غاريث بال.. القطار السريع الذي يقود توتنهام للنجاح

الجناح الطائر الذي تطارده أندية أوروبا الكبرى أثبت أنه الورقة الرابحة للفريق

TT

بعد أن وجد اللاعب الويلزي المتألق في صفوف توتنهام الإنجليزي غاريث بال نفسه محاصرا بلاعبين وفي بعض الأحيان بثلاثة لاعبين ناحية اليسار، توغل إلى منتصف الملعب ليحلق بفريقه بين الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وبفضل هذا الأداء الراقي، يسعى المدير الفني لتوتنهام هاري ريدناب لإعطاء لاعبه الذي يتسم بالسرعة الكبيرة «دورا حرا» في الملعب منذ نهاية الموسم الماضي.

لقد قدم بال أداء مذهلا أمام فريق إنترميلان الإيطالي في بطولة دوري أبطال أوروبا وتلاعب بالنجم البرازيلي مايكون، وهو ما جعل الجمهور يضيف هتافات جديدة للفلكلور الكروي مرددين: «تاكسي لمايكون» على سبيل التهكم من عدم قدرته على اللحاق ببال.

لقد بدأ المديرون الفنيون للفرق المنافسة دراسة كيفية إغلاق ناحية اليسار أمام النجم الويلزي، وهو ما جعل ريدناب يمنحه حرية الحركة داخل المستطيل الأخضر حتى يتخلص من الرقابة الصارمة المفروضة عليه. وقد كان تغير مكان بال للعب في وسط الملعب في طريقة 4 - 2 - 3 - 1 واضحا للغاية أثناء مباراة توتنهام أمام فريق نوريتش سيتي والتي سجل خلالها بال هدفي الفوز لفريقه.

لقد تحرك بال في كل جزء من أجزاء الملعب، في اليسار واليمين والوسط، وقدما أداء رائعا من خلال تعاونه مع كل من لوكا مودريتش ورافائيل فان در فارت وإيمانويل أديبايور، ونجح في تسجيل هدفين. إن أداءه القوي وسرعته الفائقة في منتصف الملعب سوف تضعان دفاعات الفرق المنافسة في مأزق كبير.

وقال بال: «دائما ما ألعب على أطراف الملعب. لقد لعبت في الهجوم مع منتخب ويلز مرة أو مرتين، ولكني لم أفكر قط في اللعب في وسط الملعب. ولكن بعدما أصبحت الفرق المنافسة تضع في طريقي لاعبين أو حتى ثلاثة لاعبين، كان يتعين علي القيام بشيء مختلف، وأنا أستمتع بذلك. إنه أمر مثير للغاية. على مدى الأشهر الـ12 الماضية، كان يتعين علي تغيير طريقة لعبي لأن الفرق المنافسة كانت تضع لاعبين في طريقي ناحية اليسار، ولذا فأنا أميل للعب في داخل الملعب بشكل أكثر الآن».

وأضاف نجم توتنهام: «يتحسن أدائي بمرور الوقت، ولا سيما عندما ألعب بشكل حر، حيث يمكنني ذلك من تقديم أفضل ما عندي. لقد كان يتعين على تغيير طريقة لعبي، وهو ما جعلني أقدم أداء أفضل».

ويعتقد ريدناب أن بال لاعب متكامل من الناحية البدنية والمهارية، ويقول: «يمكنه اللعب برأسه بشكل جيد لأن طوله يصل إلى 183 سم، كما يتمتع بقوة بدنية هائلة مثل الثور. إنه رائع في الجري والمراوغة والتسديد. في الواقع، لديه الكثير من المهارات والإمكانات. لقد منحته دورا حرا داخل الملعب بين خطي الوسط والدفاع، ولذا أصبح من الصعب مراقبته».

إن التحرك المرن لبال جعل الفرق المنافسة غير قادرة على التنبؤ بما سيقوم به توتنهام. وعن ذلك يقول بال: «إذا كانت طريقة معينة لا تجدي فمن الممكن تغييرها، إننا قابلون للتكيف، وهو ما يصعب الأمور على الفرق الأخرى».

ولم يستطع مدافعو نوريتش سيتي التعامل مع النشاط الهجومي لبال، كما بدأت الجماهير تتوقف بشكل تدريجي عن الإساءة له. ويقول بال: «يحدث هذا كل أسبوع، ولم يختلف الأمر ولكني أستطيع إيقافهم عن الإساءة لي من خلال تسجيل الأهداف».

