الأخضر.. في المنعطف «الأخطر»

خليل الزياني: عدم الاندفاع وتركيز المدافعين وهدوء المهاجمين.. سبل الفوز على تايلاند اليوم

TT

يدخل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم مساء اليوم منعطفا هاما وخطرا حينما يواجه المنتخب التايلاندي وهو يرفع شعار الفوز ولا غيره في المباراة التي ستجمع بينهما على أرض ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة السعودية الرياض، ضمن مواجهات الدور الثالث من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2014 في البرازيل، الخاصة بالمجموعة الرابعة التي تتصدرها استراليا بالعلامة الكاملة برصيد 9 نقاط من ثلاث مباريات، فيما تحتل تايلاند المركز الثاني بمجموع 4 نقاط، مقابل نقطتين للسعودية في المركز الثالث، فيما يتذيل قاع الترتيب في المجوعة منتخب عمان برصيد نقطة واحدة.

وكانت بداية المنتخب السعودي في تصفيات الدور الثالث غير جيدة، وذلك بتعادله مع نظيره العُماني في المباراة التي أقيمت على أرض الأخير بنتيجة 0-0، قبل أن يخسر بعدها في الجولة الثانية من المنتخب الأسترالي في الدمام بنتيجة قاسية 1-3، ليضيف في الجولة الثالثة نقطة واحدة بعد تعادله مع المنتخب التايلاندي بنتيجة 0-0 في المباراة التي جمعتهما في العاصمة التايلاندية بانكوك.

ويعمل مدرب المنتخب السعودي الهولندي فرانك رايكارد الذي بدا أنه الآن أكثر إدراكا لماهية لاعبيه والمنافسين.. بعد أن أخذ وقتا كافيا لملاحظة المنتخبات المنافسة في المجموعة حيث سبق أن خاض جولة كاملة في مواجهة المنافسين الثلاثة.. وبدأ في التعرف بشكل كبير على إمكانات لاعبي المنتخب السعودي وما يحتاجونه خلال مثل هذه المواجهات الصعبة وعلى وضع الطريقة المناسبة لأجل إنجاز المهمة بنجاح.

وقد استعد المنتخب السعودي لهذا اللقاء بمعسكر داخلي بمدينة الرياض على مرحلتين الأولى كانت على مدار يومين قبل عيد الأضحى، أما الثانية فقد استكمل فيها برنامج الإعداد لـ4 أيام سبقت المباراة ركز فيها رايكارد على إقامة عدد من المناورات القوية لرسم التكتيك الخاص الذي سينتهجه في هذا اللقاء، مع الاكتفاء بالتدريبات دون خوض أي لقاء تجريبي.

وكان المدرب الهولندي رايكارد قد استدعى للقائمة كلا من: حسن العتيبي ووليد عبد الله وأحمد الكسار وياسر المسيليم في حراسة المرمى، وحسن معاذ وأسامة المولد وأسامة هوساوي وعبد الله الزوري وعبد الله الأسطا وراشد الرهيب وحمد المنتشري ومحمد عيد وكامل الموسى للدفاع، وسعود كريري وإبراهيم غالب وأحمد عطيف وأحمد الفريدي وتيسير الجاسم ونواف العابد وعبد العزيز الدوسري ومحمد الشلهوب ومحمد نور ويحيى الشهري لخط الوسط، ويوسف السالم وناصر الشمراني ونايف هزازي وياسر القحطاني للهجوم.

