باريس سان جيرمان يغري كافاني مهاجم نابولي بـ50 مليون يورو

ليوناردو يسعى لشراء عقد هامسيك.. ومانشستر سيتي مهتم باللاعب

TT

سيكون إدينسون كافاني، مهاجم فريق نابولي الإيطالي، هو اللاعب الذي تحوم حوله الأنظار، ربما لأنه سحق بمفرده فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، عندما سجل هدفين في مواجهة إياب دوري أبطال أوروبا يوم الثلاثاء الماضي، أو لأن شهرته بالماتدور الذي يكسر خط دفاع الخصم تجاوزت كل الحدود، أو لأن مثل هؤلاء اللاعبين يجعلونك تحلم بالأشياء العظيمة. وهكذا فقد تم استهداف إدينسون كافاني مهاجم فريق نابولي من قبل مَن يرغب في الحلم ويود أن يجعله ليس فقط حلما كبيرا بل أيضا أن يقوم بتحقيقه على الفور. ووفقا لصحيفة «إيكيب» الرياضية الفرنسية، فإن نادي باريس سان جيرمان قد جهز شيكا من أجل أوريليو دي لاورينتيس، رئيس نادي نابولي. إنه شيك ذهبي بقيمة 50 مليون يورو للحصول على كافاني و25 مليون يورو أخرى لضم مارك هامسيك، غير أن رئيس نادي نابولي رفض تلك العروض.

أزمة: وبات دوري الدرجة الأولى الإيطالي هو المنجم بالنسبة لنادي باريس سان جيرمان المنتعش بملايين المالك القطري. إنها استراتيجية تلقائية مرتبطة ليس فقط بمسالة أن البرازيلي ليوناردو، المدرب السابق لفريقي الإنتر والميلان، قد أصبح المدير الرياضي الجديد في النادي الفرنسي، ولكن أيضا كما قال البرازيلي «إن كرة القدم الإيطالية تواجه مأزقا كبيرا». وهي بالتالي متاحة للجميع ويمكن الوصول إليها. وهو ما تم معرفته من خلال سوق الانتقالات الصيفي. وقد جلب ليوناردو إلى النادي الكثير من اللاعبين في شهر يوليو (تموز) الماضي، وهم محمد سيسوكو وجيرمي مينيز لاعبي في خط الوسط وحارس المرمى الإيطالي سالفاتوري سيريجو والأهم اللاعب باستوري، وتم دفع رقم قياسي بالنسبة لكرة القدم الفرنسية بقيمة 43 مليون يورو.

الموضة: والآن لا تزال تتجه الأنظار إلى إيطاليا لأنه وفقا للمدير الرياضي السابق في نادي الميلان، «سيكون مستحيلا انتزاع لاعبين إسبانيين أو بريطانيين». فرواتبهم مرتفعة للغاية. وإذا أضافت الموضة في دوري الدرجة الأولى الإيطالي فيما بعد نظاما يتعلق بالتعامل المالي عن طريق الدفع بالتقسيط والمؤجل، الذي يزيد من عام إلى آخر، وأصبحت الرواتب مرتبطة بأداء اللاعبين أنفسهم، فسيكون واضحا حينها أنه من يدفع كل شيء وعلى الفور، يصبح هو صاحب الأولوية بالنسبة للاعبين. إنه وضع نادي باريس سان جيرمان الذي رفض عرض اليوفي بالنسبة للاعب دييغو لوغانو مدافع باريس سان جيرمان ومنتخب الأوروغواي.

استراتيجية: وينبغي القول إن ليوناردو لا ينوي أن يتوقف عن السعي لضم كافاني، وهذا الأمر ليس فقط لأن باستوري سيجيد اللعب في استاد بارك دي برنس بالعاصمة الفرنسية باريس بجانب أصدقائه بالزاريتي مدافع فريق باليرمو والمنتخب الإيطالي وهيرنانديز مهاجم باليرمو ومنتخب الأوروغواي، ولكن أيضا لأن البرازيلي يتحرك في سوق الانتقالات الإيطالية بنفس التلقائية التي كان يتسم بها في مدينة ميلانو. وهذه المرة يتحرك في إطار مشروع يديره ليوناردو بصورة مستقلة وميزانية ضخمة وهدف واضح هو تحقيق الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا خلال ثلاثة سنوات. ولهذا يحتاج الفريق لاعبين قادرين على صنع الفارق على أعلى المستويات. ومن هنا يأتي العرض من أجل اللاعب كافاني. وسينطلق الهجوم الحقيقي بقوة شديدة في نهاية الموسم، مع عرض يقدر بخمسة ملايين يورو لضم كافاني و25 مليون من أجل هامسيك الذي ينبغي عليه الآن أن يقوم بعمل حساباته، ولديه تجارب سيئة خارج كرة القدم، حيث ربما أصبحت سرقة زوجته موضوعا للمناقشات في مدينة باريس الأكثر أمانا.