يذكر أن بال قد سجل سبعة أهداف مع فريقه خلال الموسم الجاري، وعن ذلك يقول: «إنه لأمر جيد أن تساهم في نجاح فريقك»، قبل أن يشدد على الأداء الجماعي للفريق، قائلا: «الفريق بأكمله يساهم في النجاح، وهناك الكثير من اللاعبين الذين سجلوا أهدافا، وهذا أمر رائع للفريق. نأمل أن نحافظ على الأداء الذي نقدمه، وأن نواصل التقدم في جدول الترتيب».

ومما لا شك فيه أن مثل هذه الموهبة الفذة لن تخفى على نادي ريال مدريد، ومن المؤكد أيضا أن الأداء الرائع والسرعة والمهارة الفائقة لبال سوف تجعله نجما ساطعا حتى وسط الكوكبة التي يزخر بها النادي الإسباني. وربما ينتقل النجم الويلزي يوما ما إلى صفوف النادي الملكي الذي يتمتع بالسحر والبريق والإمكانات المادية الهائلة، وربما لا يستطيع رئيس توتنهام، دانيال ليفي، أن يقاوم الإغراءات المادية الكبيرة للعملاق الإسباني.

ويحظى بال بإعجاب كبير داخل توتنهام بفضل أدائه القوي وتوازنه الرائع. ويقول ريدناب: «لا توجد نقطة ضعف في طريقة لعبه، والأهم من ذلك كله أنه شخصية رائعة وجذابة».

ويتمتع بال بالحيوية في توتنهام واللعب بشكل حر داخل المستطيل الأخضر والوصول مع فريقه للمركز الثالث في الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق سبع نقاط خلف مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد، علاوة على أن الفريق يتبقى له مباراة مؤجلة.

وقبل انطلاق المباراة أمام نوريتش سيتي، دخل بال ولاعبي توتنهام في مناقشات حول حقيقة أن أندية آرسنال وتشيلسي وليفربول ومانشستر سيتي كانت دائما ما تتعادل في المباريات التي تلعبها في فترة الأعياد قبل نهاية العام، وقال بال: «تحدثنا عن ذلك قبل المباراة، وعن أن الكثير من الفرق بالقرب منا في جدول الترتيب دائما ما تفقد نقاطا في أعياد الميلاد، ولذا كان من المهم للغاية أن نفوز بذلك اللقاء حتى نضع مزيدا من الضغوط على الفرق الأخرى، سواء التي تسبقنا أو تلينا في جدول الترتيب».

يذكر أن توتنهام سوف يلعب أمام هذه الفرق الأربعة في ملعبها. وقال بال: «في نهاية المطاف، نحن نعلم أننا إذا تخاذلنا فإن هذه الفرق سوف تنقض علينا، ولذا يجب علينا أن نكون في كامل تركيزنا في كل مباراة. إنه لشيء رائع أن تكون في المركز الثالث ولكن يتعين علينا مواصلة التركيز في المباريات. لم نصل حتى الآن لمنتصف الموسم، وتمثل كل مباراة أهمية قصوى بالنسبة لنا، وإذا تعثرنا فسوف تنقض علينا الفرق الأخرى، كما فعلنا نحن خلال الأسبوع الجاري وانقضضنا على الفرق التي تعثرت. وفي النهاية، يتعين علينا أن نواصل التركيز والفوز في أكثر عدد من المباريات، ولا سيما أمام الفرق الكبيرة».

ويتجه بال الآن إلى ملعب الحرية لمواجهة فريق سوانزي سيتي غدا، وعن ذلك يقول: «ستكون تجربة جيدة، أتمنى أن يتم استقبالي بصورة جيدة. لقد لعبت على هذا الملعب مرات قليلة عندما كنت أشارك مع منتخب ويلز، وهو ملعب رائع. يقدم فريق سوانزي كرة قدم رائعة، والجميع يعرف كيف يلعب هذا الفريق، ولذا ستكون مباراة في غاية الصعوبة».

وسوف يكون العام القادم رائعا بالنسبة لبال، ليس فقط لأن توتنهام ينافس على اللعب في دوري أبطال أوروبا، ولكن لأنه من المؤكد أنه يشارك ممثلا لويلز في منتخب بريطانيا بأولمبياد لندن. ويعتقد أنه يمكنه الفوز في سباقات العدو أيضا بسبب سرعته الفائقة!.