ثورة في بريطانيا تطالب بلاتر بالرحيل بعد تصريحاته المؤيدة للعنصرية

اللاعبون يصفونه بالجاهل وتصريحاته بالشائنة والمتعالية.. وأصوات تطالب ببلاتيني بديلا

TT

تزعم رئيس الاتحاد الإنجليزي للاعبين المحترفين لكرة القدم دعوات للمطالبة بتنحي السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) عن منصبه، بسبب نفيه أن العنصرية أصبحت مشكلة في عالم الرياضة. وفي مقابلة مع شبكة «سي إن إن» أول من أمس، قال بلاتر، البالغ من العمر 75 عاما، إن الخلافات العنصرية داخل الملعب يمكن تسويتها عبر المصافحة بالأيدي.

ولكن غوردن تايلور رد عليه بالقول إنها الحلقة الأخيرة في سلسلة من المسائل المثيرة للجدل التي فشل بلاتر في معالجتها. وقال تايلور في مقابلة مع راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «أشعر فقط أنها القشة التي قصمت ظهر البعير»، وأكد: «عندما تنظر إلى الفساد الموجود في الفيفا.. التصريحات التي أطلقها حول عدم ذهاب مثليي الجنس إلى قطر.. الطريقة التي تحدث بها عن كرة القدم النسائية.. طريقة الاستعداد لكأس العالم.. حقيقة أنه لن يمتلك التكنولوجيا.. أعتقد أنه حان الوقت فعلا لأن يتزحزح عن منصبه لصالح ميشال بلاتيني (رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم/ يويفا)».

وجاءت تصريحات بلاتر في اليوم الذي أعلن فيه الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم إدانة لويس سواريز مهاجم منتخب أوروغواي ونادي ليفربول بالتهكم العنصري ضد باتريس إيفرا مدافع مانشستر يونايتد خلال مباراة جمعت الفريقين في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وأشار بلاتر لـ«سي إن إن»: «لا توجد عنصرية (داخل الملعب) ولكن ربما هناك كلمة أو إيماءة ليست صحيحة. الشخص الذي يتأثر بذلك، عليه أن يقول لنفسه إنها مجرد مباراة ويقوم بمصافحة زميله». وأثارت تصريحات بلاتر غضب كرة القدم العالمية؛ في مقدمتها إنجلترا وريو فرديناند مدافع مانشستر يونايتد، الذي أعرب عن غضبه عبر حسابه الشخصي على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر». وقال فرديناند لبلاتر عبر «تويتر»: «تصريحاتك بشأن العنصرية تكاد تكون مضحكة، إذا هتفت الجماهير بهتافات عنصرية ولكن صافح بعضها بعضا بالأيدي، هل هذا حسن؟». وأضاف: «قل لي إن التعليقات التي قرأتها للتو لجوزيف بلاتر حول العنصرية في كرة القدم خاطئة. إذا لم تكن كذلك، فإنني مذهول. أشعر بالغباء للتفكير في أن كرة القدم كان لها دور كبير في مكافحة العنصرية. يبدو أنها فقط باتت عديمة الصوت لفترة طويلة». وأكد: «فقط من أجل الوضوح، إذا قام لاعب بإهانة حكم، فهل مصافحته له باليد عقب نهاية المباراة تنقي الأجواء بينهما؟».

وكذلك لجأ بلاتر إلى «تويتر»، لتوضيح أن تعليقاته أسيء فهمها. وقال بلاتر: «ما أردت تفسيره، هو أن لاعبي كرة القدم خلال مباراة، تكون لديهم معركة مع المنافس، وفي بعض الأحيان تحدث أشياء خاطئة». وأضاف: «ولكن من الطبيعي، في نهاية المباراة أن تعتذر للاعب الخصم إذا حدثت بينكما مواجهة خلال اللقاء.. تتصافحان بالأيدي، وعندما تنتهي المباراة تنتهي المسألة برمتها».

وأوضح: «أريد أن أشدد مجددا على أنني لا أريد التقليل من أبعاد مشكلة العنصرية في المجتمع وفي الرياضة.. إنني أتعهد بمكافحة هذه الآفة وأطردها شر طردة من عالم كرة القدم».

