التايلانديون يجددون تحديهم للأخضروالمدرب بلغة الواثق: نملك القوة الكافية لإسقاطه

وسائل الإعلام تسير عكس الاتجاه وتبدي تخوفها من «القمقم السعودي»

TT

يبدو أن الأجواء الممطرة باتت تلاحق التايلانديين من بلادهم التي تشهد فيضانات مدمرة إلى السحاب المنهمر في معسكرهم بالدوحة.

يحدث ذلك في قطر بينما يقيمون معسكرهم الإعدادي استعدادا لمواجهة المنتخب السعودي بعد غد (الجمعة) في العاصمة السعودية الرياض.. التي هي الأخرى تعيش أجواء ربيعية جميلة.. لا ينقصها إلا الأمطار التي بات الراصدون يتوقعون انهمارها بين الفينة والأخرى.

التايلانديون الذين يخوضون التصفيات الآسيوية الثالثة المؤهلة لمونديال كأس العالم 2014 بالبرازيل، بآمال كبيرة للعودة إلى بانكوك بالنقاط الثمينة الـ3 التي تجعلهم أقرب من أي وقت مضى من الصعود إلى الدور المقبل من التصفيات، وسط طموحات عرضية بأن يصلوا إلى المونديال العالمي، ويخرجوا من الظلام إلى الأضواء، سعيا منهم لصناعة منتخب يملأ الدنيا ويشغل الأوساط الرياضية.. ما زال إعلامهم يعيش الحلم.. وهو يتوجس كثيرا من الهيبة السعودية التي قد تخرج من قمقمها وتنسف كل الأحلام.. لكن ظلت لغة التفاؤل حاضرة رغم القلق الكامن بين السطور.. فصحيفة «سيام سبورت» التايلاندية نقلت أحاديث اللاعبين الواثقة من أن الانتصار رغم صعوبته، فإنه ليس مستحيلا استنادا إلى النتائج الإيجابية التي حققوها في الجولات الماضية، ونيلهم 4 نقاط من 3 مواجهات جعلتهم في وصافة المجموعة الرابعة، رغم أن الترشيحات الفنية لا تزال تصب في مصلحة الأخضر السعودي الذي يتمتع لاعبوه بالخبرة الكافية لحسم الكثير من المواجهات المفصلية التي من شأنها أن تقصي التايلانديين وتنهي آمالهم، خصوصا أنهم لا يمتلكون السجل التاريخي الحافل الذي يمنحهم الثقة الكافية لتجاوز الكثير من العقبات التي ستواجههم.

متابعة دقيقة لمواجهات الأخضر السابقة: في المعسكر الذي يقيمه المنتخب التايلاندي في العاصمة القطرية الدوحة، سلط المدرب الألماني شايفر الضوء على مواجهات المنتخب السعودي السابقة، مستعرضا أبرز نقاط الضعف التي من خلالها بإمكان التايلانديين الوصول إلى شباك الأخضر واقتناص نقاط المواجهة الثمينة التي ستقرب أحد الطرفين للصعود مع المنتخب الأسترالي الذي يتصدر المجموعة إلى الدور المقبل، تلك المشاهدات من قبل المدرب امتدت نحو نصف الساعة، كما أنه لم يغفل عناصر القوة التي يتميز بها لاعبو الأخضر الذين يسعون جاهدين لتدارك الأوضاع التي لم تكن جيدة خلال المواجهتين الافتتاحيتين أمام أستراليا وعمان، حيث لم يخرج منها إلا بنقطة يتيمة جعلت موقفه أكثر حرجا في الجولات المقبلة فليس هناك مجال للتفريط في المواجهة المقبلة أمام تايلاند التي تعتبر بمثابة القشة التي تجدد للأخضر الأمل في اقتناص ثاني البطاقات.

الاستعدادات في قطر تبعث على التفاؤل: لم يخف المدرب شايفر سعادته بالأيام الـ3 التي قضاها في الدوحة، حيث سارت الأمور كما كان مخططا لها، ويرى أن ذلك المعسكر أصبح يؤتي ثماره وفق ما يريد قبل ملاقاة الأخضر السعودي في الـ11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، وقال: «نحن راضون تمام الرضا عن التزام اللاعبين بالتدريبات وانضباطهم في المعسكر الحالي، وأرى أن اختيارنا لقطر لتكون حاضنة لإعدادنا الأخير فكرة جيدة، ولدينا انسجام كبير بين عناصرنا، والأجواء هنا رائعة والروح لدى اللاعبين مرتفعة، وندرك تماما أن المواجهة التي ستجري في الرياض ستكون أصعب مما كان في بانكوك، لذلك قمنا بالتخطيط السليم لهذا اللقاء، والمسؤولون عن المنتخب السعودي كذلك يعلمون أن المنتخب التايلاندي جيد ويمتلك القدرة على تحقيق النقاط، وأرى أنه من الممكن أن نتغلب على الأخضر على أرضهم، رغم أن الظروف منعتنا من أن نجري إحماء قبل مواجهة المنتخب السعودي نظرا لارتباط الأندية القطرية باستحقاقات أخرى، وعلينا أن نقوم بتكثيف التدريبات من أجل نعوض غياب مواجهة الإحماء، لذلك سنركز كثيرا على تفعيل الكثير من الأطراف الفاعلة، والسعي لحل كافة المشكلات التي تطرأ علينا من الناحية التكتيكية.

لن نلتفت لأي شيء خارج الملعب: ذلك ما أوصى به المساعد الفني في منتخب تايلاند سوراتشاي ذو الخبرة الكبيرة مع منتخب بلاده، حيث قال: «من المهم أن نركز على ما يجري داخل الملعب فقط، دون التأثر بأي أجواء أخرى خارجه، فالمواجهات التي تجري في منطقة الشرق الأوسط دائما ما تكون صعبة علينا، وهي بحاجة إلى أن نبذل مزيدا من الجهد والعطاء لنتمكن من الخروج بنتيجة إيجابية، ولا مجال لأن يشتت اللاعبون أذهانهم بما لا يفيدهم في ذلك المكان، عليهم أن يضعوا الانتصار أمام أعينهم وبعدها يتوجهون إلى الملعب ليقدموا ما يستطيعون في المباراة». ويبدو أن هذا التصريح جاء على خلفية توقع التايلانديين وجود حضور جماهيري كبير لمساندة الأخضر على ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، حيث تعتبر الجماهير السعودية الغفيرة مصدر قلق للمسؤولين عن المنتخب التايلاندي، واللعب في أجواء يسودها الصخب ليس بالأمر الهين في ظل وجود عناصر لا تملك الخبرة في التعامل مع تلك المواقف.