المنتخب الإيطالي يواجه بولندا وديا اليوم بدون قوته الهجومية

غياب كاسانو وروسي خلط الأوراق.. وبالوتيللي لا بديل عنه

TT

يتعين على المنتخب الإيطالي لكرة القدم أن يعيد التفكير في خططه الهجومية قبل مباراته الودية الدولية اليوم أمام نظيره البولندي الذي تشارك بلاده في استضافة بطولة يورو 2012. فمع تعرض أنطونيو كاسانو لمشاكل في القلب وإصابة جوزيبي روسي بتمزق في أربطة الركبة، أصبح على تشيزاري برانديللي مدرب إيطاليا العمل بدون اثنين من أهم عناصره الهجومية التي اعتمد عليها بشكل كبير خلال رحلة الفريق الناجحة بالتصفيات المؤهلة لبطولة الأمم الأوروبية المقبلة «يورو 2012».

وكان كاسانو غادر المستشفى الذي كان يرقد به في ميلانو يوم الأحد الماضي، ويبتعد المهاجم الإيطالي عن الملاعب لفترة طويلة قد تمتد لستة أشهر بعد إجرائه عملية جراحية لعلاج عيب خلقي في القلب أدى إلى إصابته بسكتة دماغية بسيطة.

ولا يختلف الأمر كثيرا بالنسبة لروسي لاعب فياريال الإسباني من حيث المدة التي سيغيبها اللاعب عن الملاعب حيث أجرى روسي أيضا عملية جراحية في ركبته اليمنى أواخر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وقال برانديللي: «إننا بانتظار عودتهما ولكن يجب أن نجد طرقا جديدة تساعدنا على الاستعداد لنهائيات يورو 2012. لا نستطيع العثور على لاعب جديد يتمتع بنفس خصائص كاسانو. آمل بأن أستعيد جهوده هو وروسي». ومع انطلاق نهائيات يورو 2012 في بولندا وأوكرانيا بعد سبعة أشهر، يوجد لدى برانديللي حاليا أربعة مهاجمين للاختيار فيما بينهم لخوض مباراة بولندا اليوم ثم مباراة إيطاليا الودية الدولية التالية يوم الثلاثاء المقبل التي ستستضيف خلالها بطلة أميركا الجنوبية الحالية أوروغواي.

وفي ظل غياب المبدعين روسي وكاسانو، اضطر برانديللي للاعتماد على القوة البدنية في الهجوم المتمثلة في ماريو بالوتيللي. ولم يعتمد برانديللي على بالوتيللي البالغ من العمر 21 عاما إلا في مناسبات محدودة خلال رحلة إيطاليا بالتصفيات الأوروبية ويرجع ذلك إلى حد كبير بسبب إصابة اللاعب. ولكن بالوتيللي تم استدعاؤه الآن للانضمام إلى المنتخب الإيطالي حيث سيسعى لنقل تألقه الأخير مع ناديه الإنجليزي مانشستر سيتي، حيث سجل سبعة أهداف للفريق في ثماني مباريات، إلى منتخب بلاده.

وظهر المهاجمون أليساندرو ماتري، أحد لاعبي يوفنتوس السبعة بمنتخب إيطاليا، وجامباولو باتزيني وباولو أوسفالدو بمستوى جيد مع أنديتهم. بينما يمكن الاعتماد على سيموني بيبي كلاعب ساعد هجوم. وقال برانديللي: «ما زال لدينا أربعة مهاجمين من الطراز الحديث.. لا يوجد لدينا متوسط هجوم من الطراز الكلاسيكي، ولكننا لدينا بيبي الذي يمكن اللجوء إليه كحل بديل».

وهكذا أعاد الغياب الطويل - كما هو متوقع - لجوزيبي روسي وأنطونيو كاسانو خلط الأوراق في خط هجوم المنتخب الإيطالي، في ظل السباق نحو يورو 2012. بالطبع ستكون هناك خمسة أماكن في الهجوم، نظرا لأن الفريق في حاجة لثمانية لاعبين في الدفاع (لاعبين في كل مركز)، كما أن السبعة في خط الوسط (في ظل انعدام الإصابات غير المرجوة) باتوا معروفين بالفعل وهم: بيرلو ودي روسي وماركيزيو ومونتوليفو وتياغو موتا وأكويلاني ونوتشيرينو. وبالتالي هناك ثلاثة حراس مرمى، وثمانية مدافعين، وسبعة لاعبي وسط، ونحتاج لخمسة لاعبين تحديدا لإكمال عقد الـ23 لاعبا في القائمة الأوروبية.

