الرياضيون يودعون 2011 على وقع فساد الإمبراطورية الكروية.. وهيمنة الأقزام «العمالقة»

الثورات العربية شلت نصف الملاعب العربية.. وبن همام وقع ضحية الديكتاتور

TT

يُعد عام 2011 الذي ينتظر قطع ورقته الأخيرة غدا واحدا من أغرب الأعوام وأعجبها من حيث كم الأحداث التي حملها في طياته على كافة الأصعدة والمجالات، حيث إن غرابة وعجائب هذا العام طالت المجال الرياضي كغيره من المجالات، لذلك كان لـ«الشرق الأوسط» وقفة تستعرض من خلالها أبرز ما حمله هذا العام من أحداث مهمة وغريبة أو خارجة عن المألوف في عالم الرياضة، وذلك من خلال خمسة عناوين رئيسية تضم تحتها العديد من الأحداث الفرعية، وإليكم التفاصيل:

* الكرة الآسيوية تمنع من رئيسها

* في الوقت الذي كانت فيه عيون الآسيويين تتجه صوب الكرسي الأعلى والأكبر رياضيا «منصب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم» طامعين ومتأملين في ممثلهم القطري محمد ابن همام ليتسلم هذا الكرسي وهو الذي كان منافسا قويا حينها للسويسري جوزيف بلاتر «الرئيس الحالي»، وبين التطلع والترقب والتشوق والأمنيات بأن يجلس ابن همام كأول آسيوي على كرسي رئاسة الفيفا، حضرت الصدمة التي قصفت بكل التوقعات بعدما أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم إيقاف القطري محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم مدى الحياة لاتهامه بتقديم رشى قبل الانتخابات لمنصب رئيس الفيفا التي جرت في مطلع شهر يونيو (حزيران) الماضي، وجاء إيقاف ابن همام على خلفية اتهامات طالته بشراء أصوات خلال اجتماعه في اتحاد الكونكاف «أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي»، وتم اتهام ابن همام بتقديم مظاريف مغلقة كل منها يحتوي على مبلغ 40 ألف دولار، وبعد هذا القرار الذي يصفه متابعون مهتمون بالشأن الرياضي الآسيوي والدولي بأنه الحدث الأكبر.. وسط إشارات منهم أن السويسري بلاتر استخدم سلطته لإقصاء منافسه الأشرس والأعنف ابن همام وإزاحته عن طريقه، ليجد ابن همام نفسه بعدما كان مرشحا قويا لكرسي الفيفا موقوفا عن مزاولة العمل في الاتحاد الآسيوي، لتهتز الكرة الآسيوية بفقد رئيسها، ليتسلم الصيني تشانغ جيلونغ منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي بشكل مؤقت حتى يحين موعد عقد الجمعية العمومية غير العادية.

* جسد الفيفا يتلطخ بوحل الفساد

* «لدينا حالات فساد في الفيفا مثل القطاعات الأخرى».. هذه هي المقولة التي أطلقها النائب الثاني لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الأرجنتيني خوليو غروندونا، إضافة إلى سيليفا شينك كبيرة مستشاري منظمة الشفافية الدولية في الجانب الرياضي التي قالت إن «فضائح الرشوة المتتالية دفعت الرأي العام في الفيفا للوصول إلى أدنى مستوياته على الإطلاق»، فهناك أحداث كثيرة وتصريحات متبادلة بين مسؤولين كبار في مجالاتهم الرياضية وغيرها بشأن القضايا التي باتت تهدد سمعة ونزاهة الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهذه الأحاديث والمخاوف نشأت عقب ظهور تصريحات متعلقة بالرشى واتهامات طالت مسؤولين كبارا بشأن فوز الدولتين روسيا وقطر لتنظيم مونديالي 2018 و2022 على التوالي، أعقبها التنافس والصراعات التي سبقت الانتخابات المتعلقة بمنصب رئيس الفيفا والإيقافات التي طالت منسوبين كبارا يتقدمهم القطري محمد بن همام كما ذكرنا في النقطة السابقة، ونائب الرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا «السابق» الجامايكي جاك وارنر، خصوصا بعد مطالبات الأول (ابن همام) لجنة الأخلاق بالتحقيق مع بلاتر والأحاديث التي أدلى بها جاك وارنر أيضا حول نزاهة وعدم مصداقية السويسري بلاتر وأن الفساد بات يستشري بجسد الفيفا، كل هذه الأحاديث والأحداث باتت خلال هذا العام بمثابة الهزات التي يتعرض لها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، هذه الأحداث وغيرها دفعت الفيفا لإبرام اتفاقية مع منظمة الشرطة الدولية «الإنتربول» مقابل 20 مليون يورو لمكافحة التلاعب في نتائج المباريات والفساد الكروي.

