نبيل معلول لـ «الشرق الأوسط»: زمن تنصيب الرياضيين من قبل القصر الرئاسي.. ولى

مدرب الترجي التونسي قال إن ثورة 14 يناير حققت حلمه الرياضي

TT

عبر مدرب الترجي التونسي والخبير الرياضي نبيل معلول عن سعادته بالتتويج الكبير الذي حققه فريقه مؤخرا بطلا لدوري أبطال أفريقيا، بعد منافسات شرسة مع عمالقة الفرق الأفريقية والعربية، ليحقق إنجاز بعد 17 عاما من آخر بطولة أفريقية حققها الفريق التونسي، وشدد معلول في حديثه الهاتفي لـ«الشرق الأوسط»، من مقر إقامته بالعاصمة التونسية تونس، على الوقع الكبير للثورة التونسية الذي أثر به على الرياضة، وقال: «أنا سعيد جدا لأن هذا العام، يعد تاريخيا بالنسبة للترجي التونسي، وأقصد، أننا استطعنا بتوفيق الله، جمع ثلاث بطولات في عام واحد، وهي بطولة كأس تونس، وبطولة الدوري، بالإضافة إلى دوري أبطال أفريقيا، كأول أنجاز تاريخي بأن يجمع الترجي، هذه الثلاثة إنجازات في موسم واحد».

ويضيف النجم التونسي: «وهناك جانب آخر في ما يتعلق ببطولة دوري أفريقيا؛ إنها جاءت بعد أن توقف الترجي التونسي عن تحقيقها لما يقارب الـ17 عاما، بعد أن حققها الفريق آخرة مرة عام 94 - 1995، وهذا بمثابة الفخر الكبير لكل التونسيين، وكل محبي نادي الترجي، وأعد هذا العمل إنجازا تاريخيا عظيما». ويربط الخبير التونسي بين الأحداث، ويبين: «ستتذكر الأجيال بعد أعوام طويلة، أنه في سنة الثورة التونسية، الترجي يعتلي التاريخ، ويتربع بطلا لأبطال أفريقيا».

وعن إنجازاته التاريخية خلال مشواره الرياضي الطويل والمرصع بالإنجازات كأحد أفضل الرياضيين العرب، يقول معلول: «في مشواري الرياضي لاعبا ومدربا، بفضل من الله، وفقت في العديد من المراحل، وحققت إنجازات أفخر بها، فعلى سبيل المثال حققت 8 بطولات دوري، وثلاث بطولات كأس تونس، وكذلك بطولتين عربيتين، وبطولة أفريقيا للمنتخبات عام 2004 مدربا، ولكن الشيء الوحيد الذي كنت أحلم وأسعى لتحقيقه ولم يتم ذلك في الفترة الماضية، هي بطولة أبطال أفريقيا للأندية، ولكن الأمور عادت مجددا، وتمكنت من تحقيق الحلم الأصعب، وأضفت بطولة دوري أبطال أفريقيا لرصيدي مدربا، وهذا الشيء أعاد لي ما كنت أفتقده سابقا، وأعني بطولة أفريقيا للأندية».

ويعود النجم التونسي للوراء بالحديث عن نقطة التحول له في عالم التدريب، لا سيما أنه اللاعب التونسي الوحيد الذي احترف خارجيا كلاعب ودرب في الوقت ذاته، فيبين: «بطبيعة الحال هذا النقطة التاريخية في حياتي، يفترض أن أفخر بها كثيرا، كونها وحيدة على الأقل على صعيد دولة تونس، كمحترف خارجيا ومدرب في الوقت نفسه، وليس ذلك فقط، بل إنني دربت ناديا له ثقله التاريخي في الكرة السعودية، وهو النادي الأهلي، وعطفا على هذه النقاط فقد كانت تجربتي مع النادي الأهلي سواء مدربا أو لاعبا، مفيدة جدا، لأنه من الصعوبة بمكان، أنت تكون لاعبا ومدربا في الوقت نفسه، فمهمة اللاعب بمفردها صعبة، ولا تقل عن ذلك حالا، مهمة المدرب، فتخيل عندما تجتمع الاثنتان معا، وهذه في رأيي مهمة صعبة للغاية، ولكنها على كل حال كانت فترة ليست بالطويلة، لأنني تعرضت في تلك الفترة لإصابة الرباط الصليبي، وتظل تجربتي مع الأهلي السعودي لها وقع خاص، لأنني أرى أنها بمثابة نقطة التحول وكارت العبور بالنسبة لي في الدخول في عالم التدريب».

