كأس العالم للأندية بدأت بسيطرة برازيلية وتحولت لسيادة أوروبية

تنطلق غدا بمشاركة السد القطري والترجي التونسي

TT

بعد عامين أقيمت فيهما بطولة كأس العالم للأندية تحت شمس أبوظبي، تعود فعاليات البطولة غدا إلى أحضان اليابان التي تولت رعاية البطولة لسنوات قبل انتقالها للإمارات في العامين الماضيين.

تجذب مدينتا تويوتا ويوكوهاما أنظار الملايين من عشاق الساحرة المستديرة على مدار الأيام المقبلة لمتابعة بطولة العالم الثامنة (السابعة رسميا) للأندية والتي تقام بداية من الثامن وحتى 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي.

تقام فعاليات البطولة تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ورعاية شركة «تويوتا» اليابانية لصناعة السيارات وبمشاركة سبعة أندية من القارات الست.

وتشهد البطولة للمرة الخامسة مشاركة فريق من الدولة المنظمة، هو كاشيوا ريسول بطل الدوري الياباني لمنح البطولة المزيد من الاهتمام الجماهيري رغم أنها تقام للمرة السابعة على التوالي، بالإضافة إلى بقية الفريق، برشلونة الإسباني، نادي السد القطري، أوكلاند سيتي النيوزلندي، الترجي التونسي، سانتوس البرازيلي، مونتري المكسيكي.

وبعد أربع بطولات لكأس العالم للأندية انتقلت البطولة في العامين الماضيين إلى دولة الإمارات العربية المتحدة قبل أن تعود إلى اليابان هذا العام.

أقيمت البطولة عام 2000 بمشاركة ممثلين من القارات الست لكنها عادت مجددا لتقام بين بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية بعدما أعلنت شركة «آي إس إل» الراعية لبطولات الفيفا إفلاسها.

استمر العمل بكأس إنتركونتننتال بين عامي 2001 و2004 قبل أن تعود فكرة بطولة العالم بين أبطال القارات الست من جديد ولتوضع موضع التنفيذ بداية من عام 2005.

يعتبر الفيفا هذه البطولة (مونديال 2005) هي الأولى نظرا لمشاركة فرق أخرى بخلاف أبطال القارات الست في البطولة التي أقيمت عام 2000 في حين اقتصرت البطولة خلال الأعوام الست الماضية على أبطال القارات الست ولذلك تخرج بطولة عام 2000 من الحسابات الرسمية في تاريخ البطولة.

كانت بطولة عام 2000 هي الأولى للأندية في الألفية الثالثة وقد أقيمت في مدينتي ريو دي جانيرو وساو باولو البرازيليتين بمشاركة ثمانية أندية هي كورينثيانز وفاسكو دا جاما من البرازيل كممثلين لقارة أميركا الجنوبية، وريال مدريد الإسباني نادي القرن، ومانشستر يونايتد الإنجليزي بطل أوروبا كممثلين لأوروبا، والنصر السعودي من آسيا والرجاء البيضاوي المغربي من أفريقيا ونيكاكسا المكسيكي من كونكاكاف وجنوب ملبورن الأسترالي من أوقيانوسية. وحقق البطولة فريق كورينثيانز البرازيلي.

وبعد انقطاع دام أربع سنوات عادت فيها المسابقة لنظام كأس إنتركونتننتال أقيمت البطولة بنظامها الحالي في اليابان بين أبطال القارات الست لتستحق لقب بطولة العالم للمرة الأولى.

وأكدت فرق البرازيل تفوقها مجددا حيث توج ساو باولو باللقب بعد التغلب في المباراة النهائية للبطولة على ليفربول الإنجليزي بطل أوروبا 1-صفر.

وبدأت البطولة بنظام جديد حيث جنبت بطلي أوروبا وأميركا الجنوبية اللعب في الدور الأول خاصة في ظل عدم إقبال بطلي القارتين في البداية على المشاركة في البطولة خشية إرهاق اللاعبين وسط الموسم الكروي.

ولذلك اقتصرت مشاركة بطلي القارتين على الدورين قبل النهائي والنهائي بينما شهد الدور الأول مواجهة فاصلة بين الأهلي المصري بطل أفريقيا واتحاد جدة السعودي بطل آسيا.

ونجح اتحاد جدة بقيادة مدربه الروماني آنجل يوردانيسكو في التغلب على الأهلي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه 1-صفر على استاد طوكيو لتكون الهزيمة الأولى للأهلي بعد 55 مباراة حافظ فيها الفريق على سجله خاليا من الهزائم في مختلف البطولات التي شارك فيها.

وفاز ساو باولو على الاتحاد السعودي 3-2 بفضل هدفين سجلهما مارسيو أموروزو وحارس المرمى المتألق روجيرو سيني من ضربة جزاء.