* عودة الغائبين..وأبطال جدد

* بعيدا عن هموم وأحداث الرياضة خارج الملعب، نسلط الضوء تحت هذا العنوان الفرعي على أبرز الفرق التي نجحت في تحقيق بطولات بعد غياب طويل أو تحقيق بطولة لأول مرة في تاريخها وذلك خلال عام 2011، البداية مع الحدث الأغلى والأهم وهو فوز منتخب أوروغواي بلقب بطولة كوبا أميركا 2011 بعد غياب امتد لـ16 عاما، حيث كانت آخر بطولة يحققها المنتخب في عام 1995، وعلى صعيد القارة الآسيوية حيث فريق السد القطري الذي نجح بتحقيق لقب دوري أبطال آسيا للمرة الثانية في تاريخه، بعدما امتد غياب النادي القطري عن اللقب لمدة 22 عاما، أما على صعيد الدوريات المحلية البداية في فرنسا ومع نادي ليل الفرنسي الذي عاد لتحقيق لقب الدوري الفرنسي للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب كبير وطويل استمر لمدة 57 عاما، قبل أن ينجح في تحقيق لقب الدوري واستعادته بعد هذا الغياب الطويل، ثانيا نادي إيه سي ميلان الإيطالي الذي عاد لتحقيق لقب الكالتشيو الإيطالي بعد غيابه لسبعة مواسم إثر سيطرة كبيرة من غريمه التقليدي «إنترميلان» الذي نجح في تحقيق لقب الدوري طيلة مواسم غياب الميلان، وبتحقيقه الأخير للقب الدوري موسم 2011 يعود نادي ميلان ليكون النادي الثاني من حيث عدد الألقاب 18 لقبا عقب السيدة العجوز «يوفنتوس» الذي حقق 27 بطولة دوري طوال تاريخه.

