الهلاليون للحارثي: مرحبا بك في «معقل البطولات».. ونصراويون لإدارتهم: هذه تصفية حسابات

فيصل بن تركي يبارك إتمام الصفقة.. والعمران: فرطوا في ابنهم وراحوا يبحثون عن «مالك»

TT

أخيرا.. وبعد شهور من الصمت والحيرة، اختار نجم هجوم النصر سعد الحارثي مصيره، وفتح بمحض إرادته صفحة جديدة في حياته الكروية عندما وقع أمس عقد انتقاله إلى الغريم التقليدي «الهلال» وسط ضجة إعلامية وجماهيرية كبيرة، انقسم فيها أنصار الناديين إلى مؤيد ومعارض للصفقة، فيما ارتسمت الابتسامة على محيا الحارثي وهو يطأ للمرة الأولى ملعب التدريب في نادي الهلال وسط ترحيب جماهيري كبير ارتفعت فيه لافتات تشجيعية للاعب منها: «مرحبا بك في معقل البطولات»، وارتشف سعد القهوة العربية وتناول التمر وسط حفاوة كبيرة من رئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد.

وفي الوقت الذي بارك فيه رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي للهلاليين إتمام صفقة الحارثي بعقد يمتد لعامين ونصف العام وبراتب شهري يصل إلى 100 ألف ريال، أكد شرفيون نافذون لـ«الشرق الأوسط» أمس أن غضبا شديدا انتابهم إزاء قرار إدارة ناديهم التخلي عن الحارثي وتركه يوقع للهلال رغم أن غالبية أعضاء الشرف منحوا الإدارة فرصة التجديد مع اللاعب.

وأشار شرفيون بارزون أمس إلى أن إدارة النصر فرطت في مكتسباتها ولم تحافظ على لاعبها وتركته يرحل للنادي المنافس.

وبحسب المصادر لـ«الشرق الأوسط»، فإن الشرفيين اعتبروا ما جرى في الفترة الأخيرة ما هي إلا تصفية حسابات من طرف الإدارة ضد اللاعب الذي حاول طوال الأشهر الماضية التجديد للفريق الأصفر وسط تجاهل من الإدارة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن تدخلات شرفية كبرى جرت في الفترة الأخيرة بيد أن الإدارة النصراوية واجهت تلك التدخلات بتجاهل تام وكأنها ترتب لرحيل سعد الحارثي بمماطلاتها وعدم جديتها في التمديد له رغم أن القيمة المالية التي ستكون للحارثي هي الأقل، على اعتبار أن اللاعب كان يحصل على نحو 300 ألف ريال قبل انتهاء عقده الحالي، فيما سيحصل في الاتفاق المبدئي مع النصر على نحو 120 ألف ريال.

وكشفت مصادر مؤكدة لـ«الشرق الأوسط» عن أن شرفيين نافذين في النادي طالبوا إدارة النادي بكشف مالي عن مصروفات النادي في الأعوام الثلاثة الأخيرة وكذلك الإيرادات؛ بيد أن الأخيرة رفضت ذلك في الوقت الذي تم فيه أيضا إجهاض لجنة كان يفترض استحداثها تسمى «لجنة تقصي الحقائق» على الوضع المالي العام للنادي.

من جهته، أكد عضو شرف نادي النصر عمران العمران أن انتقال الحارثي من صفوف فريقه إلى غريمه التقليدي الهلال خطأ ارتكبته إدارة النادي، فالحارثي لا يزال نجما يملك إمكانات كبيرة ولكن الإدارة لم توفق في إبقائه، وقال عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أمس: «الحارثي وصل إلى مرحلة النضج الكروي، ويستطيع اللعب في أكثر من مركز، ويمتلك شخصية قوية داخل الملعب، وأرى أن سعد مخطئ والإدارة أيضا لم توفق، وتأكدوا تماما لو أن الإدارة ترغب في بقاء سعد كلاعب لانتهى الموضوع منذ فترة طويلة، فهناك فرق بين العطاء والإمكانات، وعطاء الحارثي مؤخرا في نزول واضح يلاحظه الجميع، ولكن كإمكانات، لا شك أن لديه الكثير ليقدمه».

