رونالدو يتحمل فاتورة «الكلاسيكو» باستهجان جماهير الريال

أليكسيس.. مفتاح جديد لبرشلونة يزيد من أوجاع الفريق الملكي

TT

لم يهز الشباك، غاب عنه التضامن، فانتهى الأمر بأن هاجمته جماهير «سانتياغو برنابو».

لقد أضاف كريستيانو رونالدو إحباطا جديدا في مباريات الكلاسيكو الإسبانية أمام برشلونة، وللمرة الأولى سقط في بؤرة انتقادات جماهير ريال مدريد.

خسر نادي العاصمة الإسبانية مواجهة أخرى على أرضه أمام نظيره الكتالوني، وتحديدا في مباراة أضاع فيها هداف الفريق أكثر من فرصة واضحة لهز الشباك وعلى غير العادة ظهر بعيدا عن مستواه المعتاد.

وقال مواطنه ومدربه جوزيه مورينهو بعد الهزيمة بثلاثة أهداف مقابل هدف: «المباراة تحددت نتيجتها بظروف اللعب. ونحن متقدمون 1/ صفر لاحت لنا فرصة لإضافة الهدف الثاني، وفي الظروف العادية كنا لنفعل. فلاعب رائع مثل كريستيانو يسجل من تلك اللعبة في الظروف العادية».

وعاد كريستيانو لتقديم صورته الأكثر إثارة للجدل داخل ملعب لكرة القدم. من جديد تسبب وجود برشلونة وليونيل ميسي على الجانب الآخر في حجب الرؤية عنه، ليهدر فرصا حقيقية.

ومع تفوق الفريق بهدف، لاحت للبرتغالي فرصة سانحة للتسجيل، لكنه بدلا من أن يمرر الكرة للأرجنتيني أنخل دي ماريا المنفرد من الجانب الأيمن، فضل التصويب وخرجت الكرة بعيدا. بعدها بأربع دقائق، أتى هدف التعادل لبرشلونة عن طريق التشيلي أليكسيس سانشيز.

وظل رقم كريستيانو الباهت من الأهداف في المواجهات أمام برشلونة عند ثلاثة فقط. وتوقفت لحظة توهجه عند نهائي بطولة كأس الملك الموسم الماضي، عندما سجل الهدف الوحيد ليكون بطل اللقب الأوحد لريال مدريد في عهد مورينهو. في تلك الأثناء كان ميسي، منافسه الرئيسي على عرش كرة القدم، يلعب دورا كبيرا في هدفين من ثلاثية برشلونة، رغم أنه لم يزد عدد أهدافه في مباريات الكلاسيكو الذي وصل حتى الآن إلى 13 هدفا.

وكتبت صحيفة «آس» الرياضية «برشلونة أفضل، فضلا عن أن ميسي في هذه المباريات يبتعد كثيرا عن كريستيانو، الذي يخونه هوسه في أن يصبح اللاعب رقم واحد في ليال كهذه».

وبينما كان برشلونة ينقل المباراة من مرحلة التعادل إلى الفوز في الشوط الثاني، عاد كريستيانو إلى إهدار فرصة خطيرة برأسه وهو وحده أمام المرمى وعلى بعد مترين تقريبا.

وكان ذلك هو ما قضى على صبر جماهير البرنابيو، فخلال ربع الساعة المتبقية تعرض كريستيانو، هداف الدوري الإسباني إلى جانب ميسي، إلى صافرات استهجان من بعض جماهير فريقه.

واشتكى أحد جماهير الريال المنتمي إلى رابطة «اسبالادينيا»، التي تأسست خصيصا لمؤازرة اللاعب البرتغالي «فليرحل كريستيانو. إنني خجل لكوني من مشجعي ريال مدريد في الوقت الحالي». وكانت خسارة الريال أمام برشلونة، وعدم تسجيل كريستيانو في الكلاسيكو، الأمر الذي كلفه للمرة الأولى استهجان جماهيره، فهل يحدث تغيير في المستقبل؟.

في المقابل صدق حدس غوسيب غوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة عندما اكتشف أنه بحاجة إلى تدعيم صفوف فريقه بمواهب هجومية جديدة، ووضع ثقته في المهاجم التشيلي الدولي الشاب أليكسيس سانشيز، 22 عاما، الفائز بلقب أفضل لاعب في الدوري الإيطالي الموسم الماضي بعد عروض وأهداف رائعة مع فريقه السابق أودينيزي.

