الإنتر يسعى إلى مصالحة جماهيره اليوم عبر شباك سسكا موسكو أوروبيا

موراتي: نريد المركز الثالث على الأقل لضمان الوصول إلى «الشامبيونز ليغ»

TT

مساء السبت الماضي، بعد خسارة لا يمكن التخفيف من وطأتها على الحالة النفسية للاعبين سلبا، والطريقة الوحيدة أمام فريق الإنتر للشعور بأقل تأثير كانت تحويل الأنظار نحو مساء اليوم، الأربعاء، حيث التفكير في مسألة وجوب تحقيق نتيجة معينة مع سسكا موسكو في دوري أبطال أوروبا كان يمثل نوعا من العبء النفسي الثقيل، علاوة على كونه مجهودا بدنيا في لحظة غير سعيدة. والعزاء الوحيد ضعيف جدا، فكل شيء لم يكن يسيرا، بدءا من الحالة المزاجية للرئيس ماسيمو موراتي في المواجهة المصغرة عقب الخسارة مع رانييري، وبرانكا وأوزيليو، مسؤولي الإنتر.

موراتي لا يتراجع: لا شيء بعينه مختلفا مقارنة باللقاءات المعتادة عقب المباريات، بخلاف غضب رئيس النادي، فهو يشعر بخيبة أمل قدر حزمه في تحسس الوضع من أجل البحث عن حلول له، ولمعرفة كيف يكون الانطلاق مجددا، بغض النظر عن الأصوات الأخيرة التي تحدثت عن توجهه نحو بيعه للنادي، وفي ظل الصمت الذي فرض نفسه يوم أول من أمس.

25 - 30 مليون يورو في مهب الريح: ويفكر موراتي، أكثر من مباراة اليوم، الأربعاء، في العام المقبل، فما بين التأهل إلى «الشامبيونز ليغ» موسم 2012 - 2013 أو لا، فهناك 25 أو 30 مليون يورو في مهب الريح. كما أن الكف عن الحديث عن بطولة الدوري أخيرا قد يمثل مجرد أمر جيد، لكن التخلي اليوم أيضا عن فكرة الوجود بين الـ32 فريقا المشاركين في دوري أبطال أوروبا في سبتمبر (أيلول) المقبل. الواقعية السليمة تعد شيئا حسنا، حيث تفرض الأخذ في الاعتبار أن المهمة ستكون غاية في الصعوبة، لكن رئيس النادي قالها بوضوح، وهي أنه يريد الإنتر في السباق نحو المركز الثالث على الأقل، من دون السماح بأي استسلام أو تراخ.

شجاعة رانييري: لا استسلام بدءا من رانييري، قبل الجميع، الذي انتقد نفسه بشأن الإدارة الخططية لمباراة أودينيزي، وغير العادية أيضا بالنظر إلى كيف كان قد لفت المدير الفني الانتباه دائما، وبخاصة أمام منافسين محددين، إلى تقديم فريق إنتر قادر على لعب مباريات «مسيطر عليها» قبل كل شيء، فشجاعته اليوم لا يمكن أن تكون بـ3 رؤوس حربة (وإن كان أحدها، زاراتي، كصانع ألعاب)، وليس أبدا تلك الخاصة بإجراء مبادلة فنية. وبخلاف احتياجات بعينها سببتها الإصابات، هناك أرقام جلية، فصامويل في سن 33 عاما عائد من تدخل جراحي دقيق جدا في الركبة، ولعب المباريات الـ5 الأخيرة على التوالي ولمدة 90 دقيقة، مع كوردوبا الذي كان في الملعب للتو، 28 دقيقة طوال الموسم، (وقال اللاعب الكولومبي يوم أول من أمس لميكروفونات إيطاليا «7 غولد»: «لدي رغبة كبيرة في اللعب»)، وزانيتي (لم يغب مباراة واحدة حتى في 18 مباراة، قبل البطاقة الحمراء التي حصل عليها في الدقيقة 85 مساء السبت أمام أودينيزي) وكامبياسو (لعب 17 مباراة من 18، و15 منها لمدة 90 دقيقة) لا يمكن أن لا يتأثروا بتوظيف مستمر وطويل هكذا.

