فيرغسون: مانشستر يونايتد دائما ما يكون أقوى في النصف الثاني للدوري

إيفرا يؤكد أن الخروج من دوري الأبطال كان ضربة للاستفاقة واستعادة الروح

TT

سوف يبدأ مانشستر يونايتد عام 2012 وهو على قمة الدوري الإنجليزي الممتاز في حالة عدم خسارته أمام بلاكبيرن روفرز في ليلة رأس السنة الجديدة، في الوقت الذي يلعب فيه مانشستر سيتي، متصدر جدول الترتيب بفارق الأهداف، في اليوم التالي. ودائما ما يراهن المدير الفني السير أليكس فيرغسون على أن فريقه يتمتع بالنفس الطويل في الدوري الممتاز، وهي السمة التي تميز فريقه عند توالي المباريات. وبعدما سحق يونايتد منافسه ويغان بخماسية نظيفة ونجح في سد الفجوة بينه وبين مانشستر سيتي، قال فيرغسون: «إنه موسم طويل. سأكون سعيدا لو حلقت في الصدارة، أو تقاسمت الصدارة مع مانشستر سيتي، في رأس السنة».

من الواضح أن الخبرة تلعب دورا أساسيا في مانشستر يونايتد، حيث نجح فيرغسون في الحصول على 12 لقبا للدوري الإنجليزي الممتاز، ويريد أن يقنع الجميع بأن فريقه يكون أكثر شراسة بعد منعطف العام. وثمة حقيقة مؤكدة على مدار الدوري الإنجليزي الممتاز وهي أن مانشستر يونايتد يجمع نقاطا أكثر في النصف الثاني من الدوري الممتاز، غير أن فارق نقطتين فقط عن أقرب منافسيه لا يعكس الاعتقاد السائد بأن مانشستر دائما ما ينهي الموسم بشكل أقوى من بدايته.

وعلاوة على ذلك، تكشف الأرقام عن حقيقة أخرى في كرة القدم وهي أن الفوز باللقب هو نتاج موسم كامل وليس نهايته فقط، والدليل على ذلك أن مانشستر يونايتد قد فاز باللقب أربع مرات في آخر خمسة مواسم على الرغم من حصوله على نقاط أقل في النصف الثاني من الدوري في ثلاثة مواسم. وربما يكون السبب في ذلك هو حسمه للبطولة قبل نهايتها بعدة أسابيع.

ومع ذلك، يمكن لمانشستر سيتي، وحتى توتنهام، أن يعقدا آمالا على أن حقيقة تحسن مانشستر يونايتد في عام 2012 ما هي إلا محاولة من فيرغسون لإيهام المنافسين بذلك وإعطاء فريقه دفعة معنوية كبيرة مع بداية العام الجديد.

من جهته، صرح مدافع مانشستر يونايتد باتريس إيفرا بأن فريقه أثبت أن «الفريق هو النجم» على ملعب أولد ترافورد، بعد أن تعامل مع الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا أمام فريق بازل السويسري على أنه حافز لصعوده إلى صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز.

وكان مانشستر يونايتد قد خرج من مرحلة المجموعات في دوري أبطال أوروبا في وقت سابق من الشهر الجاري عقب هزيمته بنتيجة هدفين مقابل هدف أمام فريق بازل السويسري، ويبدو أن وضع الفريق في البطولات المحلية لا يختلف كثيرا عن المنافسات الأوروبية، حيث خرج من كأس رابطة المحترفين أمام كريستال بالاس، كما أن الفريق كان متخلفا عن مانشستر سيتي بفارق خمس نقاط و17 هدفا، ولذا فإن مباراة الديربي التي ستقام الشهر المقبل في الدور الثالث لكأس الاتحاد على ملعب الاتحاد الخاص بسيتي سوف تكون مهمة للغاية لمانشستر يونايتد، فإما أن يخرج خالي الوفاض وإما أن يستعيد بريقه على الساحة المحلية.

ومنذ الهزيمة المريرة أمام بازل السويسري، لعب مانشستر يونايتد أربع مباريات وفاز بها جميعا، مسجلا 16 هدفا واهتزت شباكه مرة واحدة فقط، بما في ذلك الفوز على ويغان بنتيجة خمسة أهداف مقابل لا شيء. ولذلك، اعترف إيفرا بأن الإخفاق الأوروبي كان له تأثير إيجابي على الفريق في البطولة المحلية. وأضاف المدافع الفرنسي الدولي: «أعتقد أن الخروج المبكر من دوري أبطال أوروبا كان مخيبا للآمال، ولكنه كان بمثابة الصدمة التي استفاق عليها الجميع. وربما ينظر كل منا إلى نفسه في المرآة، ويقول: يمكننا القيام بأفضل من ذلك بكثير». واستطرد إيفرا قائلا: «إننا نقدم الآن ما يتوقعه الجمهور منا، وهذا هو سبب سعادتي. لا يوجد شيء سهل، ولذا فإننا نبذل مجهودات مضنية. وإذا توقفنا عن العمل بكل ما أوتينا من قوة واعتقدنا أن اسم يونايتد وحده يكفي، فسيكون ذلك خطأ كبيرا، وهذا هو السبب في أنه يتعين علينا الحفاظ على هذه القوة الدافعة وأن نثق في بعضنا البعض لأننا فريق كبير ويريد كل لاعب أن يظهر أنه يستحق اللعب». وأضاف إيفرا: «إذا ما فزنا وسجلنا الأهداف وحافظنا على شباكنا نظيفة، مثلما فعلنا أمام ويغان، فسنكون في الصدارة في نهاية الموسم الحالي. إننا في مركز جيد الآن، ولكن حتى أكون صادقا معكم، أنا أتطلع لرؤية مانشستر يونايتد في الصدارة في كل وقت».

