انتصارات المنتخب تمنح الأمل للبرتغاليين

تألق رونالدو وناني ينسي الجماهير الأزمة الاقتصادية الطاحنة

TT

وسط الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تمر بها البرتغال والأجواء الصعبة التي يعيشها البرتغاليون كل يوم، كان الفوز الذي حققه المنتخب البرتغالي لكرة القدم على نظيره البوسني وتأهله لنهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 2012) بمثابة بارقة النور والشعاع الذي شق الضباب ومنح الأمل للبرتغاليين.

وفي غضون 90 دقيقة فقط، نجح المنتخب البرتغالي في إعادة الابتسامة إلى وجوه الملايين من البرتغاليين الذين يئنون من الظروف الاقتصادية الصعبة لبلادهم حاليا.

وحقق المنتخب البرتغالي الفوز الساحق 6 - 2 على نظيره البوسني، الثلاثاء الماضي، ليصبح آخر منتخب يحجز مكانه في نهائيات يورو 2012 بعدما فاز على نظيره البوسني 6 - 2 في مجموع مباراتي الذهاب والإياب بالملحق الفاصل في التصفيات المؤهلة للبطولة، حيث انتهت مباراة الذهاب بينهما بالتعادل السلبي في البوسنة يوم الجمعة الماضي.

وعلى استاد «لا لوز» أو «النور»، نجح المنتخب البرتغالي في مطاردة الأشباح التي تخيم على بلاده بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، كما خفف هذا الفوز من الضغوط الواقعة على المنتخب البرتغالي نفسه ومديره الفني باولو بينتو الذي ما زال يعاني من المشاكل مع بعض لاعبيه. وأوضحت وسائل الإعلام البرتغالية الصادرة أول من أمس وأمس أن هذا الفوز أبعد عن الأذهان مشاكل البطالة واليأس بشكل مؤقت وأدخل السعادة إلى النفوس بتأهل الفريق ليورو 2012 حيث أصبح الحلم هو المنافسة بقوة في هذه البطولة بعدما كاد الفريق يودع التصفيات خالي الوفاض.

وأكدت صحيفة «بوبليكو» البرتغالية أن «البطالة واليأس يتواريان مؤقتا» بينما ذكرت صحيفة «ريكورد» في عنوان صفحتها الأولى «قصة السعادة». وكانت آخر بطولة كبيرة غاب عنها المنتخب البرتغالي هي كأس العالم 1998 بفرنسا. وأصبح الأمل الجديد للفريق هو المنافسة على لقب البطولة بعدما اكتفى المنتخب البرتغالي بلقب الوصيف في بطولة 2004 التي أقيمت في بلاده.

وأعرب النجم البرتغالي الشهير السابق لويس فيغو عن تفاؤله بفرصة الفريق في المنافسة على اللقب الأوروبي، قائلا «البرتغال يمكنها الفوز بلقب يورو 2012».

وقال بينتو «البرتغال يمكنها أن تحلم»، بينما أشارت صحيفة «أو جوجو» إلى أنه «يجب التأكيد على أن كريستيانو (رونالدو) لم يغرق في الفشل. رونالدو كان لا شيء في الكثير من المرات خلال مشاركاته السابقة مع المنتخب».

وساورت الشكوك البرتغاليين كثيرا في الفترة الماضية بشأن فرصة المنتخب البرتغالي في التأهل ليورو 2012 بعد انتهاء مباراة الذهاب مع البوسنة بالتعادل السلبي، ولذلك اقتصر الحضور في المدرجات على 45 ألف مشجع فقط، بينما ظل نحو 20 ألف مقعد خاويا. ورغم ذلك، نهض المشجعون واقفين في وسط المباراة حيث أنشدوا السلام الوطني بشكل تلقائي في ظل الأداء الراقي الساحر لمنتخب بلادهم.

وفي المقابل، التزم رونالدو الاعتدال في تصريحاته بعد المباراة، حيث قال «كان فوزا ضروريا ولكننا يجب أن نواصل العمل من أجل منتخبنا». وطالما تعرض رونالدو للانتقادات بعد عدد من مشاركاته السابقة مع المنتخب البرتغالي، ولكنه استحوذ هذه المرة على الإشادة بعدما لعب دورا كبيرا في الفوز الساحق على البوسنة.

وسجل رونالدو، مهاجم ريال مدريد الإسباني، اثنين من الأهداف الستة التي أحرزها المنتخب البرتغالي. ووجه رونالدو رسالة «تأنيب» غير مباشرة إلى مديره الفني السابق كارلوس كيروش الذي قاد الفريق للتعادل 4 - 4 مع قبرص والخسارة صفر - 1 أمام النرويج في بداية مسيرة الفريق بهذه التصفيات، وقال رونالدو «المدرب الجديد أضفى عقلية جديدة على الفريق. تهانينا لبينتو». وكانت المباراة أمام البوسنة هي المباراة الدولية السابعة، والثمانية لرونالدو مع المنتخب البرتغالي، كما عادل اللاعب بهدفيه في هذه المباراة رصيد النجم البرتغالي السابق فيغو من الأهداف الدولية، وهو 32 هدفا.

واقترب رونالدو خطوة جديدة من تحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف الدولية لأي لاعب بالمنتخب البرتغالي والمسجل باسم اللاعب باوليتا (47 هدفا)، ولا يفصل بين باوليتا ورونالدو بقائمة أفضل هدافي المنتخب البرتغالي عبر التاريخ سوى الأسطورة السابق إيزيبيو (41 هدفا). وذكرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الرياضية في صفحتها الأولى «الشكر لرونالدو».