الإنتر يخرج من نفق الهزائم بثنائية في مرمى فيورنتينا

كلوزه يقود لاتسيو للفوز على ليتشي والقفز مؤقتا إلى الوصافة

TT

نجح الإنتر في الخروج من نفق الهزائم المتتالية بفوزه على ضيفه فيورنتينا بهدفين دون مقابل أول من أمس (السبت)، في افتتاحية الجولة الـ15 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي. يذكر أن هذا الانتصار يأتي بعد تعرض الإنتر للخسارة في اللقاءين الفائتين (أمام أودينيزي في الدوري المحلي وأمام سسكا موسكو في دوري الأبطال). وحمل الهدف الأول توقيع المهاجم باتزيني، وهو أول أهدافه هذا الموسم على ملعب سان سيرو، في الدقيقة 41 من الشوط الأول، فيما سجل الهدف الثاني الياباني ناغاتومو، في الدقيقة 4 من الشوط الثاني. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الإنتر إلى النقطة 17 في المركز التاسع، فيما تجمد رصيد فيورنتينا عند النقطة 16 في المركز الـ14 في انتظار ما ستسفر عنه بقية مباريات الجولة. وقد ظهر الإنتر بأداء جيد رغم البداية غير المؤكدة، إلا أنه بعد ذلك انطلق في المباراة وكان قريبا من إحراز الهدف الثالث. وهذا يجعلنا نشير كذلك إلى الأداء المحرج لفريق فيورنتينا الذي وصل بخسارته (السبت) إلى الهزيمة الـ11 على التوالي على أرض الإنتر (10 في الدوري المحلي ومباراة في كأس إيطاليا)، والخسارة الرابعة على التوالي خارج ملعبه خلال الموسم الحالي.

هدف باتزيني: رغم تسجيل باتزيني لهدف التقدم لفريقه في الدقيقة 41 من الشوط الأول فإنه لم يحتفل بإحرازه أول هدف له في سان سيرو هذا الموسم. ولم يضح أصابع يده اليمنى تحت عينيه كما كان يفعل دائما بعد تسجيله أي هدف. لقد أضاع باتزيني هدفين وأحرز آخر، وهو الأمر الأهم الذي كان يلزمه للرد على صافرات كانت تصدر تجاهه من جانب مدرجات مشجعي الإنتر عقب أول فرصة أهدرها خلال المباراة. لقد نجح مهاجم الإنتر في كسر صيامه التهديفي. يذكر أن باتزيني لم يسجل (في الدوري المحلي) منذ 14 مباراة، وبالتحديد منذ مباراة فريقه أمام بولونيا في سبتمبر (أيلول) المنصرم. وقد صرح مهاجم سمبدوريا السابق عقب المباراة قائلا «أنا شخص عفوي ولم يكن هناك سبب للاحتفال. هل أشعر أنني أخف؟ أجل، لأنه عندما لا تنجح في التسجيل ولا يحصد فريقك النتائج تظل بحالة سيئة. كيف عشت الفترة الماضية؟ بهدوء، هنا الزملاء كانوا يمزحون..». وتابع بصدد هدفه قائلا «كانت تمريرة رائعة من كوتينهو».

سنرى: والآن باتت أمام الإنتر ثلاث مباريات، أمام جنوا ثم تشيزينا وبعدها ليتشي، الفرق الثلاثة التي سجل في شباكها باتزيني خلال الموسم الفائت. وأردف مهاجم الإنتر «الآن يتعين علينا تقديم سلسة من المباريات الناجحة التي تعيد لنا الثقة. لقد استعدنا خدمات مايكون الذي عندما لا يكون موجودا بالفريق تشعر بغيابه، وقريبا ميليتو سيعود للتهديف أيضا». ولكن من الصعب الآن الحديث عن عودة الإنتر العائد من جديد. وقد أضاف مايكون بهذا الشأن إلى شبكة «سكاي» قائلا «كان رانييري محقا عندما صرح بأن إنتر الثلاثية لم يعد موجودا، نحن في حاجة إلى مزيد من التحسن».

من جهته قال كلاوديو رانييري، مدرب الإنتر «هل هذه المباراة بمثابة نقطة التحول في مسار الفريق؟ لقد استخدمنا هذه الكلمة بشكل مبالغ فيه حتى الآن. أكثر من نقاط التحول، نحن الآن في حاجة إلى التركيز مباشرة في مباراتنا المقبلة في جنوا، حيث ينتظرنا لقاء شائك للغاية. لكن تجربة الفريق كانت رائعة. يتعين علي توجيه الشكر إلى جماهير الفريق». وتابع رانييري «مع اللعب بطريقة 2/4/4 ينبغي على رأسي الحربة الوجود بالقرب من لاعبي الوسط، ومن دون وجود شنايدر بين صفوف الفريق لا يصبح لدينا الرجل المناسب. لن أجعل ويسلي يشارك ما دام ليس جاهزا بنسبة 100 في المائة».

