تساءل تشيزاري برانديللي مدرب المنتخب الإيطالي عن الأمر قبل أن يحدث وكأنه ينظر للمباراة قبل أن تبدأ. وكان برانديللي قد تساءل قبل عدة أيام ماذا سيحدث إذا اضطر المنتخب الإيطالي لمحاولة تعديل النتيجة لصالحه في مباراة ما. وجاءت الهزيمة أمام منتخب أوروغواي لتجيب عن سؤال برانديللي بعد فشل المنتخب الإيطالي في تعويض الهدف الذي دخل مرماه في الدقيقة الثالثة. وهي الهزيمة الثالثة لبرانديللي مع المنتخب، لكنها جميعا كانت في مباريات ودية. ولا شك أن المدرب سيقوم بتحليل ما حدث في هذه المباراة واستخلاص العبر منها. وقد صرح برانديللي عقب نهاية المباراة قائلا: «أعتقد أن لدينا هامش تحسن كبيرا وبفضل هذه المباراة أدركنا أننا نسير على الطريق الصحيح. يمكننا بعد هذه المواجهة أن نقول إن لدينا فريقا».
حتى النهاية: ورغم الهزيمة أبدى برانديللي رضاه عن فريقه في كل شيء في هذه المباراة بقوله: «أداء ممتاز ضد منافس قوي. لقد فعلنا أقصى ما بوسعنا في هذه الفترة. ويجب ألا ننسى أن منتخب أوروغواي احتل المركز الرابع في المونديال وفاز ببطولة كوبا أميركا منذ فترة وجيزة. وهو فريق يمتلك الثقة بالنفس وينبغي علينا أن نحاول أن نصبح مثله. لقد منعونا لاعبوه من الهجوم في الشوط الأول وكان مهاجمونا تحت ضغط طوال الوقت، لكن أكثر ما راق لي هو أن لاعبي فريقي حاولوا التعويض حتى النهاية ولعبوا حتى الدقيقة 95 كما لو أنها ليست مباراة ودية وسنحت لهم أكثر من فرصة أمام فريق يجيد التحكم في إيقاع المباراة وظهر بشكل قوي خلال أحداث اللقاء. هل سيكون عام 2012 هو عام المنتخب الإيطالي؟ يجب أن نعمل حتى نصبح فريقا قويا وحتى نتمتع بانسجام جماعي أكبر، لكننا أصبحنا بالفعل فريقا هاما».
العلامة: وكان برانديللي قد صرح قبل المباراة بأنه سيشعر بالقلق إذا ظهر التردد وفقدان التركيز أمام الأوروغواي في الـ25 دقيقة الأولى مثلما حدث يوم الجمعة الماضي أمام منتخب بولندا. وعلق المدرب على ذلك عقب اللقاء قائلا: «يمكنني الآن أن أقول إن ما حدث أمام بولندا كان حادثا عارضا، وأنا واثق أن طريقة 4 – 3 – 1 - 2 هي أفضل طريقة يؤدي بها لاعبو الفريق وهي التي تمنحهم الكثير من الثقة كما لو كانت علامتهم المميزة. وعندما ننتقل للعب بطريقة 4 – 3 - 3 نبدو أكثر هجوما لكن ذلك مجرد شكل ظاهري والحقيقة هي أننا بهذه الطريقة نلعب بصورة تقليدية محفوظة للفرق الأخرى. وهكذا غاب التنظيم وكثرت المساحات بين خطوط الفريق في أول 15 أو 20 دقيقة واحتجنا لوقت طويل للعودة إلى المباراة. وكان هذا هو الشيء الوحيد الذي لم يعجبني في تلك المباراة، بالإضافة إلى الهدف الذي دخل مرمانا رغم تفوقنا العددي في منطقة الجزاء. وكان من الضروري أن نكون أكثر حرصا وانتباها في كرة الهدف».
وأشاد برانديللي بالمهاجم بالوتيللي قائلا: «لقد لعب بالوتيللي مرة أخرى مباراة رائعة. ويجب على اللاعبين الكبار أن يجيدوا تحمل الضغوط الخارجية وأيضا الضغوط عليهم داخل الملعب. ويبذل بالوتيللي جهدا كبيرا في ذلك. فعدم انسياق اللاعب للاستفزازات والرد على اللعب الخشن ضده يعني أنه يمتلك قوة كبيرة بداخله».
وعلى الجانب الآخر أدى منتخب أوروغواي مباراة جيدة أثبت من خلالها أنه فريق كبير جدير بالاحترام. وجاء الفوز على منتخب إيطاليا ليثبت أن إنجازات منتخب أوروغواي الأخيرة لم تكن وليدة الصدفة. وقد تحدث أوسكار تاباريز مدرب منتخب أوروغواي عقب اللقاء بفخر كبير قائلا: «لقد تخيلت المباراة بهذه القوة قبل بدايتها. وكان من الصعب العثور على مساحات في الدفاع ووسط الملعب، وربما لم نتمكن في الهجوم من أداء كل ما كان منتظرا منا. لكنني راض عن أداء الفريق على أي حال. لقد أدينا عاما رائعا ويعتبر الفوز على منتخب إيطاليا في ملعبه شيئا هاما ويجب أن نستمر على هذا النهج. إننا نزداد اقتناعا بأن الاعتماد على الشباب هو الطريقة الصحيحة ونعرف أن لدينا دائما لاعبين يمكن الاعتماد عليهم في أي وقت». وأشاد تاباريز بلاعبي فريقه قائلا: «عندما نلعب بهدوء ودون أن نفقد تركيزنا نصعب المهمة على جميع الفرق المنافسة. ولعب مدافعونا مباراة جيدة للغاية وكذلك فيرنانديز صاحب الهدف. هل ظهر كافاني بمستوى منخفض؟ إنه لاعب هام للغاية بالنسبة لنا ولفريق نابولي، فهو يلعب ويبذل الجهد ويضحي من أجل الفريق. وقد سنحت له فرصة لكنها لم تسر على ما يرام، لكن ذلك دليل على أنه لاعب خطير في كل الأحوال».