يايا توريه: فوز مانشستر سيتي بكأس إنجلترا نقله إلى مستوى جديد

قاد فريقه إلى أول ألقابه منذ 35 عاما وأصبح متعشطا للدوري الإنجليزي

TT

من النادر أن يدعي لاعب كرة قدم أنه نجح في صناعة التاريخ. إن الفوز بالمباريات وتسجيل الأهداف أمر لا يصدق، ولكن عادة ما ينسى الناس ذلك بعد مرور أسبوع واحد، ولكن هناك بعض المناسبات التي لا تمحى من الذاكرة، ليس فقط بسبب النتيجة، ولكن أيضا لما تعنيه لأنصار ومشجعي الفريق. ويعد اليوم الذي فاز فيه مانشستر سيتي بكأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ضد ستوك سيتي في شهر مايو (أيار) الماضي إحدى تلك المناسبات الخالدة. وعن ذلك يقول اللاعب الإيفواري يايا توريه الذي سجل هدف الفوز من قذيفة مدوية: «إنها المرة الأولى التي نحصل فيها على لقب منذ 35 عاما، وكنت محظوظا للغاية لأنني سجلت هدف الفوز، وهو ما جعلني أشعر بمزيد من التميز.

كنت أعرف أنها منافسة خاصة. عندما كنت طفلا في كوت ديفوار، كنت أشاهد المباراة النهائية على شاشة التلفاز، وأتذكر رؤية النجم جيانفرانكو زولا وهو يلعب مع فريق تشيلسي وكنت أفكر في ذلك الحشد الرائع الذي ينبض بالحياة.

وحتى في ذلك الوقت، كان من الواضح مدى أهمية تلك البطولة وطابعها الخاص. في البلدان الأخرى التي لعبت بها، مثل إسبانيا واليونان، لا أحد يهتم كثيرا بالكأس، وتلعب الأندية الكبيرة بالفريق الثاني، ولكن في كأس الاتحاد الإنجليزي، كنا نقدم أقصى ما لدينا منذ أول دقيقة، ولا يمكنني أن أصدق ذلك». ويشرح يايا توريه في حديثه لصحيفة «ديلي تلغراف»: «كان اليوم الذي لعبنا فيه المباراة النهائية يتسم بالغموض، حيث قضينا الليل في فندق «ذي غروف أوتيل» خارج لندن، وحاولنا أن نحافظ على هدوئنا قدر المستطاع. فدائما ما كنت عصبيا قبل المباريات الكبيرة، كلما كان الضغط عليك أكبر. ولذلك، ذهبنا للنزهة في الحدائق في ذلك الصباح في محاولة للاسترخاء. من السهل القيام بذلك عندما تكون في الفندق، ولكن يصبح ذلك أكثر صعوبة وأنت في الحافلة في طريقك إلى الملعب – ولا سيما عندما يكون هذا الملعب هو ويمبلي الشهير. وقبل أن نصل إلى الملعب، كان الجمهور بالخارج يهتف: «لا بد من الفوز في تلك المباراة».

كنت تشعر بأنهم في أشد الحاجة إلى ذلك الانتصار لأن النادي لم يحصل على أي لقب منذ فترة طويلة. لقد كان الأمر صعبا للغاية على الجمهور الذي يذهب لمشاهدة فريقه وهو يلعب في نهاية كل أسبوع وينفق الكثير من المال، ولذا فهم بحاجة دائما إلى الحصول على شيء في مقابل ذلك، وكان من المؤسف أنهم لم يحصلوا على أي شيء طيلة 35 عاما. وهذا هو السبب في أهمية المباراة النهائية بالنسبة لنا. يفوز تشيلسي أو مانشستر يونايتد بالألقاب في كل موسم على مدى سنوات، أما بالنسبة لنا فكان ذلك حدثا مهما وفرصة لنقل مانشستر سيتي إلى مستوى جديد. لقد كان الأمر صعبا للغاية بالنسبة للاعبين، ولا سيما الشباب منهم، ولذا كان يتعين على اللاعبين الكبار مساعدتهم على الهدوء والتركيز في المباراة.

كنا قد ذهبنا إلى ويمبلي في مباراة نصف النهائي ضد مانشستر يونايتد، الذي كان أقرب منافسينا. كان مانشستر يونايتد يعتقد أنه سيحقق الفوز في المباراة، ولكننا أثبتنا أنه يمكننا تحقيق الفوز على الفريق الأفضل، وهو ما أعطانا ثقة كبيرة.

ومع ذلك، كانت المباراة النهائية صعبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث كان الجميع يتوقع أننا سنحقق الفوز على ستوك سيتي بكل سهولة، ولكنه كان فريقا شرسا وقويا، وكان لديه ثقة كبيرة بعد فوزه على بولتون بنتيجة خمسة أهداف مقابل لا شيء في الدور قبل النهائي. كنا قادرين على السيطرة على المباراة في الشوط الأول، ولكن الخصم ضغط علينا في الشوط الثاني، وكانت الكرة في الهواء كثيرا، وكان علينا أن نقف لهم بالمرصاد.

كان يبدو أن المباراة ستمتد إلى الوقت الإضافي إلى أن قام ماريو بالوتيللي وديفيد سيلفا بتبادل الكرة بينهما بطريقة رائعة وخلقا بعض المساحات في دفاع ستوك سيتي. وارتدت الكرة إلى ماريو، ووضعت نفسي، بشكل غريزي، في وسط المنطقة، وكنت أعرف أن هناك فرصة لسقوط الكرة أمامي بسبب وجود العديد من المدافعين داخل منطقة الجزاء، وكانت هناك دائما فرصة لارتداد الكرة. وعندما اصطدمت تسديدة ماريو بأحد لاعبي الفريق الآخر، ارتدت الكرة لي أمام حارس مرماهم، وقمت على الفور بتسديدها داخل الشباك.

كانت لحظة لا تصدق. عندما التحقت بفريق مانشستر سيتي، كنت أعرف أن ذلك سيكون بمثابة تحديا صعبا، لأنه كان علينا اللحاق بمنافسينا، مع الوضع في الاعتبار أن كرة القدم في إنجلترا تتسم بالقوة والصعوبة ووجود الكثير من الفرق الجيدة. ودائما ما يكون اللقب الأول هو الأصعب. ومن الغريب أنني كنت هادئا تماما بعد المباراة، أو بالأحرى أكثر هدوءا من بعض اللاعبين الآخرين في غرفة خلع الملابس، وربما يعود السبب في ذلك إلى أنني كنت محظوظا بأنني قد حصلت على بطولات في بلدان أخرى، ولكن بمجرد انتهاء المباراة وصعودنا للحصول على الكأس، كنت أفكر في التحدي القادم: اللعب في دوري أبطال أوروبا والفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

والآن، أصبح جميع الموجودين في النادي يملكون هذه العقلية، حيث إن الفوز بالكأس قد خلق أجواء مختلفة تماما، وتغير النادي عما كان عليه في عام 2010 عندما انتقلت لصفوف الفريق.

وعندما أذهب كل صباح إلى غرفة خلع الملابس، يبدو لي أن زملائي في الفريق قد تغيروا وأصبح لديهم مزيد من التصميم والإرادة، وهذا هو ما يمكن أن يفعله الفوز بالبطولات، وهذا هو السبب في أهمية الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي».