عدنان درجال: الأمة العربية لم تجتمع فكيف بالمنتخبات في الدوحة؟.. وكأس الخليج «أنموذج رائع»

قائد العراق وصف شوط بلاده أمام الأردن بالأفضل منذ سنوات.. واعتبر الهلال وماجد الأميز سعوديا

TT

أبدى لاعب المنتخب العراقي السابق ومدرب نادي الوكرة القطري عدنان درجال استياءه من غياب العديد من المنتخبات العربية عن الدورة الـ12 التي تحتضنها الدوحة، مبينا أن ذلك الأمر يعكس واقع العالم العربي في جميع مناحي الحياة، مطالبا الاتحادات بضرورة المشاركة بمنتخباتها الأولى من أجل أن تنعكس القوة والندية على جميع اللاعبين المشاركين، وتؤتي تلك الدورات العربية أكلها بنجاح، معرجا في حديثه إلى أوضاع المنتخب السعودي المتدهورة مؤخرا، معتبرا تغيير المدربين خلال فترة وجيزة أحد أهم العوامل التي عصفت بالأخضر نظير عدم الاستقرار الفني، مشددا على أن اللاعبين السعوديين قادرون على تحقيق الانتصار أمام أستراليا في المواجهة المفصلية التي تحدد المتأهل إلى التصفيات الأخيرة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، مطالبا المدرب ريكارد بضرورة اللعب بطريقة متوازنة بين الدفاع والهجوم، مستذكرا اللحظات الماضية التي كان فيها لاعبا، مشيدا بأبرز المهاجمين الذين واجههم ويأتي في مقدمتهم ماجد عبد الله وجاسم يعقوب ومنصور مفتاح، واصفا دورة الخليج بالتظاهرة الرياضية التي تجمع جميع الدول وتجعلهم متوحدين، وتمتاز بالقوة والندية لمشاركة جميع المنتخبات بالعناصر المميزة من أجل الظفر بها.

* في الدورة العربية الـ12 شارك في مسابقة كرة القدم 10 منتخبات من أصل 21 منتخبا، بما تفسر هذا الغياب؟ وكيف ترى خروج بعض المنتخبات من الأدوار التمهيدية؟

- للأسف وأقولها بكل أمانة وصدق نحن العرب لم نجتمع بالشكل الصحيح، وهو جانب ليس متعلقا بالرياضة فحسب، بل في جميع المجالات الأخرى، وأعتقد أن مشاركة 10 منتخبات عربية في لعبة كرة القدم تؤكد كلامي حيث يفترض أن تشارك جميع الدول العربية بالمنتخبات الأولى في هذه التظاهرة حتى تزداد البطولة قوة وتنافسا ولكن هذا هو حال الأمة العربية دائما متفرقة وربما يكون ذلك أمرا طبيعيا نتيجة للظروف التي تمر بها بعض الدول العربية في الفترة الحالية، وأرى أن خروج المنتخبات القوية والمؤهلة والمرشحة للدور النصف النهائي بلا شك سيؤثر كثيرا على اسم البطولة مع احترامي وتقديري لبعض الفرق التي تأهلت إلا أن مستواها لا يقارن بمنتخبات العراق والسعودية وقطر التي كنت أتمنى أن تشارك بفريقها الأول من أجل أن تعطي قوة للمنافسة ويكون الختام بالشكل الذي يليق باسم البطولة، ولكن الحقيقة لا أود التجني على الاتحادات المشاركة لأننا لا نعرف الظروف التي تمر بها ولكن في الوقت نفسه من وجهة نظري مهما كانت الظروف فإن لم تتمكن من المشاركة بمنتخبها الأول فعليها عدم المشاركة إطلاقا.

* عندما كنت مدافعا بالمنتخب العراقي، من هو أفضل لاعب عربي آسيوي واجهته خلال مشوارك الكروي؟

- للأمانة هناك أكثر من لاعب واجهته في بطولات الخليج التي كانت على أشدها آنذاك، ومن الأسماء التي أتذكرها من السعودية ماجد عبد الله ويوسف الثنيان، ومن الكويت جاسم يعقوب وفيصل الدخيل، ومن قطر منصور مفتاح، ومن الإمارات عدنان الطلياني، ومهاجم من البحرين لا أتذكر اسمه، ولكن يظل الأبرز فيهم ماجد عبد الله وجاسم يعقوب ومنصور مفتاح.

* من خلال متابعتك للدوري السعودي، ما الفريق الذي تجده قادرا على إمتاعك؟

- في الحقيقة ليس لدي ناد معين سواء في السعودية أو على مستوى أندية العالم، ولكن هناك أكثر من ناد سعودي أعشق الطريقة التي يلعب بها ولعل نادي الهلال من أبرز الأندية من خلال الإمكانات الفنية والنجوم الذين يمتلكهم، وكذلك الشباب في الآونة الأخيرة يقدم مستويات رائعة ولديه العديد من العناصر المميزة.

* المنتخب السعودي يحقق تراجعا كبيرا على صعيد النتائج، ما الأسباب التي تقف وراء ذلك في نظرك؟

- الكرة السعودية تزخر بمجموعة من النجوم على مر السنوات وحتى هذه اللحظة، ولكن من وجهة نظري ومن خلال متابعتي للمنتخب السعودي أجد أن لديه هبوطا قويا في النتائج ووضع الفريق، ولا أعرف ما هي الأسباب وهناك علامة استفهام كبيرة على نتائج المنتخب السعودي ووضعه الفني، وفي نظري أن السبب عائد إلى عدم الاستقرار بالنسبة للكوادر الفنية خلال السنتين الأخيرتين من بطولة الخليج وحتى هذه اللحظة، حيث أشرف على الأخضر قرابة الـ4 مدربين وهذه التغيرات ولدت عدم الاستقرار وتسببت في الإخفاق.

