الميلان يتعادل أمام بولونيا ويفشل في الحفاظ على وصافة الكالشيو

روكي أقر بالأخطاء التحكيمية بعد نهاية المواجهة واعتذر للمدرب بيولي

TT

فقد فريق الميلان نقطتين، خلال سعيه نحو قمة الدوري الإيطالي «الكالشيو»، بعد تعادله أمام مضيفه فريق بولونيا (2/2) في المباراة التي جمعت بينهما يوم أول من أمس (الأحد) في إطار الجولة 15 من دوري الدرجة الأولى. في البداية، تقدم أصحاب الأرض والجمهور عن طريق هدف سجله القائد دي فايو في الدقيقة 11 من الشوط الأول، غير أن الهولندي سيدورف، لاعب الميلان، استطاع أن يدرك هدف التعادل لفريقه في الدقيقة 16. وفي الشوط الثاني، سدد السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، مهاجم الميلان، في الدقيقة 27 ضربة جزاء احتسبها حكم اللقاء لصالح الضيوف جاء منها الهدف الثاني للفريق، قبل أن يتعادل ديامانتي لبولونيا بعد دقيقة واحدة. وبهذه النتيجة، حصل كلا الفريقين على نقطة ليصبح بذلك رصيد الميلان 28 نقطة في المركز الثالث، بينما ارتفع رصيد بولونيا إلى النقطة 15 في المركز 16، في انتظار ما ستسفر عنه بقية لقاءات الجولة.

وقد أظهر اللقاء حاجة فريق الميلان إلى مهاجم فذ يخوض الحرب في قلب خطوط دفاع الفرق المنافسة طوال المباراة. ولكن مسؤولية التعادل لا تتوقف عند هذا الحد، بل يتحمل جزءًا منها أيضا أميليا (حارس مرمى الميلان، الذي لم يظهر بشكل جيد في التصدي لهدف ديامانتي) ويبيس، مدافع الفريق، اللذين تم استدعاؤهما بدلا من المصابين أبياتي ونيستا، هذا بالإضافة إلى تلعثم البرازيلي تياغو سيلفا الذي كان من المفترض أن تكون لديه الشخصية والموهبة الكافية التي تجعله بمفرده قادرا على الاحتفاظ بهيبة خط دفاع الميلان. والآن، يتعين على المدرب أليغري إعادة النظر في أوراقه جيدا. وعلى الجانب الآخر، رأينا تعادلا غير متوقع لفريق بولونيا الذي تمكن من مفاجأة الجميع بهدف التقدم على حامل اللقب بعد 10 دقائق فحسب من عمر اللقاء.

وشهدت المباراة أيضا أخطاء كثيرة من جانب حكم الساحة روكي، غير أن الخطأ الأكثر خطورة، الذي تجاهله الحكم، كان في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول عندما ارتكب سيدورف خطأ بيده إثر تمريرة من ديامانتي. إذ كانت اللعبة تستوجب ضربة جزاء وإنذارا للاعب الهولندي، ولكن على العكس لم يحتسب روكي أي شيء. وقد ترك الحكم خلفه في هذا اللقاء ثلاثة قرارات مثيرة للشك: التحام بين يبيس وراميريز داخل منطقة الجزاء، وخطأ مرتكب باليد من جانب مورليو ضد إبراهيموفيتش وصدام بين مودينغاي وألبرتو أكويلاني: ثلاث ضربات جزاء محتملة ولكن دون صافرة واحدة من جانب روكي. وثمة قليل من الشك أيضا يحوم حول ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم ضد راجي، مدافع بولونيا، إثر تدخله ضد إبراهيموفيتش. التلامس، بالفعل، كان موجودا بين اللاعبين، غير أنه لا يصل إلى حد إسقاط إبرا على الأرض، ولكن روكي أشار بضربة جزاء وسددها زلاتان معلنا عن الهدف الثاني لفريقه. وقد أقر ماسيمليانو أليغري، مدرب الميلان، عقب اللقاء، بصدد القرارات التحكيمية المثيرة للجدل في اللقاء قائلا: «لقد رأيت لعبة سيدورف عبر التلفاز، يبدو أنها ضربة جزاء، أما لعبة إبرا فلم تكن تستحق، لقد ركل زلاتان الكرة ثم سقط. لا جدوى من إنكار الأمور الواضحة.

