إحصاء هيئة المحترفين السعودية البدائي ضيع الكرسي الآسيوي ووضع الاتفاق في مأزق

قطر والإمارات تفوقتا أيضا في «المعيار التجاري» و«الملاعب».. والسمعة أطاحت بمقعد الكوريين

TT

لماذا سحبت لجنة التقييم التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم مقعدا مباشرا للسعودية في اجتماعاتها التي تمت الأسبوع الماضي ليصبح عدد المقاعد «3+1»؟! هذا التساؤل كان محور نقاش كل السعوديين خلال الأيام القليلة الماضية، وسط جدل قائم ولم ينته بعد من قبل المعنيين في الأمر، فالاتهامات طالت محمد النويصر رئيس لجنة الدوريات الآسيوية الذي يشغل في الوقت ذاته منصب المدير التنفيذي في هيئة دوري المحترفين السعودية، وكذلك عضو المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي الدكتور حافظ المدلج الذي يتولى أيضا مسؤولية إدارة لجنة التسويق في هيئة المحترفين! كل الاتهامات ذهبت إلى ضعف التمثيل السعودي في الاتحاد الآسيوي، وأيضا إلى عدم قدرة المعنيين بالأمر على إقناع لجنة التقييم القارية بالعمل الاحترافي الذي تقدمه هيئة المحترفين السعودية! ما حدث في العاصمة الماليزية كوالالمبور يذهب في المقام الأول إلى خطأ هيئة دوري المحترفين السعودية، حينما أصرت طوال العام الماضي على الاعتماد على بطاقات الملاعب المباعة للجماهير، وهو المعيار الذي أخفق فيه الاتحاد السعودي لكرة القدم من بين 11 معيارا، حيث ينص معيار الحضور الجماهيري على ضرورة ألا يقل معدل الحضور الجماهيري عن 5 آلاف مشجع، فيما سجلت هيئة دوري المحترفين 4204 مشجعين فقط.

«الشرق الأوسط» تنفرد اليوم بتفاصيل المعايير الآسيوية والأرقام التي حققتها جميع الاتحادات الـ11 الأهلية التابعة للاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والمعايير التي أخفقت فيها بعض الاتحادات، وأيضا النقاط الضعيفة التي تحصل عليها الاتحاد السعودي لكرة القدم والتي تسبب أبرز ما فيها وهو الحضور الجماهيري في سحب نصف مقعد منه ليصبح العدد «3+1»، وهو ما يعني أن النسخة المقبلة لدوري المحترفين الآسيوي ستكون معنية فقط بأندية ثلاثة تشارك في الدور الأول وهي الهلال والاتحاد والأهلي، فيما سيذهب الاتفاق بنصف المقعد إلى التصفيات التمهيدية حيث سيواجه فريقا إيرانيا هناك، وهو ما يعزز أمر خروجه باعتبار إيران منافسا قويا وصلبا للكرة السعودية! تعتمد لجنة التقييم الآسيوية التي تزور الاتحادات المحلية في العام الواحد مرتين على 11 معيارا، تبدأ بالتنظيم، ويمتلك هذا المعيار 50 نقطة، فيما يذهب المعيار الفني إلى 100 نقطة، أما عدد نقاط الحضور الجماهيري وهو المعيار الذي أخفقت فيه تحديدا السعودية والإمارات فيمثل 100 نقطة، و100 نقطة أخرى لمعيار الحوكمة - السمعة والذي يذهب إلى استقلالية الأندية وشفافيتها وأيضا إلى مشاكل التدخلات الحكومية، فضلا عن مشاكل التلاعب بالنتائج وهو الأمر الذي أثقل كوريا الجنوبية ليخسرها مقعدا مباشر لتكون مثل السعودية بطريقة «3+1»، أما معيار التسويق والعروض فيملك 50 نقطة، والمعيار التجاري له 100 نقطة، فيما تكتب معايير إدارة المباريات والإعلام والملاعب بـ50 نقطة لكل منها، أما معيار الأندية فيحمل 100 نقطة تاركا 50 نقطة لمعيار البنى التحتية العامة للبلد ليكون المجموع النهائي 800 نقطة.

