فيورنتينا يوقف قطار انتصارات الميلان في فلورنسا

السلبية تطغى على مواجهة نابولي ولاتسيو في افتتاحية الجولة الـ12

TT

تعادل الميلان أول من أمس السبت خارج ملعبه أمام فيورنتينا 0/0، في المباراة التي جمعتهما على ملعب فرانكي في افتتاحية الجولة الـ12 لدوري الدرجة الأولى الإيطالي. وجاء تعثر الميلان بعد خمس مباريات ماضية سجل خلالها الفريق 18 هدفا، وحينما تكون المعدة خاوية فمن الأسهل أن يغضب المرء، خاصة إن كانت صافرة النهاية تترك الشعور التام بالتعرض لأكثر من خطأ تحكيمي. في الواقع إنها ثلاث وقائع لم يهضمها الميلان، وهي: هدف سيدورف الذي تم إلغاؤه في الشوط الأول، ولمس برهامي لاعب فيورنتينا للكرة بيده، وإمساك ناستاسيتش بباتو في منطقة الجزاء قبل دقائق قليلة من نهاية المباراة.

من في الملعب كانوا يتحدثون عن أليغري الذي ترك ملعب فرانكي غاضبا وصرخ في وجه الحكم ماتزوليني قائلا «كانت هناك ركلتا جزاء لصالحنا». بعدها، في صالة المؤتمر الصحافي، استعاد السيطرة المعتادة على الذات، حيث إن أليغري ليس معتادا على تفنيد إدارة الحكام للمباريات، كما أعطى وجهة نظره بطريقة هادئة لكنها حاسمة، وقال «لقد ألغوا لنا هدفا سليما، وركلة الجزاء مع باتو واضحة تماما، كما أن لمسة اليد لبرهامي أكثر كارثية. إنها أخطاء واضحة إلى حد ما، لكن الحكم رأى هكذا وحسنا، لكنه أمر مؤسف».

أفضل من الرؤية مجددا: وكان المدير الفني للميلان، العائد للتو من طرد في روما لمعاملته الحكم المساعد بطريقة فظة قليلا، سينتهي به الحال بطريقة مغايرة لو اتخذ الحكم ماتزوليني قرارات أخرى. ويكرر أليغري «الوقائع المشكوك في صحتها ثلاث، لكن من غير المجدي الآن البقاء هنا لمواصلة الحديث. بل إنه من الأفضل عدم رؤية هذه الأحداث مجددا، وإلا سأغضب مجددا. إنه أمر محزن لأنه في نهاية مباراة كهذه أعتقد أننا كنا نستحق الفوز». ربما لا يزال مدرب الميلان يفكر في استحواذ الكرة الكبير من جانب فريقه وربما في كرة باتو التي اصطدمت بالقائم. وفي هذا الشأن، كان اللاعب البرازيلي هو إحدى النواحي الإيجابية في مباراة أول من أمس، والذي يهون إلى حد ما من مرارة القرارات ويعيد لأليغري لاعبا أساسيا.

نزل اللاعب البرازيلي إلى المباراة بشكل جيد بعض الشيء، وركض من دون مشكلات في القدمين بعد توقف دام شهرين للإصابة. وقد وضع هو الآخر، بطريقة مهذبة كما هو معروف عن شخصيته، حكم المباراة في دائرة الاتهام، فقد صرح عقب المباراة «كنت غاضبا ليس لمشاركتي لعشرين دقيقة فقط، وإنما لأن الحكم كان باستطاعته احتساب ركلة جزاء لي، فقد جذب مدافع فيورنتينا قميصي، والجميع رأوا هذا». كان هذه هي الكلمات الأولى فور انتهاء المباراة، وبعدها هدأت نبرته قليلا هو الآخر وإن ظل المضمون كما هو، فقد تابع باتو «كانت هناك ركلة جزاء معي، ولا أود تقييم الحكم، فهو أمر لا أفعله باعتياد، لكن في الشوط الأول كانت هناك ركلة جزاء بسبب لمسة يد». يترك الميلان مدينة فلورنسا والمرارة في فمه ويجد في طريقه أول تعادل سلبي هذا الموسم. تسديدات في القائم، تسلل، ركلات جزاء، وأخطاء عديدة، بالطبع مع هذه المكونات يكون الفوز بالمباريات شاقا بشكل كبير.

