فوضى عارمة في ملعب «الشعلة».. ومحافظ الخرج يأمر بتعزيزات أمنية بين الشوطين

حجارة وعبوات مياه وشبان مراهقون يجوبون أرض المباراة.. والمدربون يلاحقون «المشاغبين»

TT

وصف نائب رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد الأحداث التي صاحبت مواجهة فريقه أمام الشعلة مساء أمس ضمن دور الـ16 من مسابقة كأس ولي العهد بالمخزية والمخجلة والتي لا تعكس مدى تطور الرياضة السعودية، خصوصا وأن أعمال الشغب الجماهيري الذي اشتمل على قذف الحجارة والكتل الصلبة الضارة جاءت أثناء بطولة غالية على الجميع.

وقال الأمير نواف بن سعد وهو يستظل بحاجز حديدي خاص بدكة البدلاء على أرض الميدان: «من المؤسف أن تجري مواجهة على هذا الملعب الذي يعتبر غير جاهز من نواحٍ متعددة، فكان الأولى من الاتحاد السعودي نقل المباراة إلى مكان آخر يتميز بأمان أكبر مما نشاهده أمامنا من تصرفات سيئة تشوّه صورتنا، لا سيما وأن هناك مدربين ومساعدين من ألمانيا وأوروبا سبق لهم العمل في دوريات كبيرة، وبلا شك سيتخذون موقفا سلبيا مما يحدث في الملاعب».

وعن هوية الأشخاص الذين مارسوا الشغب، قال الأمير نواف بن سعد: «استغربت من الحكم الرابع سعد الكثيري حينما حضر إلينا وأكد لي بأن ما يحدث سيسجل ضد الهلال، وفي حال استمر فإنه سيضطر إلى إيقاف المباراة، رغم أنه يرى أن تلك المقذوفات وهي تطال الجميع، حتى لاعبينا وكذلك الإداريين وغيرهم مما يعني أن الجمهور الهلالي بريء من تلك الأعمال، كما أنه ليس بحاجة إلى الشغب في ظل انتصار فريقه خلال الشوط الأول بخماسية نظيفة».

وتابع نائب رئيس نادي الهلال وهو يمسك بحجارة كبيرة في يده اليسرى أخذها من أرض الملعب: «حينما قلص الاتحاد الآسيوي المقاعد المؤهلة إلى نهائيات دوري أبطال آسيا للأندية بإزالته لنصف مقعد قامت الدنيا ولم تقعد لدينا، ولو شاهد المسؤولون الآسيويون هذا اللقاء لحرمونا حتى من المقعد الواحد، ونحن ندرك بأن هؤلاء قلة لا يمثلون محافظة الخرج».

وكان محافظ الخرج الأمير عبد الرحمن بن ناصر قد أكد في حديث نقله الزميل أحمد العجلان عبر القناة الرياضية السعودية أمس أن الأرض المخصصة لبناء مدينة رياضية ضخمة في الخرج جاهزة، وهم بانتظار المبالغ المخصصة لها من قبل رعاية الشباب، وسبق أن خاطب الرئيس السابق الأمير سلطان بن فهد، والأمير نواف بن فيصل الرئيس الحالي، ولكن حتى هذه اللحظة لم يتم البت في أمرها رغم أنها اعتمدت في موازنة رعاية الشباب عام 2009 الموافق لعام 1430 للهجرة، ولا تزال الأرض المخصصة للمدينة خالية، رغم أن المنطقة بحاجة إلى اهتمام كبير على صعيد البنى التحتية والتي تأتي في مقدمتها الملاعب.

وأمر محافظ الخرج بين شوطي المباراة بحسب القناة الرياضية السعودية بتعزيزات أمنية لمحاولة فرض النظام على المباراة.

وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» عن أن المواجهة شهدت طباعة 5 آلاف تذكرة على الرغم من أن سعة الملعب لا تتجاوز الـ2500 مشجع، مما جعل الكثيرين منهم يتدافعون بحثا عن مقاعد تضمن لهم الجلوس، وذلك الأمر جعلهم يحطمون الكثير من البوابات المتهالكة ويقفزون فوق الحواجز، بعيدا عن وجود تنظيم أمني يحفظ السلامة، لتمتد تجاوزات بعضهم إلى قذف الأحذية وعلب المشروبات على اللاعبين والحكام، كما شهدت المباراة نزول 6 أشخاص إلى أرضية الملعب ليتجولوا لبعض دقائق دون رقيب يردعهم، مما دفع اللاعبين والأجهزة الفنية إلى المشاركة في الإمساك بهم وتسليمهم للأجهزة الأمنية التي كانت تسجل غيابا واضحا في لقاء هام يعتبر محط أنظار الكثيرين من داخل السعودية وخارجها.

ولم تنتهِ أحداث الشغب الخاصة بالمباراة في أثنائها، بل استمرت حتى بعدها واضطر الفريقان وحكام اللقاء إلى الانتظار حتى خروج الجماهير بنحو نصف ساعة حتى لا يتعرضوا لأي مضايقات أو اعتداءات.

ومن المتوقع أن تتصدر هذه الحادثة جدول أعمال لجنة الانضباط التي ستستند على تقرير حكم المباراة والمراقب، وهو الأمر الذي قد يعرض إدارة نادي الشعلة لعقوبة نظير عدم تأمين الملعب، خصوصا وأن المواجهة تجري على أرضهم، رغم أنها سعت جاهدة لرفع مداخيلها خلال هذه المباراة من خلال إيجاد معلن على قمصان اللاعبين وكذلك الإعلانات، إلا أنها أغفلت الجزء الأساسي والمهم الذي قد يترتب عليه إهدار للأرواح والممتلكات.