يوفنتوس تعادل مع أودينيزي لينهي العام متقاسما الصدارة مع الميلان

فريق السيدة العجوز قدم عرضا قويا لكن لم يستطع اختراق أصحاب الأرض

TT

تعادل فريق يوفنتوس خارج ملعبه أمام أودينيزي سلبيا في المباراة التي جمعت بينهما في إطار الجولة المؤجلة منذ بداية بطولة إيطاليا، لينهي العام الحالي متقاسما الصدارة بصحبة الميلان الذي سبق أن فاز على كالياري، وكلاهما برصيد 34 نقطة. بينما ارتفع رصيد أودينيزي إلى 32 نقطة وضعته في المركز الثاني.

ووصل عدد المباريات التي خاضها يوفنتوس دون خسارة إلى 16، بينما يعود الرقم القياسي في عدم الخسارة إلى دوري الدرجة الأولى موسم 1949 - 1950، حيث خاض 17 مباراة من دون خسارة، وكذلك موسم 1945 - 1946.

ويعود يوفنتوس يوم 8 يناير (كانون الثاني) المقبل، حينما ستستأنف بطولة الدوري عقب توقف أعياد الميلاد، وهناك قد يعادل الرقم القياسي. بعد موسمين أنهاهما في المركز السابع والثورة الصيفية الأخيرة يشبه الأمر إنجازا كبيرا حقا.

دائما ما سجل أودينيزي على ملعبه وفاز، لكن أول من أمس تعين عليه الرضا بتعادل من دون أن يشكل أي خطورة مطلقا، كما أنه حقيقي لو أنه بدلا من سبعة تعادلات حقق أربعة انتصارات وثلاث هزائم يكون له خمس نقاط أعلى من الميلان، وحتى لو حصد ثلاثة انتصارات وأربع هزائم لكان في صدارة الترتيب منفردا. إنه بيان لا يمكن التقليل من شأنه، لكنه هامشي مقارنة بالتطور الإجمالي للفريق الذي يمكنه تحديد أهداف الموسم، وهي التأهل المباشر إلى دوري أبطال أوروبا (أي المركز الثاني)، وبعدها من يدري؟

أول من أمس قدم يوفنتوس مباراة طيبة، وفي الشوط الأول كان مسيطرا على مجريات اللعب والخطأ الوحيد كان الخطورة القليلة في الأمتار العشرين الأخيرة من الملعب. لكن إذا كان فريق كونتي قد أظهر في وسط الملعب، حيث دائما ما بنى أودينيزي انتصاراته على ملعبه، تفوقا عدديا فإن جزءا كبيرا من الفضل يذهب لأندريا بيرلو الذي لعب بطريقة متناغمة في الشوط الأول، وفي الثاني أدار التراجع العام الذي يمكن تفهمه. ما أثرى مباراة لاعب وسط الميلان السابق هو 39 تمريرة إيجابية (8 سلبية فقط) و12 كرة نجح في استخلاصها، علاوة على 4 كرات قطعها، الخلاصة هي أنه لاعب وسط ذو قدمين ذهبيتين أو بالأحرى قلب وسط نفسه طويل وبجسارة متخصص في استخلاص الكرة، هذا أمام من كان يعتبره انتهى ويزعم أنه ليس قادرا بعد على البقاء أمام الدفاع. كما حاول بيرلو حل المباراة بركلة ثابتة على حدود منطقة الجزاء، لكن هاندانوفيتش، الذي أزعجه كييلليني، كان يقظا.

علاوة على المعلومة الإيجابية في عدم الخسارة قط، هناك معلومة أخرى تسعد المدرب كونتي، وهي أن يوفنتوس الأول. ولنتحلَّ بالصبر إذا كان معه الميلان أيضا. التحدي بين يوفنتوس والميلان يحمل ولا بد اسم أندريا بيرلو، فقد كان في الصدارة في أعياد الميلاد مع الميلان الموسم الماضي (بثلاث نقاط أعلى عن نابولي ولاتسيو)، وبطل إيطاليا في مايو (أيار)، وهذه المرة في متصدر أيضا مع يوفنتوس ما عدا مباراة واحدة (في 23 أكتوبر (تشرين الأول)، حينما تجاوزه لاتسيو وأودينيزي لكنه عاد في الجولة التالية إلى الصدارة منفردا). في الواقع، اشترى بيرلو شقة في صدارة الترتيب ويسكنها منذ فترة، وما يتغير فقط هم الفريق الذي يلعب له. ربما هذه مصادفة، لكن الاحتمال الأكبر أنها ليست كذلك.

إنه تعادل تحقق على الملعب فعليا حينما رأينا المدرب أنطونيو كونتي يشير من فوق مقعده للاعبين بتهدئة الإيقاع والتفكير وعدم فقد الكرة بسهولة كي لا يباغته لاعبو أودينيزي بالهجمات المرتدة. إلا أنه تعادل بطعم الفوز، مثلما حرص المدير الفني على الشرح قائلا: «لأننا قدمنا مباراة طيبة، وحاولنا تحقيق الفوز وخلقنا فرصا». ربما بدا لاعبو اليوفي أقل لمعانا أو إصرارا هذه المرة أمام المرمى، بينما تجمدت بندقية ماتري، الذي بحسب كونتي «تحرك جيدا، وقام بما ينبغي عليه والتحركات التي طُلبت منه، وإن أخطأ التمريرة الأخيرة. كما أنه لا بد من الأخذ في الاعتبار أن المباراة تضمنت مواجهة بين أفضل خطي دفاع في البطولة». وبالتالي، يتابع كونتي: «تم حصد نقطة أمام خصم مباشر في المنطقة العليا من الترتيب، كما أن التقدم للعب مباراة في استاد فريولي يعد سببا للسعادة، وقد أظهرنا أننا فريق كبير. ولو قال لي أحدهم حينما توليت قيادة يوفنتوس إننا سننهي العام في المركز الأول وبلا هزيمة ما كنت لأصدقه أبدا».

