خليل الزياني: «النفَس الطويل» سلاح الاتفاق في الدوري.. والسليم لا يحمل صك النجومية إلى الأبد

قال إنه يخشى على الشهري من إجهاد المشاركة في الأخضر الكبير والأولمبي

TT

أكد نائب رئيس نادي الاتفاق خليل الزياني أن فريقهم يسير بخطى ثابتة لمواصلة المنافسة في دوري زين السعودي للمحترفين، بعد مضي 8 جولات دون تلقيهم أي خسارة، مبينا أن امتلاك الاتفاق لعدد من اللاعبين المميزين هو من ساهم في ظهور الفريق بمستويات رائعة، بالإضافة إلى الاستقرار العناصري والانسجام المستمر، الأمران اللذان ساهما في تميز وتفوق خطوط الفريق.

وأشار الزياني إلى أن الاتفاق يملك مدربا مجتهدا وصارما هو الكرواتي برانكو إيفانوفيتش، فهو رجل يملك إنجازات كبيرة مع الفريق والمنتخبات التي أشرف على تدريبها في وقت سابق، إلى جانب أنه يملك الشجاعة لمنح اللاعبين الشبان والمستجدين فرصة المشاركة مع الفريق الكروي الأول في مباريات دوري زين، لذلك هو واحد من المدرب الجيدين، متمنيا أن تظهر إمكاناته الوافرة مع الاتفاق أكثر وأكثر.

الكثير من الجوانب تحدث عنها الزياني في هذا الحوار الخاص مع الـ«الشرق الأوسط»، حيث قدم للاعب فريقه الشاب زامل السليم عددا من النصائح للصعود في سلم النجومية، إلى جانب حثه للاعبي المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لتقديم كل ما يملكون في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014، مطالب إياهم بضرورة الفوز بمواجهتي تايلاند وعمان المقبلتين. وإليكم التفاصيل:

* الاتفاق حاليا من فرق الصدارة، فهو لم يخسر أي لقاء، كيف تجد وضع الفريق حتى الآن؟

- الحمد لله، الفريق حتى الآن يسير بخطى ثابتة وفق ما وضعناه له منذ بداية الموسم، وبإذن الله يكون ما حققناه حتى الآن دافعا لتحقيق المزيد لدى كل لاعبي الفريق، فالاتفاق يمتلك لاعبين مميزين في هذا الموسم، إضافة إلى انسجامه المستمر منذ الموسم الماضي، وهو الأمر الذي ساهم كثيرا في ما وصلنا إليه.

* تحدثت عن الانسجام بأنه سبب رئيسي في ما تحقق للفريق، نريد منك تفسيرا لهذا الأمر.

- هو نتاج العمل الجماعي من الجميع إدارة ومدربا ولاعبين، وقبل ذلك يعتمد بالدرجة الأولى على درجة الاستعداد وقوته، فالفريق بدأ استعداده بشكل ممتاز بمعسكر في تركيا، حيث خضنا هناك عددا من المباريات التجريبية، ومن ثم شاركنا في بطولة ودية قوية في الدورة الرباعية التي أقيمت في الرياض، حيث خضنا خلالها مباريات قوية ساهمت في زيادة معدل الاستعداد لدينا، إلى جانب استمرار لاعبينا الأجانب للموسم الثاني كالأرجنتيني تيغالي والبرازيلي برونو لازاروني، فهذا الثنائي قدم مستويات كبيرة في الموسم الماضي مع الفريق، كما أننا استعنا ببعض اللاعبين من الفريق الأولمبي مثل مبارك وجدي ويحيى حكمي وإبراهيم آل براهيم وعبد الله الحافظ، كما استقدمنا لاعبين محليين أضافوا الكثير إلى الفريق كسلطان البرقان وسعد الذياب وغيرهم، ولا أنسى زامل السليم، فهو لاعب مميز بدأ في تقديم لمسات كبيرة، فجميع هذه عوامل مؤثرة وساهمت كثيرا في ما يقدمه الفريق.

* ماذا عن دور الجهاز الفني بقيادة المدرب الكرواتي برانكو إيفانوفيتش؟

- المدرب برانكو مجتهد وصارم، وله سيرة ذاتية قوية، سواء كونه كان مساعدا لمدرب المنتخب الكرواتي في كأس العالم 1998 في فرنسا، أو أثناء تدريبه في كرواتيا أو المنتخب الإيراني، وكذلك إشرافه على أحد الفرق في الدوري الصيني وتحقيقه للبطولات هناك، فهو مدرب له إنجازاته الكبيرة وله إمكانياته الوافرة التي ظهرت مع الفريق، وإضافة إلى ذلك فهو يملك الشجاعة لمنح الفرصة للاعبين الشبان والمستجدين، وذلك لخلق فريق متجانس وإيجاد البديل الجاهز، وبلا شك هو مدرب من المدربين الجيدين والناجحين.

* لاحظنا أنك لم تتحدث عن الدور الإداري، هل هو غائب أم ماذا؟

- لم أكن أرغب في التطرق إليه لكي لا يقال إننا نشيد بأنفسنا، ولكن إحقاقا للحق، الإدارة لم تتوقف عن العمل منذ نهاية الموسم الماضي، ولم تحصل على إجازة حتى وإن كانت قصيرة، فالاجتماعات كانت مستمرة طوال فترة الصيف ومتتالية سواء كانت في النادي أو في مكتب الرئيس عبد العزيز الدوسري، فكنا نجتمع باستمرار لبحث شؤون النادي، فيمكن القول بأنها كانت هناك متابعة وتنظيم لعمل النادي لهذا الموسم منذ وقت مبكر، وكل هذه الأمور بعد فضل الله وتوفيقه ساهمت في أننا نشاهد الفريق يمتعنا بما يقدمه في دوري زين السعودي للمحترفين.

