سأقوم بتحيته، وسنرى ما سيقوم هو به». ومن أجل الإحماء، سيحاول المهاجم السويدي قبل ذلك تسجيل الهدف رقم مائة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي أمام فيورنتينا، في فلورنسا. ويقول: «الفريق يلعب الآن بشكل جيد، لكن بثقة كبيرة في داخله، وحينما نلعب هكذا تسير الأمور على نحو جيد».

يتجه إبراهيموفيتش الآن إلى ستوكهولم، حيث ينتظره تسليم جائزة الكرة الذهبية السويدية، ومنتخب بلاده الذي سيخوض معه مباراتين وديتين كبيرتين، وكلتاهما خارج ملعبه، أمام الدنمارك وإنجلترا. ويسافر بمزاج صاف، حيث تابع: «إنني سعيد بالفوز، إنه نجاح مهم جدا بالنسبة لموسم الميلان، فقد لعبنا أمام كاتانيا مباراة طيبة، وسجلنا أربعة أهداف ولم يدخل مرمانا أي هدف». كاسانو في راحة حاليا، ويعترف إبراهيموفيتش بالحنين الشديد بالفعل لصديقه. لكن الأهداف تأتي بالقدر ذاته، بل يبدو أن الميلان يستمتع بواجهة الصعوبات. لقد مضى كل شيء على ما يرام بعد المباراة الأخيرة هذه قبل توقف الدوري، والفضل يرجع أيضا للاعب السويدي الذي يؤدي بنفس القوة في تسجيل وصناعة الأهداف. في الموسم الماضي، كان زلاتان هو هداف الميلان الأول، ويبدو الآن في تقدم مستمر. «حينما يقوم بدور المهاجم فهو رائع، وحينما يسجل فهو أكثر روعة»، هكذا علق أليغري بعد اللقاء. التمريرات الحاسمة تهدئ الأعصاب أيضا، وأمام برشلونة ستكون هناك حاجة كبيرة للسيطرة على الذات.

لو لم يتعادل الميلان أمام باتي بوريسوف في مينسك الأسبوع الماضي لكان هذا شهرا رائعا، فبعد الخسارة أمام يوفنتوس (في 2 أكتوبر/ تشرين الأول)، طلب ماسيمليانو أليغري الفوز فقط حتى الوصول إلى توقف الدوري للاقتراب قدر الإمكان نحو القمة في الدوري المحلي، وللبقاء في الصدارة في دوري أبطال أوروبا. ومن حينها، جاءت خمسة انتصارات متتالية في دوري الدرجة الأولى وفوز وتعادل في أوروبا. ولو لم يحدث التعادل 1-1 أمام باتي، لكان الميلان قد حقق 7 انتصارات متتالية إلى الآن. لكن في الشامبيونز ليغ بإمكان أليغري أن يعزي نفسه بالتأهل إلى ثمن النهائي (للعودة إلى صدارة المجموعة هناك المواجهة الكبرى أمام برشلونة) وبإمكانه أن يسعد لأن الفجوة مع فرق الصدارة تم سدها تقريبا. واليوم في الصدارة هناك أودينيزي ولاتسيو اللذان يسبقانه بنقطة واحدة (لكن يوفنتوس رصيده 19 نقطة ولديه مباراة مؤجلة مع نابولي). منذ عام مضى، صار الميلان متصدرا للترتيب في الجولة الحادية عشرة برصيد 23 نقطة، ولو أخذنا في الاعتبار وجود جولة لم يتم خوضها في البداية بسبب إضراب اللاعبين، ولو فاز على كالياري (الخصم الذي كان سيواجهه في الجولة الأولى) فسيكون قد التزم بجدول درع الدوري لموسم 2010-2011.