عائدون بارزون: أما في ما يتعلق بالجانب الخططي، سيصير مهما عدم زيادة التغطية، والمتراجعة إلى حد ما حاليا، فطريقة اللعب 4-4-2 بقليل من التحرك في وسط الملعب تصير سلاحا ذا حدين، وبالنسبة لطريقة 4-2-3-1 فهي جيدة ولا بد من وجود ظهيرين متمرسين ليسا لدى الإنتر حاليا، وفي ما يتعلق بطريقة «الرومبو» الغالية على هذا الفريق وعلى مميزاته فإننا في حاجة إلى شنايدر قدر الحاجة إلى الخبز، حتى وإن كانت الاستفادة من ستانكوفيتش في الوقت ذاته لن تكون بجديد. كما أنه ما بين لقائي فيورنتينا وجنوا ستتم استعادة العديد من المصابين الكبار، والتركيز على مدى افتقار الفريق إلى اللاعب الهولندي الفذ ومايكون ولوسيو وأيضا فورلان (من أجل رؤيته ربما نحتاج لأكثر من الصبر، لكنه تدرب في عطلة نهاية الأسبوع الماضي بشكل جيد جدا) لا يعد محاولة لالتماس عذر مريح.

طاقات من سوق الانتقالات: وفي ما يتعلق بصفقات دعم الفريق في يناير (كانون الثاني) المقبل، لن تأتي استثمارات كبيرة شريطة عدم تراجع موراتي عن موقفه، فهذا الفريق سيحتاج إلى إعادة التأسيس شيئا فشيئا، لكن هذا لن يحدث فورا، والاحتياج الأولي هو إعطاء رانييري ليس أسماء وإنما لاعبون شباب، قادرون على الركض قبل كل شيء. وطاقة خاصة في وسط الملعب، وهذا ما يهم على أي حال، بغض النظر عن طريقة اللعب التي تم اختيارها، وهو ما غاب مساء يوم السبت، فقد بدا الإنتر محطما في العشرين دقيقة الأخيرة كما لو كان لم يعد يشعر بأقدامه. طاقة بدنية، وذهنية أيضا، ومن دون الأخيرة قد يفلت المركز الثالث أيضا من بين يديه في نهاية الموسم، مما يشبه قليلا الموقف في اللحظة الحالية.

كم فريقا يسبقه؟: يحتل إنتر رانييري اليوم المركز 15، مع سيينا وبولونيا، برصيد 14 نقطة، ويسبقه في الترتيب 14 فريقا، وهي: يوفنتوس، والميلان، وأودينيزي، ولاتسيو، ونابولي، وباليرمو، وكالياري، وروما، وكاتانيا، وفيورنتينا، وكييفو، وأتلانتا، وجنوا، وبارما. ولو احتسبنا الـ3 نقاط النظرية من مباراته المؤجلة لصارت 6 فرق فقط أمامه في الترتيب.

منذ متى لم يغب الإنتر عن دوري الأبطال؟: 10 سنوات رفيعة، تلك التي يلعبها حاليا بنتائج طيبة (ضمن التأهل إلى ثمن النهائي، وفي صدارة مجموعته وقبل انتهاء دوري المجموعات بجولة) هي النسخة الخامسة على التوالي في «الشامبيونز ليغ» بالنسبة للإنتر. وآخر مرة لم يشارك فيها في البطولة الأوروبية الرفيعة كانت في موسم 2001 - 2002.

كم نقطة تفصله عن المركز الثالث؟: يبتعد الإنتر اليوم بـ13 نقطة عن المركز الثالث، الذي يضمن له المشاركة في بطولة دوري الأبطال المقبلة، فرصيده من النقاط 14 في الترتيب، مقابل 27 نقطة لأودينيزي والميلان، خلف يوفنتوس المتصدر. لكن لا بد من القول إن الإنتر يبتعد بفارق 10 نقاط، فله مباراة مؤجلة مع جنوا من المفترض أن يخوضها في غضون 8 أيام.

هل المواجهات المباشرة تمثل عبئا؟: ارتفع عدد الخسائر التي تعرض لها الإنتر في المواجهات المباشرة مع الخصوم الأوفر حظا نحو نفس أهدافه إلى 3 خسائر، فقد خسر على ملعبه من نابولي 0-3، ومع يوفنتوس 1-2، وأخيرا أمام أودينيزي 0-1. والمواجهة الوحيدة التي لم يخسرها كانت مع روما، حيث تعادل، أيضا في سان سيرو، سلبيا.