برلسكوني: أعطونا درسا آخر في كرة القدم

مالك النادي يعترف بأن برشلونة تفوق في اللعب على فريقه

TT

عندما تمنى أليغري، مدرب الميلان، في الأيام الماضية بإصرار أن يحضر سلفيو برلسكوني، مالك ورئيس نادي الميلان، في أقرب وقت ممكن لمشاهدة المباريات في الاستاد، حينما قال: «إنه يدخل إلى قلوبنا الحماس دائما وأتمنى رؤيته قريبا»، على الأرجح لم يتوقع المدرب الكثير من هذه الأمنية، ولكن برلسكوني في مباراة أول من أمس أمام فريق برشلونة في إطار دوري الأبطال لم يوجد فحسب في استاد سان سيرو، بل تجول في النفق الذي يؤدي إلى الملعب ليحيي لاعبيه بنفسه (باصطحاب مسؤولي برشلونة أيضا) وليتمنى لهم التوفيق في المباراة، في توجه يبدو نابعا من أولويات الرئيس الذي يرغب في إظهار أقصى درجات القرب من الفريق الآن حيث تسمح له التطورات السياسية من أن يتابع فريق الميلان عن قرب أكثر، وربما يتولى، مثلما كان يفعل من قبل، المنصب الأكثر أهمية في إدارة نادي الميلان.

بالنسبة إلى فريق الميلان، كانت مواجهة فريق برشلونة مهمة للغاية أيضا للرد - في الملعب - على الكلمات التي صرح بها برلسكوني في مباراة الذهاب، قائلا: «لقد أعطونا درسا في كرة القدم»، وهو حكم ثقيل لم تستطع النقطة الرائعة التي حصل عليها الفريق في استاد كامب نو في برشلونة التخفيف من حدته لأن المهمة الرئاسية هي نفسها من 25 سنة تتمثل في تحقيق السيادة في الملعب والسيطرة على اللعب.

وسارت مباراة أول من أمس بشكل جيد نظرا لمواجهة فريق قوي مثل برشلونة، ولكن، على الأرجح، ليس كما تمنى برلسكوني الذي ذهب إلى الفريق الكتالوني لتهنئته بالفوز عقب المباراة بمصاحبة بيب غوارديولا، مدرب فريق برشلونة، الذي قال: «لقد قام بتحيتنا وتهنئتنا، وكان ذلك شرفا لنا. وهو رئيس قام بفعل الكثير من أجل كرة القدم»، وبعدها فيما يخص فريق الميلان، توقف الرئيس بضع ثوان أمام المفكرات والميكرفونات، قائلا: «إذا كانوا أعطونا درسا آخر في كرة القدم؟ على أي حال.. لقد لعب الميلان بشكل جيد، ولكن فريق برشلونة لعب بشكل أفضل».

يدور كل شيء حول كلمة «على أي حال» التي صرح بها برلسكوني، فمن خلال كلماته ونبرة صوته ينعكس بعض من خيبة الأمل، فبعد أن تحدث الرئيس عن «المباراة الممتعة التي امتلأت بالمشاعر وباللعب الجيد»، يتعمق أكثر لتحديد ما لم يرق له كثيرا في المباراة، حيث صرح سلفيو، قائلا: «أشجع أكثر اللعب الذي يعتمد على الاستحواذ على الكرة التي لا يفقدها الفريق أبدا، وفريق برشلونة يعد نموذجا لهذا النوع من اللعب»، ثم ترك الرئيس استاد سان سيرو وأثناء توجهه إلى المرأب أجاب عن سؤال مشجع طلب منه تخفيض الرسوم، قائلا: «أنا لم أعد أحدد قيمة شيء».

بينما بدا أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، بحالة مزاجية أفضل، كما أطلق دعابة أيضا، قائلا: «من جهة أنا سعيد بما رأيته، لكن.. يوم السبت الماضي في فلورنسا كنا سعداء أيضا ولم نفز، وها هو الأمر يتكرر للمرة الثانية، وفي يوم الأحد المقبل (سيواجه فريق الميلان فريق كييفو في دوري الدرجة الأولى الإيطالي) أتمنى أن نقضي ليلة سيئة للغاية ولكن نفوز بالمباراة». ويرصد ميلان حامل اللقب استعادة نغمة الانتصارات أيضا عندما يستضيف كييفو الأحد المقبل في سعيه إلى الانقضاض على الصدارة في حال تعثر المتصدرين لاتسيو وروما.

ويدخل ميلان المباراة بمعنويات عالية بعد عرضه الرائع رغم خسارته أمام برشلونة الإسباني (2 - 3) أمس الأربعاء في مسابقة دوري أبطال أوروبا، وهو يعول على ترسانته الهجومية المؤلفة من البرازيليين الكسندر باتو وروبينيو والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش والهولندي كلارنس سيدورف والغاني برينس كيفن بواتنغ.

وتتجه الأنظار غدا إلى الملعب الأولمبي في العاصمة روما إلى قمة فض شراكة الصدارة بين لاتسيو ويوفنتوس ضمن المرحلة الثالثة من الدوري الإيطالي لكرة لقدم.

ويتقاسم الفريقان الصدارة برصيد 22 نقطة مع أفضلية فارق الأهداف لفريق «السيدة العجوز» الذي يملك مباراة مؤجلة أمام مضيفه نابولي سيخوضها الثلاثاء المقبل.

وقد أعطى الرجل الثاني في إدارة الميلان إشارات جيدة عن المباراة الماضية دون ذكر مسألة الاستحواذ على الكرة، قائلا: «لقد لعبنا جيدا، وكنا نود ألا نخسر ولكنه أمر وارد أمام فريق برشلونة، لأنه فريق مذهل. على أي حال، على مستوى اللعب لم نُسحق في الملعب». ثم جاء الحديث عن تشافي هيرنانديز، لاعب الفريق الكتالوني، ولمعت عينا غالياني حين قال: «لقد لعب أفضل من ميسي وصنع مباراة رائعة. من قد أرغب في أخذه من برشلونة؟ لا يمكنك أن تترك ميسي، ولكن أرغب في أخذ تشافي وإنييستا»، وللأسف، حينها، كان برلسكوني قد ترك الاستاد بالفعل.