وفي ألمانيا عاد فريق بوروسيا دورتموند لتحقيق لقب الدوري بعد غياب دام واستمر لمدة 9 مواسم، وبتحقيقه للقب البطولة يكون إجمالي ألقاب الدوري التي حققها «7 ألقاب» معادلا فريق شالكه، وفي الدوري الهولندي عاد فريق أياكس أمستردام لتحقيق لقب الدوري بعد غياب دام 6 مواسم، وبذلك يعود كبير هولندا للقمة مجددا بعدما منح إيندهوفن وألكامار وتفينتي انشخيده للتعاقب على تحقيق لقب البطولة، ويملك فريق أياكس الهولندي 28 لقبا للدوري الهولندي، أما في الدوري البلجيكي فقد نجح فريق كريك جينك البلجيكي في تحقيق لقب الدوري للمرة الثانية في تاريخه بعدما حقق لقب البطولة في المرة الأولى موسم 2001-2002 ليعود في 2011 ويحقق اللقب الثاني في تاريخه، وفي النمسا عاد فريق شتورم غراتس لتحقيق لقب الدوري للمرة الثالثة في تاريخه بعد غياب استمر لمدة 12 عاما وذلك منذ عام 1999، ونجح فريق غراتس بتحقيق لقب البطولة بعدما ابتعد بالصدارة عن أقرب منافسيه «ريد بول سالزبورغ» بفارق 10 نقاط، وعلى صعيد الدوريات العربية يأتي ويبرز اسم فريق لخويا القطري الذي نجح في تحقيق لقب البطولة «دوري النجوم القطري» لأول مرة في تاريخه وهو النادي الذي رأى النور وتأسس في عام 2009 ليضع نفسه كأحد الفرق المنافسة في الكرة القطرية، وفي الإمارات لم يكن نادي الجزيرة بعيدا عن لخويا القطري إذ كان حضوره وتحقيقه للقب الدوري جاء بعد عناء طويل ومشوار صعب حيث نجح الجزيرة الإماراتي بتحقيق لقب الدوري الإماراتي للمرة الأولى في تاريخه الذي يمتد لأكثر من 37 عاما كان بعيدا فيها عن تحقيق لقب الدوري، وفي الجزائر انضم فريق «جمعية أولمبي الشلف» لقائمة الأبطال الجدد وذلك بعدما حقق لقب الدوري الجزائري للمرة الأولى في تاريخه وهو النادي الذي تم تأسيسه عام 1947، بمعنى أنه ظل بعيدا عن اللقب لأكثر من 60 عاما.

وفي سوريا نجح فريق الشرطة في العودة للقمة من جديد بعد تحقيق للقب الدوري السوري عام 2011 بعد غياب امتد لـ31 عاما، وبتحقيقه للقب الأخير يكون في جعبة الفريق بطولتين خاصة بالدوري السوري، وأخيرا في موريتانيا عاد فريق إف سي نواذيبو لتحقيق البطولة الخاصة بالدوري هناك للمرة الثالثة في تاريخه وذلك بعد غياب دام لمدة 9 أعوام.

* الثورات العربية وتوقف الدوريات الكروية

* تسببت الثورات العربية التي طالت العديد من الدول في توقف الحياة في الأنشطة الرياضية هناك، حيث توقف الدوري التونسي لمدة امتدت لأكثر من 3 أشهر، وفي مصر توقفت الحياة في الدوري المصري لمدة جاوزت الشهر وذلك ابتداء من 22 يناير (كانون الثاني) الماضي حتى عادت الحياة في 13 من شهر أبريل (نيسان)، ورغم ذلك شهدت الفترة التي جاوزت شهر أبريل توقفات متعددة وقليلة بسبب أحداث ثورة 25 يناير التي تطفو على السطح ما بين تارة وأخرى، أما في ليبيا حيث الرياضة تأثرت بشكل أكبر من سابقيها بعد أن توقفت منافسات الدوري في موسم 2010-2011 منذ تاريخ 14 فبراير (شباط) الماضي ولم يستأنف حتى الآن بسبب الأحداث المتتالية للثورة الليبية التي تم من خلالها إسقاط النظام السابق برئاسة العقيد معمر القذافي وإحلال حكومة جديدة مكان الحكومة السابقة، وهو الأمر الذي جعل استئناف الرياضة يتأخر لفترة كبيرة، أخيرا نأتي للدوري اليمني حيث التوقفات والانسحابات التي حدثت هناك عقب الثورة اليمنية التي ما زالت أحداثها مستمرة، وتسببت هذه الثورة بهبوط 3 أندية لدوري الدرجة الثانية بعدما انسحبت عن المشاركة علاوة على غياب العديد من الفرق عن المباريات ليضطر بعدها مسؤولي اللعبة هناك بإلغاء المواجهة واحتساب الفريق الحاضر فائزا بثلاثة أهداف دون رد على حساب الفريق الذي غاب عن الالتزام بموعد المواجهة.

