كلاوديو ماركيزيو: يروق لي أن أكون بطلا كبيرا في فريق له طموحات مهمة

سجل هدفا رائعا في مرمى تشيزينا واقترب من معادلة أفضل مواسم تارديللي

TT

أجل، إنه مثل جيرارد، ومثل لامبارد. الخلاصة هي أن «كلاوديو ماركيزيو لاعب فذ وكفى»، مثلما قال مارتشيلو ليبي. ويعد الهدف الإبداعي الذي سجله أول من أمس في مرمى تشيزينا هو السادس له، ويبقى له هدف آخر ويعادل أفضل مواسم تارديللي على الإطلاق، حينما سجل سبعة أهداف في موسم 1980-81. ويبتسم الرمز الحقيقي لليوفي والبالغ من العمر 25 عاما قائلا: «قرأت ذلك»، ويواصل كلاوديو: «لا أعرف رموزا، وإنما يروق لي أن كون بطلا كبيرا في فريق له طموحات مهمة». يعد تسجيل هدف كل مباراتين من شأن المهاجمين الصريحين والفتاكين. إنه متخصص جراحة، مثلما ظهر أمام تشيزينا، حيث أوقف الكرة بقدمه اليمنى وسدد كرة أرضية قوية بقدمه اليسرى من حدود منطقة الجزاء، في كرة تذهل العيون، ويتابع اللاعب: «كل شيء يسير معي على ما يرام، والفضل يرجع للدور الذي منحني المدرب كونتي إياه، والفضل يرجع للخبرة أيضا. وأدير نفسي بشكل أفضل خلال المباراة، ولا أهدر طاقات من دون شعور وأصل إلى النهاية في حالة من التألق إلى حد ما».

مباركة بافل نيدفيد: ويستمتع به أيضا المدير الفني للمنتخب الإيطالي برانديللي قبل ستة أشهر من انطلاق بطولة أمم أوروبا المقبلة، إلى جوار الأفذاذ بوفون وبيرلو، ومعهما يبدأ اللمعان أيضا النجوم بالوتيللي وماركيزيو تحديدا. ويقول بافيل نيدفيد الإداري في فريق يوفنتوس و«المتخصص» في هذا الجزء من الملعب خاصة: «كلاوديو لم يصل بعد إلى أقصى قوة له. إنه لاعب وسط كبير، وصاحب مستوى عالمي. إنني على قناعة بأنه سيصير رقم واحد في العالم في مركزه، ولديه كل شيء ليصل إلى ذلك». ماركيزيو أعلى منذ ذلك قليلا، ويتابع نيدفيد مبتسما: «ومن ثم فإننا نتحدث بصوت خافت، ومن الأفضل ألا يسمع كل هذه الإشادة». كما وصلت التهاني إلى الفتى المنحدر من بلدة كبيري بمقاطعة تورينو من جانب دي روسي، ويقول لاعب وسط يوفنتوس عن هذا: «لقد سببت لي سعادة من نوع خاص، لأن دانييلي كان دائما هو قدوتي، وسيكون أمرا سارا لي أن أقابله في الاستاد الأولمبي بروما».

«يساوي 30 مليون يورو»: إنها طفرة واضحة في المهارة تليق بلاعب كبير. ويتدخل بيبي ماروتا مدير عام النادي قائلا: «لقد سلك ماركيزيو طريق اللاعبين الأفذاذ»، ويثمن ماروتا في لاعب الوسط «المرونة الخططية، إنه لاعب حديث، ويجيد القيام بكل شيء، وبمستويات عالية جدا، وكلاوديو يضمن القمة دائما بأي عمل يقوم به». دخل مدير عام اليوفي بعدها في ملعبه، وقال: «اليوم لا يساوي أقل من 30 مليون يورو». وهو سعر ليس سيئا بالنسبة للاعب من إنتاج ناشئي النادي، لكن من التنبه إلى أي مطالب بضمه، اللاعب ليس معروضا في سوق الانتقالات.

اختبار نضج: يحلق يوفنتوس، من دون أن يقهر، في الصدارة التي استعادها أول من أمس بعدما تغلب على تشيزينا (2/0) سجلهما ماركيزيو في الدقيقة 27 من الشوط الثاني وفيدال في الدقيقة 37 من ركلة جزاء، وكان الميلان قد انتزع الصدارة مؤقتا الجمعة الماضي بتغلبه على جنوا بالنتيجة ذاتها، حيث رفع فريق السيدة العجوز رصيده إلى 29 نقطة تضعه في الصدارة منفردا، بينما حل الميلان وأودينيزي في المركز الثاني برصيد 27 نقطة لكل منهما.

