نابولي ويوفنتوس يتعادلان في أمتع مباريات الكالشيو

كونتي أكد أن فريقه حقق المستحيل بعد التأخر بهدفين

TT

بعد مباراة مثيرة، انتهت مواجهة نابولي ويوفنتوس بالتعادل الإيجابي 3-3، أول من أمس الثلاثاء في المباراة المؤجلة من الجولة 11 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي «الكالشيو» بسبب سوء الأحوال الجوية، وأقيمت المواجهة على ملعب سان باولو بمدينة نابولي. افتتح هامسيك التسجيل لأصحاب الأرض في الدقيقة 23، ثم ضاعف بانديف النتيجة في الدقيقة 40، وبعد مرور ثلاث دقائق من الشوط الثاني تمكن ماتري مهاجم الضيوف من تحسين موقف فريقه قليلا، لكن المهاجم المقدوني لنابولي سجل هدفه الثاني، والثالث لفريقه في الدقيقة 69، وقلل استيغاريبيا الفارق ليوفنتوس بهدف في الدقيقة 72، وأحرز بيبي المتألق هدف التعادل في الدقيقة 79 لتنتهي المباراة بالتعادل ويرتفع رصيد يوفنتوس إلى 26 نقطة في الصدارة، في حين رفع نابولي رصيده إلى 17 نقطة في المركز السادس.

يمتلك المدرب كونتي، المدير الفني لليوفي، شخصية حديدية في الليلة الأكثر أهمية، وهو أمر يليق بمن يريد الفوز بدرع الدوري، فقد تمكن يوفنتوس من الدخول إلى المباراة بعدما انتهت مرتين بشكل فعلي، في هدفي التقدم 2-0 و3-1 لبانديف. إنه اختبار تخرج أكثر من كونه اختبار نضوج. لقد جاءت المباراة القوية جدا على ملعب فريق كبير وأحد المرشحين للقب هذا الموسم ومن بين الفرق الإيطالية الأكثر أوروبية ولياقة بدنية، لكنه يقبع بفارق تسع نقاط عن الصدارة. يا لها من ضربة! في نهاية المباراة، انطلق أنطونيو كونتي خارج المنطقة الفنية بكل قوة، واستدار نحو جماهير اليوفي القليلة في المدرجات. ظهرت عليه ملامح التوتر الذي تعرض له أثناء المباراة، لكنه سعيد وفخور. بعد ما لا يزيد من خمسة أشهر من العمل، بات فريقه حقيقيا من كل الجوانب، فيوفنتوس لديه روح، ويجيد المعاناة بتألق، خاصة أنه لا يتنازل أبدا عن تقديم مباراة، بفضل تنظيم لعب كثيرا ما يتجاوز أساليب اللعب. إن بصمة المدير الفني أكثر وضوحا دائما، وكانت العلامة النهائية في ملعب سان باولو تحديدا، حيث تغيير طريقة اللعب، بدفاع من ثلاثة لاعبين، وخط وسط من خمسة لاعبين، وبيبي الذي يلعب إلى الداخل وليس على الطرف، وشوط أول يجلب الرغبة في تغيير كل شيء. لكن ليس مع كونتي، الذي دفع في الشوط الثاني بالأحد عشر لاعبا أنفسهم، وبدت عليهم اليقظة بعكس الشوط الأول. فقد سجلوا هدف الـ1-2 فورا، وبعد هدف التقدم 3-1 لنابولي كانت الصحوة الكبرى، في إشارة لعناية المدرب بكل التفاصيل للاعبيه خلال الإعداد للمباراة. إن «المطرقة» تجمع الثمار، وبطرق قاسية، ويشرح كونتي: «لأننا مقبلون من موسمين كارثيين»، ويعشق تكرار ذلك في كل مناسبة، ويستخدم العصا أكثر من الجزرة، مثل اليوم التالي لمباراة لاتسيو - يوفنتوس، حينما أراد أحد اللاعبين تقديم العشاء للجميع في أحد مطاعم روما، وقيل إن «مورينهو الإيطالي» قد صرح حينها: «تناول الطعام سيكون في بورغيزيانا، ولن يخرج أحد من هنا، والتفكير في مباراة نابولي فقط».

فخر: ويشرح المدير الفني: «بداية المباراة كانت صعبة جدا، فقد لعب نابولي بإيقاعات عالية، ونحن تأقلمنا، لكن بطريقة ناعمة، وكان يبدو أننا نريد التعبير عن أنفسنا، بعدها كان هناك شيء من عدم التركيز من جانبنا، وأعتقد أن فريق نابولي وأجواء سان باولو المحيطة كانت لتحطم أي فريق. وعلى العكس، لقد وجدنا وحدة كبيرة وقوة، وأشكر اللاعبين الذين تجاوزوا الصعاب بروحهم. إنني فخور بكوني مدربهم، ويمتلك فريقي قوة معنوية هائلة، وأي فريق كان ليستسلم لو تأخر بهدفين هنا في نابولي. الأمر كان يتطلب منا قلبا وشخصية ووفرة للعودة لمباراة كهذه». ويتابع بعدها: «أقول لاستيغاريبيا وبيبي أنتما بارعان وذكيان جدا. إننا مقبلون إلى السطح من موقف يستحيل الخروج منه، أيضا بفضل الشوط الثاني لماتري وفوسينيتش، وهما الأكثر مشاركة مقارنة بالأولين».