ولم ترهب صفقات ريال مدريد الكبيرة غوارديولا لأنه يعلم كيف يتعامل مع منافسه. وانتاب شعور غوارديولا بالحاجة إلى مهاجم متميز آخر عقب مباراتي الفريقين في الدور قبل النهائي بدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي وكذلك في مباراتهما المثيرة بنهائي كأس ملك إسبانيا حيث جرت المباريات الثلاث في غضون أيام قليلة.

وأكدت المباريات الثلاث لغوارديولا أنه يحتاج إلى تجديد دماء خط هجومه من أجل مواصلة التفوق على ريال مدريد الذي فشل في تحقيق أي فوز على برشلونة في مباريات الدوري الإسباني منذ أن تولى غوارديولا قيادة الفريق الكتالوني في عام 2008.

وخلال هذه المباريات الثلاث التي جرت في غضون أسبوعين فقط بشهري أبريل - مايو الماضيين، عانى برشلونة كثيرا أمام مرمى ريال مدريد وأهدر الهجوم الكتالوني العديد من الفرص في مواجهة التألق الواضح من إيكر كاسياس حارس مرمى الريال الذي قاد فريقه للفوز 1 - صفر في نهائي الكأس بينما انتهت مباراتا دوري الأبطال بفوز برشلونة 2-صفر ذهابا والتعادل 1-1 إيابا.

وأيقن غوارديولا أهمية أليكسيس سانشيز ليتعاقد برشلونة مع اللاعب بعد عملية طويلة من الاستكشاف والمراقبة ثم المحادثات بين مدرب الفريق الكتالوني وصديقه الحميم الأرجنتيني مارسيلو بيلسا مدرب منتخب تشيلي.

وكانت أبرز الصفات التي دفعت غوارديولا وبرشلونة للتعاقد مع أليكسيس هي تميزه بالمراوغة واستغلال المساحات الخالية واللياقة البدنية العالية والشخصية المتواضعة. ويتميز أليكسيس بالتنوع الهجومي الذي يساعده على الاندماج والانسجام مع الأرجنتيني ليونيل ميسي في هجوم الفريق بشكل أفضل وأكثر سرعة من ديفيد فيا وبيدرو مهاجمي برشلونة والمنتخب الإسباني.

وانتقل أليكسيس إلى برشلونة مقابل 26 مليون يورو (نحو 35 مليون دولار) لأودينيزي الذي تلقى عروضا أفضل من أندية أخرى مثل مانشستر يونايتد الإنجليزي ولكن رغبة اللاعب حسمت الصفقة للنادي الكتالوني. وبعد أيام قليلة من مشاركة أليكسيس مع منتخب تشيلي في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي استضافتها الأرجنتين في يوليو الماضي، دفع غوارديولا باللاعب ضمن التشكيل الأساسي للفريق في ذهاب كأس السوبر الإسباني أمام ريال مدريد.

وكانت هذه المباراة تجربة للاعب في مباريات الكلاسيكو قبل الدفع به في لقاء الكلاسيكو 2:16 مساء السبت والذي سجل فيه الهدف الأول (هدف التعادل) لبرشلونة وقدم عرضا رائعا ليقود الفريق إلى الفوز 3-1 على مضيفه ريال مدريد. وكافأ أليكسيس مدربه غوارديولا على الدفع به في اللقاء الأول على حساب ديفيد فيا وبيدرو اللذين جلسا على مقاعد البدلاء.

وتخلى أليكسيس أيضا في هذه المباراة عن الخجل والهدوء اللذين يتميز بهما خارج الملعب ودأب على مناقشة الحكم ولاعبي ريال مدريد خلال المباراة.

وأشاد غوارديولا بأداء أليكسيس في هذه المباراة مشيرا إلى أنه قدم مساعدة كبيرة للفريق الكتالوني في هذه المباراة وساهم بشكل فعال في إزعاج دفاع الريال وتحقيق الفوز من خلال استغلاله المتميز للمساحات الخالية وحركته الدائبة على مدار شوطي المباراة.

كما نال أليكسيس إشادة بالغة من زميله فيا الذي قال «إنه (أليكسيس) لاعب يتميز بالانسجام الشديد مع باقي اللاعبين خارج الملعب. لسوء الحظ أنه تعرض للإصابة في بداية الموسم. إنه لاعب مختلف يضيف الكثير للفريق» مشيرا إلى الإصابة التي تعرض لها أليكسيس في العاشر من سبتمبر الماضي والتي أبعدته عن الملاعب لنحو شهرين.