الآزوري يخسر في ليلة الاحتفال بمرور 150 عاما على وحدة إيطاليا

منتخب أوروغواي تغلب عليه وديا أمام جماهيره في العاصمة روما

TT

خسر المنتخب الإيطالي، أول من أمس (الثلاثاء) وديا أمام منتخب أوروغواي بهدف دون مقابل سجله اللاعب فيرنانديز في الدقيقة الثالثة في المباراة التي جمعتهما على الاستاد الأولمبي بالعاصمة الإيطالية روما. أين كنا؟: كيف كان المنتخب الإيطالي عام 1990 حينما تم سحق أوروغواي عن طريق توتو كاستيلاتشي وألدو سيرينا في إحدى الليالي الساحرة التي كان يلونها الاستاد الأولمبي بالأزرق، لون قميص المنتخب الإيطالي. بعدها بواحد وعشرين عاما نجد المنتخب «السماوي» مجددا، لكن السحر قد ضل طريقه هذه المرة. ذلك العام، 1990، كان هو موسم تحقيق فيلم «سينما باراديزو الجديدة» أعلى الإيرادات والذي خلدته جائزة «أوسكار»، بينما الآن هو زمن فيلم «الحمقى المعتادون»، وأي إشارة إلى الوضع السياسي الحالي هي محض صدفة. إذن، بين هذين القطبين لبلد معلقة بين الأحلام والكوابيس، هناك الجسر الأزرق الذي يشيده برانديللي في الوقت الحالي. لندع المقارنات الفورية. كان بإمكان أزيليو فيتشيني، المدير الفني لمنتخب إيطاليا في مونديال 1990، الاستمتاع باللحظة الذهبية لسكيلاتشي كما هو مع موهبة روبرتو باجيو الشاب. وفي ليلة يمكن وصفها إجمالا بغير السعيدة، اكتشف المنتخب الإيطالي أهمية ماريو بالوتيللي أيضا حينما تثمر مجهوداته الكبيرة عن هدف في النهاية.

سلام: لقد حاول مهاجم مانشستر سيتي الشاب بشتى الطرق، فقد سدد في المرمى بعد مضي 40 ثانية، وغير القميص مرتين، وبسبب فرصة ضائعة وجه ركلة قوية لقائم مرمى موسليرا، حارس أوروغواي، على طريقة لاعبي الكاراتيه، لكن يبدو أن القدر أراد هذه المرة اختبار أحد نقاط ضعفه، وهي الصبر. ومع ذلك فقد رحبت جماهير الاستاد الأولمبي به بسلسلة من الكلام الطيب، أوله كان من توتي، بطل واقعة ركل بالوتيللي وما نتج عنها من مشكلات في المرة الأخيرة التي حطت فيها قدما ماريو مدينة روما. لقد نزل قائد المنتخب الإيطالي السابق إلى غرف الملابس بالاستاد لتحية برانديللي وكل لاعبي الآزوري، وماريو أيضا، بالطبع، لينهي بذلك شقاقا يعود لثمانية عشر شهرا مضت، وقال اللاعبان معا بينما يتصافحان: «أمور الملعب تنتهي هناك».

نحو أمم أوروبا: لكن في الملعب تنتظره ركلات مدافعي منتخب أوروغواي، ويقول المهاجم الشاب: «لم أكن غاضبا بسبب الركلات التي تعرضت لها وإنما مع نفسي، والكرة لم تكن تريد الدخول إلى المرمى. لكن في أمم أوروبا، سنذهب من أجل الفوز، وإن لم يكن كذلك فستكون نهاية العالم! تسألونني عن مستقبلي؟ إنني بحالة جيدة الآن حيثما أوجد، مدينة ميلانو تروق لي لكن هناك إنتر وميلان، وهناك فرق أخرى كبيرة في إنجلترا وإسبانيا». الانطباع هو أن بالوتيللي مع المنتخب الإيطالي في استقرار تام، ويبدو أنه قد تعلم طأطأة الرأس وامتصاص الآلام والغضب. نقصد أن الخمسة عشر شهرا لبرانديللي مع المنتخب الإيطالي لم تجعل منه ملاكا، وربما نراه مجددا على الصفحات الأولى للجرائد مع «إحدى النجمات»، وربما يتشاجر مرة أخرى مع روبرتو مانشيني وبعض الحكام المتناثرين، لكن تلك البذور تمد جذورها وتكبر في الوقت الحالي. يروق لنا التفكير سماعه صباح أول من أمس، في الكويرينالي، مقر رئاسة الجمهورية خلال لقاء الرئيس جيورجيو نابوليتانو القصص المؤلمة لبعض «الإيطاليين الجدد» مثله - شباب في سن مبكرة جدا وكذلك «أشقاء» حقيقيون - قد ترك بداخله مجموعة من المعاناة والتي ساعدته على فهم وإدراك كل ماضيه وكل مستقبله القادم. الخلاصة هي أن المسار الذي يقود إلى الليالي الساحرة يمر بأيام حلوة ومريرة في ذات الوقت هكذا مثل تلك المباراة المحزنة التي رأيناها في روما أول من أمس.