وعلى الرغم من تلقي مانشستر يونايتد لهزيمة غير مسبوقة في مباراة الديربي أمام مانشستر سيتي بنتيجة ستة أهداف مقابل هدف وحيد في معقله في أولد ترافورد في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، فإن تحقيق الفريق للفوز في ثماني مباريات وتعادله في مباراة واحدة في التسع مباريات التالية قد أعاد الفريق إلى سباق المنافسة على اللقب ونفى احتمال حصول مانشستر سيتي على أول لقب له بدون منازع منذ عام 1968. وقد حقق الفريق هذه الانتصارات على الرغم من الإصابات التي يعاني منها، وهو ما أدى إلى غياب 10 لاعبين عن الفريق في مباراة ويغان، إما بسبب الإصابة أو بسبب المرض.

ومن المتوقع أن يعود المدافعان فيل جونز وكريس سمولينغ لصفوف الفريق بعد تعافيهما من المرض لمواجهة بلاكبيرن يوم السبت، بينما سيتم إعادة تقييم مشكلة عودة ريو فرديناند مرة أخرى قبل نهاية الأسبوع.

وقد أجبرت تلك الإصابات السير أليكس فيرغسون على إشراك مايكل كاريك وباتريس إيفرا في وسط الملعب الدفاعي أمام ويغان، وذلك بسبب الإصابة التي لحقت بجوني إيفانز. وعلى الرغم من كل تلك الإصابات، فلا يزال مانشستر يونايتد يطارد مانشستر سيتي على الصدارة.

ومع ذلك، يصر إيفرا على أن قدرة مانشستر يونايتد على التغلب على مشاكل الإصابات بمثابة دليل قوي على قوة الشخصية داخل غرفة خلع الملابس. وأضاف المدافع الفرنسي، الذي حمل شارة قيادة الفريق في غياب نيمانيا فيديتش وفيرديناند: «هذه هي روح مانشستر يونايتد التي تمكن الفريق من اللعب في أي مكان وفي أي موقف. إذا كنت ترغب في الفوز، عليك أن تقبل ذلك. عندما قالوا لي إنني سألعب في منتصف الملعب أمام ويغان، قلت: حسنا، سيكون ذلك شيئا سهلا بالنسبة لي. الفريق هو النجم، وليس لاعبا واحدا فقط، وهذا هو السبب وراء لعبي أنا ومايكل كاريك في منتصف الملعب وأن نرى أنطونيو فالنسيا يلعب في مركز الظهير الأيمن.. سوف نفوز في المباريات بفضل الجهد الذي يبذله الفريق والروح التي يتحلى بها، وهذا هو السبب في الثقة التي أشعر بها. لقد تحدثت منذ البداية – وأنا ألعب هنا منذ ست سنوات – عن الروح التي يمتلكها مانشستر يونايتد. في الواقع، لا توجد هذه الروح في أي فريق آخر، وهذا هو الفرق بين أي فريق ومانشستر يونايتد، ولذا فأنا فخور للغاية لأنني ألعب هنا».

وعلى الرغم من قدرة مانشستر يونايتد على تجاوز أزمة الإصابات حتى الآن، يعترف إيفرا بأنه من غير المتوقع أن يساند الحظ فريقه حتى نهاية الموسم، وأضاف: «إنني قلق إلى حد ما لأننا في حاجة إلى أن يكون جميع اللاعبين في كامل لياقتهم حتى نتمكن من الفوز باللقب. لقد بدأت الإصابات تسبب إزعاجا كبيرا لنا لأن هذه ليست السنة الأولى التي نعاني فيها من كثرة الإصابات. أتذكر أنني لعبت في الخط الخلفي مع مايكل كاريك ودارين فليتشر منذ عامين أو ثلاثة أعوام بسبب تلك الإصابات اللعينة، ولذلك فإنها ليست المرة الأولى التي نمر بهذا الموقف. ولكني أرجو أن يكون الجميع في كامل لياقتهم لأن مباراتنا أما بلاكبيرن ستكون في غاية القوة وسنكون بحاجة إلى جميع مدافعينا. إنني محظوظ للغاية لأنني الوحيد الذي لم يعان من الإصابة».