في عرس رياضي مثير.. الدوحة تحتفل بتتويج مصر بصدارة ترتيب «دورة ألعاب العرب الـ12»

ولي عهد قطر رعى الحفل النهائي.. وسلم البحرين ذهبية كرة القدم بعد نهائي شاق مع الأردن

TT

أسدل الستار، أمس، على مسرح دورة الألعاب العربية الـ12 التي جرت في الدوحة في الفترة من الـ9 من الشهر الحالي وحتى أمس (الجمعة) بحضور ولي عهد قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتوج المنتخب البحريني الأول لكرة القدم في الحفل الختامي للدورة بذهبية كرة القدم عقب فوزه على نظيره الأردني بهدف نظيف سجله إسماعيل عبد اللطيف في الدقيقة الأخيرة من المباراة وسط حضور جماهيري كبير، علما بأن بين شوطي المباراة كان للفنان العراقي المطرب كاظم الساهر حضور رائع حينما شدا بأغنية «بلاد العرب أوطاني».

وتوجت مصر بصدارة لائحة ترتيب الدول العربية برصيد 90 ميدالية ذهبية و76 ميدالية فضية و67 ميدالية برونزية، بينما حلت تونس في المرتبة الثانية برصيد 54 ميدالية ذهبية و45 ميدالية فضية و39 ميدالية برونزية، وحل المغرب في المرتبة الثالثة برصيد 35 ذهبية و24 فضية 54 برونزية، أما قطر فجاءت رابعة في الترتيب برصيد 32 ذهبية و38 فضية و40 برونزية، أما الجزائر فحلت خامسة برصيد 16 ذهبية و31 فضية و41 برونزية، أما السعودية فجاءت سادسة برصيد 15 ذهبية و12 فضية و18 برونزية، علما بأن قطر أزاحت السعودية من ترتيب أفضل 10 دول عربية في تاريخ الدورات العربية باحتلالها المرتبة الـ10، بينما تراجعت السعودية للمرتبة الـ11 بسبب ضعف تحصيلها للميداليات.

ورسمت النسخة الثانية عشرة من الدورات الرياضية العربية خريطة واضحة المعالم لاختصاصات كل بلد وكل من المنطقتين العربيتين في آسيا وأفريقيا وشهدت الدورة سيطرة كاملة للسباح العالمي والأولمبي التونسي أسامة الملولي، لكنها أبرزت في الوقت نفسه أسماء جديدة موهوبة بعضها صغير وواعد، خصوصا في السباحة، وبعضها الآخر تفجرت مواهبه في سن متأخرة قد لا تتكرر تجربته في الدورات المقبلة.

وسعى المنظمون منذ البداية إلى محاولة اعتماد بعض الألعاب مؤهلة إلى أولمبياد لندن 2012 فنجحوا في الحصول على ذلك في ألعاب القوى والسباحة، إضافة إلى الجمباز اعتبارا من الدورة الثالثة عشرة 2015 في لبنان، فتأهل في الرياضة الأولى 9 رياضيين من الجنسين سيشاركون في 9 اختصاصات، وفي الثانية 7 رياضيين من الجنسين أيضا سيشاركون في 21 سباقا.

ورصد المنظمون في سابقة للعادات والأعراف السائدة جوائز مالية اعتبروها تحفيزية للرياضيين ولجانهم الأولمبية، فحصلت مصر على أكثر من مليون و600 ألف دولار مقابل نحو 950 ألفا لتونس و700 ألف للمغرب ومبلغ قريب منه إلى قطر ورياضييها.

وأدخلت لعبة بناء الأجسام غير الأولمبية لأول مرة في تاريخ الدورات العربية، فبدلا من أن تكون علامة مضيئة تحولت إلى نقطة سوداء بسبب المنشطات التي أصابت أكثر الدول المضيفة كون 4 من رياضييها حصلوا على الذهب من أصل 8 أوزان قبل أن يجردوا منها، واعتمدت لعبة رفع الأثقال حسب المعيار الأولمبي باحتساب ميدالية واحدة لكل وزن بدلا من ثلاث حسب معايير الاتحاد الدولي لهذه الرياضة.

وغابت مصر بشكل تام ولافت عن سباقات الجري في ألعاب القوى مع أن ذهبيتي السرعة في 100 و200م في الدورة الماضية على أرضها عام 2007 كانتا في حوزة عدائها عمرو إبراهيم سعيود الذي لم يقدم شيئا في قطر للدفاع عنهما بعد أن وصل إلى نهائي السباق الأول ولم يبدأه ثم تخلف عن خوض الثاني.

وفقدت مصر هيبتها السابقة في السباحة أيضا، خصوصا في وجود ظاهرة الملولي الذي اعتبر في البداية «قرشا» تحول بعد انتهاء المنافسات إلى «أخطبوط» في الصحافة القطرية.

وتدين مصر بالفضل في نصف ذهبياتها العشر إلى الصاعدة فريدة عثمان (7 ذهبيات، اثنتان منها مع المنتخب)، بينما سيطرت تونس وللمرة الثانية بفضل الملولي الذي عوض غياب نجمة الدورة السابقة مواطنته مروة المثلوثي في ظل فشل شقيقها أحمد المثلوثي صاحب 4 ذهبيات عام 2007، بالقيام بهذه المهمة.

وتتركز قوة مصر في رياضات الدفاع عن النفس فأحرزت 5 من 16 في التايكوندو (مقابل 4 لتونس و3 لكل من المغرب والأردن) و7 من 16 في الكاراتيه (مقابل 3 للمغرب و2 لكل من الجزائر وتونس) و5 من 14 في المصارعتين الرومانية والحرة (مقابل 4 للعراق و3 للأردن و2 لتونس)، بينما تتمثل نقطة ضعفها في الملاكمة والجودو (ذهبية واحدة في كل منها).

ويبقى التفوق الآسيوي للعرب على الأفريقي في ما كان يعرف في القدم برياضتي الأمراء والنبلاء، الرماية والفروسية، رغم تألق مصر فيهما في معظم الأحيان.

وظهرت إلى العلن أسماء واعدة، خصوصا في رياضة السباحة التي طالبت أصوات بعدم السماح لبعض أصحاب السمعة والشهرة بالمشاركة إلا في عدد محدد من السباقات بعد أن التهم الملولي الأخضر واليابس، وذلك بهدف عدم حرمان الآخرين من اعتلاء منصات التتويج وتحفيزهم على تحقيق نتائج مشجعة.

وتألقت بشكل لافت وجذاب الشابة المصرية فريدة عثمان (16 عاما) وأعادت إلى الأذهان إنجازات مواطنتها رانية علواني عضو اللجنة الأولمبية الدولية حاليا، بإحرازها 7 ذهبيات (اثنتان منها مع المنتخب)، والمغربية سارة البكري (24 عاما) التي طوقت عنقها بخمس ذهبيات واحدة منها مع المنتخب و5 فضيات واحدة أيضا مع المنتخب، واللبنانية كاتيا بشروش (22 عاما) التي رفعت اسم بلدها عاليا بإحرازها 4 ذهبيات وبرونزيتين.