شنايدر: فوز الإنتر بلقب الدوري هذا الموسم صعب.. بل مستحيل

نجم الإنتر يطالب جماهير الفريق بالتحلي بالصبر وعدم استعجال النتائج

TT

«ما المشكلة الأساسية في فريق الإنتر؟ المشكلة هي الاختلاف بين اللاعبين الأساسيين والاحتياطيين الذين يجلسون على مقعد البدلاء». وعن هذه المشكلة تحدث ويسلي شنايدر لاعب فريق الإنتر يوم الخميس الماضي مع التلفزيون الهولندي. ونجحت تصريحات اللاعب الهولندي الفذ في إثارة الاهتمام. وبالتسليم مقدما بأن هذه التصريحات قد لا تغير شيئا على المدى الطويل، إلا أنها بالتأكيد ستمهد الطريق أمام ما يجب القيام به من تغييرات في الفريق الإيطالي العريق حتى يعود إلى حلبة المنافسة الفعلية سواء في البطولات المحلية أو الأوروبية.

إن ويسلي شنايدر، لاعب خط وسط الإنتر والمنتخب الهولندي، صريح وقاطع. في المقابلة التلفزيونية أكد شنايدر أن فوز الإنتر هذا الموسم بلقب الدوري يعد أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا. وأضاف اللاعب البالغ من العمر 27 عاما والمنحدر من مدينة أوترخت بهولندا قائلا: «إن الإنتر اضطر أن يلعب هذا الموسم تقريبا كل المباريات بنفس التشكيلة. وقد أثر هذا بصورة حتمية على أداء الفريق وقدرته على الصمود طوال الشوطين في ظل خوضنا لمباراة كل 3 أيام. وهذا أمر قاس للغاية، غير أنني لدي ثقة كبيرة في فريقنا».

وحاول اللاعب في تصريحاته أن يشرح أسباب المرحلة الصعبة التي يمر بها فريق الإنتر حاليا. وبدأ حديثه عن اللاعبين الشباب ومتوسط أعمار اللاعبين في الفريق قائلا: «إن الإنتر هو الفريق صاحب أكبر متوسط أعمار في بطولة دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، ويجب وضع ذلك في الاعتبار، ولكن الأمور بالتأكيد قد تتحسن وتسير على نحو أفضل عندما يبدأ البعض من لاعبينا الشباب في المشاركة بالبطولة». وكان من الضروري سؤال شنايدر عن رأيه في لوك كاستاينيوس، مهاجم الإنتر والمنتخب الهولندي تحت 21 عاما، وقد أجاب شنايدر عن هذا السؤال قائلا: «يظهر لوك بالفعل أشياء ممتازة أثناء التدريب، كما أنه يلعب بطريقة جيدة للغاية. ولكن ينقصه القليل من الحظ في المباريات، ويبدو أنه صائم عن التهديف وطبعه عصبي. ولكن هذا طبيعي لأنه قد بلغ للتو 19 عاما، كما أن مهارته وإمكاناته ليست مجالا للجدل».

وأكد شنايدر مرة أخرى على مفهوم تعرض بسببه فريق الإنتر للنقد في الأيام الماضية وقال: «والآن علينا أن نتحدث قليلا ونفكر كثيرا لتسجيل النقاط. والقول الآن إننا سنفوز بدرع البطولة المحلية يظهر وكأنه مزحة. إلا أننا نثق بأنفسنا، ولكن علينا أولا أن نظهره ونقدمه بالأفعال وليس الأقوال. ومن خلال هذا المنظور، عندما نستعيد اللاعبين المصابين ويقوم البعض من لاعبينا الشباب بالمشاركة في دوري أبطال أوروبا والبطولات المحلية، فستسير الأمور على نحو أفضل، ولكن على جماهير الإنتر أن تتحلى بالصبر وألا تتعجل النتائج».

وإذا تركنا شنايدر وحاولنا التعرف على وجهة نظر أحد لاعبي الإنتر البارزين يطالعنا هذا التصريح: «إن تحقيق الفوز يحتاج إلى اللعب بشكل جيد واللعب بشكل جيد يعني معرفة متى يجب الهجوم ومتى يجب الاحتفاظ بالكرة. وإذا تركت الكثير من الكرات للمنافس، فإن الأمر يصبح صعبا لا محالة؛ فلا يمكن للفريق أن يركض 90 دقيقة. وقبل عامين كان المنافسون هم الذين يركضون خلفنا».

كانت هذه هي تصريحات تياغو موتا قبل أسبوع واحد. والمعروف أن موتا يلعب كثيرا ويتحدث قليلا، لكنه عندما يتحدث يقول أشياء مهمة توضح حقيقة ما يدور داخل الفريق، وما يحتاجه في المرحلة المقبلة لاستعادة توازنه.

