نقطة عمان تضع الأخضر في اختبار «أكون أو لا أكون» في موقعة سيدني

الأداء الباهت أحرج ريكارد.. والفوز على أستراليا مطلب «أساسي»

TT

وضع المنتخب السعودي لكرة القدم نفسه في موقف صعب في مشوار التأهل إلى الدور الرابع والحاسم من التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم في البرازيل عام 2014، بعد أن فرط في حسم تأهله من الرياض بتعادله مع نظيره العماني سلبا أول من أمس في الجولة الخامسة قبل الأخيرة لمنافسات الدور الثالث.

ورفع الأخضر رصيده إلى 6 نقاط مقابل 5 نقاط لعمان، ويتعين عليه الفوز في مباراته الأخيرة أمام مضيفه الأسترالي أو التعادل مقابل تعادل أو خسارة منتخب عُمان أمام ضيفه التايلاندي في 29 فبراير (شباط) المقبل.

ظهر أداء الأخضر السعودي أمام عمان باهتا وفشل المدرب الهولندي فرانك ريكارد صاحب التجربة الكبيرة مع برشلونة الإسباني مع المنتخب السعودي، وبدا المنتخب غير قادر على القيام بهجمة منظمة يستطيع من خلالها تسجيل هدف، ووضح مدى الانضباط التكتيكي الذي فرضه ريكارد على لاعبيه احتراما للخصم، وهو الأمر الذي لم يكن يتوقعه أكثر المتشائمين من المشجعين السعوديين، خصوصا وأن المنتخب يلعب أمام نحو سبعين ألف متفرج.

لم تعد الخيارات كثيرة أمام ريكارد لضمان التأهل، حيث لم يتبق أمامه سوى خيار الفوز فقط على منتخب أستراليا في ملعبه ووسط جماهيره بغض النظر عن نتيجة مباراة عمان مع تايلاند.

خسارة السعودية مع أستراليا تضع حظوظ الفريق في مهب الريح لأن فوز عُمان أو تايلاند يعني تأهل الفائز منهما إلى الدور الرابع وخروج الأخضر من التصفيات مبكرا، وتكرار ما حدث في تصفيات مونديال 2010 عقب التعادل في الملحق الآسيوي مع البحرين سلبا ذهابا في المنامة و2 - 2 في الرياض ليفشل في التأهل إلى النهائيات بعد المشاركة في المونديال أربع مرات متتالية بين 1994 و2006.

عموما، بات وضع المنتخب السعودي حرجا، خصوصا أنه لم يقدم ما يستحق الذكر أمام عمان، وطغت العشوائية وعدم التركيز على أداء خط الوسط، واستمر اللاعبون باعتماد الكرات البطيئة وغير المتقنة، وأكمل المدرب الهولندي ريكارد السوء بتغييراته غير المنطقية بإبعاد ياسر القحطاني لأكثر من 80 دقيقة قبل أن يشركه بديلا لنايف هزازي في وقت كان المنتخب يحتاج فيه إلى اللعب بأكثر من مهاجم، خصوصا أن ناصر الشمراني كان ضيف شرف لا أكثر في الملعب ولم يظهر إلا في كرة واحدة لم يحسن التعامل معها.

الأمير نواف بن فيصل رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أبدى أسفه بقوله: «هذه كرة القدم، يجب أن نتعايش مع معطياتها ونتائجها، ونحن أمامنا فرصة التأهل بالفوز على أستراليا، هذا ما سنهتم به، دون أن نغفل أنه من الممكن أن تلعب النتائج لمصلحتنا أو ضدنا، لكن نحن متفائلون بالفوز وأمامنا أكثر من شهرين سيكون لها إعداد خاص، وأكيد أن ريكارد سيغير البرنامج ويلعب مباريات ودية، أيضا ربما تكون الظروف أفضل، فقد لا يلعب بعض نجوم منتخب أستراليا كونهم تأهلوا، لكن هذا ليس أساسيا في تعاملنا، وسنلعب من الآن على الفوز».

بدوره قال ريكارد: «كنا نبحث عن الفوز وحاولنا بكل الطرق أن نسجل ولم نوفق لأنه من الصعب أن تخترق فريقا يلعب بطريقة دفاعية بحتة، فقد واجهنا أكثر من تسعة لاعبين تكتلوا في ملعب عمان، إذ اعتمدوا على المرتدات، وفريقنا قدم ما هو مطلوب منه حيث ضغطنا وحصلنا على بعض الفرص التي لم نوفق في تسجيلها».

وأضاف: «كرة القدم حاليا تعتبر أصعب، فحتى الفرق الصغيرة باستطاعتها أن تقدم نتائج جيدة، إذ أصبحت تغلق ملعبها تماما وتبالغ جدا في الدفاع، وأعتقد أن الجماهير لا تستمتع بمثل هذه المباريات».

واعترف ريكارد بأن اللاعبين يقدمون مستوى جيدا مع أنديتهم ويقل عطاؤهم مع المنتخب، إذ قال: «هذا أمر طبيعي، فهناك اختلاف بأن تلعب في الدوري أو تشارك مع المنتخب بمثل هذه المباريات، خصوصا أنه لا يوجد لاعبون سعوديون محترفون بالخارج، فكثير من لاعبي عمان وأستراليا محترفون خارج بلدانهم، وهذا أمر مفيد لهم بشكل كبير».

وحول تحفظه الهجومي بالتغييرات ودخوله المباراة بمهاجم واحد قال: «حاولنا أن نطبق جميع الحلول للوصول إلى المرمى من خلال التكتيك الذي لعبنا به، ومن الصعب أن نبدأ المباراة مجازفين بثلاثة مهاجمين لأن التوازن مطلوب أيضا».