ربما كان بإمكان فريق يوفنتوس هذا اللدغ أكثر باستغلال التعب المتراكم لدى خصومه، الذين يخوضون ثلاث مباريات ما بين الدوري ودوري أبطال أوروبا في ستة أيام. ويقول كونتي: «لقد حضرنا مثلما كنا في نابولي، بثلاثة لاعبين في الدفاع، وقام بيبي بدور رأس الحربة الثاني، لكننا كنا سنصبح ساذجين لو لم نقم ببعض الأمور الخططية للحد من ضغط أرميرو وباستا. إذا كنا وصلنا إلى ما نحن فيه فالسبب هو أننا نعد لكل المباريات بطريقة جنونية، من دون التهوين من قيمة الخصم». ثم يضيف: «حشد خمسة مهاجمين في الملعب ليس مرادفا للفوز، فمن المهم الاحتفاظ بالتوازنات السليمة».

هناك سبب آخر للسعادة لدى مدرب يوفنتوس: «لقد عاد اليوفي ليكون فريقا ينال احتراما وخوفا، واليوم من يواجهنا ينزل إلى الملعب لخوض مباراة العمر». التحول من المركز السابع إلى الصدارة في نفس العام يعد معجزة تقريبا. كونتي كان مؤمنا في داخله بذلك، لكنه يعشق تذكر الماضي لإبراز أفضال الحاضر أيضا وإن كان لا يعتزم الحديث عن درع الدوري، ليس اليوم. ويقول المدير الفني: «على أقصى تقدير، أتمنى استئناف البطولة في العام الجديد من حيث انتهينا، متصدرين للترتيب وبلا هزيمة». وبالصدفة طلب من مدير عام النادي ماروتا مهاجما، ربما بورييللو؟ الذي يقول عنه كونتي: «إنه لاعب بارع، لكننا لدينا ماتري بالفعل»، وبخلاف المزاح يقول: «إنني أحترم كثيرا من أدرب كي أتحدث عن سوق الانتقالات».

في المقابل أنهى فرانشيسكو غويدولين، أحد أبرز مدربي هذا الموسم، في منطقة دوري الأبطال هو الآخر مع ختام العام، تحديدا مثلما أنهاه منتصرا العام الماضي. يسعى غويدولين لحصد جائزة «أوسكار» لأفضل مخرج، وهو يستحقها تماما. وبعيدا عن جسارة دي ناتالي (أول مرة لا يسجل على ملعبه، بعد عشر مباريات على التوالي سجل فيها)، وأليكسيس سانشيز الذي انتقل إلى برشلونة من بداية الموسم، وبعيدا عن تطور مستوى هاندانوفيتش وإنلر وأسامواه، وهم لاعبون دوليون أعطوا أودينيزي هذا العام ثقل الفريق الكبير، بخلاف كل هذا قام المدير الفني بعمل استثنائي، من خلال بينزي ودوميتزي، ومع فيرونيتي وفلورو فلوريس، وأرميرو وإيسلا، وباستا وعبدي. لكن من خلال بث الدوافع في الاحتياطيين الذين شاركوا جميعهم في الدوري الأوروبي، حيث لم يخفق فريق غويدولين باستهدافه دور الـ32 في مجموعة حديدية بعد الخروج من دوري الأبطال على يد آرسنال.

عبدي: آخر تحرك ذكي لغويدولين احتفظ به لمباراة يوفنتوس من خلال عبدي للضغط على بيرلو، وللقيام بالربط مع رؤوس الحربة، وقد قام اللاعب بواجبه على أتم وجه، خصوصا الجانب الدفاعي الذي بنى عليه المدير الفني المباراة. وإن كان قد شرح في نهاية المباراة قائلا: «اليوفي كان هو من تأقلم معنا»، ثم يتابع: «إنها نقطة مُرضية لنا بسبب الحالة البدنية التي نحن فيها. عبدي صانع ألعاب غير تقليدي، لكنه الوحيد في هذه اللحظة القادر على القيام بدور لاعب الوسط المتقدم. إنه موهوب فنيا ويقظ، لكننا نفتقد اللاعب من أصحاب القميص رقم 10. إنني أعمل حاليا بشأن توريي وفابريني، لكن نفتقد صاحب القميص رقم 10».

سوق الانتقالات: إن إدارة النادي لم تعوضه قط عن رحيل سانشيز، ولم تقدم له سوق انتقالات ما يناسب حجم اللاعبين الذين تم بيعهم، ويواصل حديثه: «حتى وإن كان دانيلو لاعبا كبيرا (الأفضل أول من أمس أيضا) والذي يتمتع بالصرامة والاحترافية النموذجيتين».