وتابع العمران: «أريد أن أطرح سؤالا متمنيا أن أجد له إجابة، ما المشكلة التي أدت لانخفاض مستوى مالك معاذ في الأهلي؟ وإن كانت مشكلته في البيئة والتعامل، فلماذا يكون النصر محطة تأهيل؟ ولماذا لم أفعل ذلك مع لاعبي النجم؟ وإذا كانت الإدارة مؤمنة بأن عطاء اللاعب هو مقياس التقييم، لماذا أحضرت مالك رغم أن مستوياته ليست مرضية في العامين الأخيرين مع ناديه؟».

وأضاف عضو شرف النصر: «الفرق بين مالك وسعد أن الأخير أصغر سنا وعودته أسهل، وأعتقد أن قيمة صفقة مالك هي قيمة تجديد سعد نفسها، وحديثي عنه لا يعني أن الخطأ لا يشمله، فسعد لديه أخطاء كثيرة؛ ابتداء من نزول مستواه، ومرورا بأخطاء أخرى كثيرة ليس مجالها هنا، ولكن كما تبحث عن نجوم جدد، حافظ على من هم لديك حتى لو كانوا غير أساسيين».

وختم العمران حديثه بقوله: «كثر الحديث عن رفضي تجديد عقد الحارثي في وقت سابق ومحاولة إلصاق الأمر بي وفي مواضيع أخرى ولاعبين آخرين، وللتوضيح، فلم أكن ضد التجديد مع سعد ولكني كنت مع التجديد بالقيمة المناسبة البالغة 6 ملايين، وقلت لسعد وقتها هذا الأمر شخصيا لأني كنت واحدا ممن جلسوا معه، وفي حالة رفضه العرض فسيدخل لخزينة النادي نحو 15 مليون لو انتقل لناد آخر، وهذا ما حصل ولم أكن ضد التجديد كما يقال، حيث كانت اللائحة في صف النادي وقتها؛ ففي رفض اللاعب عرض ناديه الأصلي يوضع على قائمة الانتقال على أن يكون عرض ناديه يمثل 30 في المائة من قيمة الصفقة».

وكشفت «الشرق الأوسط» تفاصيل العقد التي نصت على أن تكون المدة سنتين ونصف السنة مقابل 100 ألف ريال شهريا أي 3 ملايين ريال موزعة كرواتب دون مقدم عقد، كما وضعت الإدارة الهلالية بندا يقضي بأحقيتها في فسخ عقد اللاعب بعد 6 أشهر من تاريخ إبرام العقد في حال عدم اقتناع الجهاز الفني للفريق الهلالي بأداء سعد.

وعلى الصعيد الهلالي، كان سعد الحارثي في مقر النادي مساء أمس، واكتظت مدرجات الملعب وممرات النادي بالجماهير الهلالية التي استقبلت اللاعب ورحبت به وبينت دعمها القوي له ليعود نجما كما كان ويتألق مع الفريق الأزرق.

واجتمع الأمير عبد الرحمن بن مساعد بالحارثي والتقى بالجهاز الفني وباللاعبين، وتقرر أن يلتحق اللاعب بالتدريبات بدءا من السبت المقبل ويسبقه في اليوم نفسه مؤتمر صحافي سيتحدث فيه اللاعب عن تفاصيل انتقاله ومستقبله مع الهلال. وأوضح سعد الحارثي في تصريح مقتضب أنه انتقل من ناد كبير إلى ناد مماثل وقال: «سأعمل على إثبات نفسي في الفترة المقبلة، وسأقدم ما يرضي الجماهير الهلالية الكبيرة، ولدي برنامج لمدة ثلاثة أسابيع سيكون كفيلا بعودة الحارثي لسابق عهده، ولن ألتفت للماضي.. سأركز جهودي مع فريقي الهلال وأنظر لمستقبلي معه». من جهة أخرى، وقع حارس مرمى الهلال خالد شراحيلي عقدا امتد لخمسة أعوام مع فريقه الحالي دون أن يكشف الطرفان عن القيمة المالية.