لدى ماسيميليانو أليغري الكثير من الأسباب ليكون سعيدا، فهناك النتيجة، والأهداف الأربعة التي تم تسجيلها (23 هدفا تجعل الميلان صاحب أفضل هجوم في الدوري الإيطالي)، وبات الدفاع صلبا أخيرا، فلم يدخل مرماه أي هدف على الرغم من غياب نيستا للإصابة، ويقول المدير الفني للميلان: «أخيرا فترة توقف هادئة، نظرا لأن الأخيرة لم تكن جميلة جدا، وقد سمحنا ببعض الهجمات للخصم في الشوط الأول ولا شيء في الثاني. حينما يكون المهاجمون متاحين في حالة عدم الاستحواذ على الكرة وكل شيء يسير أفضل. لا يزال علينا التحسن، لكن الآن لنستمتع باللحظة ولنستعد الطاقات».

إلى ذلك، يستمتع أدريانو غالياني، نائب رئيس نادي الميلان، بالصحوة في بطولة الدوري، فالميلان كان في المركز الخامس عشر، والآن على بعد نقطة واحدة من الصدارة، ويشرح غالياني: «الفريق يحلق الآن، ونحن قريبون جدا من المركز الأول. لقد حققنا 20 نقطة في 10 مباريات، وكنا متأخرين بست نقاط عن اليوفي حينما خسرنا في تورينو، بعدها انطلقنا. نعود الآن إلى المراكز التي تليق بنا، فالميلان في أعلى الترتيب الآن». بعدها، وزع غالياني التهاني على اللاعبين القدامى والجدد، ويتابع: «إنني سعيد بالهدف الذي سجله زامبروتا ولأداء أكويلاني، وروبينهو الذي لا يخطئ أبدا الأهداف الصعبة، كما أعجبني إيمانويلسون الذي أدى بشكل جيد. لم نعد عواجيز بعد، لأنه حينما يلعب نوتشيرينو، وأكويلاني وبواتينغ معا فإن متوسط الأعمار ينخفض. سنظل مطمئنين لأسبوعين، بعدها نبدأ مجددا أمام فيورنتينا، الذي سيكون كالطير الجريح أمامنا». لكن الميلان يحتاج لمزيد من النقاط والانتصارات للوصول إلى قمة الترتيب.

من جهة أخرى، نزل فيليبو إنزاغي أمام كاتانيا في الدقيقة 34 من الشوط الثاني، وبعدها بست دقائق كان قريبا جدا من تسجيل الهدف الخامس، حيث كرة إبراهيموفيتش الذي سددها المهاجم المخضرم بالقدم اليمنى، لكن أندويار وضع يده ليمنعها من دخول المرمى، لكن إنزاغي شعر بالإحباط كما لو كان الهدف يساوي المباراة، يكفي هذا لمعرفة أن فيليبو هو ذاته دائما البالغ 38 عاما، وبعد إصابة مرعبة في الرباط الصليبي لا تزال لديه الرغبة نفسها في اللعب والتسجيل، كما لو كان شابا صغيرا.

كان إنزاغي قد تعرض للإصابة منذ عام مضى في 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، وكان الميلان يلعب أمام باليرمو في سان سيرو وتمزق الرباط الصليبي للركبة اليسرى لفيليبو، وفي ذلك اليوم قفز الميلان إلى الصدارة، وبدأ هو حقبة أجبرته على البقاء متفرجا في الموسم الذي شهد فوز الفريق باللقب الثامن عشر في تاريخه، وعاد المهاجم في الموسم الماضي في المباراة الأخيرة أمام كالياري، وتدرب في الصيف من أجل العودة للقمة، لكن بعدها تعين عليه الأخذ في الاعتبار بعض المشكلات (شد عضلي في نهاية أغسطس/ آب)، ومع اختيارات أليغري، حيث استبعاده أولا من قائمة الشامبيونز ليغ، ثم الجلوس في المدرجات لأربع مباريات متتالية في الدوري المحلي. من المنطقي أن لاعبا مثله لم يكن بإمكانه أن يسعد، لكنه اختار طريق الصمت واحترام القواعد من دون التوقف أبدا عن الإيمان بنفسه. إلى الآن، خاض إنزاغي 14 دقيقة فقط في بطولة الدوري، وقد منحه المدير الفني شيئا ما زيادة اليوم، وأظهر هو - أي إنزاغي - أنه لم يفقد علاقته بالأهداف.