فاراوني.. موهبة شابة أكدت جدارتها في فريق الإنتر

طموح المدافع الشاب جعله يعاند إصابته ويثبت استحقاقه مكانا ثابتا

TT

فاز اللاعب ماركو دافيدي فاراوني، مدافع الإنتر، بالديربي الخاص به، وفي الوقت الذي يقدر فيه المدرب ماسيميليانو أليغري الدقائق المتبقية لستيفان الشعراوي في فريق الميلان، يحتل فاراوني صدارة الاهتمام في الإنتر؛ حيث استثنى كلاوديو رانييري، مدرب الفريق، اللاعب من سياسة التزامه بالدفع «بصف اللاعبين الكبار» في انتظار أن يتألق الاسم الثاني للاعب (الاسم الأول يخص والده، وهو لاعب كرة قدم جيد حتى إن لم يمر أبدا بالاحتراف) الذي ولد في براتشيانو، ويبلغ من العمر 20 عاما، وكانت نشأته الكروية في فريق لاتسيو.

يُذكر أن موهبة فاراوني الجريئة لن يقل مستواها، خاصة في استاد سان سيرو؛ حيث يتجنب الكثير من اللاعبين الشباب اللعب خشية التعرض للانتقاد، بينما لا يفعل هو ذلك؛ لأنه ولد «ناضجا» بفضل العائلة الكروية الأصيلة التي ينتمي لها علاوة على الخبرات الحياتية؛ حيث تعلم أقوى درس في سبتمبر (أيلول) 2009، حينما أصيب بتمزق الرباط الصليبي الداخلي لركبته اليسرى في نهاية مرانه مع الفريق الأول تحت تدريب بالرديني، مدرب لاتسيو السابق، وهي إصابة مفزعة بدت وكأنها حكمت مسبقا على مسيرته الكروية المقدرة.

وعلى الرغم من وجود المدافع في كل مباريات منتخب الناشئين الإيطالي تحت 21 عاما ولعبه «دون السن» في فرق ناشئي لاتسيو برفقة فيديريكو ماكيدا، مهاجم مانشستر يونايتد، الذي يبلغ من العمر 20 عاما، انتهى به الأمر إلى اللعب في نادي أجنبي. ستيفانو أفينكولا، مدرب فاراوني السابق حينما كان أحد لاعبي لاتسيو، أشاد بموهبة اللاعب قائلا: «كان دافيدي مذهلا كلاعب قلب دفاع؛ حيث يتمتع بشخصية في الملعب وقراءة للمسارات، كما يتميز بسرعة البديهة في الكرات القصيرة وسرعة الركض في الكرات الطويلة وبمقاومته في الملعب، وهي مميزات نادرة الاجتماع في لاعب واحد. وفي فريقي فقط تمت تجربته في مركز ظهير متأخر سواء على اليمين أو على اليسار، وأتذكر قيامه بشيء كبير في المباراة أمام فريق روما في مباراة الديربي وأيضا أمام فريق الإنتر ذاته».

وقد أظهر مسؤولو الإنتر اهتماما باللاعب، لكن تم رفض العرض الأول من جانب لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، الذي فشل بعدها في تجديد عقد اللاعب بأقل سعر، بناء على اقتراح أعضاء مجلس إدارة النادي، وخسر الاستفادة من خدمات اللاعب دون مقابل عام 2010، إذن وصل فاراوني إلى فريق الإنتر مجانا، لكن وهو يقاتل من أجل التعافي من إصابته في الركبة؛ حيث قضى شهورا صعبة مع الكثير من الانتكاسات، كما لم تكن عضلة ركبته اليسرى تنمو بشكل طبيعي إلى حد ما. ومن جانب آخر، يستمد القوة من امرأة تكبره في العمر ولديها طفلة؛ حيث يعيش ثلاثتهم في منطقة نيجواردا، وما زال ينضج دافيدي بسرعة أكبر بنظام غذائي جيد، كما يفضل اللاعب الاستماع إلى موسيقى الراب والهيب هوب، علاوة على هواية اصطياد الأسماك. وعندما تعافى في فبراير (شباط) الماضي، فاز في فريق الإنتر للناشئين مع مدربه السابق فلوفيو بيا أمام فريق فياريجيو الإيطالي، لكن «خذله» بعدها في أبريل (نيسان) الماضي بسبب طرده في المباراة الحاسمة أمام فريق أتالانتا بسبب احتكاكه بالخصم وركله بعدما أخفق في الاحتفاظ بالكرة، وهكذا أقنعت صورة اللاعب صاحب الشخصية القوية (حتى إن كانت زائدة على اللزوم أحيانا) ليوناردو، المدير الرياضي في فريق الإنتر، بجعل فاراوني يلعب في الفريق الأول أيضا في نادي الإنتر. وفي مدينة بينزولو، في شهر يوليو (تموز) الماضي، بدأ المران في المعسكر الصيفي بصحة جيدة، حتى فضل غاسبريني، مدرب الإنتر السابق، الدفع به في مباراة كأس السوبر الماضية في بكين، التي خسرها أمام فريق الميلان، في محل ألفاريز على الدفع بلاعبين آخرين مثل باتزيني وبانديف. وتبع ذلك قضاؤه بعض الشهور في الصف الثاني للفريق الذي يتقلب حاله، ثم جاءت فترة انطلاقه في دوري الدرجة الأولى الإيطالي (أمام فريق كالياري) وفي دوري الأبطال (أمام فريق طرابزون سبور التركي)، وتفجرت موهبته في المباراة أمام فريق أودينيزي، فقد لعب أساسيا في أول مرة له في فريق الإنتر (لثلاث مباريات متتالية)، ويغرق الفريق عند خروجه بسبب شد عضلي مفاجئ. ولقد تبنى فريق الإنتر، الذي لم يلعب باستمرارية مؤخرا ولكن يمكنه أن يقدم المزيد، فاراوني بفضل طموحه الدائم ومخاطرته أيضا في التمريرات الخاطفة، وعليه الآن أن يثبت كفاءته في الفريق.