الإنتر يسحق ليتشي محققا رابع فوز له على التوالي

الرباعي السحري باتزيني وميليتو وناغاتامو وألفاريز قادوا الصحوة مع المدرب رانييري

TT

سحق فريق الإنتر غريمه ليتشي 4 - 1 في استاد سان سيرو في إطار الجولة الأولى المؤجلة من الدوري الإيطالي.

وافتتح مورييل التسجيل لصالح الضيوف في الدقيقة 19 من الشوط الأول، ثم جاء رد باتزيني بهدف رائع في الدقيقة 34 لينهي الشوط الأول بالتعادل، ثم توالت أهداف لاعبي الإنتر في الشوط الثاني بتسجيل ميليتو الهدف الثاني المذهل في الدقيقة الرابعة من الشوط الثاني وتلاه كامبياسو بهدفه، في الدقيقة 29، واختتم التسجيل اللاعب الشاب ألفاريز في الدقيقة 36.

حدث كل هذا في ليلة واحدة، جعلها تبدو كفيلم سينمائي، حيث أمطرت السماء بالهدايا والأخبار السعيدة وربما أيضا بالوجوه الجديدة على فريق الإنتر، حينما عاد ميليتو إلى سابق عهده بتسجيله هدفا على طريقة الأمير الحقيقي. ومن يعلم ماذا يمكن أن يحدث في المستقبل، فإن فريق الإنتر أقل بـ8 درجات من الفريق المتصدر لترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي، كما أن هناك مجموعة من المؤشرات التي تشير إلى حدوث صحوة في فريق الإنتر بتسجيل 4 أهداف في مباراة واحدة لتحقيق الفوز الرابع على التوالي، حيث بدا الفريق كأنه ولد من جديد ولعل ما حدث كان مجرد إطار لما كان المدرب رانييري يحاول قوله عندما تحدث عن التنافس على الدرع وأشياء من هذا القبيل، حينها اعتبره أحدهم مخلوقا فضائيا، لأن فريق الإنتر قد لا يصل إلى الدرع، ولكن دعنا نقوم بالتركيز على شيئين فقط، حيث يبدو ناغاتامو صورة مصغرة من مايكون من جهة أخرى، ثم لنرى ألفاريز الشاب الذي بدا من قبل كأنه يتحرك تحت سيطرة فرامل اليد، ولكنه الآن يراوغ ويمرر الكرة بسرعة دون توقف.

ينقص فريق الإنتر 8 نقاط على صدارة ترتيب دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ولكنه تنفس الصعداء بالتأكيد على الأداء الرائع لمايكون (أمام خصمه جياكوماتزي)، ثم يأتي أداء حارس المرمى المتألق جوليو سيزار الذي أذهل الجميع بأدائه الذي يساوي هدفا آخر، كما يهدي باتزيني هدفه إلى المولود الأول «باتزينو» الصغير أو «توماسو» كما سماه، والذي جاء إلى الدنيا بينما كان والده في الحافلة المتجهة إلى استاد سان سيرو، حيث ركض والده مسرعا من استاد سان سيرو، وطلب تبديله بلاعب آخر ما إن ضمن الفوز في المباراة التي لعبها في ظروف حماسية بالداخل والخارج. حدث كل ما سبق في ليلة تستحق الإشادة مع ولادة ابنه البكر، ومع عودة تألق الأمير ميليتو في حُلة جميلة، حيث صرح الأرجنتيني ميليتو، قائلا: «أنا سعيد من أجل فوزنا في المباراة أكثر من سعادتي بتسجيل الهدف. إذا كنت سأبقى في الإنتر؟ بالتأكيد سأبقى، وهذا ما أرغب فيه كما ترغب فيه إدارة النادي أيضا، وسنحقق الكثير من أجل الإنتر» في طور الصحوة من جديد. وقد تأثر رانييري كثيرا حينما سجل ميليتو أخيرا بعد صيامه عن التسجيل في الدوري الإيطالي منذ 3 شهور، منذ 24 سبتمبر (أيلول) الماضي في مباراة بولونيا، في اليوم الأول لرانييري من تدريب الإنتر، ولا ننكر تسجيله في منتصف هذه الفترة أمام فريق ليل الفرنسي في إطار دوري الأبطال في 2 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، ولكن هدفه في التوقيت الحالي قيمته أكبر لأنه هدف الأمير الحقيقي الذي سجله بقوة وبسرعة خاطفة.

خرج باتزيني من الملعب في الدقيقة 27 من الشوط الثاني لكي يدخل في حياة الأبوة بعدها بأقل من ساعة. وقد ارتفع رصيد باتزيني إلى تسجيل 5 أهداف موسمية (سجل 9 أهداف في مرمى ليتشي في مسيرته الكروية)، كما أظهر أداء ميليتو وريكي ألفاريز المتألق أن من أحضره من الأرجنتين لم ير فقط السحر في الملعب، ولكنه رأى لاعبا قادرا على لعب كرة القدم بمهارة عالية، فعندما يركل ميليتو كرته السحرية تخترق 3 لاعبين من ليتشي وتصنع هدفا مذهلا، وهكذا نفهم أن صفقات سوق انتقالات الإنتر تستحق الإشادة أكثر من مرة، كما أن الأرجنتيني ألفاريز الذي سجل هدفا فقط في مرمى طرابزون سبور التركي في إطار دوري الأبطال لم يلعب من قبل في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، ولكنه يلعب الآن بأداء رائع مع إصابته بشد عضلي، حيث نصحه رانييري بعدم الركض كثيرا بعدما قام بتغيير اللاعبين 3 مرات بالفعل، ولكنه لم يقاوم فقد كانت تمريرة ناغاتامو الحاسمة تستحق التكريم، كما صرح ألفاريز، قائلا: «مدى بُعدي عن أدائي الحقيقي؟ يتعين علي التحسن أكثر ولكني اقتربت بالفعل».

أُطلق على مايكون اسم «المنقذ» قبل مواجهة فيورنتينا، ومنذ تلك المباراة حتى أول من أمس لم يخسر فريق الإنتر مجددا، حيث ساهم مايكون في صنع هدف هذه المباراة الذي سجله رانوكيا من كرة ثابتة، ثم بدأ الصحوة في المباراة الماضية أمام فريق ليتشي بوضع باتزيني في الظروف التي تسمح له بالدفع بالإنتر للإمام في قفزة رائعة. إذن، تم كل شيء في ليلة واحدة، لأن ريكي ألفاريز عاد لصنع المعجزات في الملعب، وتألق أداء الحارس جوليو سيزار مثلما كان يفعل في موسم الثلاثية، كما عاد ميليتو إلى سابق عهده ولم يخطئ ناغاتامو طوال المباراة، إذن، هل تعلمون ماذا حدث؟ لقد عاد الإنتر من جديد. كما صرح رانييري، قائلا: «نود الآن الاستمتاع بأعياد الميلاد، لأن اللاعبين يستحقون الآن تنفس الصعداء بعد قضاء تلك الفترة الصعبة التي تجرعنا فيها الكثير من المرارة، وسنمضي قدما بقولنا منذ زمن إننا نود العودة إلى القمة، ولن يكون ذلك سهلا لأن الفرق الأولى تتقدم بسرعة، وهذه الكلمة (الدرع) لن أتفوه بها، ليس إيمانا مني بالتفاؤل والتشاؤم، ولكنها ستبقى بداخلي دائما. هل أهدى موراتي ليوناردو (المدير الرياضي لفريق الإنتر)، 5 هدايا في يناير (كانون الثاني) الماضي؟ أجل، أقر بكرم رئيس النادي. كم أمنح الفريق من درجات؟ أمنحه 6 درجات لأننا ما زلنا نستعيد أداءنا الحقيقي، ويمكننا فعل أفضل من ذلك بكثير»، ويذكر أن الفريق قام بالصحوة بعد صياح المدرب «إن فريق الإنتر الذي فاز بالثلاثية لم يعد موجودا»، ولكنه أضاف، قائلا: «أؤكد إن هذه الفترة المأساوية في تاريخ الإنتر باتت فصلا منتهيا، فهذا فريق آخر في بطولة أخرى من الدوري الإيطالي». بين عناصر الإنتر، هناك العديد من اللاعبين من أميركا الجنوبية، كما صرح المدرب، قائلا: «هل بدوت متأثرا بهدف ميليتو؟ فلندع المبالغة جانبا، ولكني سعيد من أجل دييغو، فإنه لاعب عنيد وعمل بقوة خلال هذا الأسبوع، وليس هناك حاجة إلى ذهابه لأخذ البركات لكي ينجح في كسر صيامه عن التسجيل، ولكن يمكنه العودة الآن إلى منزله في سلام. هل ألفاريز أصبح أفضل في الملعب؟ لدى ريكاردو العديد من المميزات الممتازة وأخيرا رأيته أيضا يركض خلف الخصم حينما يفقد الكرة، وربما إذا تركناه يلعب أكثر سينجح في فهم الدوري الإيطالي». وبين النقد الذاتي والسخرية، علّق المدرب أيضا على الدفع بفورلان - الذي عاد مؤخرا من الإصابة بتمزق عضلي في 11 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي - كلاعب أساسي في هذه المباراة، قائلا: «لقد أوضحت لفورلان أن الأفضل الدفع به في الشوط الثاني من المباراة حينما يكون الخصم مرهقا أكثر، ولكنه أصرّ على اللعب من بداية الشوط الأول، ثم أكدّ أنني كنت محقا في الاستراحة».