إلى ذلك، نجح سيموني بيبي، أو لتسموه «تايغر» إن شئتم، قبل نهاية مباراة مثيرة وجنونية، في اصطياد الزاوية بنفس الدقة العالية للاعب الغولف على الملاعب الخضراء، حيث وضع الكرة في الحفرة الضيقة وجلب نقطة ثمينة ليوفنتوس، وبعد المباراة صرح قائلا: «أهذا هو هدفي الثالث على التوالي؟ لا أدري حتى إن كنت قد سجلت في مسيرتي ثلاثة أهداف في بطولة واحدة..». في فريق اليوفي هذا نجد الكثير من سيموني بيبي، فاللاعب يجسد جيدا حماسه، والركض الذي لا ينتهي، والأداء الوافر، والرغبة في الذهاب إلى ما وراء حدوده، والإدراك السليم للذات، والشخصية، والاستعداد للقبول بوضع أكثر هجومية في الملعب. ويتابع اللاعب: «في هذا الهدف، ساعدني الكثير من زملائي، وكان الهدف مكافأة طيبة، وضمن لنا الفوز..»، ثم يصحح: «كنت أود أن أقول التعادل» الذي يساوي فوزا، ولنكن صبورين إذا كان لا يقدر على لعب الغولف، بحسب قول زملائه، ويحكي بيبي: «هذه الشائعات ستوراري هو الذي يرددها (صديقه الكبير، ملحوظة المحرر)، لكن اكتبوا أيضا أن ماركو يحمل لي الحقائب في ملعب الغولف!». هذا هو اليوفي، الجميع متحد وراء أي عقبة، وسيكون هناك وقت لعمل كشف حساب. في ظل رغبته في تجميع بعض الأرقام معا، وصل أليساندرو ماتري إلى رصيد ستة أهداف (خمسة منها حاسمة)، ويعلق المهاجم: «إنني سعيد بشكل خاص لأن هذا الهدف في ملعب سان باولو قد ساعدنا في التعادل والعودة إلى اللقاء في لحظة حساسة». في الواقع، ما كان أحد ليراهن على صحوة يوفنتوس، ويضيف ماتري: «لعبنا الشوط الأول بشكل سيئ، لكن بعدها قمنا بشوط ثان كبير. لقد كانت مباراة غريبة، وبها الكثير من لحظات الصعود والهبوط، ودخل أول هدفين مرمانا في أفضل لحظاتنا، لكننا تحلينا بالإيمان. إن الالتزام الذي يظهره كل اللاعبين المشاركين مهم جدا، فحينما يمنح الجميع أقصى ما لديهم يمكن اختيار أي طريقة لعب». بين الشوطين، شحن كونتي الفريق، حيث يكشف المهاجم قائلا: «المدرب طالبنا بأن نكون أكثر شراسة، والآن يتعين علينا المواصلة هكذا، ومن الطبيعي أن تتعرض للخسارة عاجلا أو آجلا، لكن الفريق موجود خاصة في لحظات الصعوبة». ومرة أخرى يظهر التعادل أكثر شبها بالفوز منه إلى الهزيمة، حيث اختتم ماتري قائلا: «بالطبع النتيجة طيبة، لكن لا ينبغي بعد أن نكرر الشوط الأول الذي لعبناه هذه الليلة، ربما لا بد أن ننزل إلى الملعب على قناعة بإمكاناتنا أكثر».

بعد هدف ماتري وقبل هدف بيبي، جاء دور مارسيلو استيغاريبيا، وكانت آخر مرة سجل فيها في بطولة الدوري حينما كان لاعبا في فريق سيرو بورتنيو، في باراغواي، وذلك في عام 2008. ويقول: «تسجيل هدف بهذا القميص العظيم يجعلني سعيدا للغاية». ثم شرح كيف جاءت الصحوة: «في غرفة الملابس، بين الشوطين، قلنا فيما بيننا (إما القتل أو الموت)، وهنا تولدت صحوتنا، وأظهرنا عقليتنا الهجومية». كما أظهر مهاراته الخاصة، فقد أسكت استاد سان باولو حينما أوقف الكرة بالقدم اليسرى ثم لمسة باليمنى، لكنه لم يفعل هذا فحسب، فقد ركض وساعد الفريق. وقد فعل ذلك بهدوء من لا يعبأ بصافرات استاد ممتلئ عن آخره، كما أظهر في سن 24 عاما وفي ثاني مباراة يلعبها أساسيا، نضوجا ملحوظا خططيا وفنيا.

لدى تسجيل استيغاريبيا وبيبي هدفيهما، هب القائد ديل بييرو من على مقعد البدلاء، ثم نزل إلى الملعب في الوقت بدل الضائع واحتفل بالمباراة رقم 700 له خلال مسيرته مع الأندية المحترفة. ويعيش لاعبو يوفنتوس لحظة مجدهم، وقريبا سيأتي الدور على أليساندرو الذي يظل قائد الفريق (بشتى المعاني). إن ديل بييرو بارع جدا على ملاعب الغولف الخضراء، لكن لا تقولوا ذلك للـ«تايغر» صاحب القميص رقم 7، سيموني بيبي.