جون تيري: سأقاتل لتبرئة نفسي من تهم الإهانات العنصرية

حسم قضية سواريز.. والاستئناف ضد إيقافه قد يتأخر حتى فبراير

TT

يواجه قائد منتخب إنجلترا ونادي تشيلسي جون تيري ملاحقة قضائية بتهمة توجيه إهانات عنصرية لأنطون فرديناند مدافع كوينز بارك رينجرز، حسبما أكدت النيابة العامة الملكية في بريطانيا.

واتهم تيري بتوجيه إهانات عنصرية للاعب كوينز بارك رينجرز أنطون فرديناند، شقيق مدافع مانشستر يونايتد وزميل تيري في المنتخب ريو فرديناند، خلال مباراة في الدوري الإنجليزي لكرة القدم في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. ويتعين على تيري المثول أمام المحكمة في 1 فبراير (شباط) المقبل.

وقالت النائبة العامة أليسون سوندرز في بيان: «أبلغت الشرطة أنه ينبغي مقاضاة جون تيري لتعكير النظام العام بتوجيه إهانات عنصرية، على إثر أقواله المزعومة خلال مباراة الدوري الممتاز بين كوينز بارك رينجرز وتشيلسي». وتابعت: «بعد استعراض جميع الأدلة، أعتقد أن احتمال وجود إدانة واقعي، ومن المصلحة العامة متابعة هذه القضية». وأعلن تيري، 31 عاما، في بيان له أنه «سيقاتل بضراوة لإثبات براءته». وقال قلب الدفاع: «لم يسبق لي أن تلفظت بعبارات عنصرية تجاه أي شخص، ولدي أصدقاء من جميع الأجناس والأعراق والمعتقدات. سأقاتل بضراوة كي أثبت براءتي».

وجاء تحرك الشرطة سابقا في هذه القضية على خلفية الفيديو الذي نشر على شبكة الإنترنت ويظهر تيري وكأنه يوجه إهانات عنصرية لفرديناند، لكن قائد النادي اللندني نفى التهمة الموجهة إليه، مؤكدا أنه تم تفسير ما أظهرته الصور بشكل خاطئ. وأشار تيري إلى أنه يشعر بالخيبة بسبب توصل الأشخاص إلى خلاصات خاطئة في هذا الموضوع، مؤكدا أنه تم تفسير ما قاله لفرديناند بصورة غير صحيحة. ويأتي خبر ملاحقة تيري بعد يوم واحد من عقوبة الإيقاف القاسية لثماني مباريات التي نالها الأوروغوياني لويس سواريز مهاجم ليفبربول لتوجيهه إهانات عنصرية لظهير مانشستر يونايتد الفرنسي باتريس إيفرا.

وقبل الإعلان عن اتهام تيري أعرب البرتغالي أندري فيلاش بواش مدرب تشيلسي عن مساندته الكاملة للاعب. وقال فيلاش بواش: «الشيء الوحيد الذي أعرفه هو أنني سأدعم جون تيري بشكل كامل.. نعرف قيمه الإنسانية والشخصية، وبالنسبة لي لا يساورني شك تجاهه».

وعلى الرغم من أن العقوبة القصوى التي قد تفرض على تيري هي غرامة مالية تصل إلى 2500 جنيه إسترليني، ولا يوجد احتمال للسجن، كما لن يتم نظر القضية أمام هيئة محلفين، فإن ذلك قد يؤدي في نهاية المطاف إلى حرمانه من قيادة المنتخب الإنجليزي.

وتصاعد الضغط على كل من تيري واتحاد كرة القدم الإنجليزي، عندما اتضح أن شركة «أمبرو» للأدوات الرياضية قد أزالت صورة قائد المنتخب من موقعها على الإنترنت. يذكر أن شركة «أمبرو» هي المورد الرسمي للأدوات الرياضية للفريق الإنجليزي، كما أن تيري كان قد وقع اتفاقا شخصيا مع الشركة لارتداء حذاء معين.

وفي الوقت نفسه قال لورد كوسيلي، وهو رئيس حملة «كيك إت أوت» المناهضة للعنصرية وعضو مجلس اتحاد كرة القدم الإنجليزي، إنه يشعر بالحزن بسبب «الدعم المطلق» الذي يقدمه تشيلسي لتيري دون إجراء «تحقيق شامل» من قبل النادي، وأضاف: «من المهم للغاية، إذا ما نظرتم إلى أي جانب من جوانب المجتمع، أن يقوم صاحب العمل بإجراء تحقيق شامل عندما يتم توجيه اتهامات خطيرة للعامل تتعلق بسوء السلوك».