وفي ظل انتظار عودة الهولندي شنايدر استعاد الإنتر خدمات البرازيلي مايكون، رمز الحرس القديم في الفريق كما وصفه المدرب ذاته «مايكون يمنح الثقة للجميع. ولكن كل كبار اللاعبين في الفريق يتمتعون بفخر كبير، إنهم لا يستسلمون بسهولة. سنبذل قصارى جهدنا حتى النهاية، وبعد ذلك سنرى أين سنصل». ولا مفر أيضا من الحديث عن اللاعبين الشباب في الإنتر. فقد أوضح مدرب الفريق «فاراوني؟ لا أعرف إذا كان أساسيا أكثر من البقية أم لا، غير أنه في المباريات الأخيرة شارك بشكل جيد أولا مع ناغاتومو ثم مع مايكون. كوتينهو أيضا كان جيدا، غير أنني قمت بتبديله بعد ذلك لأنني كنت في حاجة إلى رجل جوهري مثل مونتاري ليساعد ناغاتومو». ولأول مرة هذا الموسم ينتقل الإنتر إلى النصف الأول من جدول الدوري، وبهذا الصدد مزح رانييري قائلا «في الواقع أنا لم أكن أنظر إلى الجدول.. إنه أمر يمنحنا القناعة». وأخيرا أدرك أحد مهاجمي الفريق الهدف. واختتم مدرب الإنتر تصريحاته بالوقوف على تلك النقطة قائلا «أنا سعيد من أجل باتزيني، ولولا الإصابة في الكاحل التي تعرض لها ميليتو لما قمت بتغييره، على أمل أن يسجل هو الآخر. الآن أتمنى أن يتعافى ميليتو من أجل اللحاق بمباراة جنوا».

وعلى الجانب الآخر، لم تمنح كثرة الإصابات الأعذار إلى فريق فيورنتينا الذي ظهر بأداء باهت ولم يحاول التقدم للأمام نحو مرمى الإنتر. تجدر الإشارة إلى أن ديليو روسي، المدرب الجديد لفيورنتينا، بدأ مشواره مع الفريق بمواجهة الميلان، ثم باليرمو، وبعدها روما، ثم الإنتر؛ وهو الأمر الذي لا يعد أقصى ما في الحياة بالنسبة لروسي الذي يقول «قبل التوقيع على عقدي مع النادي لم أنظر إلى جدول الدوري. كان يتعين علينا تغيير شيء ما في الناحية الخططية، غير أنني لن أتحدث عن الغيابات. من المؤكد أنه كان بإمكاننا تقديم ما هو أفضل مما كان. لقد كنا غائبين في مرحلة الهجمات المرتدة وعندما ترتكب أخطاء بعينها في الخلف تدفع الثمن غاليا. كيف رأيت أداء الإنتر؟ بالتأكيد أننا قدمنا لهم يد العون».

ابتسامة ساليفو: والخبر الإيجابي الوحيد الذي خرج به فريق فيورنتينا هو ظهور لطيف ساليفو، لاعب الوسط الغاني صاحب الـ21 عاما، الذي كان في الشوط الثاني هو اللاعب الوحيد في فيورنتينا الذي أبدع شيئا ما. وقد أوضح روسي بشأن لاعب الوسط الغاني «أنا لا أنظر إلى العمر أو لون البشرة. لقد لعب ساليفو بشكل جيد. يلزمنا بعض الوقت. فأنا دائما ما أترك بصمة على الفرق التي أتولى تدريبها».

وفي إطار افتتاحية الجولة ذاتها، تمكن فريق لاتسيو من الفوز على مضيفه ليتشي 2/3، في مباراة شهدت في البداية تقدم أصحاب الأرض بهدف جاء من ضربة جزاء عن طريق دي ميكيلي، ثم أدرك الألماني كلوزه هدف التعادل للاتسيو. ومع بداية الشوط الثاني وتحديدا في الدقيقة الثانية أحرز كانا هدف التقدم للضيوف، قبل أن يتعادل فيراريو لاعب ليتشي لفريقه، غير أن كلوزه نجح في حسم اللقاء لصالح فريقه قبل ثلاث دقائق من انتهاء الوقت الأصلي. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد لاتسيو إلى النقطة 27 ليقفز بشكل مؤقت إلى وصافة الدوري، فيما تجمد رصيد ليتشي عند النقطة الثامنة في ذيل الترتيب. إنه التوفيق وروح الجماعة، وكلوزه وراء تحقيق لاتسيو للفوز الخامس له خارج ملعبه من إجمالي المواجهات السبع الأخيرة التي خاضها الفريق، غير أن إيدي رييا، مدرب الفريق، يفضل الاحتفال بنبرة منخفضة «ليتشي لم يكن يستحق الخسارة، فلقد لعبنا أقل بكثير من إمكانياتنا. لقد خرجنا من هذا اللقاء بالنتيجة فحسب التي لم تكن وليدة أدائنا لكنها راجعة لعوامل أخرى، التوفيق قبل كل شيء، ولقوة روح الفريق والمهارة غير العادية لكلوزه. عندما يكون لديك في خط الهجوم لاعب مثله يمكننك تحقيق الفوز أيضا دون اللعب بشكل جيد». ليس من السهل أن تجد مدربا يعترف بتحقيقه للفوز دون استحقاق، ولكن في سن الـ66 عاما وبعد مسيرة تعكس إخلاصه، لا يشعر رييا بالفخر تجاه هذا الفوز «كنت أنتظر أداء مختلفا، لقد أنهينا الهجمات فحسب دون تكوينها. لقد أنقذتنا مهارات الأفراد. الأمر الإيجابي في اللقاء هو النتيجة والتعايش الجماعي للفريق: هذا هو سبب قوتنا وسر نجاحنا. أما على الجانب الخططي ففريق لاتسيو يعرف وعليه أن يقدم المزيد».

وعلى الجانب الآخر خسر كوزمي أولى مبارياته وهو على مقعد مدرب ليتشي، غير أنه يحاول دائما التماسك والنظر إلى نصف الكوب المملوء «أداؤنا جاء تحت أنظار الجميع: كنا مقنعين من الناحية الخططية وكذلك الأداء. كنا نستحق أكثر مما حصلنا عليه، كما أقر بإخلاص إيدي رييا. علينا أن نستمر في اللعب بهذا الشكل، مع تقليل الأخطاء. وهذا ما صرحت به إلى لاعبي فريقي أيضا: لو استمررنا على هذا الأداء سنفوز بالعديد من المباريات».