إيان رايت: لا أحد في اتحاد الكرة يستطيع التصدي لتيري

مهاجم المنتخب الإنجليزي السابق طالب بإيقافه حتى انتهاء التحقيقات

TT

انتقد إيان رايت، لاعب المنتخب الإنجليزي وآرسنال السابق، قرار اتحاد الكرة الإنجليزي بالسماح لجون تيري، قائد المنتخب، بالمشاركة في مباراتي الفريق الوديتين المقبلتين أمام إسبانيا والسويد، في الوقت الذي ما زالت فيه التحقيقات تجرى بشأن ادعاءات تتهم اللاعب بتوجيه ألفاظ عنصرية إلى أنطون فيرناند في اللقاء الذي جمع بين فريقه تشيلسي وكوينز بارك رينغرز قبل أسبوعين. وطالب رايت، في حديث إلى صحيفة «ذي صن» البريطانية، بضرورة إبعاد تيري عن المنتخب الإنجليزي حتى تأخذ التحقيقات مجراها. وقال: «أدرك حقيقة أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن لا يعني هذا أن كابتن فريق كرة القدم القومي لبلادك يشارك في مباراتين وديتين في الوقت الذي يتم فيه التحقيق معه على خلفية اتهامات بالعنصرية. لقد أخفق اتحاد كرة القدم الإنجليزي تماما، فهم لا يعرفون كيفية معالجة هذا الأمر وقد زاد الأمر سوءا عندما سمح لفابيو كابيللو باختيار تيري في الوقت الذي يؤكد فيه أنه لن يلعب أمام إسبانيا، لكن سيلعب لمدة 45 دقيقة أمام السويد».

إنها بالتأكيد دعابة، إن اشتراكه مع إبعاده عن بؤرة الاهتمام الإعلامي من خلال عدم اللعب منذ بداية أي من المباراتين لأمر محرج. لماذا لم يتم استبعاده إذن من البداية؟ يبدو لي أن لا أحد في اتحاد كرة القدم الإنجليزي يستطيع أن يتصدى لتيري ويقول: «ربما تريد اللعب، لكن من الأفضل في الوقت الحالي أن تبقى في المنزل».

لو كنا وصلنا إلى مباراتين تنافسيتين، كان الاتحاد سيواجه مشكلة كبيرة، لكن كابيللو الذي أراح بالفعل واين روني كان عليه أن يتخذ القرار نفسه في حالة مدافع فريق تشيلسي. إنه موقف يشكل كارثة أخلاقية إلى أبعد الحدود للغاية، فلدينا منتخب الشباب الذي يتطلع إلى رؤية موقف دولي مشرف، لكنه عوضا عن ذلك يرى موقفا مذلا محرجا. يبدو أننا في إنجلترا نواجه موقفا غير أخلاقي مرة تلو الأخرى، مما يجعل بوبي مور العظيم غير مرتاح في قبره.

وسوف يشعر كابيللو بالسعادة بعد بطولة الأمم التي ستقام في بولندا وأوكرانيا. تخيل الوضع خلال فصل الخريف المقبل وهو مسترخٍ في منزله مع أصدقائه على طاولة الطعام وممسك بيديه كأسا من العصير، بينما يسأله واحد من ضيوفه: «حدثنا عن إنجلترا كيف حالها؟». أتساءل: بماذا سيبدأ حديثه عندما يفكر في بعض الأمور التي شهدها في تلك الفترة؟ سيكون جواب كابيللو على الأرجح هو: «إنهم مجموعة من المجانين». لا بأس إن ثبتت براءة جون تيري، لكن أريد أن أعرف جميع التفاصيل. كذلك أشعر بالأسى والأسف لريو فرديناند شقيق أنطون مدافع مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي الذي تم تجاهله مرة أخرى. ولا تمكن إعادته إلى الفريق كما حدث مع تيري بسب الموقف مع أخيه أنطون.

