الأرقام والإحصائيات ترشح يوفنتوس للفوز باللقب

مهمة سهلة لكتيبة كونتي أمام تشيزينا في الدوري الإيطالي بعد غد

TT

يواجه نادي يوفنتوس متصدر جدول ترتيب الدوري الإيطالي لكرة القدم بعد غد ما يبدو أنه مهمة سهلة على ملعبه أمام تشيزينا، بعد أن جمع الفريق أربع نقاط من آخر مباراتين له خاضهما خارج ملعبه. وفاز يوفنتوس على ملعب لاتسيو بهدف نظيف ثم تعادل على ملعب نابولي 3-3، ليعطي الفريق انطباعا بأنه في طريقه لانتزاع اللقب من بين أنياب ميلان حامل اللقب، والذي يقتسم المركز الثاني مع أودينيزي بفارق نقطتين خلف «السيدة العجوز» المتصدر.

وكرر محللون رياضيون كثيرون في الآونة الأخيرة مقولة «من يمكنه إيقاف يوفنتوس الآن».. بعد أن نجح يوفنتوس في تحويل تأخره بهدفين أمام نابولي إلى التعادل 3-3 على الملعب الذي خسر فيه ميلان 1-3 وانهزم عليه أودينيزي صفر-2. وجمع يوفنتوس 26 نقطة خلال 12 مباراة من أصل 38 مباراة في الموسم الحالي، وبات الفريق الوحيد الذي لم يتعرض لأي هزيمة حتى الآن في الدوري الإيطالي، ورغم ذلك يرفض الفريق اعتبار أنه في طريقه لإحراز اللقب، حيث يفضل التعامل مع كل مباراة على حدة.

ولا شك في أن خوض 12 مباراة من دوري الدرجة الأولى الإيطالي يمثل شوطا مهما في التنافس على الدرع، وبالطبع سيكون لنتائجها قيمة إحصائية مهمة إلى حد ما، حيث ترشح أرقام هذا الموسم حتى الآن فريق اليوفي أن يحلم بشكل كبير. يدخل فريق اليوفي ضمن الـ11 فريقا، في العشرين سنة الأخيرة، الذين لم يخسروا أي مباراة في الـ12 جولة الأولى من دوري الدرجة الأولى الإيطالي، وبعدها فاز 7 فرق منهم بالدرع، وأولهم فريق الميلان الذي انتزع الدرع في 1992 و1993 و2004، ثم حمل فريق يوفنتوس اللقب في 1998 و2003، كما انتزعه فريق الإنتر في 2007 و2008. وعلى العكس، لم يفز فريق الإنتر بالدرع حينما حقق هذا المعدل في 1998 مثلما حدث مع فريق روما في موسم 2004 حتى وإن أنهى الفريقان الموسمين بشكل جيد بين الفرق التي لا تقهر.

في موسم 2004 - 2005، كان على العكس، فريق الإنتر وحده (الذي حقق الفوز مرتين وتعادل في 10 مباريات) هو الذي لم يخسر قط في أول 12 جولة من الدوري الإيطالي وأنهى فريق الإنتر حينها الموسم بالحصول على المركز الثالث في الجولة التي تم إلغاؤها على أي حال بسبب فضيحة كرة القدم. كما كان فريق اليوفي لا يقهر أيضا في نفس عدد الجولات في موسم 2006 - 2007 حينما فاز بدرع دوري الدرجة الثانية وصعد على الفور إلى دوري الدرجة الأولى الإيطالي، كما حالفه الحظ بحصوله على 26 نقطة (بثلاث نقاط الفوز) في موسم 1997 - 98 و2002 - 2003. في النهاية، يعد المؤشر الذي يبعث على الاطمئنان أكثر في المواسم السبعة الأخيرة (بما فيهم موسم فضيحة كرة القدم الإيطالية)، انتزاع الفريق الذي تصدر الترتيب في الـ12 مباراة الأولى المراكز الأولى من الترتيب في نهاية الموسم.