* الروح تعتبر أحد أبرز المحفزات لتحقيق الانتصارات في كرة القدم، كيف تقيم الروح التي يظهر بها لاعبو المنتخب السعودي في الآونة الأخيرة؟

- اللاعب السعودي معروف بروحه وإمكاناته الفنية ومستواه العالي، ولكن ربما الضغوطات القوية قد يتحملها مجموعة من اللاعبين الذين لديهم الخبرة والشخصية القوية ولا يتحملها اللاعبون الذين لا تتجاوز أعمارهم الـ20 ومعظم لاعبي المنتخب السعودي مؤخرا يعتبرون من العناصر الشابة، ويتعرضون أحيانا إلى ضغوط إعلامية وجماهيرية وربما يقول البعض إن اللاعب الذي ليس لديه روح تشبع وأصبح تفكيره في المادة.. فأعتقد أن هذه الفكرة يجب أن تتلاشى سواء في المنتخب السعودي أو جميع المنتخبات الأخرى، وعلينا أن نفكر في كيفية بناء لاعب بالشكل الصحيح وتطوير عقله ليكون احترافيا بعيدا عن المال، وعلينا تثقيف اللاعبين بكيفية الاستمرار في تنمية مهاراتهم ومواهبهم التي تعتبر الأهم في مسيرتهم الكروية.

* المنتخب السعودي تنتظره مواجهة مصيرية وصعبة أمام المنتخب الأسترالي، كيف ترى هذه المباراة؟ وما هو المطلوب من المدرب فرانك ريكارد؟

- من وجهة نظري، فإن المنتخب السعودي لا يوجد لديه شيء يخسره وهذه المباراة تعتبر بالنسبة له «أكون أو لا أكون»، وعلى المدرب أن يلعب بجميع أوراقه ولكن عليه ألا يبالغ في الهجوم لكون الخصم الذي سيلعب أمامه قويا وعنيفا ومتمرسا، ويلعب على أرضه وبين جماهيره ويمتلك لاعبين محترفين على مستوى عال معظمهم يشاركون في الدوري الأوروبي وبالتالي على المدرب أن يضع حسابا لجميع تلك الأمور، ويوازن في الدفاع والهجوم، ورغم صعوبة المباراة فإن المنتخب السعودي قادر على الانتصار، وسبق أن عودنا بالظهور في وقت الشدائد، وأتمنى من الله العلي القدير أن يوفق الأخضر في التأهل للدور الثاني من التصفيات.

* المنتخب العراقي خاض عددا من المواجهات مؤخرا، كيف ترى مستوياته؟

- منتخبنا من المنتخبات القوية ويمر بفترة جيدة، والشوط الثاني الذي قدمه في مباراته أمام الأردن وأحرز فيه 3 أهداف هو الشوط الأفضل له بعد كأس أمم آسيا الذي أحرزه في 2007، وفريقنا قادر على أن يصل إلى نهائيات كأس العالم رغم صعوبة الفرق والمهمة، ولكن اللاعبين لديهم الإمكانات والقدرة وأتمنى التوفيق لهم بالتأهل حتى يحققوا حلمهم وحلم العراقيين الذي يعود إلى عام 1986.

* العراق ودع الدور التمهيدي في الدورة العربية الـ12، كيف ترى أداء المدرب البرازيلي زيكو؟ وهل هو من يتحمل ذلك الخروج؟

- ليس لدي أي فكرة حول الاتفاق الذي تم بين الاتحاد العراقي لكرة القدم والمدرب البرازيلي زيكو عن هذه البطولة، فهل كان التخطيط لتحقيق الميدالية الذهبية أو مشاركة هؤلاء اللاعبين لاختيار الأفضل منهم وإعدادهم ليكونوا نواة للمنتخب الأول، ولكن من خلال حديث الزملاء الصحافيين بعد تصريح المدرب الذي أشار عند قدومه إلى أنه جاء للمنافسة على الميدالية الذهبية وعاد مرة أخرى وصرح بأنه يسعى إلى تجربة عدد من اللاعبين ومنحهم الفرصة، وربما هذا التناقض في الحديث سبب له مشكلة، وأنا ليس لدي مانع في إعداد اللاعبين وبناء فريق للمستقبل وكان يجب أن يكون واضحا للجميع ولا تكون الأمور مبهمة، والهدف لا بد أن يكون متفقا عليه من الجميع.

* بطولة الخليج لكرة القدم مرت منذ تأسيسها بالعديد من التطورات، كيف ترى مستقبلها؟

- البطولة الخليجية هي البطولة الوحيدة التي تجمعنا بعكس البطولات العربية التي يغيب عنها العديد من المنتخبات، والدليل الدورة العربية كما ذكرت لك في بداية الحديث حيث لم يشارك سوى 10 منتخبات بعكس دورة الخليج التي تشارك فيها جميع المنتخبات والرياضيين، وأتمنى أن تستمر هذه التظاهرة لأنها تجمعنا وتقربنا وتجعلنا أكثر قوة ووحدة.