كونتي مدرب اليوفي: هكذا لا بد أن نلعب.. ولن يتوقف محركنا مطلقا

بعد أن انتزع نقطة ثمينة أمام روما ليحافظ على صدارته في الدوري الإيطالي

TT

نجح فريق يوفنتوس في تحويل تأخره أمام مضيفه روما إلى تعادل إيجابي 1 - 1 في المباراة التي جمعت بينهما على ملعب الاستاد الأولمبي في العاصمة الإيطالية في ختام الجولة الـ15 من مباريات دوري الدرجة الأولى.

تقدم دانييلي دي روسي، لاعب وسط روما، لفريقه في الدقيقة 5 من الشوط الأول، غير أن جورجيو كيلليني، مدافع يوفنتوس، استطاع أن يحرز هدف التعادل للسيدة العجوز في الدقيقة 16 من الشوط الثاني. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة 30، محافظا على صدارته للدوري الإيطالي (وبفارق النقاط عن أودينيزي)، بينما ارتفع رصيد روما إلى 18 نقطة في المركز التاسع.

وقد شهد اللقاء نجاح جيجي بوفون، حارس اليوفي، في التصدي لضربة جزاء في الدقيقة 18 من الشوط الثاني سددها فرانشيسكو توتي، قائد روما الصائم عن التهديف منذ 22 مايو (أيار) الفائت. بينما تمكن ستيكلينبرغ، حارس مرمى روما، من إبعاد هدف مؤكد لفابيو كوالياريلا في الدقيقة 43 من الشوط ذاته. كان دي روسي وكيلليني هما من كتب ملامح التعادل بين الفريقين، الذي حافظ لليوفي على بقائه في صدارة جدول الدوري وساعد روما في الابتعاد عن منطقة الصراع مع الفرق التي تحاول النجاة من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.

كانت المباراة مليئة بالأخطاء الفردية، وعليه فإن ملخص المباراة بالنسبة لفريق روما هو قيام توتي بقص أجنحة مدرب فريقه لويس إنريكي، بينما قام ستيكلينبرغ بإنقاذ مقعد مدرب روما. فلو أن قائد روما نجح في تسديد ضربة الجزاء، وإذا لم يهدر لاميلا فرصة هدف في نهاية المباراة، لكانت عودة انطلاق الفريق بدت كاملة. وكان فرانشيسكو توتي قد صرح بين الشوطين قائلا: «نحن نحافظ على عقولنا بشخصية تتناسب مع أحد أكبر فرق أوروبا». ولكن للآسف لو لم يتمكن ستيكلينبرغ من التصدر لتسديدة كرة فابيو في اللحظات الأخيرة من اللقاء لكانت هناك الآن أفكار سيئة تدور حول المدرب الإسباني. وفي الشوط الثاني لجأ إنريكي للتغييرات فدفع بصاحب الخبرة سيمبليسيو بدلا من فيفاني في الدقيقة 13، غير أن ذلك لم يكن كافيا لأن اليوفي أدرك هدف التعادل في الدقيقة 16 إثر كرة بينية من فيدال تم لعبها بشكل سيئ إلى استيغاريبيا الذي حولها بدوره إلى تمريرة حاسمة أسكنها كيلليني برأسه في شباك روما معلنا عن عودة اللقاء إلى نقطة البداية. وهنا انخدعت جماهير السيدة العجوز باحتمالية حسم فريقها لنتيجة المباراة؛ لأنه بعد دقيقتين فحسب ارتكب التشيلي أرتورو فيدال خطأ ضد لاميلا داخل منطقة الجزاء وعليه تم احتساب ضربة جزاء لصالح روما وتولى تصويبها القائد توتي الذي وقف أمام صديقه بوفون وجها لوجه. كانت التسديدة قوية بيد أنها لم تكن كافية؛ لأن العملاق بوفون كان ينتظرها. ومع نهاية المباراة ارتفع أداء الفريقين في محاولة منهما لحصد نقاط المباراة الثلاث، وذلك من خلال البدلاء الذين دفع بهم كونتي ولويس إنريكي خلال الشوط الثاني: من جانب اليوفي جياكيريني (بدلا من استيغاريبيا) وفابيو كوالياريلا (بدلا من ماتري) وإليا (بدلا من سيموني بيبي) وعلى الضفة الأخرى، بيروتا (بدلا من بيانيش) وبوريللو (بدلا من أوسفالدو). وسوف يغيب بيانيتش، لاعب روما، وفيدال وبونوتشي، لاعبا اليوفي، عن مباراتي فريقيهما المقبلة (أمام نابولي ونوفارا على التوالي) نظرا لحصولهم على إنذارات أول من أمس (الاثنين)، مما سيعرضهم للإيقاف في الجولة المقبلة.

