الألماني كلوزه مهاجم فذ أعادت الكرة الإيطالية اكتشافه

سجل 10 أهداف في 4 أشهر مع فريق لاتسيو

TT

هل المسافة بين ألمانيا وإيطاليا في اتساع مستمر؟ لا مخاوف من ذلك. فإذا تم التوحيد بين القاطرة الألمانية والبلد الجميل إيطاليا ستتقدم كرة القدم. بل هو لاعب واحد فحسب قادر على صنع ذلك، فريد ويصعب تقليده: إنه الألماني ميروسلاف كلوزه. الدوري الإيطالي، الذي يعاني أزمة بسبب هروب المواهب منه، يتوجه بالشكر إلى نظيره الألماني على إهدائه هذا المهاجم صاحب الـ33 عاما الذي يتمتع بلياقة بدنية وحماسة تتناسب مع لاعب في العشرينات من عمره، لكن الكرة الألمانية أيضا تشكر نظيرتها الإيطالية على كونها أعادت إحياء نجمها الأهم في كامل بهائه.

هو والأهداف ملتصقان بالفعل، على الرغم من أن كلوزه في الموسمين الأخيرين كان يبدو أنه بدأ طريق الغروب. والذنب في ذلك لم يكن يرجع للمهاجم الألماني بل إلى من كان لا يجعله يشارك مع فريق بايرن ميونيخ (المدرب فان غال). موسمان من الضباب تلاشى في غضون 4 أشهر فحسب في إيطاليا. وبهذا الصدد تبدو ثنائية كلوزه في مرمى ليتشي يوم السبت الفائت وكأنها، إلى حد ما، نهاية الدائرة. فجدير بالذكر أن آخر ثنائية سجلها ميروسلاف في الدوري تعود، في الواقع، إلى 3 مواسم مضت: فقد سجلها بقميص البايرن في فبراير (شباط) 2009 (أما آخر ثنائية أحرزها كلوزه على الإطلاق فكانت منذ عام مضى في بطولة كأس ألمانيا). والموسم الحالي وصل المهاجم الألماني إلى 8 أهداف بقميص لاتسيو، وجميعها ذات ثقل وأهدت فريقه الحالي الفوز. دون احتساب ضربات الجزاء، كان كلوزه سيصبح هداف الدوري الإيطالي إلى جانب أنطونيو دي ناتالي ودينيس. يُذكر أيضا أن المهاجم الألماني سجل هدفين بقميص لاتسيو في بطولة الدوري الأوروبي ليصل بذلك إجمالي أهدافه مع النادي الإيطالي إلى 10 أهداف بعد 4 أشهر فحسب، وهو ما يجعله ينضم مباشرة إلى قائمة أفضل مهاجمي لاتسيو على مدار تاريخ النادي؛ لأن عددا قليلا من المهاجمين في لاتسيو الذين انطلقوا بهذه القوة.

هو والفريق: كلوزه يعد بطلا داخل الملعب بشكل مطلق، وقائد، بالفعل، داخل غرف خلع الملابس. فزملاؤه في الفريق يعشقونه لقوته وتواضعه، لأهميته وقدراته الفنية. ويتحدث كلوزه لغة إيطالية متقطعة ويستخدمها عند اللزوم، كما حدث في لقاء ليتشي عندما ركض 50 مترا، وهو غاضب من ضياع هجمة لفريقه، نحو رفيقه دياكيتي، مدافع لاتسيو، ليوضح له كيف ينبغي أن يقوم بإطلاق الكرة. إنها مواقف غالبا ما تحدث أيضا في مقر تدريب الفريق. يذكر أن كلوزه، ذات مرة، وصل به الحال أنه قام بالتعديل على إيدي رييا. وقد سامحه مدرب الفريق على ذلك؛ لأنه دون ميروسلاف سيصبح رييا فقيرا للغاية. إذن، كلوزه معشوق من الجميع في لاتسيو، لكن ينظر إليه أيضا على أنه لاعب من كوكب آخر. لا، ليس فقط عندما يسجل أهدافا غير معقولة مثل هدفه الثاني له في مرمى ليتشي ولكن دائما بعد المباريات؛ حيث يفضل كلوزه الانغماس لبضع دقائق في حوض استحمام مملوء بالثلج عن آخره، ويطلق عليه العلاج بالتبريد، وهو أمر منتشر في كرة القدم الأميركية ورياضات أخرى. يذكر أن أحد زملائه في الفريق حاول تقليد المهاجم الألماني بهذا الشأن غير أنه لم ينجح سوى في وضع أحد قدميه في حوض الاستحمام الثلجي.. حقا كلوزه فريد ويصعب تقليده.