تمثل الأرقام جانبا مهما ولكن للتأكيد عليها هناك أيضا حقيقة خططية موثوق فيها، ومشروع تكتيكي يسير بسرعة، وفريق «يقوم بأشياء مذهلة تفوق أي توقعات صيفية» مثلما أكد ذلك أنطونيو كونتي، مدرب فريق اليوفي، في الأيام الماضية. كما يلعب فريق اليوفي جيدا، ويتميز بصلابة عقلية وبروح الفريق، وعلى المستوى الفردي قلل الفجوة بشكل حاسم بينه وبين الفرق الأولى في ترتيب الدوري الإيطالي بما فيهم فريق الميلان، حيث اقترب جيجي بوفون، حارس مرمى اليوفي، كثيرا من أدائه في عام 2006، وبيرلو هو أفضل لاعب قلب وسط في العالم، ويوازن فيدال خط الوسط، و«يتميز ماركيزيو الآن بأداء استثنائي» كما صرح ليبي، مدرب اليوفي الأسبق. وفي الهجوم، ينضج ماتري مباراة بعد الأخرى، كما يهدي فوتسينيتش ومضات من كرة القدم الرائعة باستمرارية أكبر مقارنة بالماضي، ولدى فريق اليوفي الآن هوية محددة بشكل جيد وإذا جلب سوق الانتقالات في يناير (كانون ثاني) المقبل لاعب قلب دفاع وعلى الأقل بديلا مناسبا في وسط الملعب، إذن سيتسع إطار تطور فريق اليوفي بشكل مثير للاهتمام. ولنتحدث بشكل واضح، يتقدم فريق الميلان بخطوة بفضل كفاءة عناصر الفريق، ولكن كونتي غير ملتزم ببطولات دولية في مسيرته الكروية مع فريق اليوفي، وهو ما يمثل ميزة لا يمكن التقليل من شأنها، حيث تؤثر على طاقة الفريق وعلى أدائه الخالص في الملعب، وهو العامل الرئيسي بالنسبة لمدرب بدأ للتو في إدارة فريق جديد للغاية.

كما صرح المدرب كونتي، قائلا: «الطريق ما زال طويلا»، ولكن فريق السيدة العجوز أظهر بالفعل شجاعة في المباريات التي خاضها، حيث هزم فرق الميلان والإنتر ولاتسيو، كما حقق تعادلا في عقر دار فريق نابولي، وهو دليل على قوة الفريق وشخصيته في الملعب. وتتقاطع تلك النتائج، إذا نظرنا إلى الأرقام السابقة مع زمن الفوز بثلاث نقاط، حيث تغلب فريق اليوفي مرة واحدة فقط على فريقي الميلان والإنتر في جولة الذهاب في موسم 1999 - 2000 في وقت حدوث الفيضان في مدينة بيروجيا وحينما صار درع الدوري في اللحظة الأخيرة من نصيب فريق لاتسيو.

ويبتعد نابولي، الذي ألقى اللوم على نفسه في عدم ضم يوفنتوس إلى قائمة ضحاياه بعد أن أسقط ميلان وأودينيزي وإنترميلان، بفارق تسع نقاط عن الصدارة، قبل أن يلتقي مع ليتشي غدا. ويفتتح ميلان المرحلة الرابعة عشرة من الدوري الإيطالي اليوم عندما يخرج لملاقاة جنوا، الذي لم يتعرض لأي هزيمة على ملعبه حتى الآن.

ويفتقد ميلان جهود حارس مرماه كريستيان أبياتي والمدافع اليساندرو نيستا بسبب الإصابة، في الوقت الذي يعول فيه الفريق على جهود مهاجمه السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، الذي أحرز سبعة أهداف في الموسم الحالي.

ويمتلك أودينيزي أقوى خط دفاع في الدوري الإيطالي، حيث لم يسكن مرماه سوى ستة أهداف فقط، في الوقت الذي يخرج فيه الفريق لملاقاة إنترميلان غدا.

ويعيش إنترميلان حالة من الأزمة، حيث لم يحصد الفريق سوى 14 نقطة فقط، ويتبقى له مباراة مؤجلة، ولكن الفريق بات يستعيد توازنه بعد البداية المخيبة للآمال الموسم الحالي.

ويلتقي لاتسيو صاحب المركز الرابع مع ضيفه نوفارا يوم الاثنين المقبل، حيث ارتبط الفريق بمباراة بالدوري الأوروبي مساء أمس على ملعب فاسلوي الروماني، فيما تعادل أودينيزي مع رين الفرنسي سلبيا مساء أول من أمس في البطولة نفسها. ويلتقي كاتانيا مع كالياري بعد غد، الذي يشهد أيضا مباريات بولونيا مع سيينا وكييفو مع اتالانتا وفيورنتينا مع روما وبارما مع باليرمو.