وعلى الجانب الآخر، يسفر تلخيص المباراة بالنسبة لليوفي عن عدم تعرض فريق السيدة العجوز للخسارة مطلقا خلال الـ14 لقاء التي تم خوضها حتى الآن في الدوري الإيطالي، وعن عودة يوفنتوس إلى صدارة الدوري، وهذا ما جاء في تصريحات كيلليني، صاحب هدف التعادل عقب المباراة: «وفقا لما سارت عليه الأمور في بداية اللقاء، فهذه تعد نقطة مهمة تؤكد قدرتنا في رد الفعل. للأسف ارتكبنا أخطاء مبالغا فيها أثناء المباراة، غير أننا حاولنا إدراك الفوز حتى الدقيقة الأخيرة ولم يمثل لنا هذا اللقاء نقطة توقف، هذا لأننا أيضا بفضل تلك النقطة تمكنا من استعادة صدارة جدول الدوري الإيطالي». وأضاف مدافع اليوفي: «لم تكن مباراة سهلة، وأتحدى أي شخص يقول إن روما لم تكن تشكيلتها بأعلى مستوى داخل الملعب». وهكذا جاء مطمئنا أيضا تعقيب أنطونيو كونتي عقب المباراة: «الأمر المؤسف فحسب هو ذلك الهدف الذي جاء في بداية اللقاء وعقد لنا الأمور. وإنه لمعلوم من أين كان الخطأ. لكننا قدمنا شوطا أول جيدا بإيقاع وكثافة وكرات مهمة. أما قلب الشوط الثاني فلم يرُق لي، فقد انتابتنا بعض الفوضى وكان يتعين علينا أن نكون أكثر برودة. كان ينبغي علينا إنهاء الهجمات بشكل أفضل. وبوجه عام، ما زلت أعتقد أننا نقدم أشياء مهمة. إذا كان الجميع يفكر بضرورة تحقيقنا للفوز دائما فهذا يعني أن لديهم تقديرا كبيرا لنا. نحن بصدد سباق كبير ونتمنى ألا يتم إيقاف محركنا».

على الجانب الآخر، داعب لويس إنريكي حلم الفوز على اليوفي وتغير مسار الموسم الحالي، غير أن توتي أضاع عليه هذه الفرصة. وقد تجاوز المدرب الإسباني تلك المسألة بمزحة عقب انتهاء المباراة جاء فيها: «كنت أشعر أن توتي سيسكن الكرة الشباك، لكن كان من الممكن أيضا أن تسير الأمور بشكل أسوا: ربما ارتطمت الكرة بالقائم وانطلقت منها هجمة مرتدة لصالح اليوفي». وحول اللقاء بشكل عام، أوضح إنريكي: «لقد استمتعت بفريقي لمدة 5 دقائق في بداية اللقاء ثم رأيت يوفنتوس عظيما. كنا نود الحفاظ على الكرة بين أقدامنا دائما، غير أن الخصم لم يسمح لنا بذلك، لا سيما في الشوط الأول. أما في الشوط الثاني فكان اللقاء أكثر توازنا وأتيحت لنا، في الواقع، بعض الفرص الحقيقية. كان أداؤنا إيجابيا مثل الذي ظهرنا به أمام فيورنتينا في الجولة الفائتة. في فلورنسا لعبنا أيضا كفريق غير أن النتيجة فحسب هي التي اختلفت (حيث مُني روما بالخسارة 0 - 3). مقعدي في روما؟ لقد رأيت اليوم تشجيعا مخلصا من جانب الجماهير وثقة في الفريق والنادي. سأظل أتابع عملي طالما شعرت بأنني لا أمثل مشكلة لإدارة النادي». وحول خروج أوسفالدو غاضبا من أرض الملعب بعد قرار تبديله وهل سيتعرض لغرامة جديدة بسبب ذلك أوضح إنريكي قائلا: «من الطبيعي أن يكون غاضبا، إنه فتى مزاجي». ربما كثيرا بعض الشيء.