على أي حال الأخطاء التحكيمية واردة. أما سيدورف فقد أعطى الحق لروكي في عدم احتساب ضربة جزاء ضده قائلا: «لقد أخذت الكرة بكتفي فقد كنت متقدما عن الكرة، ولذلك ظهر الأمر في التلفزيون وكأنه ذراعي، غير أن الحكم كان على بعد 10 أمتار مني ورأى اللعبة جيدا». أما ستيفانو بيولي، مدرب بولونيا، فقد صرح عقب المباراة قائلا: «اعتبر روكي حكما رائعا ويروق لي أداؤه. إنه دائما شخص محترم، وقد أوضح في نهاية اللقاء أنه على استعداد للاعتذار عن الأخطاء، وهذا شيء جيد. فلنقل إن روكي لم يحالفه التوفيق مثلما من الممكن أن يحدث للجميع». جدير بالذكر أن روكي، الحكم الإيطالي المرشح إلى جانب ريزولي لإدارة مباريات دوري الأبطال المقبلة، لم يكن هو الذي نعرفه: وهذا أبسط تفسير للأخطاء التحكيمية التي رأيناها، بل إن روكي ذاته توجه إلى بيولي عقب المباراة وصرح له: «لو كنت أخطأت، فلتسامحوني». تجدر الإشارة إلى أن روكي هو الحكم ذاته الذي أثارت قراراته بعض الشكوك خلال مباراة الإنتر – نابولي خلال الموسم الحالي.

وفي تلك الليلة، صرح روكي لبعض أصدقائه: «لا أعلم ماذا حدث لي..». ومن المحتمل أن تنسب أخطاء أول من أمس في استبعاد الحكم عن مباريات الدوري الإيطالي حتى منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، غير أنه ربما يعود للملاعب في شهر فبراير (شباط) المقبل. وقد أوضح كبار مسؤولي التحكيم الإيطالي بهذا الشأن: «ربما أن روكي في حاجة إلى استعادة الهدوء: من الواضح أن هناك مشكلة في الأمر..»..

الوجه المزدوج للميلان: وقد صرح أليغري بصدد أداء فريقه خلال المباراة قائلا: «اللقاء لم يكن سهلا، ففريق بولونيا كان شرسا وجعل الميلان يعاني طوال المواجهة. ولكن الفريق الذي يود الفوز بالدرع وانطلق في الموسم بشكل بطيء (5 نقاط في 5 مباريات) لا يمكنه فقد المزيد من النقاط، ولا سيما أمام الفرق الصغيرة.

إن أكثر ما يفاجئني في الميلان هو الاختلاف بين أداء الفريق على أرضه وخارج ملعبه، ففي اللقاءات الـسبعة التي خاضها الفريق بعيدا عن سان سيرو حصدنا ثلاثة انتصارات وتعادلين وهزيمتين. ثم إن الأهداف التي تلقاها الميلان خارج أرضه خلال تلك المباريات كثيرة: 12 هدفا مقابل أربعة سكنت شباكه على أرضه في الـسبع مباريات الأخرى». وقد أثنى ماسيمليانو أيضا على أداء بولونيا وقال: «الخصم كان رائعا، وفي كل مرة يحصل على الكرة يبدأ الهجمات بشكل جيد. لم نستمتع بهدف التقدم حتى ولو لدقيقة واحدة.

لا يروق لي، على أي حال، استقبال الأهداف بتلك الطريقة. يجب علينا أن نكون أكثر ضراوة وسرعة في الـ20 -30 مترا الأخيرة». ولكن هذا التعادل لا يقلل من شأن ما حققه الميلان في المباريات الفائتة، كما اختتم أليغري حديثه: «في آخر تسعة لقاءات، حققنا نتائج جيدة، حيث حققنا الفوز في سبع مواجهات، وتعادلان. علينا أن نستمر في هذا الطريق».

وعلى الجانب الآخر، صرح دي فايو، قائد بولونيا، بشأن الهدف الذي سجله قائلا: «أهدي هذا الهدف وتلك النقطة التي انتزعناها من الميلان إلى بولونيا بأكملها وأيضا إلى كل من فقد الثقة بقدراتي». وأضاف بيولي: «ماركو دي فايو تتحدث عن مسيرته، فهو دائما ما كان مهاجما مهما يقدم أداء جيدا حتى عندما يلعب في ثنائي مع مهاجم آخر.

سوف يحرره هذا الهدف من الكثير من الأفكار، كما أنه استعاد لياقته كاملة. لقد لعب فريقي مباراة رائعة اليوم من حيث الكثافة والمهارة. الفريقان كانا يرغبان في الفوز، وبولونيا حاولت ذلك حتى النهاية».