إلى ذلك، كانت مواجهة الميلان هي أول لقاء رسمي يخوضه المدرب ديليو روسي مع فيورنتينا، بعدما تولى قيادة الفريق خلفا لميهايلوفيتش، ومع فقده فارغاس ويوفيتيتش خلال سير المباراة، كان طبيعيا ألا يمتع أصحاب الأرض كثيرا في النهاية، ولو سارت الأمور هكذا مع ميهايلوفيتش لما وجدنا الابتسامات التي رأيناها على وجوه الجماهير مساء أول من أمس. وقد تم رفع إحدى اللافتات الكبيرة المكتوب عليها «أخيرا فرحة، إلى الأمام يا ديليو»، في إشارة للمدير الفني الذي صرح عقب اللقاء قائلا «لقد رأيت فريقا جادا أظهر روحا جديدة، وأيضا ظهر ذلك في اللاعبين الشباب مثل ناستاسيتش. لقد قدرت الجماهير ما قمنا به لأننا بذلنا كل ما بوسعنا. أحتاج وقتا، فلست الأب بيو، ولا حتى ميكانيكيا يضع القطع مع بعضها بعضا، وإنما أنا هنا لفتح حقبة جديدة. هل أحلم بتدريب فريق كبير؟ إنني بالفعل في فريق كبير، وأتمنى البقاء هنا لوقت طويل. مونتوليفو هو أحد اللاعبين الذين أعجبوني أكثر، أيضا بسبب روح الفريق لديه». ويختتم روسي تصريحاته «في الشوط الأول كنا خائفين بشكل زائد، وبعدها صرنا أفضل، لكن الروح كانت سليمة». فيما صرح كونيني الرئيس التنفيذي لفيورنتينا قائلا «أخيرا نرى الضوء، ومونتوليفو استحق الإشادة. حكم المباراة؟ كنا غير محظوظين أحيانا، واليوم غير ذلك». من جهة أخرى، وبالنتيجة ذاتها 0/0، انتهت مباراة نابولي ولاتسيو. وهذه المرة كانت العودة إلى ملعب سان باولو بالنسبة للمدرب إيدي رييا عذبة، وليست مثل ستة شهور مضت، حينما تحول أول نزول له إلى ملعب سان باولو كخصم، والذي كان ملعبه طوال خمس سنوات، لخسارة لاذعة. بينما مرت المرة الثانية له في ملعب سان باولو كخصم، سارت الأمور على نحو أفضل، خاصة بنهاية مباراة مختلفة، بفضل تصدي ماركيتي للعديد من الكرات. حمل المدير الفني لفريق لاتسيو تعادلا ثمينا، إذا ما أخذنا في الاعتبار غيابات (أبرزها دياس في الدفاع وكلوزه في الهجوم) والحالة غير المثلى للاعبين الآخرين.

ويعلق رييا في نهاية المباراة «هذه نتيجة مهمة جدا، فالخروج من دون هزيمة من ملعب سان باولو كان نصرا كبيرا. بالنسبة للاتسيو، بالنظر أيضا للغيابات التي لدينا فإننا تجاوزنا اختبارا مهما بالعلامة الكاملة. لقد أعجبتني بصفة خاصة الشخصية التي أظهرها الفريق منذ البداية للنهاية». بالطبع، عانى فريق لاتسيو في الشوط الثاني كثيرا من ضغط لافيتسي ورفاقه. ويقر رييا «صحيح، نابولي ضغط علينا، والحارس ماركيتي كان حاسما في فرصتين محققتين. ماذا عن الهدف الذي يطالب به نابولي؟ إن كان صحيحا، فإنه يعادل ذلك الذي لم يحتسب لنا هنا العام الماضي». ويختتم المدير الفني للاتسيو «أجل نحن في الصدارة الآن، لكن بالنسبة لنا الفوز بالدوري مستحيل، ومن ثم من غير المجدي التحدث عن الدرع. بالطبع، سننافس حتى النهاية، مع محاولة الوصول إلى الشامبيونزليغ». من جانبه، أعرب لافيتسي مهاجم نابولي عن حزنه للتعادل، وقال «إنني محبط، لأننا لم نفز، والحسرة تظل معنا. وأعتقد أن لدينا كل ما يؤهلنا لتحقيق النقاط الثلاث، لكن ماركيتي قام اليوم بالتدخلات التي لا يمكن تصديقها. الكرة لم تدخل، ونخرج من الملعب بقليل من خيبة الأمل، لكن يوم الثلاثاء أمامنا إمكانية الفوز في تحدي مانشستر سيتي في الشامبيونزليغ. الفريق يصارع حتى النهاية، ويمكن الفوز أو الخسارة، لكن الإيمان حتى النهاية هو الشيء الأهم. إنه مؤشر مهم بالنظر لسلسلة المباريات المقبلة. لقد انتهت المباراة بالتعادل وعلينا قبولها، ولننظر إلى الأمام بثقة».

هذا فيما لم يرد المدرب والتر ماتزاري، المدير الفني لنابولي، أن يعلق على التسلل الذي احتسب على ماجيو (وذهبت الكرة بعدها إلى كافاني المنفرد بالمرمى الخالي) من الحكم ريتزولي في أوج عاصفة نابولي، ويقول «لم أعد أعلق على القرارات التحكيمية، وقد قلت للاعبين إن الأمر كما لو كانوا فازوا بنتيجة 0/4 أمام متصدر الترتيب، ولا أذكر للاتسيو أي تسديدة في المرمى. وفي ما يتعلق بالموسم الماضي، أود التأكيد أن هدفهم الذي لم يتم احتسابه لم يكن مؤثرا. كل اللاعبين أدوا بشكل جيد جدا، بمن فيهم هامسيك. لقد فاجأنا لاتسيو باللعب بدفاع من ثلاثة لاعبين، وقد شرحت للافيتسي كيف يواجههم فقط بين الشوطين، وقد رأينا النتائج. فريقنا في تطور، إننا نعتاد في الوقت الحالي على إدارة اللقاءين المزدوجين ما بين بطولة الدوري والشامبيونزليغ. لقد واجهنا المباراة بأقصى التزام، لكن النتيجة لم تكافئنا. لقد فعلنا الممكن والمستحيل من أجل الفوز».