أنشيلوتي يبدأ تجربة جديدة مع سان جيرمان ويحلم بالثنائي كاكا وباتو

المدرب الإيطالي أرجأ توقيع العقد الذي تردد أنه يبلغ 7 ملايين يورو للعام

TT

خمس ساعات ونصف الساعة لم تكن كافية، وإلى الآن لم يتم أي شيء، فلم يثمر اللقاء الذي جمعه مع ليوناردو مسؤول باريس سان جيرمان عن شيء، ولم يتم التوقيع على العقد المغري الذي أعده ملاك النادي القطريون، وسبب هذا التعثر، وهو عدم التوافق المتعلق بالطاقم الفني المعاون به، وربما يتعلق الأمر بمساعده وعدم رجل الثقة الذين يود المدير الفني الجديد كارل أنشيلوتي حملهم معه إلى باريس.

إن المدير الفني السابق للميلان يؤمن كثيرا بعمل الطاقم، وأنه يحتاج الثقة المطلقة، على طريقة أليكس فيرغسون مانشستر يونايتد، ومن هنا كان الاختلاف في الآراء. ما خلا ذلك، لن تكن هناك أي مشكلات خاصة، فليست محل جدل لا الجوانب المادية في عقد أنشيلوتي ولا حتى تلك الخاصة بمدرب أحماله الذي يحظى بثقة كبيرة جيوفاني ماوري. إذن ليست هناك مشكلة حقيقية بين الطرفين، وسيتم استئناف الحوار بينهما بشأن الطاقم الفني فقط ويسيطر التفاؤل على الجولة الثانية من الحديث. شريطة عدم حدوث خلافات كبرى، من المفترض أن يتم إنهاء الأمر خلال الساعات المقبلة إيجابيا. كما أن إرادة أنشيلوتي، من جهة أخرى، واضحة، فإذا كانت نية الانتقال إلى باريس سان جيرمان ليست أكيدة لديه بعد ما كان ليقطع عطلته ليسافر من فانكوفر إلى باريس.

إن المدير الفني السابق لفريق تشيلسي الإنجليزي مدعوم بقوة الاتفاق الذي توصل إليه مع النادي الفرنسي الذي أصبح مملوكا للعائلة المالكة القطرية منذ عدة أيام مضت. وكان من المفترض أن يكون أمس مجرد شكليات بسيطة، حيث تبادل القبلات والعناق في متنزه الأمراء، حيث يوجد استاد ومقر نادي باريس سان جيرمان، وكذا توقيع على العقد الثري لعامين ونصف العام مقابل 7 ملايين يورو في الموسم الواحد. وعلى العكس تعطل كل شيء. وصل أنشيلوتي، الذي كان في انتظاره المدير العام للنادي بلان والمدير الرياضي ليوناردو، إلى مقر النادي الباريسي في الساعة الثانية ظهرا وخرج منه، من دون الإدلاء بتصريحات، في الساعة السابعة والنصف برفقة مدرب الأحمال ماوري. اعتقد البعض أن طول فترة الاجتماع ترجع إلى البدء في التخطيط فورا لسوق الانتقالات والعمل في الفترة الوجيزة المقبلة، وعلى العكس تم استغراق الخمس ساعات ونصف الساعة، بينما كان يقبع أمام المقر مجموعة من المشجعين في ظل برودة الجو الشديدة، في محاولة التوصل لاتفاق تم تجميده إلى الآن. وتحول الإعلان المتوقع إلى توديع وتواعد على اللقاء مرة ثانية في اليوم التالي.

لو صار الأمر هكذا، فإن كارلو سيبدأ في ضخ الحياة في مشروع طموح يؤمن به شيوخ قطر كثيرا وقد استثمروا فيه بالقدر ذاته. إنه مشروع يحمل طعما خاصا ومميز بالعطر «الإيطالي» المعروف. في فكر أنشيلوتي، سيحمل فريق باريس سان جيرمان الكثير من ألوان الميلان السوداء والحمراء، بدءا منه ومن ليوناردو، بكل تأكيد. لكن في الملعب أيضا، سيكون متاحا لديه باستوري، والذي دائما ما امتدحه كارلو (علاوة على غالياني)، وبيكام، الذي دربه أنشيلوتي حينما تمت إعارته لأول مرة من غالاكسي. وبعدها هناك الأحلام، والتي أولها يقود إلى كاكا، قلب فريق الميلان الذي دربه أنشيلوتي، بينما الحلم الأحدث يتعلق بباتو المنشق. إن التصريحات الأخيرة للمهاجم البرازيلي الشاب في باريس قد أثارت النفوس والخيالات، وكتبت صحيفة «ليكيب» عنوانا يقول: «باريس تغير عصرها»، ومعها صورة باتو. ثم «أنشيلوتي يوقع مع باريس سان جيرمان وقد خاطب الميلان بالفعل للحصول على باتو»، (وهي أنباء لا تأكيد ولا نفي من جانب مسؤولي النادي الإيطالي. وتردد أيضا أن وكيل مهاجم الميلان الشاب غيلمار فوليز قد التقى إداريي النادي الفرنسي، هذا صحيح، لكن فوليز نفى أيضا حديثه عن باتو).

بعيدا عن الرغبات الباريسية، حول الأمر برمته يبقى الإحساس بإمكانية الاستغناء من جانب الميلان (أمام عرض كما ينبغي سيتم تقييمه)، وكذا صعوبة إتمام الصفقة في يناير (كانون الثاني) المقبل، أيضا لأن تيفيز ليس موجودا بعد ولا بد معرفة كيف سيندمج في الفريق، علاوة على مسألة أن اللاعب الأرجنتيني لن تتم الاستفادة منه في دوري الأبطال. إن الاستغناء عن باتو في منتصف الموسم يساوي قفزة قوية في الظلام، ومن الأكثر عقلانية التفكير في الصيف المقبل.

إلى ذلك، سنعرف في الأيام المقبلة إذا كانت المسألة ستتحول إلى تحسن في العلاقة أم حرب باردة بين باتو وماسيمليانو أليغري مدرب الميلان، حيث يلتقي الاثنان بعد تصريحات المهاجم البرازيلي والتي قال فيها: «إذا كان يتعين علي التحسن فينبغي على أليغري أن يخبرني بأي طريقة. من حين لآخر يقدم لي شرحا، لكن أي مدير فني من المفترض أن يقترح على لاعبيه كيف يصوبون عيوبهم. أنشيلوتي، على العكس، كان يحدثني ويقول لي ما ينبغي فعله في الملعب». هكذا تحدث أليكساندر في مقابلة صحافية مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» و«كورييري ديلو سبورت»، كاشفا عن حالة انزعاجه بسبب الانتقادات الكثيرة للمدير الفني والجلوس المتكرر على مقعد البدلاء.