وعند سؤاله عما إذا كان ينبغي الإبقاء على تيري في صفوف المنتخب الإنجليزي، قال كوسيلي: «هذا نداء كبير لاتحاد كرة القدم. بوضوح، يمكنه اللعب لناديه لأنه يقول إنه بريء من الادعاءات والاتهامات، وهذه قضية بين اللاعب والنادي».

وفي بعض الحالات يقوم أرباب العمل بإيقاف موظفيهم عن العمل، ولكن في هذه الحالة يمثل تيري قيمة كبيرة للنادي، لأنه قائد الفريق في الملعب، علاوة على أنه شخصية عامة ومحبوبة بين الجماهير، وهو ما يتعين على النادي وضعه في الاعتبار، أما بالنسبة للاتحاد الإنجليزي لكرة القدم فهذه قضية كبيرة، وهو صاحب القرار.

واستطرد كوسيلي قائلا: «ولكن ماذا عن الأخلاق والقيادة والمعيار الذي وضعناه وأخلاق كرة القدم؟ يتعين على الاتحاد أن يضع هذه الأمور في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن ما، إذا كان سيبقى في صفوف المنتخب أم لا، حتى يتم حسم القضية سواء لصالحه أو ضده».

ومن المقرر أن يتم انعقاد لجنة الاستماع الأولى للقضاة في الأول من فبراير، وربما لن يتم اتخاذ قرار نهائي في تلك القضية حتى قبل كأس الأمم الأوروبية التي ستقام في شهر يونيو (حزيران) 2012 والتي سيشارك فيها المنتخب الإنجليزي.

وعلى الرغم من موقف الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم - كانت آخر سابقة هي السماح لستيفن جيرارد باللعب مع منتخب بلاده بينما كان ينتظر القرار النهائي في إحدى القضايا - يظل تيري هو قائد المنتخب الإنجليزي، ورغم أن العقوبة التي ستفرض ضده ستكون أقل، فإن هناك آثارا اجتماعية أكبر ينبغي أن توضع في الحسبان من قبل الاتحاد والمدير الفني للمنتخب الإنجليزي فابيو كابيللو. وكان ضباط من الشرطة قد زاروا تيري في منزله أول من أمس لإبلاغه بطلب النيابة بضرورة حضوره جلسة الاستماع في لندن لمواجهة اتهامات بمخالفات عنصرية مخالفة للنظام العام، بموجب قانون الجريمة والفوضى لعام 1998، بعد تحليل لقطات من المباراة، بما في ذلك المواد التلفزيونية التي تسلمتها الشرطة الأسبوع الماضي فقط. وقد استدعت الشرطة فرديناند (31 عاما) ولاعبين آخرين كانوا قد شاركوا في المباراة لاستجوابهم.

من جهة أخرى ذكرت تقارير إعلامية أمس أنه يحتمل تأخر نظر أي طلب استئناف يتقدم به نادي ليفربول ضد عقوبة إيقاف مهاجمه لويس سواريز ثماني مباريات بتهمة الإساءة العنصرية للاعب منافس، حتى فبراير المقبل.

وكان النجم الأوروغوياني سواريز قد عوقب بالإيقاف مع تغريمه 40 ألف جنيه إسترليني (62 ألفا و700 دولار) بتهمة توجيه إساءة عنصرية للفرنسي باتريس إيفرا مدافع مانشستر يونايتد خلال مباراة الفريقين بالدوري الممتاز في 15 أكتوبر الماضي.

ويمكن لليفربول التقدم بطلب استئناف ضد العقوبة خلال 14 يوما اعتبارا من تسلم الحكم مكتوبا من قبل اللجنة المستقلة التي اتخذت القرار بتفويض من الاتحاد الإنجليزي. وذكرت صحيفة «التلغراف» أن الحكم المكتوب ربما لا يسلم قبل منتصف يناير (كانون الثاني) المقبل، وهو ما يعني أن أي طلب استئناف يتقدم به ليفربول لن ينظر قبل فبراير. وأضافت الصحيفة: «لا يمكن تصور عدم التقدم بطلب استئناف نظرا للمشاعر القوية التي يشهدها النادي». ومع ذلك فإن التقدم بطلب استئناف يشكل مجازفة بالنسبة لليفربول، حيث من المحتمل أن تمدد فترة العقوبة. وأوضحت: «الاتحاد الإنجليزي له الحق في تغليظ العقوبة على المهاجم الأوروغوياني، حيث إنه سيطلب لجنة جديدة لإعادة تقييم الأدلة».