ويعد ماريو بالوتيللي هو الوحيد صاحب المكان الأكيد في هجوم الآزوري، أما بالنسبة للأربعة أماكن المتبقية فهناك منافسة بين ثمانية لاعبين، ويعد الوضع أفضل لمن هم موجودون حاليا، وهم: باتزيني وماتري وأوسفالدو وجوفينكو، بينما يظل جيلاردينو في سباق دائم نحو الوجود في المنتخب، بعده هناك الوافد الجديد بيبي. هذا فيما يعتبر دي ناتالي الورقة التي يمكن الوثوق بها بشكل مفاجئ في اللحظة الأخيرة. كما أن فابيو كوالياريللا جدير بالمتابعة أيضا، وربما هو المهاجم الإيطالي الأكثر اكتمالا للياقته البدنية، لكن لا تتم الاستفادة منه فعليا في فريق اليوفي في الوقت الحالي. لكن السباق قد بدأ للتو والنتيجة النهائية ستتوقف، خاصة، على الأداء الذي يظهر في الملعب وعلى الاستراتيجيات الخططية التي سيقرر برانديللي الاعتماد عليها. وهذه بعض الطرق المحتمل أن يسلكها المدير الفني للمنتخب الإيطالي، وهي كالآتي: أولا، اللعب بأربعة رؤوس حربة صرحاء مع جوفينكو. ثانيا، اللعب بأربعة رؤوس حربة صرحاء إلى جانب بيبي. وأخيرا، ثلاثة رؤوس حربة ذوو ثقل مع جوفينكو وبيبي. إن الطريق الأول، وهو الأكثر استخداما خلال تولي برانديللي قيادة المنتخب، قد يزيد من فرص ضم دي ناتالي، وهو شبيه من حيث الإمكانات لجوزيبي روسي وكاسانو، وحينها سيواجه خطر الإبعاد واحد من بين باتزيني أو ماتري أو أوسفالدو، أي من هم موجودون حاليا في معسكر المنتخب في كوفرتشانو، بفلورنسا. وفي الحالة الثانية، سيتخلى برانديللي عن صانع الألعاب الهجومي (مونتوليفو أو أكويلاني هو رأس المعين الأمامي في طريقة «الرومبو»)، مع الإبقاء على إمكانية اللعب بثلاثي هجوم بفضل المتخصص بيبي.

وفي اللقاءين الوديين المقبلين، سيجرب برانديللي الرباعي الأثقل إضافة إلى بيبي. وبعدما تم تجريب الثلاثي الهجومي كثيرا، وبالنظر للقاء بولندا، قد نرى باتزيني في القلب، مع بالوتيللي وبيبي على الأجناب. على أي حال، الانطباع هو أن الأمر قد يتعلق بحل تتم الاستفادة منه خلال سير المباراة، ويعد أكثر منطقية أن يواصل المدير الفني للآزوري اتخاذ طريق «الرومبو» في البداية، من خلال وجود مونتوليفو من خلف بالوتيللي وباتزيني، وفي وسط الملعب من المؤكد الدفع بالثلاثي بيرلو ودي روسي وماركيزيو، وفي الدفاع يبدو أنه تمت استعادة رانوكيا (كما أن أوغبونا جاهز في أي لحظة، لأن بارزالي غائب)، بينما في الجهة اليمنى يبدو أباتي أقرب من ماجيو. مع وجود كييلليني في القلب وكريشيتو في الجهة اليسرى يكتمل الدفاع.

وفي الجانب المقابل لم تخسر بولندا، التي تأهلت بشكل مباشر لنهائيات يورو 2012 باعتبارها إحدى الدولتين المضيفتين للحدث وستخوض مباراة البطولة الافتتاحية في يونيو (حزيران) المقبل بوارسو، سوى مرتين فقط خلال 11 مباراة ودية خاضتها استعدادا للبطولة الأوروبية. وحققت بولندا تحت قيادة مدربها فرانسيسك سمودا خمسة انتصارات وأربعة تعادلات في تسع مباريات ودية، من بينها تعادلها 2-2 مع ألمانيا في سبتمبر (أيلول) الماضي.