* اعتزال النجوم الكروية..الظاهرة رونالدو أبرزهم

* شهد عام 2011 اعتزال عدد من النجوم الكرويين الكبار حول العالم، يتقدمهم نجم الكرة البرازيلية وأحد أبرز هدافي العالم البرازيلي رونالدو، حيث يعتبر الأخير أحد أبرز هدافي نهائيات كأس العالم إذ يملك في رصيده 15 هدفا سجلها في 4 مشاركات أعوام «1994 و1998 و2002 و2006»، حقق لقبين من أصلها، وبالعودة لقائمة اللاعبين المعتزلين التي أوردها موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على الشبكة العنكبوتية، حيث يأتي عقب الظاهرة البرازيلية رونالدو الإيطالي فابيو كانافارو الذي أنهى مشواره الرياضي الطويل مع فريق الأهلي الإماراتي، بعد أن لعب كانافارو للعديد من الأندية العالمية «نابولي وبارما وإنترميلان ويوفنتوس وريال مدريد»، إضافة للفرنسي باتريك فييرا الذي ودع ملاعب كرة القدم هذا العام 2011، وكان فييرا قد ارتدى شعار العديد من الأندية في مشواره الطويل مثل آرسنال واليوفي وإنترميلان وأخيرا المان سيتي، وبعد توديعه للملاعب انخرط فييرا كمساعد فني في الجهاز التدريبي لفريق مانشستر سيتي.

وفي إنجلترا حيث ثلاثي فريق مانشستر يونايتد الذي ودع بداية مع الدولي الإنجليزي سكولز الذي ودع الكرة في شهر مايو (أيار) الماضي وارتدى القميص الفني في ناديه «يونايتد» كمساعد للداهية وكبير المدربين فيرغسون، إضافة للحارس الهولندي العملاق فان دير سار صاحب الرقم القياسي في خوض المباريات مع ألمان يونايتد، وكان فان دير سار اختير كأفضل حارس في أوروبا 4 مرات طوال تاريخه، إلا أنه في العام الحالي فضل اعتزاله على الاستمرار في الملاعب راغبا في منح العديد من وقته لعائلته التي حرمت منه كثيرا، وأخيرا يأتي الظهير الدولي الإنجليزي السابق غاري نيفيل الذي فضل الراحة بعدما حقق جميع الألقاب والأهداف التي كان يسعى إليها كلاعب بحسب حديثه، كما ودعت الكرة الأرجنتينية اثنين من أبرز اللاعبين وهما المدافع روبرتو أيالا الذي ترك بصمة كبيرة في الملاعب الأوروبية خصوصا مع نادي فالنسيا الإسباني، إضافة للمهاجم الأرجنتيني المخضرم الذي منح بلاده بطاقة العبور لمونديال 2010 مارتن باليرمو، الذي يعتبر أفضل هدافي فريقه بوكا جونيورز برصيد 236 هدفا.

* فرقة الأقزام «برشلونة».. لا جديد تحت الشمس

* كان من غير الإنصاف أن نتجاوز 2011 دون التطرق للفريق الأكثر إمتاعا عبر التاريخ.. كيف لا وهو يضيف في هذا العام إلى سجله الكبير بطولة أندية العالم.. ليثبت أنه فريق ظاهرة بنجوم مختلفين جدا يقودهم الداهية الأرجنتيني ميسي.. وبفكر تدريبي جديد تحت الإدارة الفنية للإسباني غوارديولا.. وليس بجديد أن ينال ميسي كل الأفضليات الشخصية كأفضل لاعب كرة قدم في العالم.. إلا أن المناهج التكتيكية التي يتبعها غوارديولا قد خلقت جدلا في الأوساط الكروية.. حيث اعترف الجميع بكفاءته.. كمدرب منح كرة القدم مناهج جديدة ستكون عنوانا لكرة قدم حديثة.. جعلت من لاعبين وصفوا بالأقزام من فرط تدني متوسط الطول لديهم.. أشبه بالآلات وهم يتناقلون الكرات فيما بينهم.