الأشياء الطبيعية: ومن جهة أخرى، فالملف الأكثر سخونة هو الإنجليزي ديفيد بيكام، لاعب وسط فريق لوس أنجليس غالاكسي، وهو لاعب المستقبل في نادي باريس سان جيرمان. ولم يعد ليوناردو ينكر حاليا أي شي، بل إنه يسعى للتهويل في أي نوع من أنواع الشائعات، وهذا لأنه كما قال هو: «لقد بات باريس سان جيرمان الفرنسي ناديا من المستوى الأول ومن الطبيعي أن يحاول دائما الحصول على أي لاعب بارز». ولهذا، من الطبيعي أن يظل كارلو أنشيلوتي مدرب فريق تشيلسي هدفا في يناير (كانون الثاني) المقبل. ومن الطبيعي أيضا أن يقابله ليوناردو في مدينة ميلانو وفقا لما ورد على موقع «Radiomercato». ويرجع السبب في ذلك إلى أنه إذا كان نادي باريس سان جيرمان ينبغي عليه الدخول بسرعة في الحقبة الذهبية، عليه إذن القيام بذلك مع اللاعبين المناسبين لذلك مثل بيكام وأنشيلوتي وكافاني وهامسيك وباستوري. ومن الطبيعي أن يركز ليوناردو أيضا على كارلوس تيفيز، كما أن الراتب الذي تبلغ قيمته 8 ملايين يورو يعتبر في باريس فقط عنصرا صغيرا يمكن التحرك فيه.

كافاني ولافيتسي: هناك لاعبان في فريق نابولي، قد يحسدك عليهما الآخرون، فهما لاعبان لهما ثقل، ولديهما من الفضائل أكثر من العيوب إذا تحدثنا عنهما من الناحية الكروية، الأول هو لافيتسي الذي لا يمكن اللحاق به عندما ينطلق بسرعة في الملعب ويجر خلفه خصوما وأوهاما، وهي ذاتها «الأوهام» التي يستمر في توليدها من بين صفوف نابولي بتلك السلاسل من المراوغة بالكرة، والتظاهر الذي قد يعترف به أي لاعب. واللاعب المذهل الثاني هو كافاني الذي يمثل جوهر الواقعية، حيث يعرف جيدا كيف يحول بشجاعة معظم الكرات التي تأتي تجاهه، وبالتحديد كان كلا اللاعبين بطلا الليلة الطويلة التي قضاها فريق نابولي على أرضه، والتي تحكي قصة الفوز أمام مانشستر سيتي، وهو ما يفتح ممرا واسعا نحو التأهل لدور الـ16 في دوري الأبطال، حيث يتعين على نابولي تجاوز العقبة الأخيرة لتحقيق هذا الهدف من خلال الفوز على فياريال الإسباني، الذي ما زال لا يمتلك أي نقاط في ترتيب المجموعة.

ذراع وعقل: كانت مباراة أوروبية واحدة تكفي أن تعيد الأمور إلى وضعها الصحيح، وهكذا وجد المدرب ماتزاري من جديد أهداف كافاني، فقد كان آخر هدف سجله المهاجم الأوروغواياني في الدوري الإيطالي أمام كاتانيا في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بتلك الشجاعة التي تقدمت بالفريق في ترتيب دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، والتي حسمت انتزاع الفريق للمركز الثالث في الترتيب، وبالتالي مشاركته في دوري الأبطال. وفي مباراة واحدة فقط، أزال المهاجم الأوروغواياني الشكوك التي كانت تدور حول حالته البدنية، وأجاب بطريقته الخاصة على من كان يجادل بشأن كفاءته أمام المرمى. كما ساعدت الثنائية التي هز بها «الماتادور» كافاني شباك مانشستر سيتي في تعزيز رقمه القياسي من ناحية كونه أفضل مهاجم في تاريخ المباريات الأوروبية بالنسبة للنادي، حيث أحرز 11 هدفا، ويليه كاني (سجل ثمانية أهداف)، ثم كاريكا (أحرز سبعة أهداف)، وهما بطلا نابولي السابقان اللذان لم يتمكنا من الاستمرار في تصدر الرقم القياسي لفترة طويلة.

البوتشو وحده: إذن، كلاهما في وسط فريق نابولي، وإذا كان كافاني هو الهداف فإن لافيتسي لاعب فريد من نوعه، وهما ما يلزمان الفريق للشعور بقدره الكبير. وعلى الأرجح، لم يكن الفريق ليُحقق بعض النتائج إن لم يكن لافيتسي موجودا بين صفوفه، حيث أنهك قوى كومباني وليسكوت، لاعبي مانشستر سيتي، وأجبر دي جونغ، لاعب وسط مدافع في مانشستر سيتي، على أن يلاحقه في كل مكان في الملعب، فهو اللاعب الخارق الحقيقي الذي عرف كيف يجذب زملائه إلى فوز غير متوقع في المباراة الماضية أمام مانشستر سيتي.