جدول التصنيف يشير إلى أن اليابان تفوقت بدرجات عالية على جميع الاتحادات الآسيوية، بفضل جودة ما تقدمه في كل شيء واحترافيتها المعروفة منذ بدء التسعينات الماضية، وحصلت على 771.6 نقطة من أصل 800 نقطة، وحلت كوريا الجنوبية وصيفة برصيد 708.5 نقطة، علما بأن كوريا الجنوبية أخفقت في معيار السمعة بسبب التلاعب في النتائج بمبارياتها المحلية إذ حصلت في هذا المعيار تحديدا على 87.5 نقطة، علما بأن ملاعب الإمارات وقطر مثلا تفوقت عليها.

أما قطر فحلت ثالثة برصيد 677.9 نقاط، ولم تخفق في أي معيار لأنها حققت الدرجات المطلوبة، مع أن الحضور الجماهيري نال 50 درجة، مقابل 55 درجة للسعودية، لكن هذا الرقم فقط يشمل المباريات المحلية ودوري أبطال آسيا، أما على المستوى العام فإن التقييم الذي أخرج السعودية كان على المستوى المحلي بعدم تحقيقها للمعدل المطلوب الذي يفوق الـ5 آلاف مشجع، وهو ما حققته قطر بتسجيلها كل من له علاقة داخل الملعب بعكس السعودية التي اعتمدت فقط على التذاكر المباعة، وهو ما جعل تصرفها هذا محل انتقاد كثير من الإعلاميين والجماهير والمهتمين بالشأن الآسيوي.

حينما تتم مقارنة السعودية بقطر على مستوى المعايير الـ11 نرى أن السعودية حصلت على 47 نقطة في التنظيم مقابل 45.2 لقطر، فيما حصلت السعودية على 56.5 في المعيار الفني مقابل 49.9 لقطر، وتتفوق السعودية رقميا في الحضور الجماهيري الإجمالي على قطر بـ55 نقطة مقابل 50 للأخيرة، أما الحوكمة والسمعة فالاتحادان يملكان 100 نقطة لكل منهما، وهي الدرجة الكاملة لهذا المعيار، كما تحصلان على الدرجة نفسها في التسويق والعروض، بينما تتفوق قطر في المعيار التجاري بحصولها على 83.9 مقابل 69.6 للسعودية، ويتميز الاتحادان في معيار إدارة المباريات بالحصول على الدرجة الكاملة وكذلك الإعلام، أما الملاعب فتتفوق فيها قطر بحصولها على 49.2 نقطة مقابل 39.3 للسعودية، وتحصلان على النقاط الكاملة في معياري الأندية والبنى التحتية، لتحتل قطر المرتبة الثالثة برصيد نقطة 677.9، مقابل حلول السعودية في المرتبة الرابعة برصيد 668.2 نقطة.

ما جرى في كوالالمبور نهاية الأسبوع الماضي سيعيد صياغة بعض الأمور على مستوى هيئة دوري المحترفين السعودية، خاصة على صعيد حصر كل من يكون حاضرا في الملعب بدلا من اقتصار الحضور على التذاكر المباعة، وذلك للتغلب على المعيار الجماهيري الذي أخفقت فيه السعودية هذا العام، ويتعين على الهيئة ذاتها تحسين بيئة الملاعب السعودية كافة ومحاولة جذب الجماهير ليس بمجانية الحضور وإنما بتطوير محتوى الملاعب من مقاعد وتوقيت مباريات وخدمات معنوية وترفيهية، فضلا عن بناء غرف كافية لدورات المياه التي تفتقدها بالشكل اللائق غالبية الملاعب السعودية باستثناء ملعب أو ملعبين.

بقيت الإشارة إلى أن سحب نصف مقعد من السعودية أجبر محمد النويصر والدكتور حافظ المدلج على مقاطعة حفل توزيع الجوائز الآسيوية الذي أقيم الأربعاء الماضي، وعبر ذلك عن احتجاج واضح من قبل الوفد السعودي على قرار المكتب التنفيذي الذي صوت لمصلحة الخيار الأول الذي يمنح قطر 4 مقاعد وسحب بعض المقاعد من السعودية وكوريا الجنوبية وإيران.

يذكر أن المكتب التنفيذي صوت لخيار منح قطر 4 مقاعد بنحو 13 صوتا، مقابل 7 أصوات، أما الأصوات التي وقفت إلى جانب السعودية فهي اليابان وإيران والبحرين، علما بأن مسؤولا آسيويا كشف لـ«الشرق الأوسط» أن المسؤولين القطريين نجحوا في إقامة اتفاقيات حاسمة عشية موعد انعقاد المكتب التنفيذي الآسيوي، ليكون الخيار الأول لصالحهم.