وتتأكد تصريحات تياغو موتا من خلال الأرقام الخاصة بوسط الملعب، التي توضح الأزمة التي يعاني منها فريق الإنتر. وأول هذه الأرقام هو نسبة امتلاك الكرة التي توقفت عند 51.1 في المائة، مما يضع الإنتر في المركز السادس في امتلاك الكرة بين جميع فرق الدوري، والمركز الأخير بين الفرق الكبرى. وخلال المواسم الخمسة الأخيرة لم تهبط نسبة امتلاك الإنتر للكرة تحت حاجز الـ52 في المائة. وقد أنهى الفريق الموسم الماضي بنسبة امتلاك وصلت إلى 57.7 في المائة، بينما كانت النسبة في الموسم الأول تحت قيادة مورينهو، وهو مدرب يحب انتظار هجوم الخصم ومفاجأته بالهجمة المرتدة 52.9 في المائة.

ولا تعطي الأرقام الخاصة بمرحلة عدم امتلاك الكرة أيضا مؤشرات إيجابية. فالإنتر هو أقل الفرق الكبرى (مقارنة باليوفي ولاتسيو والميلان ونابولي وباليرمو وروما وأودينيزي) نجاحا في استعادة الكرات من المنافسين في وسط الملعب، بمتوسط 4.8 كرة في المباراة الواحدة مقارنة بـ10.7 كرة لفريق باليرمو و5.6 كرة لفريق الميلان و8.7 لفريق اليوفي. ولم ينجح الإنتر سوى في عدد قليل من المواجهات الناجحة بمتوسط 7.4، ولا يتفوق في هذا العدد إلا على فريق روما. ويحتل الإنتر المركز الأخير في عدد الأخطاء المرتكبة بمتوسط 5.4 خطأ في المباراة الواحدة (بينما يأتي فريق أودينيزي في المركز الأول بمتوسط 9.3 خطأ في المباراة الواحدة). وعلى الرغم من أن قلة عدد الأخطاء دليل على ما يسمى باللعب النظيف يبدو أن موراتي يهتم فقط باللعب المالي النظيف في سوق الانتقالات. وهو يرغب في رؤية المزيد من الضغط والقوة بين لاعبي فريقه داخل الملعب. ويأتي الإنتر أيضا في ذيل القائمة فيما يتعلق بعدد الأخطاء التي يتعرض لها لاعبوه بمتوسط 3.9 خطأ في المباراة الواحدة.

ويدرك رانييري، الذي لم يتمكن حتى الآن من انتهاج سياسة معينة للسيطرة على وسط الملعب بسبب كثرة الإصابات، أن من الصعب في هذه الظروف مطالبة لاعبيه بالضغط والكثافة في وسط الملعب. لكن الوضع مرشح للتحسن ليس فقط بسبب عودة بولي وتياغو موتا من الإصابة، بل أيضا بفضل التدريب الجماعي للفريق خلال فترة التوقف الحالية من أجل المنتخبات. ويحتاج فريق الإنتر إلى المزيد من التقارب بين خطوطه المختلفة. وقد ظهر فريق الإنتر بشكل متجانس في الشوط الأول من الكثير من المباريات، لكنه فتح خطوطه في الشوط الثاني، مما يؤكد الحاجة إلى المزيد من العمل الجماعي.

وفيما يتعلق بسوق الانتقالات يجري الحديث مؤخرا عن اهتمام نادي الإنتر بالأرجنتيني سكيلوتو لاعب نادي أتالانتا المتألق. ويدرك فريق أتلانتا أن الاحتفاظ بلاعبيه النجوم ضد غزو الأندية الكبرى لن يكون بالأمر السهل. وقد صرح بيير باولو مارينو المدير التنفيذي لنادي أتالانتا معلقا على اهتمام الكثير من الأندية بضم سكيلوتو قائلا: «لن يترك سكيلوتو الفريق في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل، فلا يمكننا القضاء على توازن الفريق. إن سكيلوتو يقوم بأشياء رائعة مع الفريق ولا يمكننا الوقوف ضد مسيرته مع الكرة التي أنتظر أن تكون مشرقة». وتؤكد هذه التصريحات أن الفرق الكبرى بدأت بالفعل تحاول مغازلة اللاعب الأرجنتيني، ويأتي على رأس هذه الأندية الإنتر وروما. وعند سؤاله عن هذا الأمر لم يتمكن اللاعب من إنكار الاهتمام الذي يحظى به: «أتمنى هذا، فالإنتر فريق كبير وإذا قدم لي عرضا سأقيمه. لكنني لا أرغب في قول المزيد، فأنا أرتدي قميص فريق أتالانتا وأرغب في احترامه». وجدير بالذكر أن سكيلوتو يرتبط بصداقة قوية مع خافيير زانيتي قائد فريق الإنتر. وقد يكون وجود الكثير من اللاعبين الأرجنتينيين في صفوف الإنتر دافعا إضافيا لسكيلوتو للانضمام للنادي، لكن الأمور حتى الآن لا تعدو مجرد تكهنات تنتظر تحركات حقيقية وفعالة. ويجيد مارينو ربط لاعبي أتالانتا بالفريق، حيث يرتبط سكيلوتو بعقد مع النادي حتى عام 2015. وإذا كان الطريق مغلقا أمام ضم سكيلوتو في شهر يناير المقبل فسيحاول الإنتر مرة أخرى مع سوق الانتقالات الصيفية المقبلة.