وبشكل لا يصدق، كرر بلاتر رأيه في وقت لاحق على قناة «الجزيرة»، حين قال: «قد تقول شيئا خلال المباراة لشخص ليس مثلك تماما، ولكن يتم نسيان ذلك في نهاية المباراة». وقد حاول بلاتر التراجع عن تصريحاته في وقت لاحق الليلة الماضية، قائلا: «لقد أسيء فهم تعليقاتي. ما أردت التعبير عنه هو أنه قد ترتكب بعض الأشياء الخطأ خلال المباراة، ولكن عادة ما يعتذر اللاعب في نهاية المباراة للخصم ويصافحه وينتهي الأمر بانتهاء المباراة».

وبخلاف ريو فرديناند، نجم مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، أعرب عدد من اللاعبين الحاليين والسابقين عبر موقع «تويتر» عن شعورهم بالصدمة من التصريحات التي أدلى بها بلاتر حول العنصرية، وهذه مقتطفات من آراء اللاعبين:

كتب لاعب ليفربول وآستون فيلا السابق ستان كوليمور، قائلا: «السيد بلاتر: تعليقاتك حول العنصرية شائنة ومتعالية، ويجب عليك أن تقدم استقالتك». وقال أندي كول، نجم نيوكاسل ومانشستر يونايتد السابق: «جوزيف بلاتر، أَسْدِ لي معروفا وصافحني على أرضية الملعب حتى نكافح العنصرية!». أما أسطورة ويلز روبي سافاج فقال: «هل جوزيف بلاتر رجل حقيقي؟ في الواقع، يجب على هذا الرجل أن يرحل!». وقال لاعب خط وسط آستون فيلا جيرماين جيناس: «كيف يكون المسؤول الأول عن كرة القدم في العالم بهذا الجهل عندما يتعلق الأمر بالعنصرية؟ إن تصريحات بلاتر سخيفة. بلاتر: يتعين عليك أن تثقف نفسك».

من جانبه، قال نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جيم بويس: «لقد شعرت بالدهشة من سماع هذه التصريحات من رئيس الاتحاد الدولي، ولكني سعيد لأنه خرج هو والاتحاد لتوضيح الموقف. ينبغي عدم التسامح مع أي شكل من أشكال العنصرية والطائفية والتمييز، وأنا أعرف أن كثيرا من المسؤولين في الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الأوروبي لكرة القدم يعملون على استئصال هذا السرطان من اللعبة».

وفي الوقت نفسه، دعا كلايف إيفورد، وزير الرياضة في حكومة الظل البريطانية، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم للاستقالة من منصبه، وقال في حوار له مع هيئة الإذاعة البريطانية إن تصريحات بلاتر «شائنة وغير مقبولة تماما وتظهر أنه يعيش في حقبة ماضية». وأضاف إيفورد: «لقد أحرزت كرة القدم في بريطانيا العظمى تقدما رائعا للقضاء على ظاهرة العنصرية في الملاعب، ولكن هذه الجهود الممتازة يتم تقويضها عندما يصرح رئيس الاتحاد الدولي للعبة بمثل هذه التصريحات التي لا تستحق سوى الازدراء. في الواقع، يجب عليه أن يستقيل من منصبه».

من جهته، لم يطالب وزير الرياضة البريطاني هيو روبرتسون باستقالة بلاتر بشكل صريح، ولكنه قال في حوار له مع إذاعة «بي بي سي راديو 5»: «ما قاله جوزيف بلاتر أمر خاطئ تماما، فضلا عن أنه لا يمكن تبريره من الناحية الأخلاقية. تعد العنصرية جريمة جنائية في هذا البلد، وأي شخص يتورط فيها يواجه عقوبات جنائية.. ولكن إذا أردت ممارسة الضغوط على الفيفا، فإن الأمر سيتطلب أكثر من مجرد الاحتجاج في هذا البلد؛ وأعتقد أن الضغوط التجارية هي التي ستقول كلمتها في نهاية المطاف».