باتو يسعى لتسجيل أول أهدافه على ملعب سان سيرو اليوم في دوري الأبطال

كاسانو زار الفريق في ميلانيللو بعد 17 يوما من التدخل الجراحي في القلب

TT

قبل مواجهة برشلونة المرتقبة اليوم في ملعب سان سيرو بميلانو، من المستحيل أن نطلب من أليكساندر باتو مهاجم الميلان انطلاقة أكثر لمعانا من تلك التي رأيناها في مباراة الذهاب، فقد سجل في الدقيقة الأولى، وتوقيت التسجيل لن يكون مهما كثيرا اليوم، حيث يكفي تسجيل التفوق على الخصوم بفارق هدف. يعد باتو وبرشلونة خطين يلتقيان مجددا، فقد سجل المهاجم البرازيلي في كامب نو هدفه الأول والوحيد هذا الموسم، وإذا ما تمكن من هز شباك الفريق الكتالوني مرة أخرى في ميلانو فإنها ستكون أفضل طريقة لنسيان إصابة سيئة اضطرته للتوقف لمدة شهرين.

الهدف؟ حسنا أيضا صناعة هدف: لعب باتو في فلورنسا، خلال مباراة الميلان أمام فيورنتينا السبت الماضي، لمدة 20 دقيقة، وسدد كرة اصطدمت بالقائم، وتسبب في ركلة جزاء (لكن حكم المباراة لم يحتسبها)، واقترب من التسجيل في فرصة أخرى. هذا يعني أنه بحالة جيدة وهو جاهز للبدء أساسيا، وقد ارتفعت أسهمه بعد النجاح الذي أظهره أمام فيورنتينا ومن المفترض أن يفضله المدرب أليغري على روبينهو، لكنه يركز على الفريق بأكمله أكثر من التعويل على المهارات الفردية للاعبين، فقد صرح اللاعب البرازيلي قائلا: «إننا نلعب أمام أفضل لاعبي العالم، والفوز لا يمكن تحقيقه بشكل فردي وإنما من خلال الفريق». وقال المدرب إنه يتعين على اللاعب أن يكون في خدمة زملائه، ويقدم باتو نفسه على أنه رجل صناعة الأهداف، قائلا: «قد يروق لي التسجيل، لكن حسنا أيضا القيام بتمريرة حاسمة ومساعدة زملائي لتحقيق فوز مهم. لقد عدت بعد شهرين تقريبا من التوقف وأنا جاهز. لا يمكنني القول إنني لن أصاب مجددا، ومن المستحيل التنبؤ بالمستقبل، لكنني أحاول اتقاء مشكلات أخرى».

ميسي لا يمكن تقليده: لقد عانق باتو صديقه كاسانو، وقال: «رؤيته وهو يبتسم كان أمرا مذهلا وقد منحني حماسا طيبا لأن ما حدث له يعد ضربة قاسية»، لكن لا يمكن تفادي المقارنة اليوم مع ميسي، أقوى لاعبي العالم، ويتابع: «ليونيل فريد، وأنا يتعين علي التطور أكثر كثيرا من أجل الوصول يوما ما إلى مستواه».

موعد مع التاريخ: سجل باتو 3 أهداف في دوري أبطال أوروبا، منهم اثنان في ريال مدريد وهدف واحد في برشلونة، وجميعها بطريقة مثيرة للفضول جاءت خارج ملعبه، ومن ثم فإنه ينتظر الاحتفال في استاد سان سيرو بأول هدف له فيه ضمن أكبر البطولات الأوروبية للفرق. ولو جاء الهدف أمام برشلونة، فإن أسهم باتو سترتفع لدى الإدارة والجماهير، والذين وضعوه على القمة بمجرد قدومه، ولم يكن حينها بالغا بعد، إلى ميلانيللو. في نهاية بطولة الدوري الماضية، قاد باتو الميلان في لحظات غياب إبراهيموفيتش، وتعد مباراة اليوم واحدة من تلك التي يمكنها إلهامه، فمباريات بعينها تصنع تاريخ لاعب وباتو ينتظر تقديم الشامبيونزليغ الخاصة به، حيث بنى سلفه كاكا مجده الخاص فيها. من الناحية الفنية - الخططية، يعد باتو مثاليا لوضع فريق غوارديولا في خطر في المرحلة الدفاعية، لكن عليه إيجاد التأثير الذي تحلى به في كامب نو لدقائق معدودة.