* أيضا تميز فايز السبيعي في حراسة المرمى، فلم يدخل مرمى الاتفاق سوى هدف واحد في 8 جولات، كيف تجد ما يقدمه فايز حتى الآن؟

- شخصيا أرى أن الفريق بشكل عام كامل ومميز هذا الموسم، وبالإضافة إلى ذلك فالدفاع كان له دور هام في الذود عن مرمانا، والسبيعي كان له دور خاص في ما حصل، فولوج هدف واحد في 8 جولات يعتبر سجلا ممتازا للدفاع وللحارس فايز السبيعي، الذي كان أداؤه مميزا وكان في كل الأوقات يقظا، وفي المباريات نشاهده يتصدى لكرات صعبة جدا، وأتمنى له الاستمرار في ما يقدمه وأن لا يقف مستواه عند هذا الحد، فالمشوار لا يزال طويلا بالنسبة لنا، فنحن نحتاج إلى نفَس طويل، فالدوري لم يمضِ منه الكثير، وما زلنا في مرحلة مبكرة منه ويجب أن نواصل العمل في مستوى متصاعد لنحافظ على ما حققناه.

* امتدحت زامل السليم في حديثك السابق، ما الرسالة التي توجهها إلى هذا اللاعب؟

- أقول له بأنه مكسب كبير لنادي الاتفاق، لكن هذا لا يعطيه الحق للتمتع بهذه الميزة طوال المرحلة المقبلة، بل يجب عليه أن يبذل المزيد ليكون متواصلا على هذا المستوى، وأن تكون له نتائج يرضي الجميع من خلالها، فيجب عليه أن يخدم الاتفاق بكل أحاسيسه ومشاعره، فكرة القدم إن أعطيتها أعطتك، هذا هو جوهر الاحتراف، فأنا أتمنى له التوفيق والنجاح، وهو ولله الحمد حاصل على درجة جيدة من الرضا من لدن الجميع.

* نادي الاتفاق يضم لاعبا يلعب للمنتخبين الأول والأولمبي هو يحيى الشهري، ألا تخشى تأثير كثافة المشاركات على اللاعب في الدوري ومع المنتخبين الأول والأولمبي، خصوصا في ما يتعلق بمعدله اللياقي؟

- سيؤثر ذلك على قدرته البدنية بكل تأكيد، حيث إن اللاعب سيستهلك قدراته اللياقية والبدنية بشكل كبير، وأنا علمت بأن نهج مدرب المنتخب السعودي الهولندي فرانك ريكارد يمنع هذه الازدواجية، لكن لا أعلم إن كان يحيى الشهري استثناء من ذلك، فالمدرب لديه الإيمان التام بعدم استهلاك اللاعب بهذه الطريقة ما بين المنتخبين الأول والأولمبي، بالإضافة إلى وجوده في النادي، فيجب أن يكون هناك تركيز على جهد اللاعب وليس تبذيرا له.

* بما أننا نتحدث عن المنتخب السعودي، ممَّ يعاني الأخضر، لا سيما وأنه في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بات غير مُرض للجماهير؟ برأيك ما أسباب ذلك؟

- لكل زمن دولة ورجال، بمعنى أن كل زمن تأتي فئة من اللاعبين قد ترضي المتابعين وقد لا ترضيهم، وذات الأمر بالنسبة للجهاز الفني، فهو قد يرضي المتابعين وقد لا يرضيهم أيضا، فهذا الأمر ليس بالهين البت فيه، فالمسؤولية والمهام الملقاة على عاتق اللاعبين تعطي انطباعا بأنهم هم من يجب عليهم الأخذ بالاعتبار لأحاسيس المتابعين وانطباعاتهم، وأنا أرى أن عليهم أن يترجموا هذه الأحاسيس على أرض الواقع، وعليهم أن يصححوا من وضع المنتخب، سواء ذهب مدرب أو أتى آخر، فنحن لا حول لنا ولا قوة، ولكنّ اللاعبين الذين يتعاقبون من جيل إلى آخر عليهم أن يحملوا هذه الأمانة بكل صدق، فالكرة السعودية ليست مُرضية سواء لعشاقها أو حتى لمتابعيها، ومن في الملعب هو من يدفع الجمهور لتشجيعه أو يحثه على الابتعاد عن الملاعب، ونحن سنكون متفائلين، ونقول بإذن الله إن اللاعبين سيشعرون بأهميتهم وبمكانتهم وبمكانة الكرة السعودية على الصعيدين الآسيوي والدولي، من أجل تعديل مسارهم في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم، خصوصا بالفوز في مباراتي تايلاند وعمان المقبلتين.

* أخيرا، نترك لك المجال لتقول ما في قلبك لجماهير ناديك الاتفاق.

- أؤكد لهم بأن الإدارة واللاعبين والجهاز الفني يبذلون قصارى جهدهم لإرضائهم، ولكن دائما نحن نطالبهم بالحضور ونؤكد على أهمية وجودهم خلف الفريق، خصوصا في المباريات التي تقام في مدينة الدمام، فالفريق يقدم مستويات جميلة وينافس على مراكز متقدمة ويثبت للجميع أنه فريق كبير، والآن الكرة في ملعب الجماهير لتثبت دورها في مدرجات الملعب، فهم جماهير ذواقة ومحبة للنادي، وبإذن الله يكون وجودهم كبيرا في المباريات المقبلة.