ويقول ماركيزيو من دون توار: «إنكم لم تشاهدوا بعد الأفضل، لا أدري إذا كان درع الدوري ستأتي، ومن المبكر جدا الخوض في أحاديث بعينها، لكن هناك شيئا واحدا مؤكدا وهو عدم لعب أي بطولة أوروبية، وما زال أمامنا هوامش كبيرة للتحسن. إننا نعمل بكد طوال الأسبوع، ونستمتع في المباراة، حقا». يذكر أن الأربع نقاط مع لاتسيو ونابولي قد جعلت من يوفنتوس المنافس الأقرب للميلان، ويقول ماركيزيو «لكن اختبار النضوج الحقيقي كان اليوم، أمام تشيزينا. هذه هي المباريات التي خدعتنا في الماضي..». مرحلة ما بعد المباراة، أمام الميكروفونات والكاميرات، استمرت مثل مباراة أخرى تقريبا، وقد حان الوقت للاستمتاع بالأمسية، ويختتم قائلا: «أتوق إلى الاستمتاع مع العائلة».

إذا كان بيرلو غائبا، فهناك ميكيلي باتسينزا، وقد قال له المدرب كونتي قبل المباراة: «ميكيلي، لتكون باتسينزا وليس بيرلو». تدرب لاعب الوسط البديل لأسابيع جيدا في انتظار فرصته، وقد أدى مهمة صعبة بامتياز. ويعلق كونتي: «لقد منح نظاما، وقوة وحسا خططيا، لكنني كنت مطمئنا فقد كنت أعلم أنه سيرد جيدا، هو مثل كافة اللاعبين الآخرين. وبالفعل، بين الشوطين، قلت للاعبين أن يبقوا هادئين، وألا يتملكنا الملل لأنه عاجلا أو آجلا كنا سنسجل. وطلبت من الظهيرين ألا يدخلا كثيرا إلى القلب، لأن المساحات مغلقة في ظل وجود خط دفاع من خمسة أو ستة لاعبين لتشيزينا».

عقل، وقلب وأقدام: من أجل فتح المباراة، كان الأمر يتطلب جسارة، حينما أهدى كلاوديو ماركيزيو الكرة الساحرة المتكررة هذا الموسم، وقفز كونتي إلى أعلى، وأظهر فرحة لا يمكن احتواؤها. ويتابع المدير الفني: «إنني سعيد لأننا سيطرنا على مجريات اللعب من الدقيقة الأولى إلى الأخيرة، وكنا نحن من أجبر تشيزينا على أداء أكثر استسلاما، وقد ثمنت نضوج الفريق الذي واصل الهجوم بخلق الكثير من الفرص، ومن دون ترك مساحات يمكن للاعبي الخصم استغلالها للانطلاقات العكسية. وأقول للاعبين دائما أن يستخدموا العقل والقلب والأقدام». كما أن الإصابات قد صعبت الأمور على يوفنتوس: «أتمنى أن يكون الأمر هينا بالنسبة لفوسينيتش وأن يتعافى ديل بييرو سريعا، أليساندرو نزل إلى المباراة جيدا جدا، وقد أعطى هو وباتسينزا، كوالياريللا وجياكيريني أعطوا إجابات مهمة». لقد عاد يوفنتوس إلى الصدارة الآن، وعن ذلك يقول كونتي: «لكننا لا نفكر في ذلك، ولا نعتبر الميلان هو منافسنا الوحيد، فهناك أودينيزي، ولاتسيو ونابولي، وكل المباريات تخفي مكائد عظيمة». ولا يتردد المدير الفني لليوفي بخصوص ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني، وقال: «احتسب الحكم خطأ ارتكبه أنطونيولي مع جياكيريني، كما أن الواقعة لم تؤثر على نتيجة اللقاء، كما أنني أعتقد أنه لا بد من حماية من يبني اللعب أكثر، والخطأ الذي ارتكبه روسي مع ديل بييرو كان يستحق البطاقة الصفراء الثانية على أقل تقدير». في انتظار معرفة الأوقات اللازمة لاستعادة خدمات فوسينيتش وديل بييرو نفسه، ينتظر يوفنتوس مواجهة بولونيا يوم الخميس في كأس إيطاليا، وستكون هناك مبادلة بين اللاعبين، ويؤكد كونتي: «في المبادلة أيضا سأضع من هم أفضل».