إنلر وهامسيك يقودان نابولي لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا

الفريق الإيطالي يصل إلى هذه المرحلة من البطولة لأول مرة منذ 21 عاما

TT

في إنجاز تاريخي، تمكن فريق نابولي الإيطالي من تجاوز دوري المجموعات لبطولة الشامبيونز ليغ وذلك بعدما فاز على فياريال الإسباني في ملعبه ووسط جمهوره بهدفين مقابل لا شيء في المباراة التي جمعت بينهما في الجولة الأخيرة لهذه البطولة في استاد «مادريغال» الشهير بمدينة فياريال. تقدم إنلر لنابولي الدقيقة 20 من الشوط الثاني، ثم عزز هامسيك النتيجة في الدقيقة 32 ليحسم تأهل الفريق إلى ثمن نهائي البطولة بعدما حل في المركز الثاني في المجموعة الأولى برصيد 11 نقطة خلف بايرن ميونيخ المتصدر برصيد 13، فيما ودع مانشستر سيتي الإنجليزي البطولة (10 نقاط)، مع فياريال (صفر من النقاط)، رغم فوز سيتي بالنتيجة ذاتها على الفريق الألماني أول من أمس في مانشستر.

إنها ستة حروف تتّحد، وتُمتع، وتهدي مشاعر لا يمكن نسيانها، وهي الحروف التي تشملها «نابولي». ستة أحرف ظلت تنطلق بكل قوة حتى آخر الليل في شوارع مدينة فياريال من جانب الخمسة آلاف مشجع من أنصار الفريق الفرحين جدا، والذين زحفوا لمؤازرته هناك بشتى الوسائل. لقد ساد الشعور بالفخر بأنك منحدر من نابولي، وشعور آخر بالفخر عندما تتحقق الانتصارات الإيطالية في الخارج.

ولا شك في أن هدفي إنلر وهامسيك تم تسجيلهما بمهارة عالية، إنهما هدفان للتاريخ. حيث سجل لاعب الوسط والظهير اسميهما بحروف من نور في استاد مادريغال، وفتحا الباب على مصراعيه لنابولي للوصول إلى ثمن النهائي، الذي يشهد ثلاثة فرق تمثل إيطاليا (وهي الدولة الوحيدة التي لها ثلاثة ممثلين). وهنا، في فياريال، حيث لم يفز أي فريق إيطالي من قبل تطلب الأمر اللعب بهدوء والتغلب على العصبية. لقد اختار القدر قائدا ولاعب وسط شهد معارك عديدة، ثم لاعب وسط مهاجما يلعب في صفوف نابولي منذ 5 مواسم ليصنعا النصر للفريق.

إنهما إنلر وهامسيك - بطلا الليلة بالفعل اللذان أوصلا فريق نابولي إلى دور الـ16 في دوري الأبطال. وهما بطلان اختارهما القدر لإرسال رسائل مهمة للجماهير، فإنلر، الذي أحرز أول هدف له بقميص نابولي، هو نفسه الذي كان قد سجل بالقدم اليسرى وبقميص أودينيزي الهدف الذي حطم نابولي في الموسم الماضي وأعاق مسيرته نحو درع الدوري. في تلك المناسبة. لم يحتفل اللاعب السويسري في هذا اللقاء وشعر الجميع أن مستقبل اللاعب سيكون مع نابولي. كان هدف أول من أمس مصالحة مع جماهير نابولي التي استشاطت غضبا منه في الموسم الماضي.

وأعرب السويسري جوخان إنلر والسلوفاكي مارك هامسيك عن سعادتهما بقيادة فريقهما نابولي الإيطالي إلى العبور لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا. وقال هامسيك «إن ما حققناه يندرج تحت قائمة المستحيل، نشعر بسعادة مفرطة لما حققناه، هناك حفل قائم بالفعل هناك في نابولي، عندما نعود إلى المطار سيكون هناك الكثير من المشجعين في انتظارنا، لهذا نشعر بسعادة شديدة، مضى 21 عاما على وصولنا إلى هذه المرحلة في دوري أبطال أوروبا».

وأوضح «جماهير نابولي مهووسون بكرة القدم، وهو ما يظهر من خلال أن 5000 مشجع رافقونا إلى إسبانيا، عندما أجريت القرعة علمنا أن الأمر سيكون غاية في الصعوبة، ولكننا اليوم حصدنا 11 نقطة، وهو إنجاز رائع، علينا الآن الانتظار لنرى أي فريق سنواجه في المباراة المقبلة».

من جانبه أوضح إنلر «صحيح أننا مشدودون ومتوترون، الشوط الأول كان صعبا، كنا ندرك أنه لا سبيل أمامنا سوى الفوز بالمباراة، هدفي فتح المباراة والفريق حقق النهاية المنتظرة، لقد جاء الهدف في الوقت المناسب وأهديه لجماهير نابولي».

وأشار «إنه أمر رائع، اللاعبون أخبروني بأنهم حينما يعودون إلى نابولي ستكون الجماهير في انتظارهم في المطار، أعتقد أننا حققنا لهم حلما طال انتظاره، سنقاتل من أجل الوصول إلى دور الثمانية».

لقد أنفق نادي نابولي 16 مليون يورو لضم جوخان «الأسد»، النجم الثاني في ليلة فياريال. وقد حسم هدف التقدم 2 - 0 بقدم اللاعب السلوفاكي نتيجة اللقاء. إنه الهدف الثالث له في مرمى فياريال، بعدما فعلها في 24 فبراير (شباط) هذا العام في الدوري الأوروبي (حينها فاز الإسبان 2 - 1، وسجل هو هدف التقدم 0 - 1) وفي 27 سبتمبر (أيلول) الماضي حينما فاز نابولي بهدفين نظيفين في لقاء الذهاب.

لم يكن هذا أفضل أداء لنابولي في هذا اللقاء، لكن من سيذكر ذلك؟ لقد تم إنجاز مهمة كبيرة هنا في فياريال. وتمت كتابة صفحة مهمة في التاريخ. ولا أحد سيذكر، لا غدا ولا بعد مائة عام، أن من افتتح التسجيل لنابولي كان إنلر.. أسوأ لاعب في الفريق حتى أحرز هدف نابولي الأول في وقت كان هناك فكرة لتغييره.. لكن هذه هي كرة القدم.