ميسي.. أسطورة أرقام قياسية تحمل في طياتها الأمل للميلان

المهاجم الأرجنتيني يعاني ندرة تهديفية خارج ملعب فريقه

TT

بارانكويلا، كولومبيا، 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في درجة حرارة وصلت إلى 37 مع نسبة رطوبة عالية للغاية؛ كان المنتخب الأرجنتيني متأخرا أمام نظيره الكولومبي بهدف سجله ماسكرانو عن طريق الخطأ في مرمى منتخب بلاده، بعد أيام قليلة من تعادل منتخب راقصي التانغو على أرضه أمام بوليفيا. كان الجو صعبا داخل الملعب وخارجه، لكن الموهبة الأرجنتينية، ليونيل ميسي، استطاع أن يمد يد العون إلى المنتخب الذي هو قائده؛ حيث سجل هدفا وجعل رفيقه أغويرو يحرز الهدف الثاني. لقد قلب ميسي مجريات اللقاء لينتهي 2 - 1 لصالح الأرجنتين. وبعد ذلك صعد إلى الطائرة وبفضل اختلاف المنطقة الزمني وصل إلى برشلونة بعد يومين. كانت الرحلة مريحة، لكن المسافة كانت طويلة مثل ساعات السفر. ومن مطار برشلونة اتجه ليونيل مباشرة إلى ملعب التدريب في سان خوان ديسباي بسيارة تاكسي بصحبة ماسكرانو الذي دفع الأجرة ثم التقط بالهاتف المحمول للسائق صورة جمعت الأخير بنجم البارسا. وفي مساء يوم السبت الماضي، 19 نوفمبر، في برشلونة كانت درجة الحرارة 12 درجة مئوية؛ حيث كان الجو رطبا أكثر منه رطوبة. ظل ماسكرانو حبيس مقاعد البدلاء طوال مباراة البارسا أمام ريال سرقسطة، بينما شارك ليونيل ميسي طوال الـ90 دقيقة. واستطاع أيضا قائد المنتخب الأرجنتيني أن يسجل الهدف الثاني من الرباعية التي دك بها فريق برشلونة حصون سرقسطة. هناك أمران ثابتان، تقريبا اللعب باستمرار والتسجيل دائما، مطبوعان في الحامض النووي للموهبة ليونيل ميسي. يُذكر أن فريق برشلونة نزل إلى الملعب خلال عام 2011 حتى الآن 55 مرة. وقد شارك ميسي في 50 من تلك المناسبات ولعب 4326 من إجمالي 4950 دقيقة خاضها الفريق الكتالوني، وسجل أيضا 50 هدفا. ولا يزال متبقيا للفريق الإسباني في هذا العام 8 مباريات، وهو ما يعني توافر الوقت أمام ميسي لتحطيم الرقم القياسي غير المعقول الذي حققه في عام 2010، عندما أنهى ليونيل العام مسجلا 58 هدفا شخصيا.

الحياة في العائلة: إنها أرقام رهيبة تلزم لملء الحياة الخضراء (المقصود بها ملعب كرة القدم) كما يصفها غوارديولا، مدرب البارسا: «أعني بذلك أن ما يملأ حياة ليونيل هو كرة القدم واللعب؛ لأن فيما عاد ذلك ليونيل يحيا حياة هادئة. ميسي شخص يعيش بقليل من الاهتمامات، أكرر: ما يملأ حياته هو الكرة». وأضاف مدرب برشلونة مساء السبت الماضي، عقب مباراة سرقسطة، مادحا لاعبي فريقه بشكل عام: «هل تدرون لماذا أعشق هؤلاء اللاعبين؟ لأنهم بعد المشاركة مع منتخبات بلادهم يعودون هنا ويركضون». ثم قام غوارديولا بتحليل أداء ميسي في اللقاء قائلا: «تحركاته مدمرة، لكنها قصيرة». ثم أعرب عن قلق انتابه بشأن ليونيل: «لقد تعرض لركلة، ولأن مثله لا يشتكي أبدا، لذا قمت أنا بسؤاله عن حالته فأخبرني أنه بخير وعليه تركته داخل الملعب».

هجوم نحو رقم سيزار: وقد وصل ميسي بهدفه في مرمى سرقسطة إلى الرقم 204 من الأهداف الشخصية بقميص البارسا، ولم يتبق أمامه سوى سيزار برصيد 235 هدفا مع برشلونة. ويذكر أيضا أن ليونيل نجح في تسجيل 24 هدفا من إجمالي الـ59 التي أحرزها فريق بيب غوارديولا خلال الموسم الحالي حتى الآن، منها 14 هدفا من إجمالي الـ30 هدفا التي سجلها البارسا على ملعبه في الدوري الإسباني (أمر لا ينازعه فيه فريق آخر في الليغا). وهناك أيضا زوج آخر من الإحصاءات الخاصة بميسي: الـ24 هدفا التي سجلها منذ انطلاقة الموسم الحالي تحققت في 18 مباراة بمعدل 1.33 هدف في كل مباراة. ثم هناك 14 هدفا من إجمالي الـ15 التي أحرزها المهاجم الأرجنتيني في الليغا الإسباني جاءت على ملعب كامب نو، الأمر الذي يوضح صعوبة غير عادية تواجه ميسي في إسبانيا، فهو لم يسجل خارج ملعب فريقه سوى في استاد سان ماميس. وفي هذا المشهد الذي يضم الإحصاءات البطولية لفريق برشلونة يتعين علينا أيضا إبراز الواقع الصعب للمهاجم الأرجنتيني؛ فقد شارك ميسي هذا الموسم مع منتخب بلاده في 13 مباراة وسجل 4 أهداف، حتى مع راقصي التانغو يشارك دائما ولكن دون النجاح في الوصول إلى درجة التألق التي نراه فيها مع الفريق الإسباني. في عام 2011 وصل ليونيل، بالفعل، إلى 63 مباراة مع منتخب بلاده، وفي حالة عدم حدوث أي ظروف غير متوقعة سيتمكن الجوهرة الأرجنتينية من إدراك المباراة رقم 70 له بقميص راقصي التانغو. وهذا ما يروق له فعله. والآن ربما يكون من المهم للبعض معرفة ما فعله ميسي يوم (الأحد)، ذلك اليوم الذي منحه غوارديولا فيه إجازة.

رقم قياسي من المشجعين: كان واجبا بالنسبة لفريق برشلونة الراحة بعد مباراته في الدوري الإسباني. وحلق البارسا، أمس الثلاثاء، متجها إلى ميلانو دون وجود الموقوف داني ألفيز بين صفوف الفريق، لكن برشلونة كان مصحوبا بما يزيد على 4700 مشجع، وهو رقم قياسي للنادي الإسباني بالنسبة لمباراة مؤهلة إلى دور المجموعات من بطولة دوري الأبطال. ولإيجاد أرقام مشابهة في تاريخ البارسا نحتاج إلى الرجوع للوراء حيث آخر مباراة خاضها برشلونة أمام فريق ينتمي لمدينة ميلانو الإيطالية، التي كانت أمام إنتر مورينهو في ربيع عام 2010، والتي انتهت بخسارة مثيرة للجدل ومؤلمة للفريق الإسباني. وبعد مرور عام ونصف العام على ذلك اللقاء، بعد خوض الكثير من المباريات وتسجيل المزيد من الأهداف، لم يغير ميسي عاداته، فهو لا يزال يلعب ويسجل.