يجب أن يتنفس اتحاد كرة القدم الإنجليزي الصعداء لاعتبار ريو غير مؤهل للانضمام إلى الفريق، وهو ما يجنب مواجهة موقف خادع للغاية. لا ينبغي أن يقود تيري المنتخب الإنجليزي في كأس الأمم الأوروبية عام 2012 إذا ثبتت إدانته. بوجه عام، وبعيدا عن هذه القضية، أريد أن يكون اللاعبون نماذج للأخلاق الحميدة. قد يفقدون القدرة على السيطرة على أعصابهم في أرض الملعب، لكن هذا جزء من المباراة، لكن أريد منهم أن يكونوا أبطالا في أعين الشباب من اللاعبين والصغار ونريد جميعا أن نفخر باللاعبين الذين يرتدون القمصان البيضاء. ينبغي أن يكون انضمام أي لاعب للمنتخب الإنجليزي شرفا له. أشعر بسعادة لحصول بعض اللاعبين الجدد على فرصة دخول ملعب ويمبلي مع المنتخب خلال المباراتين، فهذه تجربة رائعة بالنسبة لهم. أنا سعيد لدانيال ستوريدج وجاك رودويل وكايل ووكر الذي أثار إعجابي، لكنني لا أفهم سبب تجاهل ميكا ريتشاردز مرة أخرى، فقد كان واحدا من أفضل المدافعين في الدوري الإنجليزي خلال الموسم الحالي، لذا أتعجب من طريقة تفكير كابيللو. يمكن أن تكون المباراة أمام إسبانيا رائعة، لكن إذا هم أخذوا المباراة مأخذ الجد وقدموا أداء قويا في الملعب، أخشى أن نلقن درسا قاسيا. مع ذلك سنلعب يوم الثلاثاء أمام السويد. وسواء لعب تيري منذ بداية المباراة أو لعب في منتصفها وتولى مهام كابتن الفريق، سوف يخبر المعلقون حول العالم المشاهدين بأمر التحقيق معه على خلفية الاتهامات الموجهة إليه بقول تعليقات عنصرية. وحينها سوف يذكرون الجميع بأن إنجلترا هي الدولة التي أغضبتها في الماضي هتافات عنصرية في عدة دول مختلفة، كانت آخرها بلغاريا. وبذا لن يكون هذا الوضع في صالح أي منا.

على الجانب الآخر، طالب مهاجم فريق ليفربول، لويس سواريز، باعتذار من باتريس إيفرا، لاعب فريق مانشستر يونايتد، عما بدر منه من تعليقات عنصرية. ويقول المهاجم الأوروغوياني إن زملاء إيفرا في فريق مانشستر يونايتد لا يدعمون الاتهامات التي يوجهها إليه وإنهم «متفاجئون» من رد فعله. ولا يزال اتحاد كرة القدم الإنجليزي يحقق في تلك الاتهامات التي تعود إلى وقت زيارة فريق مانشستر يونايتد لملعب أنفيلد في 15 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. من المتوقَّع أن يتم اتخاذ قرار بشأن متابعة القضية قضائيا خلال الأسبوع الحالي. ويتوق كيني دالغليش، مدير فريق ليفربول، لحل هذه المشكلة سريعا. وقد عاد سواريز إلى أوروغواي من أجل مباراة التأهل لكأس العالم مع تشيلي، لكنه أشار إلى استمرار الخلاف مع إيفرا وزعم أن المدافع الفرنسي ليس لديه أدلة وشهادات تدعم اتهاماته. وقال سواريز: «سيكون على اتحاد كرة القدم أن يتفاهم معه لأنه لا يوجد دليل على أن ما قلته تشوبه أي عنصرية. لم أوجه له أي عبارة تتضمن عنصرية. هناك أمور تحدث في مجال كرة القدم ولا تترك شعورا سلبيا. الآن علينا انتظار حسم هذا الأمر، ثم سيكون علي أنا ولاعب مانشستر توضيح الأمور. سيكون على واحد منا الاعتذار، وسيعتمد هذا على معرفة من المخطئ. سيكون هناك جانبان لمناقشتنا، أحدهما بالإسبانية والآخر بالإنجليزية. أنا لم أوجه إليه إهانة، بل كانت طريقتي في التعبير عما داخلي. لقد نعته بكلمات يدعوه بها زملاؤه في فريق مانشستر يونايتد. وقد فاجأهم رد فعله في الملعب».