فرصة: الاستاد سيكون ممتلئا عن آخره وأرضية الملعب في أفضل حالة، بينما يردد البعض أن برشلونة يريد تلقين إبراهيموفيتش درسا لا ينساه بعد التصريحات التي جاءت في سيرته الذاتية. كل هذا لا يخيف أليغري، على الأقل في ظاهره، فالميلان سيلعب حقا من أجل الحفاظ على صورته أوروبيا، وليس فقط من أجل المركز الأول في المجموعة الذي يبدو حاليا من الصعب الوصول إليه.

عودة بواتينغ: عمل أليغري أول من أمس بشكل على الجانب الخططي، وبخلاف إنزاغي فقط (الذي لم يتم إدراجه في قائمة دوري الأبطال مثل الشعراوي) وسيدورف وميكسيس وأميليا، الذين غابوا أمام فيورنتينا، من الممكن أن يلحقوا بمباراة برشلونة. ويبدو متوقعا خط الدفاع الذي سيبدأ المباراة، فمن المفترض أن يحل زامبروتا محل أنطونيني، وفي وسط الملعب تبدو فرص فان بوميل أعلى من أمبروزيني، بينما مع عودة بواتينغ كصانع ألعاب فربما تتم التضحية بسيدورف.

كاسانو: إن اختيارا واحدا من بين مائة صعب، لكن ربما كان التعانق الأكثر حرارة لكاسانو أول من أمس مع رودي تافانا، ويقول اللاعب نفسه: «هذا الرجل أنقذ حياتي»، في إشارة إلى طبيب النادي. وللحظات تعالت الضحكات في غرفة الملابس ثم انتقلت سريعا إلى صمت، دام لبرهة، ثم تواصل الاحتفال، لأن عودة أنطونيو كاسانو إلى ميلانيللو، بعد 17 يوما من التدخل الجراحي في القلب، لا يمكن إلا أن يكون احتفالا. وقد بدا مهاجم الميلان مازحا كعادته وفي حالة مزاجية رائعة، تحديدا مثلما وصفه الأطباء حينما كان يعالج في المستشفى. بالطبع، تدخل جراحي في القلب غير كاف لتغيير روح أنطونيو.

استمرت الزيارة لثلاث ساعات، من العصر وحتى الخامسة، من أجل استنشاق هواء معسكر فريق الميلان مجددا والتعود على تلك التي ستصبح قريبا جدا يومياته، وكان يوم أول من أمس هو يوم العناق، وأولها كان مع مسؤول العلاقات العامة، سابينزا، ثم اللاعبين والإداريين، والمدربين، والطهاة، وغيرهم. الجميع أراد معانقته بقوة وسؤاله عن حاله، وأجاب: «أفضل، الآن أفضل»، ويتابع مازحا: «لقد جئت من أجل حلق شعري، وهو الشيء الذي سيفعله حقا والصور موجودة على صفحة الميلان في الـ«فيس بوك» (ملحوظة المحرر)، ثم صافح غاتوزو الذي يرتدي غطاء رأس يغطي عينيه أيضا، ويقول: «قرأت على صفحات الجرائد أنه بحالة جيدة، فهل نحن متأكدون؟»، ثم رفع النظارة من على وجهه وانفجر في الضحك معه. بعدها جاء دور باتو، وقاله له كاسانو: «هذا اللاعب أدى مباراة واحدة وبات أساسيا بالفعل»، ثم يقفز على رقبة إبراهيموفيتش الذي قال له: «هل تأكل أقل الآن؟»، وحدثه كاسانو قائلا: «زلاتان، إنني كما أنا من حيث الوزن، فلم ينقص وزني». وبخصوص الطعام، كان الطاهي من بين الذين عانقهم أنطونيو، وقال له: «هل أنت مستعد للطهي جيدا؟ إنني في حالة جيدة، والآن يتعين علي الأكل فقط». واختتم كاسانو زيارته قائلا: «كم هو جميل، أستشعر كما لو كنت في أول يوم دراسي حينما يتعانق الرفاق مجددا، والآن تبدأ حياة جديدة».