من جهة أخرى، ظلت الصحوة مجرد نية هذه المرة، ومجرد مجهود تركز في الشوط الثاني من اللقاء، وتحديدا في ما يشبه أول لقاء للمنتخب الإيطالي بقيادة برانديللي، والمواجهة الودية في لندن أمام كوت ديفوار، ومثلما كان مرة واحدة فقط بعدها في آيرلندا في مدينة لييج، في يوليو (تموز) الماضي، وليس كما هو في استونيا (من التأخر بهدف نظيف إلى الفوز 2 - 1)، وليس كما هو في رومانيا وألمانيا، حيث التأخر ثم التعادل بنتيجة 1 - 1 بعدها. وقد سار منتخب إيطاليا نحو هذا الأمل يوم أول من أمس لكن بلا جدوى، كي لا يضرب موعدا مع أمم أوروبا 2012 بهزيمة، أكثر منها أنها جاءت على ملعبه، في ليلة الاحتفال بمرور 150 عاما على وحدة إيطاليا.

فرص بالزاريتي: ويعرب بالزاريتي عن حسرته «بسبب عدم التسجيل، لأننا قدمنا مباراة طيبة، وسمحنا بالقليل لأوروغواي وسددنا على المرمى كثيرا. لكننا لم نسجل، والخسارة تحزن دائما، فاليوم نحن نادمون للغاية.. التعادل كان أدنى نتيجة كنا لنحققها، بعد مباراة لعبت هكذا. أيهما أفضل لنا طريقة اللعب 4 - 3 - 1 - 2 أم 4 - 3 - 3؟ حسنا مع كلتيهما، ففي الشوط الأول حاولنا الاعتماد على التمريرات البينية، وفي الشوط الثاني وصلنا كثيرا إلى النهاية. الفرصة التي أتيحت لي؟ لقد سددت بشكل سيئ كما هو الحال دائما، لكنني كنت على وشك الانفراد بموسليرا والذي قام بتصدي رائع».

ويؤكد مونتوليفو تحليل بالزاريتي قائلا: «أجل هناك حسرة، فقد كانوا بارعين ومحظوظين، فقد سجلوا فوزا وبعدها لعبوا مثلما يروق لهم، فالجميع يدافع خلف خط الكرة». لكن بوفون يشرح أن «الخطأ الرئيسي» كان ذلك الهدف المباغت في بداية المباراة بسبب خطأ لا نرتكبه عادة، كما أننا لسنا آلات كاملة. الهزيمة أيضا تشكل جزءا من مسار تصاعدي، وهو ذاته الشيء الذي أكسبنا ثقة وتقديرا. الآن، سيتوقف المنتخب الإيطالي حتى اللقاء الودي في فبراير (شباط) المقبل أمام الولايات المتحدة، وقد يكون هذا التوقف أمرا جيدا، لأنه أمامنا الوقت لاستعادة بعض اللاعبين. ولم يكن ممكنا تجنب سؤال حول التعويض الذي يطالب به يوفنتوس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم على خلفية أحكام القضاء بشأن فضيحة الكالتشيوبولي، ويجيب الحارس العملاق: «أجيب بابتسامة، فلو تم تعويض نادي، فسأطلب تجديد عقدي في اليوم التالي!».

ندم بيبي: سيموني بيبي أيضا يجد صعوبة في هضم الخسارة، ويقول: «في الشوط الثاني، إيطاليا فقط هي التي لعبت، لقد كانت مباراة ممتازة وحققنا ثلاث أو أربع فرص تهديفية محققة، وموسليرا كان أحد أفضل لاعبي أوروغواي. على المستوى الشخصي فإني سعيد، فقد قدمت أداء أفضل من يوم الجمعة الماضي، والآن يعلم برانديللي ما يمكنني منحه، حيث باستطاعتي أن أكون سلاحا إضافيا للعب بطريقة مختلفة، وبغض النظر عن الأسلوب الذي نستخدمه فإننا منتخب يلعب كرة القدم جيدا».