وفي المباراة النهائية، كان ليفربول المرشح الأقوى للفوز باللقب لكن ساو باولو حافظ للبرازيل على اللقب بالفوز على بطل أوروبا الذي لم يفز من قبل بلقب كأس إنتركونتننتال التي فاز بها ساو باولو مرتين.

لم تختلف النهاية كثيرا في بطولة عام 2006 فقد كانت اليد العليا لكرة القدم البرازيلية أيضا ليتوج فريق إنترناسيونال بورتو أليجري باللقب بالتغلب على برشلونة الإسباني 1-صفر في المباراة النهائية، واعتلى محمد أبو تريكة صانع ألعاب الأهلي المصري قائمة الهدافين في البطولة برصيد ثلاثة أهداف.

وحملت بطولة 2007 الحظ أخيرا لأبطال أوروبا بعد فشلهم في البطولات السابقة أمام أبطال أميركا اللاتينية حيث أحكم ميلان الإيطالي قبضته على اللقب أخيرا.

وفي البطولة التالية، واصل الحظ محالفته للممثل الأوروبي حيث ذهب اللقب لمانشستر يونايتد بعد تغلبه على ليجا دي كويتو الإكوادوري في المباراة النهائية للبطولة بهدف سجله واين روني ليكون ختاما مثيرا لأربع سنوات أقيمت فيها البطولة باليابان.

وشهدت البطولة مشاركة الأهلي المصري للمرة الثالثة في البطولة ليكون بذلك صاحب الرقم القياسي في عدد مرات المشاركة بها.

ولكن الأهلي لم يستفد من الخبرة التي اكتسبها ومن الدفعة الهائلة التي نالها بإحراز المركز الثالث في بطولة عام 2006، وودع الفريق البطولة بعد هزيمتين متتاليتين كانت الأولى أمام باتشوكا المكسيكي 2-4 والثانية أمام أديليد يونايتد الأسترالي صفر-1 في مباراة تحديد المركز الخامس.

وفي عام 2009، انتقلت البطولة من اليابان إلى الإمارات للمرة الأولى ولكن ذلك لم يغير شيئا من مجريات البطولة حيث واصلت نجاحها على المستوى الجماهيري والإعلامي كما كانت المباراة النهائية للبطولة بين ممثلي أوروبا وأميركا الجنوبية.

ونجح برشلونة الإسباني في الحفاظ لأوروبا على اللقب العالمي بالفوز على استوديانتس الأرجنتيني 2-1 في المباراة النهائية.

وشهدت البطولة مشاركة فريق أهلي دبي ممثلا للدولة المضيفة ولكنه خرج صفر اليدين بالهزيمة صفر-2 أمام أوكلاند سيتي النيوزيلندي في افتتاح مباريات البطولة.

واستضافت أبوظبي البطولة الماضية التي لم تشهد اختلافا كبيرا عن سابقتها، سواء من حيث النجاح التنظيمي والجماهيري أو على مستوى المنافسة داخل الملعب.

كان الاختلاف الوحيد هو نجاح فريق الوحدة ممثل الدولة المضيفة في الفوز على فريق هيكاري في المباراة الافتتاحية 3-صفر ليشق الفريق الإماراتي طريقه إلى الدور الثاني ولكنه سقط بعدها في فخ الهزيمة أمام سيونجنام إلهوا تشونما الكوري 1-4 ليودع البطولة.

وكان مازيمبي الكونغولي، بطل أفريقيا، هو مفاجأة البطولة حيث تغلب على باتشوكا المكسيكي 1-صفر ليتأهل إلى المربع الذهبي حيث واصل مفاجآته بالفوز على إنترناسيونال البرازيلي 2-صفر ليصبح أول فريق من خارج أميركا الجنوبية وأوروبا يظهر في نهائي البطولة.

ولحق إنترميلان الإيطالي، بطل أوروبا، بمازيمبي في النهائي بعد فوزه الكبير 3-صفر على سيونجنام إلهوا تشونما.

وأوقفت خبرة إنتر مغامرة مازيمبي في النهائي بثلاثية نظيفة واصل بها الفريق الإيطالي سيطرة الأندية الأوروبية على لقب البطولة حيث أصبح اللقب الرابع على التوالي لبطل أوروبا.

وتشهد البطولة القادمة على مدار الأيام القليلة المقبلة مشاركة فريقين عربيين هما الترجي التونسي بطل أفريقيا والسد القطري بطل آسيا.

لم تخدم القرعة الفريقين حيث أوقعتهما معا في مواجهة مبكرة بالبطولة وإن كانت ستضمن للكرة العربية فريقا في المربع الذهبي حيث يصعد الفائز منهما لمواجهة برشلونة في الدور قبل النهائي.

وفي المقابل، يأمل سانتوس البرازيلي بقيادة مهاجمه البرازيلي الدولي الشاب نيمار دا سيلفا في كسر احتكار الأندية الأوروبية للقب العالمي في السنوات الأربع الماضية وإعادة اللقب إلى فرق أميركا الجنوبية.