ولقراءة أوراق هذا اللقاء الحاسم بين المنتخبين، يقول الخبير والمدير الفني السابق للمنتخب السعودي خليل الزياني في رؤيته الخاصة لـ«الشرق الأوسط» إنه متفائل بأن يقدم لاعبو المنتخب السعودي المطلوب منهم لحصد نقاط اللقاء، مبينا أن اللاعبين وصلوا لمرحلة النضج المطلوبة في التعامل مع مثل هذه المواجهات، فيجب على الجميع أن يقف خلفهم لتجاوز هذا المنعطف الهام، ولكن ذلك يعتمد على نظرة اللاعبين للمباراة وأدائهم وأهمية المباراة لهم كلاعبين، فهم أمام لحظة حاسمة لتصحيح المسار الذي يحتاج إلى جهد وتضحية وعمل كبير داخل الملعب حتى يتجنبوا حدوث أي أمر قد لا تحمد عقباه، فهذا قدر المنتخب السعودي الذي وضع نفسه في هذا الموقف، فيجب على اللاعبين أن يخرجوا من هاجس الخسارة أو التعادلات من أجل تحقيق الفوز المطلب المهم لنا في هذا اللقاء للبقاء في المنافسة، ومن المؤكد أن الجهاز الفني للمنتخب بقيادة الهولندي فرانك رايكارد لديه تصور كامل عن إمكانات المنتخب التايلاندي المتطور، فعلى المنتخب السعودي ولاعبيه أن يبدأوا اللقاء بتوازن كبير بين الواجبات الدفاعية والمهمات الهجومية المطلوبة، من أجل امتلاك خط الوسط دفاعيا وهجوميا لتضييق المساحات أمام التايلانديين.

ويرى الخبير الفني الزياني أن من الأهم عدم استقبال أي هدف تايلاندي مبكر، حيث سيضع ذلك اللاعبين تحت ضغط نفسي كبير، مضيفا: يجب عدم الاستعجال في إنهاء الفرص، فقد تتهيأ فرصة أو فرصتان أمام مرمى المنافس لكن قد تضيع في حال استعجل المهاجمون في إنهائها، كما يجب تجنب الأخطاء في المناطق الخلفية، فالمدافعون السعوديون لديهم قيمة فنية عالية لكن يبقى لدى هذا الخط بعض الأخطاء التي يجب تجاوزها، إلا أنه يظل مقنعا في حالة تركيزه.

وعلى خط الوسط السعودي الذي من المتوقع أن يمثله سعود كريري وأحمد الفريدي وتيسير الجاسم وعبد العزيز الدوسري ومحمد نور أن يقوم بدوره المزدوج للقيام بالواجبات الدفاعية إلى جانب القيام بالمهمات الهجومية بتوازن كبير وبتبادل للأدوار الهجومية والدفاعية، فمع مهمة إمداد الكرات يجب أيضا مساندة المهاجم الوحيد سواء كان ياسر القحطاني أو ناصر الشمراني أو نايف هزازي، من أجل فك الحصار عليه من الدفاع التايلاندي، وذلك بفعالية مع الحرص على التسجيل منذ بداية اللقاء، فيجب على لاعبي الوسط السعوديين التحضير السريع وعدم ترك الفرصة والمساحات أمام لاعبي الهجوم والوسط التايلانديين.

وشدد الزياني على ضرورة ثقة اللاعبين بقدراتهم، من أجل اللعب بتوازن كبير بعيدا عن الاندفاع المبالغ فيه، فكل ما نتمناه للأخضر هو التوفيق في هذه المهمة التي تعد منعطفا حساسا وخطرا ولا تقبل ارتكاب الأخطاء.

في المقابل، المنتخب التايلاندي منتخب أداؤه تطور في الآونة الأخيرة على الصعيد الآسيوي، فهو حقق نتائج مقبولة في الأعوام الأخيرة، بالإضافة إلى أنه يعيش في أفضل مستوياته، ويركز مدربه الألماني وينفريد شايفر على التحصن في الخلف قبل الانطلاق للهجوم من الأطراف، مع التركيز على التسديد من خارج منطقة الجزاء التي سيلجأ لها كثيرا في هذا اللقاء، مع البحث عن الهجمات والمساحات الخالية لتشكيل الخطورة عبر الكرات المرتدة على مرمى المنتخب السعودي، لاستغلال سرعة لاعبيه.