ويتعمق مدرب الترجي في الحديث عن بطولة دوري أبطال أفريقيا ويصفها بالصعبة ويفند «لم تكن الطرق مفروشة أمامنا بالورود، بل المهمة كانت صعبة حتى تحقق الإنجاز، وعند النظر فقط لأسماء الفرق المنافسة: الأهلي المصري، الوداد المغربي، الهلال السوداني، تتضح صعوبة المهمة التي كنا فيها، فتخيل عندما تكون هذه الفرق بتاريخها وأسمائها الكبيرة تكون في أوج عطائها! بالفعل المهمة لم تكن سهلة على أية حال، ولا ننسى الفرق القوية الأخرى من القارة السمراء، كل هذه الظروف تشير إلى أن الترجي بذل جهدا كبيرا حتى حقق إنجازه التاريخ الكبير».

ويؤكد معلول أن كل هذه الأسباب التي بينها لا تتعارض، مع أنه كان متفائلا بتحقيق البطولة، ويوضح: «حتى في ظل ما ذكرت من ظروف، فإن الترجي يظل فريقا له حضوره القوي على الساحة القارية. وعني شخصيا، لم أقطع حبل التفاؤل بتحقيق الإنجاز، والتوقع له، خاصة أنه عقب أول لقاء أكون فيه مشرفا على الفريق فنيا في البطولة، قامت الثورة التونسية المجيدة، ثورة 14 يناير (كانون الثاني)، فتوقفنا على أثر ذلك شهرين ونصف، وهذه الفترة كانت جيدة جدا، رغم الأوضاع الصعبة في تهيئة الفريق، وكوننا نعرف أنه في أي لحظة تعود الأمور فيها إلى نصابها في البلاد، سيفرض علينا المشاركة فورا في المنافسات، بغض النظر عن إذا كنا مستعدين أو غير ذلك، فلذلك خططنا لنعد أنفسنا للمشاركة في أية لحظة سواء في الدوري التونسي وكذلك دوري أبطال أفريقيا بلا شك.. والحمد لله أن كل ما خططنا له جاء بشكل إيجابي، وكانت التحضيرات الذي قمنا بها في فترة الشهرين والنصف مفيدة لنا».

وكونه يعرف عن معلول شخصيته القوية في اتخاذ القرارات وحسم الأمور في كثير من المواقف، سواء في داخل تونس أو خارجها، فهو يرى أن هناك عددا من الأمور التي كانت تقف عقبة في وجه الرياضة التونسية، يأتي في مقدمتها تدخل السياسيين في البلاد من أعلى مستوى في الشؤون الرياضية، ويعلق: «كانت هذه مشكلة كبيرة بالنسبة للرياضة التونسية، وكم كنت أتمنى في فترة ما قبل الثورة، أن تحرر الرياضية التونسية من القيود التي كانت توضع أمامها بسبب تدخلات السياسيين في الرياضة، سواء في ما يتعلق بتعيين رؤساء الأندية أو غير ذلك، وأتوقع أنه لا يخفى على أحد أن كثيرا من المناصب في الرياضة التونسية، لا سيما رؤساء الأندية كما بينت، كانت ترشح من القصر الرئاسي، فالتعيين من هناك، ولكن عقب الثورة، ستكون الأمور إلى الأفضل، وستكون الانتخابات نزيهة كما كنا نتمناها جميعا كتونسيين، لأن القيود ذهبت بلا رجعة، والديمقراطية رسمت في تونس، وهذه بلا شك ستعود بالنفع على الرياضة التونسية».

ويعترف الخبير التونسي بتلقائية بعدم ميله للعمل الرسمي الإداري في الاتحاد التونسي لكرة القدم أو الأندية، ويقول: «يجب أن أكون صادقا مع نفسي والجميع، فالمسألة ليست البحث عن منصب أو مكانة معينة.. نبيل معلول مدرب.. محلل، باختصار عملي هو في الملعب، أما خارج الملعب، فلا أعتقد ذلك، سواء رئيس ناد أو حتى رئيس الاتحاد التونسي، فالشخص المناسب، في المكان المناسب». ويختتم نبيل معلول حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأمنيات كبيرة لعمل رياضي عربي أفضل، ويقول: «أتمنى أن أرى تطورا وتطلعات أفضل للكرة العربية، كما آمل أن نشاهد أكثر من منتخب عربي في كأس العالم 2014 بالبرازيل، وأشدد أخيرا، على أمنياتي أن تبقى الرياضية للرياضيين، فهم أكثر من يفهم فيها».